الطريق التاريخية للحج المسيحي من القسطنطينية الى اورشليم(من313-1453)
الطريق التاريخية للحج المسيحي من القسطنطينية الى اورشليم(من313-1453)
دير القديس جاورجيوس الحميراء “وادي النصارى” و قلعة الحصن التاريخية معلمان اثريان مترابطان وطريقا الحج المسيحي بعد انتصار المسيحية ببراءة ميلان الى سقوط القسطنطينية 1453…
الحج المسيحي الرومي الى القدس 313ـ 1453 م
بدأت طقوس الحج المسيحي الرومي الى مدينة القدس مع تحول الامبراطورية الرومانية الى الديانة المسيحية على ايدي الامبراطور البيزنطي الاول (قسطنطين) الإمبراطور الاول للامبراطورية الرومية البيزنطية وخلفائه، اعتباراً من اصدار منشور ميلان في العام 313 م ، واستمرت تلك الطقوس اكثر من 1150 سنة، وذلك مع استمرارية الامبراطورية الرومية البيزنطية وحتى سقوط مدينة القسطنطينية عاصمة الروم على يد السلطان العثماني محمد( الفاتح ) في العام 1453 م .
ولأسباب متعددة من اهمها، قوة البحرية الرومية البيزنطية الكبيرة وتمكنها الدائم من حماية الطريق البحري الدولي من القراصنة، طيلة احدى عشر قرناً ونصف من حكم الروم البيزنطيين، كانت طريق الحج البحرية الى القدس، اكثر اماناً بكثير، من الطرق البرية، حيثُ كانت سفن الحجاج الروم تبحر من مرفأي “اسكودار” و “امينيونو” في القسطنطينية، الى مرافيء جزيرة قبرص، ومنها الى مدينة طرطوس “انترادوس” على الساحل السوري ( الفينيقي ) .
حيث اطلق الاباطرة الروم على طرطوس اسم “القسطنطينية الصغيرة” لتشابه تضاريسها البحرية مع عاصمتهم وايضاً لوجود “كاتدرائية سانتا ماريا دي تورتوسا” الكنيسة الاقدم للسيدة مريم العذراء فيها، و هي الكنيسة التي تعود الى القرن الاول للمسيحية و تعتبر من اقدم الكنائس المسيحية في العالم وهي اليوم متحف طرطوس.(انظرها في موقعنا باب آثارنا المسيحية)
دير القديس جاورجيوس وقلعة الحصن معلمان رئيسان من معالم طريق الحج الرومي من القسطنطينية الى أورشليم “القدس”
وفي مدينة طرطوس ، كانت طرق الحج الرومية البيزنطية تتحول من الطريق البحرية الى طريق العربات البيزنطي المرصوف، الطريق البرية الرومية ، بسبب الامان ( السلام الرومي ) داخل فينيقيا الثانية البحرية و فينيقيا الشامية، وصولا الى فلسطين بحسب خط السير التالي
ـ مدينة طرطوس الاسقفية ـ اسقفية صافيتا ( كنيسة مار ميخائيل الاسقفية الرومية ) في البرج المشهور في مدينة صافيتا: والتي كانت كنيسة رومية بيزنطية قبل اعادة تجديد بنائها من قبل الصليبيين حيث اخذت شكلها الحالي منذ عام 1160 م ـ ومن صافيتا الى سفوح بلدة حب نمره ( حيث كانت كهوف و قلالي رهبان دير مار جرجس القديم قبل عام 313 م ) ثم مرمريتا المجاورة ومنها الى ـ دير القديس جاورجيوس الحميراء ـ قلعة الحصن ـ مدينة حمص ـ ابرشية قاره ـ ابرشية النبك ـ ابرشية القلمون ( دير عطية ويبرود) ـ ابرشية دمشق الكبرى مع اديرة صيدنايا و معلولا ـ بصرى (آسكي شام ): الشام القديمة ) ـ كنائس فلسطين ومدينة أورشليم القدس المقدسة.
و يعتبر دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي، من اقدم الاديرة المسيحية في سورية وفي العالم ، فقد كان الدير المذكور ،منذ بنائه بداية القرن الثاني الميلادي خلال فترة الاضطهاد الروماني الوثني للمسيحية وحتى اليوم ، قبلةً مقدسةً ومقصودةً من قبل سكان المنطقة من: الفينيقيين ـ اليونان المتنصرين من سكان الساحل الفينيقي ( السوري اللبناني ) وللقبائل المسيحية ( الفينيقية والسراقية المتهليَنة *ص365 ) الناطقة باليونانية “الرومية” في وادي النصارى وجبل الحلو ومشتى الحلو وجبال اسقفية صافيتا (مدينة سرجيوس” الجديدة ) وسواحل طرطوس و مرقيه وجبله واللاذقية.
كما شكل الدير المقدس ايضا محجاً للمسيحيين الروم، من سكان الابرشيات المسيحية الناشئة والمنتشرة بكثافة على طول وعرض حوض نهر العاصي التاريخي، اعتباراً من: البقاع الشمالي ومدن بعلبك وحمص وحماه ومحرده والسقيلبية وكفربهم وصولا الى المدن المسيحية الرومية المنسية الناطقة باليونانية “الرومية”، في جبال الكتلة الكلسية شمالي سورية والتي يبلغ عددها اكثر من 800 مدينة ، وحتى مدينة انطاكية عاصمة سورية الرومية الرومية في الفترتين الروميتين ( المبكرة 313 ـ 641م ) و عصر الروم الذهبي ( 843 ـ 1050م ) .
المؤرخ بسام القحط
بتصرف
اترك تعليقاً