الهجرة اليونانية و الهجرة الآرامية …
…
الهجرة اليونانية و الهجرة الآرامية
الهجرة اليونانية
في القرنين الثاني عشر والثالث عشر ق.م. امتزجت بالشعوب الكنعانية على الساحل مجموعات يونانية كثيفة ( مع انسياح شعوب البحر واندماجهم بالسكان الأصليين ) وشكلوا مايعرف بالشعب الفينيقي.
وقد أطلق اليونانيون ابتداء من القرن العاشر ق.م. عليهم تسمية ” الفينيقيين ” نظراً لبراعتهم في صنع الأرجوان.
ثم احتل الأشوريون هذه المدن أيام أشور ناصربال سنة 876 ق.م. وبسببهم أطلق اليونانيون على هذه البلاد إسم سورية كتحريف يوناني لأشوريا. ولم يشع إسم سورية لهذه البلاد إلاّ في العهد الإغريقي السلفيكي.
الهجرة الآرامية
في هذا الوقت كانت قبائل بدوية من الآراميين تنتشر في أنحاء سورية الداخلية ( دمشق وجوارها والأرياف ) ، وتسيطر على الكنعانيين الأصليين ( الفينيقيين )، فيذوب الكنعانيون بهم في تلك المناطق ويأخذون لغتهم وديانتهم وتقاليدهم. ( منذ العام 1300 ق.م.) .
هذا وفي القرن الثامن ق.م كانت الآرامية قد أصبحت لغة أكثرية سورية “الداخلية”، بعدما بنى الآراميون دولتهم هناك خلال الألف الأول ق.م بينما كان الساحل والجبال والغرب السوري فينيقياً يونانياً بامتياز.
ويقول فيليب حتي: ” إن الآراميين خلال القرن الثالث عشر قبل الميلاد، اجتاحوا جزءاً كبيراً من بلاد مابين النهرين وشمالي سورية وأواسطها، وقد طغت هذه الموجة على سكان البلاد من أموريين وحوريين وحثيين، فامتزج فيهم من امتزج وطرد من طرد .1 “
وفي هذا الوقت نفسه أيضاً ، كانت بلاد الإغريق “اليونان” تشهد تفجراً سكانياً هائلاً، وبدأت جماعات إغريقية يونانية بالمجيء إلى سورية الشمالية منذ حوالي العام 1300 ق.م، أي في الوقت نفسه الذي أتى به الآراميون إلى الداخل.
وقد بدأ الإغريق بالمجيء والاستقرار في الشاطئ السوري، وأقاموا أولى التجمعات منذ عام 900 ق.م.
وفي الفترة نفسها كان الكنعانيون الفينيقيون لايزالون الأكثرية على الشواطىء السورية، والعبرانيون والكنعانيون الأكثرية في فلسطين وجنوبها.
إن الامتزاج الفينيقي اليوناني، لم يحصل فقط على شواطىء سورية، بل امتد إلى آسية الصغرى وقبرص ورودوس وكريت وجزر بحر إيجه. ويُنسب إلى الفينيقيين تأسيس عدة مدن يونانية، أبرزها “طيبة” التي تعيد المراجع اليونانية تأسيسها إلى الاله الفينيقي قدموس2 كما ان الحرف اليوناني وهو ذاته الحرف الفينيقي مع بعض التعديلات.
(منشورنسور الروم) بتصرف…
(المصدر: كتاب “روم المشرق: الهوية واللغة”، بحث تاريخي موثق، للأستاذ رودريك الخوري، ص 36،37 ).
حواشي البحث
(1) فيليب حتي، تاريخ لبنان ، ص 110.
(2) انظر تدوينتنا عن اوربة هنا في موقعنا / باب الاساطير
Beta feature
اترك تعليقاً