الميناء الفينيقي في جبلة…
3500 عام تتجسد فى الميناء الفينيقى بجبلة
توطئة
تستحق مدينة “جبلة” أن تكون مدينة أثرية رائدة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط نظرا لوجود العديد من المواقع الأثرية التي ترتبط بتاريخ هذه المدينة، ومن المواقع التي تميز مدينة “جبلة” هناك المرفأ القديم “الميناء الفينيقي” والذي يعد من الأوابد الأثرية البارزة في المنطقة وهو ميناء أثري يستخدم حاليا كميناء لقوارب صيد الأسماك.يعتبر الميناء الفينيقي الأثري في “جبلة” بأنه من أقدم الموانئ الطبيعية التاريخية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط.
الواقع
ميناء “جبلة” الفينيقي محفور بالصخر الطبيعي، وهو ميناء صغير يأخذ شكل مستدير يقع في منتصف شاطئ المدينة القديمة ومحاط بها، وعلى الرغم من أنه أقدم الموانئ الطبيعية التاريخية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط إلا أنه مازال حتى الآن يتمتع بالكثير من المعالم الطبيعية والتاريخية الأثرية العائدة لفترات زمنية متعاقبة.
يشكل الميناء الفينيقى الاثرى بجبلة والذى يتجاوز عمره 3500 عام محطة رئيسية لزوار المدينة فهو من ابرز معالمها السياحية حيث يقع وسط شاطىء المدينة بشكله الدائرى الطبيعى محاطا بمعالم اثرية المتنوعة.
الميناء له شكل نصف مستدير ويتالف من مدخل رئيسى وحوض داخلى مفتوح مباشرة باتجاه الغرب لافتا الى انه من الجهة الشمالية من الميناء يوجد مرتفع صخرى يسمى قديما قصر بيت زيفا وفى الجهة الشرقية منه توجد بعض المغاور المنحوتة ضمن الصخر ربما كانت تستعمل قديما كمستودعات أو غرف خدمية للصيادين وأما الجهة الغربية للمرتفع فمغارة ينفتح بابها باتجاه الغرب.
كما إن حوض الميناء مجهز برصيفين الرصيف الشمالى يقع فى الجهة الشرقية من المرتفع الصخرى ومازال محافظا على شكله بطول /40 /م وبعرض /5ر12/م وهو مبنى بحجارة رملية وكلسية كبيرة ومتوسطة فوق الصخر الطبيعى مباشرة ومحفوظ على أربعة مداميك تم ترميمه فى القرن الحادى عشر الميلادى عندما استولى االفرنجة على مدينة جبلة بقيادة (رايموند سان جيل) سنة 1098م وقد لاحظ الرحالة/رى/هذه الترميمات عام/1860/م وفى الزاوية الجنوبية الشرقية من الرصيف درج مؤلف من ثلاث درجات وذلك من أجل تسهيل حركة الصعود والنزول الى القوارب.
والرصيف الجنوبى عبارة عن شبه جزيرة صغيرة كانت عليه بعض التحصينات المبنية بحجارة منحوتة كبيرة الحجم وعند الحافة الجنوبية للميناء وضمن البحر حجارة يطلق عليها الصيادون اسم/المطبقة/وهى عبارة عن حجارة غير مشذبة وتمتد على مسافة/50م/وتنتهى على عمق/6م/ تقريبا كانت تحمى مدخل الميناء من الرياح والامواج الغربية والجنوبية الغربية وهذا دليل على بنائه كحاجز أمواج.
وعلى الهضبة المتجهة نحو الشمال توجد بعض الاعمدة من الغرانيت الرمادى ولكن من عام 1969 أثناء بناء أرصفة وحاجز أمواج الميناء الحديث أزيلت معظم اثار هذه التحصينات والاعمدة الغرانيتية ولم تعد فى مكانها وانما متناثرة على الهضبة وفى الحوض الداخلى استعملها الصيادون مرابط لقواربهم لافتا الى انه توجد اثار تحت المستودعات التى تقع فى الجهة المطلة على الحوض الداخلى للميناء من خلال هذه الاعمال كشف عن بقايا حمولة سفينة قديمة تحمل قواعد أعمدة مربعة كبيرة ومجموعة من الاعمدة مختلفة الاطوال والاقطار.
واشار رئيس دائرة الاثار الى بدء مشروع توسيع وتعميق حوض ميناء جبلة الداخلى منذ عام/2004/وذلك من أجل تطوير الية عمله حيث تم بناء رصيف من البيتون على المرسى الشرقى للحوض وبذلك تغيرت معالم الشكل المستدير لهذا الحوض وأثناء تعميقه تم العثور على أعمدة من الغرانيت الرمادى ومن الحجر الرملى كما عثر على مجموعة من اللقى والبقايا الفخارية يمتد تاريخها من العصر الهلينستى وحتى العصور الحديثة.
ختاماً نقول مع الآثاريين والمؤرخين أن ميناء جبلة الفينيقي كان يعتبر الميناء الأساس لمملكة “سيانو” كما استخدم في العصور الكلاسيكية والإسلامية وكان يعتبر الميناء الأساسي لحركة التجارة بين مملكة “سيانو” والممالك المجاورة في حوض المتوسط.
اترك تعليقاً