انطاكية الجميلة
لقد أنتجت أنطاكية العديد من الخطباء و العلماء البارزين ، وهنا من الضروري أن نقول إن أنطاكية ، المدينة الجميلة ليس فقط في سورية “المشرق” بل وفي آسيا ، كانت وحدها تضم مئات الآلاف من السكان اليونانيين بإمتياز …
لذلك كانت هذه المدينة وحدها بعدد سكانها الضخم وثقافتها اليونانية كافية لتأسيس شعب يوناني في سورية و المساهمة في الأثنوغرافيا و إدخال البلاد بعنصر عرقي جديد وبالغ الأهمية …
أنطاكية لم تكن فقط مجرد مدينة يونانية تحتوي على كنوز الحضارة اليونانية ، ولا كانت المدينة الوحيدة التي أضاءت العالم بهذه الكنوز .. بل كانت أنطاكية ينبوع حياة ومركز تنوير للمدن والبلدان الأخرى .
ولم تكن مجرد مدينة تجتذب الطلاب ، بل كانت أيضاً توفر المعلمين لكل ركن من أركان العالم ، ولهذا السبب كانت عاصمة آسيا وليس فقط بسبب موقعها السياسي ..
و كان التأثير التعليمي للمدينة كبيرا لدرجة أن أميانوس مارسيلينوس كتب أن “أنطاكية تُحضر سورية” “Syriam nobilitat” .
كانت أنطاكية خلال سنوات انحدار الدولة السلوقية وخاصة في زمن الحملة الرومانية حملة بومبيوس الآسيوية “64 ق.م” مدينة مستقلة وكانت مهمة للغاية لدرجة أنه عندما سخر جزء من أهل المدينة من الإمبراطور جوليان، خصص بعض الوقت لكتابة رسالة “إلى الأنطاكيين” “ عمل توضيحي إلى حد ما عن
نفسه و أستنكار للمدينة” .
بعد سنوات ظهرت الملكة الشهيرة افدوكيا الأثينـائية “أي انها من أثينا” زوجة الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني في أنطاكية و في مجلس المدينة و في خطابها هناك أعلنت بطريقة رسمية للغاية مدى يونانية المدينة من خلال إعلانها بفخر أنها من نفس العرق الذي ينتمي إليه الأنطاكيون من خلال اقتباس السطر الهوميري … وقالت “أعتز بأن أكون من عرقكم ومن دمكم” …
لقد أثرت أنطاكية كمدينة يونانية ومركز ثقافي عظيم ومهد
المسيحية الهيلينية على تاريخ البشرية بطريقة تدل على عظمة الهيلينية في هذه المدينة والبلد المحيط بها .
The Ethnic Ancestry of the Orthodox Christians of Syria & Palestine … BY Pavlos Karolidis
نسور الروم
اترك تعليقاً