القديس العظيم في الشهداء ديمتريوس المفيض الطيب
التسمية
– يأتي إسم ديميتريوس، أو بالأصح ذيميتريوس من إسم الإله اليوناني ذيميتر، والذي بدوره، بحسب الشرّاح، مؤلّف من كلمتين
(أرض γη ووالدة μητηρ) ليعني الأرض الأم أو الأرض هي الأم
– في الميثولوجيّا اليونانيّة
ذيميتر هي إلهة الزرع، إبنة كرونوس شقيقة زوس ووالدة برثيفون.
– القدّيس ديمتريوس، بجهاده وثباته بالإيمان، عرّف الوثنيّين على الإله الحقيقي، فبدل أن يكون اسمه اسم إلهة الزرع، أصبح اسمه يشهد للربّ يسوع المسيح، وبدل أن يكون معنى اسمه باللغة اليونانيّة “الأرض هي الأم”، رفعه إلى العلى ليقول:
” أن الله هو الأب والأم وكلّ شيء، وموطننا السماء، وبالتالي نحن أولاد الله بالنعمة والحق.”
+ مكانته
– للقدّيس ديمتريوس مكانة كبيرة في الكنيسة الأرثوذكسيّة، وكثيرون يدّعون على اسمه بمعرفة واسعة، مع إن ما نعرفه عنه قليلاً جدًا.
+ السيرة الذاتية
– ولد القدّيس ديمتريوس في مدينة تسالونيكي ( اليونان) ونشأ فيه، وقد قيل إنْه من أبوين تقيّين افتقدهما الله به بعد عقرٍ دام طويلًا كانا خلاله يستغرقان في الصلاة والنذور ومحبّة الفقير والصبر.
– كان والد القدّيس ديمتريوس قائداً عسكرياً وقد ربى ولده قائدًا عسكريًّا وقد ربّى ولده على ضبط النفس والجهاد والأمانة، بالإضافة إلى حياة التقوى ومحبّة الفقير.
– كما تلقّى من العلم قدرًا وافرًا، وانخرط كأبيه في الجندّية وأضحى قائدًا عسكريًّا مرموقًا.
– في هذه الحقبة عبر الإمبراطور مكسيميانوس بمدينة تسالونيكي عائدًا من حربٍ ضروسة خاضها ضد البرابرة السكيثييين، شمالي غربي البحر الأسود، فأقامه على مقاطعة تساليا، وقيل قنصلاً على بلاد اليونان.
بالمقابل، تذكر مصادر أخرى أنّه كان شمّاسًا غيورًا، ولكن غلبت عليه صورة الجندي. كانت العادة أن تُقام الاحتفالات للإمبراطور ويرفع البخور له وللآلهة، وتُقدّم الذبائح في المناسبة، وقد أعطى الملك توجيهاته بإعداد العدّة في هذا الشأن في المدينة.
– فاغتنم بعض حسّاد القدّيس ديمتريوس الفرصة، وأخبروا الأمبراطور حقيقة إيمان قديساً بالرب يسوع، وكان الإمبراطور قد أولاه ثقته، فاغتاظ كثيرًا وأمر أن لا يتساهل بشأن المسيحيين وحسب، بل أرسل في طلبه.لما حضر استفسره الأمر، فاعترف القدّيس ديمتريوس بمسيحيته جهاراً ولم ينكر البتّة مما أثار سخطه بشدة فأمر على الفور بتجريده من ألقابه وشاراته، وألقاه في السجن ريثما يقرر ماسيفعله به.
+ استشهاده
– تنفيذًا لأوامر الإمبراطور أخذ الجند ديميتريوس وألقوه في موضعٍ رطبٍ تحت الأرض كانت تفوح منه الروائح الكريهة.
أيقن ديمتريوس أن الساعة قد أتت ليتمجّد الله فيه، فأخذ يعد نفسه للشهادة والاستشهاد بالصلاة، كما أوعز إلى خادمه الأمين لوبوس الذي كان يزوره في سجنه بتوزيع مقتنياته على الفقراء والمساكين.
وما هي سوى أيام معدودات حتى ارسل الأمبراطور جنده اليه من جديد فطعنوه بالحراب حتى مات، ويقال أن السبب المباشر لتنفيذ حكم الإعدام السريع هذا كان قد تغلب الشاب المسيحي نسطر على لهاوش رجل الامبراطور في حلبة المصارعة.
فقد سرى أنّه كان لديمتريوس ضلعًا في ذلك، فيما ظن الإمبراطور أن ما حصل كان بتأثير سحر هذا المدعو مسيحيًّا، كما يُروى إن خادم ديمتريوس، لوبّس، أخذ رداء معلمه وخاتمه من السجن بعدما غمسّه بدمه، وإن الله أجرى بواسطتهما عجائب جمّة.
وبقي كذلك إلى أن قبض عليه الجند هو أيضًا وقطعوا هامته.
+ رفات القدّيس ديميتريوس
قام رجال أتقياء بأخد رفات القدّيس سرًّا ودفنوها.
وقد أعطى الله علامة لقداسة شهيده هذا أن طيبًا بدأ يفيض من رفاته ويشفي الكثيرين من أمراضهم،
مما جعل الكنيسة تسمّيه بالمفيض الطيب. ويذكر أن رائحة الطيب ما زالت تعبق بين الحين والحين من ضريحه إلى اليوم.
+ القدّيس ديميتريوس ومدينة تسالونيكي
– يعتبر القدّيس ديميتريروس شفيع المدينة ومنقذها من الشدائد والضيقات. تُقام له احتفالات خاصة كلّ عام تشمل المدينة بأسرها.
– لا ينحصر عيده في اليوم ذاته فقط، أي في السادس والعشرين من شهر تشرين الأوّل، بل تبدأ التهيئة له قبل أسبوع تقريبًا، وذلك إبتداءً من اليوم التاسع عشر، ويُعتبر هذا الأسبوع أسبوعًا عظيمًا بكل ما للكلمة من معنى.
يقصد المدينة الكثير من المؤمنين للمشاركة في هذا العيد وصلاواته وخدماته الليتورجيّة.
– جرت العادة أن يتم استقدام إلى مدينة تسالونيكي، من الجبل المقدّس- آثوس – الواقع في اليونان أو من خارج اليونان من أورشليم مثلًا، أيقونة معترف بها كنسيًّا بإنها عجائبيّة أو في بعض الأحيان ذخائر قدّيسين، وتستقبل إستقبالًا مهيبًا من قبل السلطات المحليّة والكنيسة على أرفع المستويات والشعب، إذ يأتي رؤساء كهنة وكهنة ورهبان من داخل وخارج البلاد للمشاركة بصلوات العيد.
– يجري زياح كبير للرفات أو للأيقونة بحيث تكون نقطة الإنطلاق من مرفأ تسالونيكي لينتقل المشاركون سيرًا على الأقدام باتّجاه كنيسة القدّيس ديمتريروس وسط الصلوات وفرحة الجميع من كبار وصغار. هذاالاسبوع يكون عظيماً مليئًا بالصلوات، صباحًا ومساءً، بالإضافة إلى صلاة إبتهاليّة باراكليسي للقدّيس ديميتريوس مع سهرانية صلاة كلّ مساء.
+ زيّاح العيد
– يقام زياحًا كبيرًا في اليوم السابق للعيد مباشرة، أي يوم تهيئة العيد المعروف ليتورجياً ب “البارامون”
وهي كلمة يونانية تعني التهيئة، بحيث يتم التجوال بذخائر القدّيس – جمجمته وجسده – حول المدينة. تحمل رفات القدّيس على عربة عسكريّة. مع – ذخائر قدّيسين وأيقونات على رأسهم أيقونته وأيقونة والدة الإله. يشارك في الزياح الجميع…
أكثر من ثلاثين رئيس كهنة من البلاد وخارجها وكل كهنة المدينة أكثر من 300كاهن بالإضافة إلى السلطات الحكوميّة والمدنيّة وومؤمنين وفرق كنسيّة وكشفيّة ووطنية مختلفة. كلّ المدينة تسبّح وتهلّل…
– في اليوم التالي للزياح أي نهار العيدو يكون القدّاس الإلهي وتُقفل المدينة إذ يكون يوم عطلة رسمية.
+ ضريح القدّيس ديميتريوس
ضريحه مودع في كنيسة بازيليكا القدّيس ديمتريوس في قلب مدينة تسالونيكي، التي شيّد ت في القرن الخامس ميلادي فوق ضريح القدّيس.
+ ملاحظة
يُذكر أن الإمبراطور يوستنيانوس٥٦٥-٤٨٣م
رغب، في زمانه، في نقل رفات القدّيس ديمتريوس إلى القسطنطينية، فحضره صوت أبى عليه ذلك.
عجيب هو الله في قديسيه…
اترك تعليقاً