بذور الثورة السورية منذ العام ٢٠٠٠ ربيع دمشق
فترة زمنية شهدت فيها سوريا انفتاحاً سياسياً وفكرياً واجتماعيا امتدت لفترة زمنية قصيرة من تاريخ 17 تموز 2000 وهو تاريخ أول خطاب لوريث الرئاسة السورية بشار الأسد بعد توليه السلطة الى تاريخ 17 شباط 2001 تاريخ انتهاء ربيع دمشق حينما قامت أجهزة الأمن و المخابرات بتجميد نشاط المنتديات الفكرية والثقافية والسياسية. وعلى قصر الفترة (7 أشهر تقريباً) إلا أنها شهدت مناقشات سياسية واجتماعية ساخنة من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد كان لها صدى ما زال يتردد في النقاشات السياسية والثقافية والفكرية السورية حتى اليوم. كان ربيع دمشق فرصة رأي فيها الكثيرون طريقاً نحو التغيير الديمقراطي في سوريا بالتوافق ما بين السلطة والمجتمع، مما قد يجنب البلاد الكثير من العثرات. خصوصاً بوجود معارضة سورية، وطنية، تؤمن بالتغيير السلمي والتدريجي، وظهور موقف من قبل الإسلاميين يتلاقى مع مواقف المعارضة الأخرى. أيام وأقوال سجلها التاريخ: عام 2000 – 10 يونيو/ حزيران 2000: وفاة الأسد الأب – 10 حزيران 2000: تعديل الدستور بتخفيض سن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية. – 10يوليو/ تموز2000: استفتاء شعبي لانتخاب رئيس للجمهورية وقد تقدم للرئاسة المرشح الوحيد بشار الأسد. 17تموز: تأدية بشار الأسد اليمين الدستورية وخطاب القسم أمام مجلس الشعب لولاية رئاسية مدتها سبع سنوات.
– في حفل تأبين الأسد الأب عبر البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم عن أمله في الرئيس الجديد بقوله: «في ظننا إنك تريد أن يعرف المواطنون أنك تريد أن تكون الإنسان مع الناس، لا المتعالي والمترفع، أو كما يريد البعض، المتأله».
– بعد أيام من حفل التأبين وفي مقالة نشرت في النهار تحدث المعارض رياض الترك أن «من غير الممكن أن تظل سورية مملكة الصمت»، وطالب بالعدل قائلاً: «أول العدل رد المظالم إلى أهلها».
– بعد نحو شهر من ذلك نشرت رسالة مفتوحة من المثقف السوري الراحل أنطون مقدسي إلى الرئيس الأسد الابن عبر جريدة الحياة، وطالبه بنقل البلاد من حالة الرعية إلى حالة المواطنة،
– منتصف أيلول 2000: إنشاء النائب رياض سيف منتدى الحوار الديمقراطي في منزله بدمشق.
– في 27 أيلول من العام 2000 وبعد مرور شهرين تقريباً على خطاب القسم صدر بيان سمي بيان الـ99، وقع عليه 99 مثقفاً سورياً طالبوا برفع حالة الطوارئ وإطلاق الحريات العامة والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وأصدر مثقفون لبنانيون بيان تضامن مع موقعي “بيان الـ99”.
– تشرين الثاني: إطلاق سراح مئات السجناء السياسيين يقدر عددهم بزهاء 600 شخص. عام 2001
– في 1 كانون الثاني عام 2001 : صدر بيان من مجموعة من المحامين السوريين طالب بمراجعة دستورية شاملة وبإلغاء القوانين والمحاكم الاستثنائية وإطلاق الحريات العامة.
– في 10 كانون الثاني 2001 صدور الوثيقة الأساسية للجان المجتمع المدني وقد أطلق عليها اسم “بيان الألف”. ومن أبرز الموقعين عليها والداعين إليها مع حفظ الألقاب ميشيل كيلو وعبد الرزاق عيد وصادق جلال العظم وعارف دليلة.
– تزايد ظاهرة المنتديات السياسية والفكرية في مختلف المدن السورية، بمشاركة من مختلف الأطياف بما فيها شخصيات من حزب البعث، وعلى الرغم من رفض السلطات إعطاء “منتدى جمال الأتاسي” الذي يديره تيار عربي ناصري معارض ترخيصاً بنشاطاته إلا أنه تابع اجتماعاته وأعلن أنه منتدى مستقل عن الأحزاب، وقام بتعيين المحامي حبيب عيسى ناطقاً باسمه.
-17 كانون الثاني: صدور العفو الرئاسي عن مئات المعتقلين السياسيين من جميع التيارات الإسلامية واليسارية.
– نهاية شهر كانون الثاني من العام 2001 وزير الإعلام السوري عدنان عمران يصرح بأن «دعاة المجتمع المدني استعمار جديد». ويقع في اليوم التالي اعتداء على نبيل سليمان في مدينة اللاذقية ويعبر عدد من المثقفين السوريين عن تضامنهم معه، ويطالبون السلطات السورية بالكشف عن الفاعلين.
– في 18 شباط 2001، وبعد مرور نحو ستة أشهر على خطاب القسم، يشن نائب الرئيس السوري آنذاك عبد الحليم خدام هجوما على المثقفين: «لن نسمح بتحويل سورية إلى جزائر أو يوغوسلافيا أخرى».
– السلطات السورية أعلنت تعليق أنشطة المنتديات ووضعت شروطا لعقدها تتمثل في أخذ الإذن قبل 15 يوما من الموعد مرفقة بقائمة تضم أسماء الحضور ونسخة من المحاضرة التي ستلقى، وهو ما يمثل مطالب تعجيزية بدى للبعض أنها تهدف لوقف النشاطات بدل تنظيمها. فمن بين 70 منتدى كان موجودا قبل فرض تلك القيود، سمح لاثنين فقط بالاستمرار هما منتدى سهير الريس النائبة البعثية في اللاذقية، ومنتدى جمال الأتاسي في دمشق.
– مع نهاية شباط 2001 وجه بشار الأسد انتقاداً للبيانات السياسية، وقال “أنا شخصياً لم أقرأ مثل هذه البيانات. سمعت عنها. شخص يخاطبك من خارج بلدك فمن الطبيعي ألا تهتم به”، ثم فجّر ما حسبه فكرة عميقة حين قال: “النقطة الثانية سُميت بيانات مثقفين، هل هم مثقفون فعلاً أم ماذا؟”. ثم صدر عن القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رسالة داخلية “فيها تشهير وتخوين للجان إحياء المجتمع المدني
-3 آذار: حركة الإخوان المسلمين السورية تصدر في الخارج وثيقة للنقاش على المعارضة والسلطة تحت اسم “ميثاق الشرف الوطني”.
– في منتصف شهر آذار صرح بشار الأسد الابن أثناء حضوره مناورات للقوات المسلحة: «في سورية أسس لا يمكن المساس بها، قوامها مصالح الشعب وأهدافه الوطنية والقومية والوحدة الوطنية، ونهج القائد الخالد حافظ الأسد والقوات المسلحة».
– 12 آذار2001: صدور الوثيقة الثانية للجان إحياء المجتمع المدني بعنوان “توافقات وطنية عامة”, ومن بعدها ظهر بيان لـ185 مثقفاً ومُبعداً يتضامنون مع البيانات الصادرة داخل الوطن، ومطالبين بإطلاق الحريات العامة، والسماح بعودة المبعدين.
– في شهر نيسان وبعد صدور الوثيقة الثانية للجان إحياء المجتمع المدني, يرد العماد أول مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري السابق بقوله: «إننا أصحاب حق ولن نقبل بأن ينتزع أحد منا السلطة لأنها تنبع من فوهة بندقية ونحن أصحابها. لقد قمنا بحركات عسكرية متعددة، ودفعنا دماءنا من أجل السلطة».
– في 23 أيار 2001 فتح النائب رياض سيف ملف الهاتف الخليوي ويقول بأن الصفقة تضيع على الدولة قرابة 346 مليار ليرة سورية وهو ما يعادل 7 مليارات دولار تقريباً، ثم قدم دراسة مفصلة تحت عنوان “صفقة عقود الخليوي”.
– 3 تموز2001: يعلن عدد من الناشطين السوريين تأسيس جمعية لحقوق الإنسان وينتخبون المحامي هيثم المالح رئيساً لها.
– 5 آب: دعوة النائب رياض سيف إلى نقل سورية من حال الاستبداد إلى الديمقراطية عن طريق التوافق السلمي.
– في 9 آب من عام 2001 تم إلقاء القبض على النائب مأمون الحمصي بعد إعلانه إضراباً عن الطعام في مكتبه مطالباً برفع حالة الطوارئ وإطلاق الحريات العامة، ويأتي الاعتقال بعد أن رفعت عنه الحصانة بإذن من رئيس مجلس الشعب عبد القادر قدورة، ثم حكمت عليه محكمة الجنايات بالسجن لمدة خمس سنوات.
– في 1 أيلول 2001 تم اعتقال رياض الترك (وحكم عليه بالسجن سنتين ونصف/أمن الدولة).
– في 6 أيلول: اعتقال النائب رياض سيف. (حكم خمس سنوات/محكمة الجنايات)
– 8 أيلول: اعتقال الاقتصادي عارف دليلة (وهو من الطائفة العلوية) ومحاضر في جامعة دمشق فصل عام 1998 نظرا لانتقاداته المستمرة للحكومة السورية (حكم عشر سنوات /أمن الدولة) على خلفية نشاطاته في لجان إحياء المجتمع المدني, كما تم اعتقال الطبيب وليد البني وكمال اللبواني وحبيب صالح وحسن سعدو, وجميعهم من وجوه المجتمع المدني السوري.
– 12 أيلول: اعتقال حبيب عيسى، محامي رياض الترك والناطق باسم “منتدى جمال الأتاسي”، (حكم خمس سنوات/ أمن الدولة) وفواز تللو , ومارك حسين وآخرون.
-عام 2002 28 أبريل/ نيسان: بداية محاكمة رياض الترك أمام محكمة أمن الدولة في دمشق وقد شاعت تسميته بـ “مانديلا” سوريا.
– 4 حزيران: انهيار سد زيزون وموت 27 شخصا وبقاء ألوف المشردين دون مأوى.
– 24 حزيران: إصدار محكمة أمن الدولة حكمها على حبيب صالح بالسجن ثلاث سنوات بعد أكثر من تسعة أشهر على اعتقاله.
– 26 حزيران: محكمة أمن الدولة تصدر حكمها على رياض الترك بالسجن لمدة سنتين ونصف سنة بعد مضي حوالي 11 شهرا على اعتقاله.
– 31 تموز: إصدار محكمة أمن الدولة حكمها على عارف دليلة بالسجن عشر سنوات وعلى وليد البني بالسجن خمس سنوات بعد مضي قرابة 11 شهرا على اعتقالهما.
– 19 آب: إصدار محكمة أمن الدولة حكمها على المحامي حبيب عيسى بالسجن خمس سنوات.
– 28 آب: إصدار محكمة أمن الدولة حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بحق فواز تللو، وحكمت على الطبيب كمال اللبواني بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وعلى المدرس حسن السعدون بالسجن لمدة سنتين وكانوا قد اعتقلوا منذ سبتمبر/ أيلول.
– 16 تشرين الثاني: إطلاق سراح المحامي رياض الترك الأمين الأول للحزب الشيوعي السوري (جناح المكتب السياسي) بعد بقائه في السجن حوالي خمسة أشهر. – فيما بعد، كان عدد من أعضاء ربيع دمشق من بين الموقّعين على إعلان دمشق العام 2005 عام 2004 انتفاضة القامشلي في 12 “اذار” 2004، أثارت مباراة كرة قدم في القامشلي بين نادي محلي كردي “الجهاد” ونادي “الفتوة” من دير الزور في جنوب شرق سورية اشتباكات عنيفة بين مشجعي الأطراف المتنازعة التي امتدت إلى شوارع المدينة. وجرت مصادمات مع قوات الأمن وقتل أكثر من 15 كردياً من المتظاهرين وإصابة أكثر من 100 شخص. أحرق المتظاهرون الكرد المكتب المحلي لحزب البعث، وبلغت الأحداث ذروتها عندما قام الكرد في القامشلي بإسقاط تمثال حافظ الأسد. تدخل جيش النظام بسرعة، ونشر الآلاف من القوات مدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر. قُتل ما لا يقل عن 30 كرديًا عندما استعادت أجهزة الأمن السيطرة على المدينة، واعتقل أكثر من 2000 كردياً في ذلك الوقت. نتج ذلك عن تحرك الكرد في باقي المدن والمناطق السورية إلى أن وصلت المظاهرات الكردية إلى العاصمة السورية دمشق، حيث تظاهر واعتصم الكرد السوريون المقيمون في دمشق رداً على حملات الاعتقالات التي شنتها قوات الأمن مما أدى إلى اعتقال المزيد من الكرد في دمشق، اغلبهم طلبة وجامعيين.
– بعد أحداث 2004 في القامشلي، فر الآلاف من الكرد السوريين إلى المنطقة الكردية في العراق. وأنشأت السلطات المحلية هناك ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالات الأمم المتحدة الأخرى مخيم موقبالية في قاعدة عسكرية سابقة بالقرب من دهوك. وبعد عدة سنوات، نقلت حكومة إقليم كردستان جميع اللاجئين، الذين وصلوا قبل عام 2005، إلى مساكن في مخيم ثانٍ، يُعرف باسم القامشلي.
– عامي 2005- 2006 في يونيو 2005، تظاهر الآلاف من الكرد في القامشلي احتجاجًا على اغتيال الشيخ خزنوي، وهو رجل دين كردي في سورية، مما أدى إلى مقتل شرطي وإصابة أربعة كرد.
– في آذار 2008 ، وفقاً لـ هيومن رايتس ووتش، فتحت قوات الأمن النار على الكرد الذين كانوا يحتفلون بعيد النيروز “العيد القومي للكرد-عيد رأس السنة الكردية”. مما اسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص كرد.
– في تشرين الأول 2005 : تم اعلان وثيقة اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي وهي الوثيقة التي تم التوقيع عليها في دمشق.
– في 16 تشرين الأول 2005، في إطار محاولة لتوحيد المعارضة المنقسمة. وقع عليها شخصيات بارزة من المجتمع المدني إضافة إلى الإسلاميين والليبراليين السوريين، شملت قائمة الموقّعين التجمع الوطني الديمقراطي في سورية بأحزابه الستة (حزب الشعب الديمقراطي السوري – الاتحاد الاشتراكي – إلخ..) والتحالف الديمقراطي الكردي في سورية ولجان إحياء المجتمع المدني والجبهة الديمقراطية الكردية في سورية وحزب المستقبل واللجنة السورية لحقوق الإنسان وشخصيات مستقلة تضم كلاً من النائب المعارض رياض سيف الذي أفرج عنه مؤخرًا، وميشيل كيلو والمفكر الإسلامي جودت سعيد، وعبد الرزاق عيد وسمير النشار، وفداء أكرم الحوراني، عادل زكار، وعبد الكريم الضحاك، والمحامي هيثم المالح إضافة إلى نايف قيسية. كما انضمت المنظمة الأثورية الديمقراطية إلى الموقعين على وثيقة إعلان دمشق بموجب البيان المشترك بين المنظمة الأثورية الديمقراطية واللجنة المؤقتة لإعلان دمشق بتارخ 7 كانون الثاني 2006. ومع ذلك، تبيّن أن من الصعب التوفيق بين مطالب الأحزاب اليسارية والعلمانية مع مطالب الإسلاميين، واستمرّت الانقسامات في مضايقة التحالف على الرغم من “بيان الوحدة ” الذي صدر في كانون الثاني 2006. وثيقة إعلان دمشق هي الجامعة لقوى التغيير الوطنية المعارضة في سورية وتتضمن على بنود أساسية ترسم خطوطًا عريضة لعملية التغيير الديمقراطي في سورية، وكيفية إنهاء النظام الأمني الشمولي الذي قيد الحريّات ومنعَ الحركات المُعارضة، كما لعب دوراً في نشر الفساد. من جانبها أعلنت جماعة الإخوان المسلمون في سورية برئاسة علي صدر الدين البيانوني التي تتخذ من لندن مقرًا لها “تأييدها الكامل لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي ممهدا لانعقاد المؤتمر الوطني الشامل ومدخلا للتغيير”. الأحزاب التي كانت منضوية في الاعلان جماعة الإخوان المسلمين: حزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي: جزء من التجمّع الوطني الديمقراطي.
– ترك الإعلان أثناء المنافسة على الزعامة 2007-2009. المنظمة الديمقراطية الآشورية الحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية/ البارتي الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية/يكيتي الكردي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سورية تركت جماعة الاخوان المسلمين تحالف اعلان دمشق وانضمّت الى جبهة الخلاص الوطني بزعامة نائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام، بعد انشقاقه في العام 2006, لكنها انفصلت عنها في وقت لاحق.
– عام 2007 أثارت انتخابات قيادة إعلان دمشق
– في كانون الأول2007 صراعاً حادّاً بين “المعارضة التقليدية” من الفصائل اليسارية والقوميّة بقيادة حسن عبدالعظيم وهيثم منّاع من جانب، و”المعارضة الجديدة” ممثّلة بجناحين أحدهما إسلامي والآخر من فترة ربيع دمشق بزعامة رياض الترك ورياض سيف. اعتقلت السلطات اثني عشر من الأعضاء المؤسّسين في إعلان دمشق، بمن فيهم رياض سيف وميشيل كيلو، وسجنتهم. هذا وقد شاركت غالبيّة الموقّعين على إعلان دمشق في مؤتمري أنطاليا وإسطنبول اللّذان أدّيا إلى تشكيل المجلس الوطني السوري في تشرين الأول 2011.
– عامي 2008-2009 في مطلع العام 2008، وبالتزامن مع تحرير الحكومة أسعار بعض المشتقات الزراعية ورفع سعر المحروقات، انهارت الزراعة في إقليم الجزيرة. ووفقاً لما ذكرته الأمم المتحدة فقد تعرّضت 60 في المئة من الأراضي السورية و1.3 مليون شخص، معظمهم في إقليم الجزيرة، إلى أضرار بسبب الجفاف. وتقاطعت هذه الكارثة مع أخرى من صنع النظام القائم، الذي اختار تحرير الأسعار ورفع الدعم في هذا الوقت بالذات، وطبقاً للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والأمم المتحدة، فإن ما يزيد عن 800 ألف شخص فقدوا موارد رزقهم بالكامل.
– الجفاف بين العامين 2006-2009 طرد مئات آلاف البشر من مناطق استقرارهم في موجات هجرة صبّت في ريفي حلب ودمشق. هذه المُستَقَرّات الجديدة للنازحين كانت مناطق مُستَبعَدَة سلفاً من خطط التنمية الحكومية والدعم، وتُمثِلُ الحدائق الخلفية المُهمَلة لمدن عملاقة. وهي مكتظة بأهلها والنازحين إليها ومحرومة من أبسط مقومات التنمية البشرية والاقتصادية. وقد أصبحت بعد عامين فقط مركزاً رئيسياً للثورة السورية.
– عام 2011 في يومي 29 و30 يناير/ كانون الثاني التجمع أمام السفارة المصرية، وبعدها بمنطقتي باب توما وعرنوس بدمشق.
– في 17 شباط 2011 : مظاهرة عفوية في سوق الحريقة في مدينة دمشق بسبب اعتقال الشرطة لأحد المواطنين في حي الحريقة بدمشق – تجمع بضع مئات من السوريين بمنطقة الحريقة بقلب دمشق عقب تلك الحادثة بدقائق بطريقة عفوية ودون تخطيط، وانطلق هتاف “الشعب السوري ما بينذل” الذي أصبح فيما بعد من أبرز شعارات الثورة. في 22 شباط 2011 الاعتصام أمام السفارة الليبية، وانطلق لأول مرة في سماء دمشق شعار “خاين يلي بيقتل شعبه”, وطلب منهم الأمن الانصراف وجاؤوا بسيارة البلدية الخاصة بمياه المجاري لتفريقهم، الأمر الذي جعلهم يشعرون بالإهانة، ثم بدأ المعتصمون بغناء النشيد الوطني، في إشارة إلى أن سورية كانت قضيتهم وهمهم، وانفض ذلك الاعتصام بالقوة واعتقل قرابة 12 شخصا.
-في 6 أذار 2011 اعتقل 15 طفلاً من درعا بتهمة كتابة شعارات لإسقاط النظام على جدار مدرستهم. في 12 أذار 2011 (قبيل اندلاع الثورة السورية بأيام) احتج آلاف من الكرد السوريين في القامشلي والحسكة بيوم الشهداء الكردي، وهو حدث سنوي منذ عام 2004 يحتج فيه الكرد السوريون إلى الوقت الحاضر. ومع اندلاع الثورة السورية ابتداء من (15 – 18) آذار 2011 من درعا ودمشق ، أكمل الكرد السوريون تظاهراتهم تلبية لدرعا في وجه النظام السوري. – في 15 أذار 2011 تظاهر نحو 200 سوري في سوق الحميدية في 16 أذار\ مارس 2011 اعتصم عشرات من ذوي المعتقلين السياسيين أمام وزارة الداخلية بدمشق مطالبين بإطلاقهم، لكن الأمن فرق الاعتصام, واعتقل عشرات المشاركين فيه ومن بين المعتقلين المحاميان الناشطان في مجال حقوق الإنسان أنور البني ومهند الحسني وأطباء ومهندسون وكتاب والمفكر الدكتور طيب التيزيني., والناشطة الحقوقية سهير الأتاسي، ومدير المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مازن درويش، والكاتبة والناشطة ناهد بدوية. وأُطلق تيزيني ومازن درويش بعد توقيفهم بضع ساعات بينما ظل آخرون رهن الاعتقال. – في 17 أذار 2011 فرق الأمن السوري تجمعا بساحة المرجة قرب وزارة الداخلية ضم أهالي المعتقلين, وكان المحتجون يعتزمون تقديم رسالة إلى وزير الداخلية سعيد سمور. ورفع المحتجون صور معتقلين ولافتات تطالب بالحرية لمعتقلي الرأي.
-في 18 أذار 2011 في “جمعة الكرامة” انتشرت المُظاهرات في مختلف أنحاء البلاد خلال ذلك اليوم، وكان أبرزها في درعا، حيث انطلقت مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الألوف احتجاجاً على الاعتقالات والقمع ورددوا هتافات تنادي بالحرية والكرامة وتندد بشخصيات متسلطة في الدولة وقابل عناصر الأمن المظاهرات بإطلاق الرصاص الحي فقدمت حوران أولى شهداء الثورة السورية وهم حسام عياش ومحمود جوابرة وأيهم الحريري ومؤمن المسالمة الذي استشهد خنقاً بالغاز المسيل للدموع، وجرح العشرات. في العاصمة دمشق، ردد عشرات الأشخاص في باحة المسجد الأموي هتافات “الله سوريا … حرية وبس” قبل أن يخرج المصلون من الجامع وقامت عناصر الأمن والشبيحة بتفريقهم بالقوة، في الوقت الذي انطلقت فيه مظاهرة حاشدة أمام جامع خالد بن الوليد في مدينة حمص ثالث المدن السورية، وضمت عشرات الأشخاص وهم يهتفون “الله، سوريا، حرية، وبس” قبل أن يتم تفريقهم من قبل رجال الأمن. كما انطلقت مُظاهرات حاشدة في مدينة بانياس الساحلية وقد قام الأمن بتفريقها واعتقل عدداً من الذين شاركوا في المظاهرات.
– في 19 مارس/آذار تشييع شهدين شابين قتلتهما قوات الأمن في درعا ، وردد المعزون هتافات تطالب بالحرية, وتتهم السلطات بالخيانة. 20 آذار تواصلت الاحتجاجات في درعا التي شيعت أربعة من أبنائها قتلوا برصاص الأمن. وقد أطلقت قوات الأمن مجددا الرصاص الحي وقنابل الغاز ضد آلاف المتظاهرين ما أسفر عن إصابة أكثر من مائة شخص بجروح.
– 21 آذار شارك الآلاف من سكان مدينة درعا في تشييع جنازة رائد الكراد (23 عاما) الذي قتل وأربعة آخرين برصاص الأمن. وقد انتشر الجيش عند مداخل مدينة درعا بينما حاول مسؤولون تهدئة المشاعر بعد القمع الدامي للاحتجاجات المطالبة بالحرية.
– 22 آذار المئات يتظاهرون في مدينة درعا وفي بلدة نوى جنوبي دمشق لليوم الخامس على التوالي مطالبين بحرية أكبر. وفي اليوم نفسه, دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات السورية إلى “الكف فورا عن الإفراط في استخدام القوة ضد المحتجين المسالمين, خاصة استخدام الذخيرة الحية”. من جهتها, أدانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون القمع العنيف للاحتجاجات, وطالبت السلطات السورية بمحاكمة مرتكبي العنف إلى القضاء, والإصغاء إلى المطالب المشروعة للشعب من خلال إصلاحات حقيقية.
– 23 آذار أطلق الأمن السوري الرصاص الحي فجرا على أكثر من ألف شخص اعتصموا أمام مسجد العمري فقتل ستة أشخاص على الأقل وجرح العشرات، واتهمت السلطات السورية لاحقا “عصابة مسلحة” بشن الهجوم.
– 24 آذار دعا ناشطون إلى تنظيم “جمعة الكرامة” تشمل كل أنحاء البلاد. وجاءت هذه الدعوة بينما تجاوزت حصيلة الضحايا في درعا 15 قتيلا. وحاول بشار الأسد في هذا اليوم احتواء الأزمة بإقالة محافظ درعا فيصل كلثوم، بينما توالت الإدانات لقمع المتظاهرين.
– 25 آذار مظاهرة كبيرة في الجامع الأموي حيث خرج المصلون وهم يهتفون “بالروح بالدم نفديك يا درعا” و “سلمية …سلمية …حرية …حرية” و “درعا سورية ” مظاهرات ومواجهات دامية في مدن وبلدات بينها درعا سقط فيها قتلى وجرحى, بينما واصلت السلطات تحميل مسؤولية أعمال القتل لـ”عصابات مسلحة”. وفي اليوم نفسه أطلق النظام سراح 260 سجينا معظمهم من الإسلاميين من سجن صيدنايا.
– 26 آذار دعوة على الإنترنت إلى “انتفاضة شعبية” في جميع المدن السورية لإغاثة درعا, وانتشار وحدات من الجيش في اللاذقية التي امتدت إليها الاحتجاجات الحالية. وسقط في هذا اليوم قتلى في اللاذقية بينما أحرق محتجون غاضبون مقرين لحزب البعث الحاكم في المدينة. وفي درعا, أطلق الأمن قنابل الغاز لتفريق مئات المتظاهرين.
– 27 آذار أعلنت بثينة شعبان مستشارة الأسد أن السلطات اتخذت قرارا برفع قانون الطوارئ الساري منذ ١٩٦٣، بنفس الوقت عزز الجيش السوري انتشاره في درعا وفي اللاذقية التي احتدم فيها التوتر.
– 28 آذار الجيش يطلق الرصاص في الهواء لتفريق متظاهرين في درعا.
– 29 آذار الأسد يقبل استقالة حكومة ناجي العطري ويكلفه بالاستمرار في تسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
– 30 آذار في أول خطاب له منذ بدء الاحتجاجات, تحدث الأسد عن مؤامرات خارجية سعت إلى استغلال الثورات العربية. وعقب الخطاب, تظاهر المئات في اللاذقية مطالبين بالحرية.
– 31 آذار الرئيس السوري يشكل ثلاث لجان لدراسة أوضاع الأكراد في البلاد، وبحث قانون الطوارئ, وبدء التحقيق في مقتل محتجين في درعا واللاذقية. في اليوم نفسه, الولايات المتحدة تنصح رعاياها بمغادرة سورية.
– 1 نيسان مظاهرات في “جمعة الشهداء” للمطالبة بالحرية والإصلاح تشمل دمشق ودوما القريبة منها, واللاذقية, وبانياس, ودرعا, والصنمين, وعامودا, ورأس العين, ومقتل عشرات المتظاهرين برصاص الأمن, بينما اعتقل آخرون. وقد اندلعت لأول مرة في هذا اليوم مظاهرات في القامشلي بشمال شرق سورية. وثبت انطلاق ثورة الكرامة ٢٠١١ – ٢٠٢٢ ومازالت مستمرة. هادي البحرة
المصادر:
1 – د. عاطف صابوني: محطات من تاريخ الحياة النيابية في سورية. 2 – حافظ الأسد: سيرة ذاتية 3 – موقع مفهوم: هل انتهى ربيع دمشق 4 – موقع اللجنة السورية لحقوق الإنسان 5- موقع السفير العربي : د. وجيهة مهنا: أزمة الجفاف في إقليم الجزيرة السوري 6 – Encyclopedia of Nations: Syria