الياس عبده قدسي الدمشقي
إلياس عبده قدسي الدمشقي : مؤرخ سوري. وُلِد في مدينة دمشق القديمة عام ١٨٥٠م في
منطقة آيا ماريا ( القيميرية حالياً) وهو ابن عائلة دمشقية وجيهة جداً في الكنيسة الارثوذذكسية الدمشقية مارست الايمان وتربت في كنيسة مريم ، تعود العائلة في اصولها الى القدس واساساً من عائلة يونانية الاصل وثرية، وقد وفدت الى مشق في زمن البطريرك الانطاكي متوديوس اليوناني(1825-1850 وبنت قصرها الحالي ، ثم انخرطت في المجتمع الدمشقي، وكان كبيرها عبدو من مساعدي القديس يوسف الدمشقي +1860 في مدارس الآسية ومن عمدتها وتوارثت العائلة هذخه الخدمة بكل اريحية وتجرد،ولعبت هذه العائلة عيبر كل تاريخها ادواراً محمودة على صعيد البطريركية الانطاكية، فوالده عبده قدسي كان عضواً في المجلس الملي الارثوذكسي الدمشقي، وكانت مهنته الاساس كمعظم المسيحيين الدمشقيين حرفة سدي الحرير وكان له خان في حارة آيا ماريا لسدي الحريراضافة الى
اعمال النجارة….
نظراً لدور والده عبده القدسي المحوري مابين البطاركة اليونان الذين كانوا على السدة البطريركية والرعية الدمشقية(من 1724-1898) لذلك ومنذ استقلال اليونان عن الدولة العثمانية عام 1830 عينت مملكة اليونان والده ايلياس قنصلاً عاماً لها في ولاية دمشق لخلفيته اليونانية الاصل ومنحته الجنسية مجدداً…ثم تولى ابنه عبده القنصلية فولده الياس علمنا المحكي عنه المسؤولية الدبلوماسية ذاتها فصار بدوره قنصل اليونان وكان له مكانته زمن تولي البطريرك ملاتيوس الدوماني الدمشقي السدة البطريركية الانطاكية…1898-1906 وتابع في زمن البطريرك العظيم غريغوريوس حداد الى حين وفاته العام 1926 ليتابع ابنه عبده الثاني دور والده ذاته في عهد البطريرك العلامة المقتدر والمعمار الكسندروس طحان في المشاريع العمرانية التي قام بها غبطته ببناء جانب من دار البطريركية الحديثة الحالية والذي دعي بالقصر البطريركي اضافى الى العديد من البنايات الكبيرة المجاورة للصرح البطريركي لاستثمارها ولتدر ريعية تحسن واقع البطريركية المالي.
لعب الياس عبده القدسي دورا تنمويا كبيرا في لجنة المدارس الارثوذكسية الدمشقية المنبثقة عن المجلس الملي البطريركي ولذلك عيت مدرسة البنات الارثوذكسية التابعة للمدارس الارثوذكسية الآسية اسم علمنا الياس عبده قدسي ولاتزال بقية هذه العائلة الدمشقية الارثوذكسية الوجيهة في مكانتها الاجتماعية والاقتصادية والادارية والعلمية الدمشقية لاتزال موجودة الى الآن وتقطن في هذا البيت الدمشقي الرائع
يقع قصر العائلة الكبير جداً في المنطقة الممتدة من مقابل مدارس الآسية الارثوذكسية الدمشقية الى حارة الخمارات جانب ساحة الخمارات خلف الكاتدرائية المريمية… هناك اقامت العائلة واستضافت في بيتها بكل الجود والكرم الكثير من ضيوف بطريركية انطاكية وسائر المشرق الارثوذكسية وحتى منتصف القرن 20 أتقن العديد من اللغات لا سيما العربية، واليونانية والفرنسية، والإيطالية، والإنجليزية، وكذلك التركية. كذلك تولى قنصلية البرتغال اضافة الى القنصلية اليونانية، وعُيِّن وكيلًا للنمسا والمجر. من مؤلفاته: «نبذة تاريخية في الحرف الدمشقية»، و«نوادر وفكاهات من أحاديث الحيوانات»، و«الطريقة القدسية أو طريقة جديدة للقيودات
المزدوجة».
تُوُفِّيَ بدمشق عام ١٩٢٦م. ودفن في المقبرة الارثوذكسية الدمشقية وضريح العائلة حيث هو ايضا مدفون من الاضرحة الجميلة والمميزة في مقبرة القديس جاورجيوس الارثوذكسية بالقرب من كنية القديس جاورجيوس والمقام.
الكتب المُؤلّفة للكاتب إلياس عبده قدسي (١ كتاب)
نبذة تاريخية في الحِرَف الدمشقية
اشتُهِرَتْ «دمشق» مُنذُ بِدايةِ التَّارِيخِ بصِناعاتِها وحِرَفِها الَّتي امْتازَتْ بالجَوْدةِ والإِتْقان، والَّتي تَنوَّعَتْ مَا بَينَ: الصِّناعاتِ الفَخَّاريَّة، والزُّجاجيَّة، والجِلْديَّة، والنَّسِيجيَّة، وصِناعةِ السُّيوفِ كَذلِك، وغَيرِها. أمَّا الصانِعُ الدمشقِيُّ فقَدْ تَميَّزَ بالمَهارةِ والِابْتِكارِ والخِبْرةِ المِهنيَّةِ والذَّوْقِ الفَنِّيِّ العالِي. والكِتابُ الَّذي بَينَ أَيْدِينا لَمْ يَتطرَّقْ مُؤلِّفُه «إلياس عبده قدسي» للحَدِيثِ عَنْ أَنْواعِ الحِرَفِ فِي دمشق؛ لأنَّها — وَفْقًا لرُؤْيتِه — كانَتْ تُعانِي تَدَهْورًا وتَأخُّرًا إذَا مَا قُورِنَتْ بالحِرَفِ أوِ الصِّناعاتِ الأُوروبيَّةِ فِي أَواخِرِ حُكْمِ الدَّوْلةِ العُثْمانيَّة، بَينَما أرادَ المُؤلِّفُ أنْ يَتعرَّفَ سَرِيعًا عَلى أَحْوالِ الحِرَفِ الدمشقيَّةِ مِن حَيثُ التَّنظِيمُ والإِدَارة، وكَيفِيَّةُ انْتِقالِ الصانِعِ مِن دَرجةٍ إِلى أُخْرى حتَّى يَصِلَ إِلى مَرْتبةِ شَيْخِ المَشايِخ، وذلِكَ عَلى حَسبِ اجْتِهادِه، ومَدَى إِتْقانِه للحِرْفةِ الَّتي يُزاوِلُها.
اترك تعليقاً