برنابا الرسول

برنابا الرسول

برنابا الرسول

أحد المسيحيين الأوائل المذكورين في العهد الجديد. وهو مولود في  قبرص لعائلة من اليهود الهلنستيين. كان برنابا من  رسل المسيح الاثني عشر ، وقد ذكر ذلك في سفر أعمال الرسل موصوفا بالرسول.

حياته

برنابا اسم معناه ابن الوعظ وابن العزاء. هو يهودي من سبط لاوي، وهو أخو مريم أم مرقس، وخال القديس مرقس. ذهب إلى أورشليم، وسمع تعاليم  السيد المسيح، فآمن  به و صار من السبعين رسولا وأحد تلاميذ السيد المسيح الاثني عشر. انظر (يوحنا 19 عدد 38) و(متى 27 عدد 58). وبعد صعود المسيح باع حقله وممتلكاته  والقاه عند اقدام التلاميذ ليستعينوا به في التبشير(أعمال الرسل 4 عدد 37)، وهذا تلبية للشرط الذي طلبه يسوع الناصري (متى 19 عدد 21) حتى يصبح تلميذا له و أحد رسله (أعمال الرسل 4 عدد 36).

قام بالتبشير مع بولس في رحلته الأولى، وفارقه في رحلته الثانية، وأخذ القديس مرقس معه، وذهبا إلى قبرص، وبشرا، ثم ذهبا إلى ميلانو وجلسا هناك، وبشرا سبع سنين ، ثم عادا إلى قبرص، ودخلا سلاميس، وهناك قبض عليه الملك هيباتيوس، ولم يحكم عليه بشيء، فأخذه اليهود، وجروه في ملعب الخيل، ورجموه، وحرقوه، فتم بذلك جهاده ونال إكليل الشهادة. وبعد انصراف القوم تقدم  القديس مرقس وحمل الجسد سالمًا ولفه بلفائف ووضعه في مغارة خارج قبرص، وكان ذلك عام 61م.

اما مرقس الرسول فقد اتجه الى الاسكندرية ويكرز بها ويؤسس كنيستها وكرسيها الرسولي.

صفة الرسول برنابا الأساسية كانت أنه رجل صالح، مملوء بالروح القدس والإيمان، ومُشجِّع، ومُبذِرٌ في محبته وعطائه وتسامحه. كان نموذجًا للعطاء بلا غيرة أو تطلع للمجد الأرضي، حيث باع ممتلكاته لدعم التلاميذ، ودعم بولس الرسول في بداياته، وساهم في توسيع الخدمة التبشيرية دون أن يتسبب له الخلاف مع بولس في عداوة. 

وبرنابا ضمن من استجابوا للشركة المسيحية الأولى فحقق المبدأ. (وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً) ( أع 4 : 32)، ففي عدد 37 نقرأ (إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ بَاعَهُ، وَأَتَى بِـ / لدَّرَاهِمِ وَوَضَعَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ).

وكان كبير القلب كريما فهو الذي رحب ببولس بعد ما قبل  المسيح وعرف التلاميذ عليه لما رجع من دمشق إلى اورشليم (أع 9 : 77) . ثم بعد ذلك أخذ بولس من طرسوس إلى  انطاكية وبشرا هنالك باسم  المسيح فنجحا نجاحا عظيما ( أ ع 11 : 25 و26). ثم سافرا للتبشير في الخارج في السفرة التبشيرية الأولى ( أع 13). وحضرا مجمع  اورشليم ( أع 15 : 22 وغلا 2: 1). وذهبا مع يهوذا الملقب  برسابا  وسيلا إلى أنطاكية (أ ع 15 :24 – 25) ثم ذهب برنابا ومرقس إلى قبرص ( أع 15 : 39).

والبعض ينسبون إليه الرسالة الى العبرانيين. وتنسب إليه رسالة معنونة باسمه. إلا أنه لا يعرف كاتبها من هو. أما  انجيل برنابا الابوكريفي المزعوم الذي يزعم البعض أن برنابا كاتبه فهو مؤلف وضع في القرون الوسطى وانتحل اسم برنابا باطلا (انظره في موقعنا باب الانجيل – هرطقات). ويشير التقليد إلى مكان بالقرب من فاما غوستا في  قبرص  على أنه مقبرة برنابا.

برنابا الرسول
برنابا الرسول

أما الرسول برنابا، فلعله تعلم على يد معلم الشريعة غمالائيل المذكور في سفر أعمال الرسل. كان يقيم في أورشليم حيث تشكّلت الجماعة المسيحية الأولى، وهو يُحصى في عداد الرسل السبعين.أول معلومة بشأنه وردت في أع 36:4حيث قيل إنه لما كان المسيحيون الأوائل يبيعون ما لهم من حقول وبيوت ويأتون بأثمانها ليضعوها عند أرجل الرسل”يُوزع­ على كل واحد كما يكون له احتياج” فإن يوسف الذي دُعي من الرسل برنابا المترجَم ابن الوعظ، وهو لاوي قبرصي الجنس، كان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل.

من جهة أخرى، بعد ثلاث سنوات انقضت على هداية بولس الرسول، فرّ من دمشق وأتى إلى اورشليم حيث حاول الالتصاق بالتلاميذ، لكن ترك الجميع جانبه لأنه ظنّ أنه يتظاهر بالتلمذة ليوقف المسيحيين. أما برنابا فأخذه معه وأخبر كيف أن المسيح ظهر له وبأي ثقة كرز بالإنجيل في دمشق مخاطرا بنفسه. فلما تيقّن الإخوة من صدقيته صار يدخل ويخرج معهم في أورشليم مجاهرا باسم الرب يسوع.وإذ حاول يونانيون أن يقتلوه أخذه الإخوة و” أحدروه إلى قيصرية وأرسلوه إلى طرسوس” أع 30:9) . في ذلك الحين لما بلغ أورشليم الخبر أن عددا كبيرا من الأمم اهتدى إلى المسيح في أنطاكية، أوفد الرسل برنابا للاستطلاع والوقوف على ما جرى. فلما وصل إلى هناك ورأى نعمة الله “فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب لأنه كان رجلا صالحا ممتلئا من الروح القدس والإيمان. فانضم إلى الرب جمع غفير” (أع 23:11-24). إثر ذلك خرج برنابا إلى طرسوس طالبا بولس الذي كان يُدعى شاول. فلما وجده جاء به إلى انطاكية. “فحدث أنهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلما جمعا غفيرا.ودُعي التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولا” (أع 26:11). في تلك الأيام انحدر انبياء من اورشليم إلى انطاكية. فلما قام واحد منهم اسمه أغابوس وأشار بالروح “أن جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة” (إع 28:11) وهذا صار في أيام كلوديوس قيصر أرتأى التلاميذ حسبما تيسّر لكل منهم ان يرسلوا شيئا خدمة إلى الإخوة الساكنين في اليهودية. “ففعلوا ذلك مرسلين إلى المشايخ بيد برنابا وشاول” (أع 30:11). وقد كمّل الرفيقان الخدمة بمعيّة يوحنا الملقب مرقص (أع 25:12) ورجعا إلى انطاكيا.

في أنطاكية في ذلك الحين، كان هناك أنبياء ومعلمون، برنابا وسمعان نيجر ولوكيوس القيرواني ومناين وشاول. فبينما هم يخدمون الرب ويصومون “قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه . فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما” (أع 2:13-3). إنطلقا برفقة يوحنا مرقص خادما. وبعدما حطّوا في سلوكية سافرا في البحر إلى قبرص. في سلاميس، المدينة الرئيسية هناك، نادى برنابا شاول، بكلمة الله في مجامع اليهود. فلما أتيا إلى بافوس، في الطرف الآخرمن الجزيرة، حيث كان يقيم الوالي الروماني، سرجيوس بولس، كلماه حسب طلبه لأن يسمع كلمة الله، فقاومهما مشير له، رجل ساحر نبيّ كذّاب يهودي اسمه باريشوع. هذا، على كلمة بولس، كانت يد الرب عليه فعمي ولم يعد يبصر الشمس إلى حيث إذ سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده. “فالوالي حينئذ لما رأى ما جرى آمن مندهشا من تعليم الرب ” (أع 12:13).

من بافوس أقلع الرفيقان إلى برجة بمفيلية فإلى أنطاكية بيسيدية حيث بدا كأنهما أثارا اهتمام المدينة برمّتها مما ملأ اليهود غيرة فجعلوا يقاومون ما قاله بولس مناقضين مجدفين (إع 45:13). إذ ذاك جاهر بولس وبرنابا وقالا: “كان يجب أن تُكلموا انتم أولا بكلمة الله ولكن إذ دفعتموها عنكم وحكمتم أنكم غير مستحقين للحياة الأبدية هوذا نتوجّه إلى الأمم (أع 46:13). هذا وقد حرك اليهود النساء المتعبدات الشريفات ووجوه المدينة واثاروا اضطهادا على بولس وبرنابا وأخرجوهما من تخومهم (أع 50:13).

من أنطاكية بيسيدية أتى برنابا وبولس إلى إيقونية حيث آمن جمهور كثير من اليهود واليونانييين. غير أن اليهود غير المؤمنين عرّوا وأفسدوا نفوس الأمم على الإخوة. أخيرا حصل من الأمم واليهود مع رؤسائهم هجوم ليبغوا عليهما ويرجموهما فشعرا به وهربا إلى لسترة ودربة والكورة المحيطة. في لسترة شفى بولس رجلا عاجزالرجلين مقعدا من بطن أمه لم يمشِ قط. هذا جعل الجموع يعاملونهما وكأنهما من الآلهة. فكانوا يدعون برنابا زفس وبولس هرمس. ولما أرادوا أن يذبحوا لهما مزّقا ثيابهما وهتفا بالجموع: “أيها الرجال لماذا تفعلون هذا. نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحيّ الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم يسلكون في طرقهم. مع أنه لم يترك نفسه بلا شاهد وهو يفعل خيرا يعطينا من السماء أمطارا وأزمنة مثمرة ويملأ قلوبنا طعاما وسرورا” (إع 15:14-17).وبالنتيجة رجم الجموع بولس بعدما أقنعهم يهود أتوا من أنطاكية وإيقونية. وفي الغد خرج بولس وبرنابا إلى دربة فبشّرا وتلمذا كثيرين. وإذ عادا إلى لسترة وإيقونية وأنطاكية بيسيدية شدّدا أنفس التلاميذ ووعظاهم أن يثبتوا في الإيمان وانتخبا لهم قسوسا في كل كنيسة وصليا بأصوام واستودعاهم للربّ (أع 14).

من بيسيدية أتى الرسولان إلى بمفيلية وتكلما بالكلمة في برجة ثم نزلا إلى أتالية ومن ثم سافرا في البحر إلى أنطاكية “حيث كانا قد أُسلما إلى نعمة الله للعمل الذي أكملاه”

بعد أنطاكية السورية صعد برنابا وبولس إلى الرسل والمشايخ في أوشليم. فإن منازعة ومباحثة ليست بقليلة حصلت لهما مع قوم من اليهودية قدموا إلى أنطاكية وجعلوا يعلمون الإخوة “أنه إن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا” (أع 1:15). وإذ حضرا إلى أورشليم أخبرا بكل ما صنع الله معهما. فلما اجتمع الرسل والمشايخ ونظروا في الأمر حصلت مباحثة كثيرة رأوا، مع كل الكنيسة، بنتيجتها أن يوفدوا برسابا وسيلا، وهما متقّدمان بين الأخوة، مع بولس وبرنابا مزوّدين برسالة مودّهة إلى الإخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية. في الرسالة ورد ما يلي: “إذ قد سمعنا أن أناسا خارجين من عندنا أزعج

طروبارية  الرسول برنابا

“لقد صرت خادماً للرب محقاً وظهرت في الرسل السبعين أولاًُ فأنرت مع بولس بكرازتك البشر كافة مبشراً إياهم بالمسيح المخلص فلذلك يا برنابا نقيم بالنشائد تذكارك الإله.”

صفاته الرئيسية

  • الصلاح والامتلاء بالروح والإيمان:يوصف بأنه رجل صالح وممتلئ بالروح القدس والإيمان، وكان تأثيره واضحًا في إيمان الكثيرين الذين انضموا إلى الرب. 
  • المحبة والعطاء:عاش شراكة المحبة، وباع كل ما له ووهبه للتلاميذ، مما جعله نموذجاً للعطاء. 
  • الشجاعة والمبادرة:كان هو من بادر بتقديم بولس الرسول للتلاميذ بعد ارتداده، مما أظهر شجاعة في دعم المتحولين. 
  • التواضع والخدمة الفعلية:جسد مفهوم الخدمة الفعلية التي ترتكز على التواضع، ولم يشعر بالغيرة من بولس رغم شهرته الأكبر، بل آمن ودعم رسالته. 
  • التسامح:حتى عند حدوث خلاف في وجهات النظر مع بولس الرسول بشأن مرافقة مار مرقس، لم تحدث خصومة، بل تم حل المشكلة بسلام مما أدى إلى توسيع نطاق الخدمة. 
  • التشجيع:كان ملقبًا بـ “ابن الوعظ” وكان يشجع من حوله، بالإضافة إلى كونه “الرسول المشجع”. 

Posted

in

,

by