القديسة خريستينا العظيمة في الشهيدات
وُلدت القدّيسة خريستينا في القرن الثالث المسيحي في مدينة صور الفينيقية للحاكم الوثني أوربانوس. لم تعرف شيئا عن المسيح قبل سن الحادية عشرة. كانت فتاة بارعة الجمال. لم يشأ أبوها أن يكشف جمالها للعالم لذلك جعل إقامتها في الطبقة العليا من برج عالٍ. هيأ لها كل أسباب الراحة، خَدَماً وذهباً وأصناماً فضيةً لتقدّم لها خريستينا ضحايا يومية. لكن نفس الصبية تثقلت واختنقت بالجو الوثني الذي حُجزت فيه.
كانت تتأمل، من خلال نافذتها، في الشمس نهاراً، وفي النجوم ليلاً. هذا أتى بها إلى إيمان راسخ بإله حي واحد. فلمّا استبان توقها إلى الحق أُرسل إليها ملاك رسم عليها إشارة الصليب وأسماها عروس المسيح وعلمها ما يختص بالله.
بعد ذلك حطمت خريستينا الأصنام في غرفتها فغضب أبوها لذلك غضباً شديداً. حاكمها وعذبها وألقاها في السجن ناوياً قطع رأسها في اليوم التالي. لكنه مات فى تلك الليلة عينها. تعاقب بعده على الحاكمية كل من ذيون ويوليانوس اللذين تابعا محاكمتها. شجاعة خريستينا في مكابدة الآلام، أظهر عظمة إلهها في عيون العديد من الوثنيين الذين اقتبلوا المسيح.
أما ذيون فسقط صريعاً بين الناس فيما كان يحاكمها، وأما يوليانوس فقطع ثدييها ولسانها فالتقطت الشهيدة لسانها وألقته في وجهه فعمي للحال. أخيراً جرى قطع رأسها.
“إنّي أنا حيٌّ، فأنتم ستحيون” (يو14: 19).
بعد استشهاد القدّيسة خريستينا في أوائل القرن الثّالث المسيحي، تمّ نقل رفاتها غير المنحلّة، إلى القسطنطينيّة. هناك شيّدت كنيسة على اسمها في القصر الملكيّ، احتوت رفاتها وكان يعيّد لتذكارها في الرّابع والعشرين من تمّوزبكل عام.
خلال الاحتلال الصليبي الفرنجي اللاّتيني للقسطنطينيّة، تمّت سرقة رفات القدّيسة ونقلها إلى “تورشللو” (جزيرة في البندقيّة) سنة 1252 كما تمت سرقة مالا يعد من رفاة القديسين وايقوناتهم الى روما والكنائس التابعة.
تبلغ مساحة جزيرة القدّيسة خريستينا، 27 هكتاراً، وتربض في البحيرة الشّماليّة ما بين قناة “سان فيليكس” وجزيرة “لا كورا”. تتميّز الجزيرة بممرّات مائيّة داخليّة كثيرة. هناك، تمّ بناء كنيسة ودير للرّاهبات البنديكتيّات، على اسم القدّيس مرقس (سان ماركو) في القرن السّابع حيث تمّ نقل رفات القدّيسة إلى هناك، سنة 1325، ومنها أخذت الجزيرة اسمها جزيرة “سانتا خريستينا”.
سنة 1340، بسبب سوء الأحوال الجويّة في سانتا خريستينا، سمح لمعظم الرّاهبات بالانتقال إلى مورانو(في جنوب إيطاليا). في سنة 1435، أمر البابا أفجانيوس الرّابع بنقل الرّفات إلى كنيسة “سان أنطونيو”، في تورشللو. ثمّ جرى نقلها إلى بازيليكا “سانتا يوستينا” في “البندقيّة” سنة 1793، وأخيرًا استقرّت في مكانها الحاليّ في كنيسة “سان فرانشيسكو ديللاّ فينا” في “البندقيّة”، حيث لا تزال غير منحلّة.
تعيد لها كنيستنا الارثوذكسية الجامعة بمافيها الكرسي الانطاكي في24 تموز من كل عام.
طروبارية القديسة خريستينا باللحن الرابع
يا خريستينَا المجِيدة في الشَّهادةِ لمَّا تزكتِ خِداعَ أبيكِ تَقَبَّلتِ إِشْراقَ حُسْنِ العِبادَةِ الإلهي وإِذْ جاهَدْتِ بِصَلابَةٍ هَزَمْتِ العَدُوَّ وحطَمْتِهِ وكَعَذْرَاءَ عَاقِلة صِرْتِ عَروساً للمَسيحِ والآن تَتَشفَّعين إليهِ بِلا انقِطَاعٍ لِيرحمَ نُفوسَنا.
طروبارية القدّيسة خريستينا
نعجتك خريستينا يا يسوع تصرخ نحوك بصوت عظيم قائلة:
يا ختني إني أشتاق إليك وأجاهد طالبةً اياك،
وأُصلَبُ وأُدفن معك بمعموديّتك، وأتألّم لأجلك حتّى أملك معك،
وأموت عنك لكي أحيا بك. لكن كذبيحةٍ بلا عيبٍ تقبّل الّتي بشوقٍ قد ذُبحت لك.
فبشفاعاتها أيّها المسيحُ الإلهُ خلّص نفوسنا.
اترك تعليقاً