القديسون شهداء سبسطية الاربعون…

القديسون شهداء سبسطية الاربعون…

القديسون شهداء سبسطية الاربعون…

القديسون شهداء سبسطية الاربعون…

لو كان أي منا يتمشى على ضفاف بركة ماء باردة في إحدى ليالي العام ٣٢٠ قرب مدينة سبسطية، لرأى مشهداً مذهلاً: أربعين جندياً رومانياً، من الفيلق المعروف بـ”الفيلق الصاعق”، يقفون عراةً في المياه المثلجة طوال الليل، يتجمدون ببطء. بالقرب، جنود رومان آخرون يقفون على الضفة يحرسونهم ويتأكدون من بقاء الرجال المحكومين في المياه المثلجة، ويجهزون حمام ماء ساخن لكل من يقرر الخروج من مياه الموت ليستدفئ ويعيش. كل ما كان على الرجال المحكومين أن يفعلوا هو أن ينكروا المسيح ويتخلوا عن ايمانهم المسيحي. الأربعون كانوا كلهم مسيحيين مؤمنين، واختاروا الموت على إنكار الرب

إلا أن واحداً وحيداً منهم خسر شجاعته في اللحظة الأخيرة. فأنكر المسيح، وترك رفقاءه من أجل دفء الحمام الساخن. واحد من الحرس، متأثراً بثبات الذين بقوا في البركة، إعترف بأنه مسيحي وتعرّى من ثيابه وإنضم إلى الرجال في المياه، فبقي العدد كاملاً: أربعون شهيداً. عند الفجر، معظمهم كان قد تجمد ورقد. أما

القديسون شهداء سبسطية الاربعون

 أولئك الذين لم يموتوا بعد فقتلوا وأحرقوا ورُمي رماد جثثهم في النهر.ـ

قد نسأل: ما الذي منح الرجال القوة ليبقوا في مياه الموت فيما الحياة تنزف ببطء من أجسادهم؟

أمران

الأول أنهم كانوا يتطلعون إلى ما بعد عذاب تلك الليلة، إلى الملكوت المنير وأكاليل الظفر التي تنتظرهم،

 الثاني أنهم كانوا يتضامنون ويدعمون ويشجعون بعضهم البعض. كجنود، كانوا يدركون أهمية الوفاء للفيلق، وكإخوة، أن يصمد كل واحدٍ منهم من أجل الآخرين. إن هذه الوحدة العسكرية حفظتهم إذ كانت مسألة شرف أن لا يكسر أحد منهم الرتبة ويخون الآخرين.ـ

نحن أيضاً نعيش في فترة شتاء مميت، حيث “لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين” (متى ٢٤:١٢). حكام هذا الزمن يعدون بجوائز أرضية لمن يترك الحقيقة، وحمام دافئ ينتظر الكفار/المرتدين. شهداء سبسطية يشجعوننا على أن نبقى ثابتين في الإيمان، على الرغم من برودة هذا الزمن والإضطهاد الذي نقع فيه، إذ انهم بعد ساعات قليلة فقط استُقبلوا بفرح الانتصار في ربوع السموات، ولم يكونوا بحاجةٍ لأي حمام روماني دافئ. الأمر ذاته سيحصل معنا: قريباً يمر هذا الزمن البارد، ونقف أمام ملكنا. إلى حين ذلك، فلنتشجع نحن أيضاً كوننا لسنا المجاهدين الوحيدين في سبيل الحقيقة. فلنقاوم التنازلات المقترحة من الشيطان، ونبقى “راسخين في الإيمان عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على اخوتكم الذين في العالم” (1 بطرس ٥:٩).ـ

أمر أخير: الجندي الذي فقد عزمه وكفر بالله وركض إلى الحمام الدافئ لم ينجُ تلك الليلة. من المؤكد أن حرارة جسمه قد هبطت كثيراً، وحتى دفء الحمام لم ينقذه. لقد مات بكل الأحوال، مع باقي “الفيلق الصاعق”. بكفره لم ينقذ حياته الأرضية بل خسر الحياة الأبدية وإكليل الظفر الذي كان بمتناول يديه. جوائز الكفر لا تبقى. بل تنتهي مع مجيء اليوم الأبدي. جائزة الثبات تبقى إلى الأبد.

الأب لاورنس فارلي)

(نقلها إلى العربية بول ملكي

وكان موقع بطريركية انطاكية وسائر المشرق والصفحة على الفيسبوك قد نشرت سيرة هذه الكوكبة من الشهداء وهي التالية وقد آثرنا على نقلها مع خاطرة الاب لاورنس فارلي المنشورة في مجلة التراث الارثوذكسي لنعم الفائدة الروحية.

-لا نعرف بالتّدقيق أصل هذه المجموعة الاربعينيّة ومنشأها. لكنّنا نعرف أنّهم كانوا قادةً في الفرقة الرومانيّة المشهورة والمعروفة بالناريّة. تمركزوا في عهد ليكينيوس (بداية القرن الرابع) في جبهات ارمينيا لحماية حدود الامبراطوريّة. طلب الامبراطور ان يقدّم الجيش ذبائح للأصنام، فاجتمع الجيش كلّه لتقدمة هذه الذبيحة. فامتنع اربعون من قادة الفرقة الناريّة عن الاشتراك في هذه التقدمة. واذ خالفوا بذلك الامر الامبراطوريّ، قادهم الجند الى الوالي في سبسطية.

لمّا مثلوا امام الوالي سألهم عن أسمائهم، فاجابوا كلّهم بصوت واحد “انا مسيحيّ”. حاول الحاكم إرضاءهم وإقناعهم بالرجوع الى ديانة آبائهم، ووعدهم بأنّ القيصر سيكافئهم على خدماتهم بأعلى الرتب. فكانوا يجيبون: لن نخون ملكنا الذي هو ملك السماوات والارض”. بعد ذلك أمر الحاكم بأن يُسجنوا لعلّهم مع الوقت يرجعون عن رأيهم، وطلب ان يُعَذّبوا بعذابات كثيرة، إلا أنهم لم يتراجعوا عن موقفهم. فصدر الحكم عليهم بالإعدام، وهو أن يُعذَّبوا وسط بحيرة تجمّد ماؤها من شدة البرد. فلمّا وصلوا الى ضفاف البحيرة أُمروا بنزع ثيابهم وأن ينزلوا في البحيرة، وكانوا يقولون بعضهم لبعض: “إنّ الجند نزعوا ثياب المخلّص واقتسموها بينهم، وإنّ يسوع احتمل ذلك لاجل معاصينا . فلننزع الآن ثيابنا لاجل حبّه، فنكفّر بذلك عن خطايانا”. إلا أنّ واحداً منهم خارت عزيمته فخرج من الماء البارد. وكان الحرّاس الواقفون ينظرون اليهم بإعجاب. فأمتلأ واحد من الحرّاس ايماناً، وصاح برفاقه وقال :”أنا مسيحيّ”. فأمر قائد الحرّاس بأن يُلقى في البحيرة، فعاد الشهداء الى عددهم الاوّل. وفي اليوم التالي أمر الحاكم بأن يُخرجوا من البحيرة لتُقطع اجسامهم، وليُقتل من كان لا يزال حياً منهم. فأخرجهم الحرّاس كلّهم، ووضعوا تلك الاجسام المائتة والمهشمة في عربة، وذهبوا بها ليحرقوها. هكذا استشهد الأربعون قائداً الذين ضحّوا بحياتهم وبمجد العالم وشبابهم في سبيل المسيح. تعيّد لهم الكنيسة المقدّسة في التّاسع من آذار.

لهم كنيسة تتجدّد في غرزوز (قرنـة الـروم في قضاء جبـيل)، وكنيسة شهيرة في مدينة حمص في سورية وهي كاتدرائية حمص للروم الارثوذكس.

في الأيقونة المقدّسة يستشهدون في بحيرة الجليد بينما نجد احدهم قد ضعف وخرج من الماء ولبس ثيابه ودخل الي قلب المبنى المظلم ، وأحد الحرّاس يهمّ بخلع ثيابه والنزول معهم ايماناً منه بالربّ يسوع الذي يستشهدون في سبيله.

هنا لمحة عن حياتهم و استشهادهم و أسمائهم

كانوا مختلفي الأوطان ومرتّبين بالجنديّة تحت يد قائد واحد ثم ألقي القبض عليهم لإيمانهم بالمسيح وامتُحنوا في المبدأ امتحاناً هائلاً ثم طُرحوا عُراة في البحيرة التي بالقرب من سبسطية في كبادوكية (إسم أُطلق قديماً على البلاد الواقعة غرب الأناضول ). كان البَرْدٌ قارساً والجليد قويّاً، فقضوا تلك الليلة كلّها على هذه الحال يشجّعون بعضهم بعضاً على الصبر إلى المنتهى وقد أشرفوا على الموت من شدّة البرد وعند الصباح كُسِّرَت سيقانهم فاستودعوا أرواحهم في يديّ الله وكان ذلك على عهد لِكينيوس سنة 320 م وهم : أنكياس – أغلائيوس – أيتيوس – أثناسيوس – أكاكيوس – الكسندروس – ببهانوس – غائيوس – غرغونيوس – وغرغونيوس أيضاً – دومتيانوس – ذُمنس – أكذيكيوس – أفنويكوس – أفتيشيس ( سعيد ) – أفتيشيوس – اليانوس – الياس – ايراكليوس ( هرقل ) – إيسيشيوس – ثاودولُس ( عبدالله ) – ثاوفيلُس – يوحنّا – كلاوديوس – كيرلُّس – كيريُّن – لسيماخُس – مليطُن – نقولا – أكسنثياس – والريوس – واليس – بريسكُس – ساكردون – سبريانوس – سيسينيوس – أزمارغدُس – يلوكتيمُن – فلابيوس – خوذيون.

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *