تاريخ الكنيسة المسيحية
تاريخ الكنيسة المسيحية
ماهية الكنيسة وتاريخها
الكنيسة هي جماعة بشرية اسسها ربنا يسوع له المجد، وهو باقٍ في وسطها الى الانتهاء بالمجيء الثاني؟
تتألف الكنيسة من المؤمنين المتحدين ببعضهم بايمان واحد بيسوع الاله الفادي، وبتعليم واحد موحى به من الروح القدس، ومع الخدم الالهية والاسرار الواحدة، وبادارة وقيادة بشرية اسقفية اقامها الله لأجل البلوغ الى الكمال الادبي والخلاص الروحي. وبما ن الكنيسة هي جماعة المؤمنين فقد ظهرت في عالمنا في وقت محدد، واستمرت في مدى قرون كثيرة شملت الالفين المنصرمتين ونيف، وعلى استمرار تعاقب اعضائها ذوي التأثير المختلف، على سير وتطور حياتها، ولاتزال موجودة الى وقتنا الحاضر، فمن الضروري ان يكون لها تاريخ مستمر.
تاريخ الكنيسة يشمل كل التقلبات والحوادث التي مرت عليها منذ تأسيسها، حتى الوقت الحاضر، وهو كعلم يشرح بترتيب منسق ارتباط وتناسق حياة الكنيسة في كل مظاهرها.
مم يتألف التاريخ الكنسي
الكنيسة هي موضوع التاريخ الكنسي كجمعية بشرية ايمانية، لذلك نقول عن موضوع التاريخ الكنسي أنه عنصر الكنيسة البشري فقط، لأنه معرض للتقلبات، أما العنصر الالهي الذي يؤلف جوهرواساس الكنيسة مثلاً: “تعليم الايمان والاسرار، الليتورجيا…” فهذا لاينتمي الى التاريخ بحد ذاته لأنه ابدي ولا يتبدل.
ولكن الذي اختلف الناس في فهمه ، فيصبح عندها موضوع البحث تاريخي…والنواحي الكنسية التي يجب درسها في موضوع علم التاريخ تظهر من ذات حياتها وحياة الكنيسة، وعلى طريقتين: خارجية وداخلية.
الطريقة الخارجية
هي عندما تتوسع حدود الكنيسة او تتقلص، وتكون في اوقات مختلفة ذات علاقة معلومة مع جماعات بشرية أخرى…
الطريقة الداخلية
هي في اهتمام الكنيسة في حفظ وتفسير تعليمها الايماني، وان كانت تصادف عوائق من قبل بعض اعضائها الذين يتراجعون عن تعليم الايمان العام. ويؤلفان هرطقات وانشقاقات، في اتمامها للخدمة والاسرار وفق الطقوس، وفي الادارة والرئاسة…
في المحصلة
الكنيسة في العالم هي جماعة المؤمنين المقدسين بالمسيح وبنعمة روحه القدوس المدعويين ليكونوا قديسين، بشراً، أحراراًكاملين قدر المستطاع، منصرفين الى تطبيق مشيئة الله على اكمل وجه.
والكنيسة هي فوق العالم، لأنها سر الله المكنون، غير المدرك بشريا ولولا هذا لماعاشت في هذا العالم المضطرب الصاخب، وانتصرت بالرغم من الجراح والانشقاقات التي ادمتها بغزارة واضعفتها داخليا، خارجياً امام الرياح العاتية.
وكنيستنا واحدة جامعة مقدسة رسولية ، فاننا جميعا قد اعتمدنا بروح واحدة لنقارب ربنا يسوع فادينا في الجسد والروح النقيين، لنعود كما كنا في الخليقة النقية الاولى، ولنكون دوما على مقدار ملء قامة المسيح…
والكنيسة تتالف من عنصرين الهي وبشري، من الحقيقة الالهية المعطاة لنا ومن سعيها البشري لتنفيذ المشيئة.
وقد يسهو البعض عن ان النعمة الالهية لاتقسر الناس قسراً، وانما تعمل فيهم عمل النور في الهواء، فتخترق نفوسهم لتعطيهم حرارة واشعاعاً. ونحن أعضاء هذه الكنيسة من اكليروس وعلمانين.
ينتابنا الغرور وحب التسلط والشهوة الفارغة لذا نشطت الانشقاقات المحزنة، وكان الانشفاق الكبير الاشد إيلاماً…
مصادر التاريخ الكنسي والعلوم المساعدة
المصادر نوعان
1- صامتة
2- مكتوبة أو ناطقة
1-الصامتة كالأبنية الكنسية والايقونات والتماثيل، وانواع الصور المختلفة، والاواني الكنسية، وما اشبه…
2- الناطقة اوالمكتوبة كالكتب المقدسة، وأعمال وتحديات وقرارات المجامع المحلية والمسكونية، والكنائس والاساقفة، وتآليف آباء الكنيسة، وحياة وتواريخ القديسين، واقوال المعاصرين للحوادث التاريخية الكنسية وماشابه، فالمصادرالمكتوبة في ازمنة مختلفة مقدمة في مجموعات وموزعة في العالم، وعلى الاقل قسمها الاعظم.
ومايساعد على درس الآثار الكنسية التاريخية
معرفة القواعد والتحليل اللغوي والجغرافيا، وعلم التاريخ، والتاريخ المدني العام، ومايساعد على درس التاريخ الكنسي كعلم في المدارس والمعاهد اللاهوتية والعامة.
أما التآليف الكنسية التاريخية
فالأشهر هو تاريخ الكنيسة لاوسابيوس القيصري المتوفي 340م، فهو اب التاريخ الكنسي وتنشط في هذا المجال مجموعات التاريخ الكنسي لغراف وسواه والمؤرخ اليوناني الشهير خريسوستموس بابادوبولس استاذ التاريخ في جامعة اثينا
ومن المجموعات العربية الرئيسة في تاريخ الكنيسة عامة وتاريخ الكنيسة الخلقيدونية في كراسي انطاكية والاسكندرية مجموعة مؤرخ الكرسي الانطاكي المقدس المغفور له الدكتور اسد رستم… سواء كانت “تاريخ كنيسة مدينة الله انطاكية العظمى”، “نحن ورومة والفاتيكان”…
ادوار التاريخ الكنسي
ان تاريخ الكنيسة كعلم يجب ان يحيط بالموضوع من جميع نواحيه، وبتفصيل وتناسق، لهذا يجب ان تظهر فيه كل ناحية من نواحي حياة الكنيسة بترتيب متصل متسلسل…
وحيث انه يوجد رابط تاريخي معين يبين جميع نواحي الحياة الكنسية، لذلك يجب ان لاننظر الى كل ناحية لوحدها في كل العصور.
من جهة أخرى، ليس من السهل درس مجموع كل نواحي حياة الكنيسة في كل عصر لوحده، لأنه توجد حوادث تاريخية بدأت في عصر ما وامتدت الى عصر آخر، وربما الى ثالث، فيضيع الرابط في ايرادها…والافضل هو النظر الى كل عصر لوحده، وتقسيمها الى ادوار تتناسب مع مميزات حياة الكنيسة في مدة من الزمن. لهذا يمكن تاريخ الكنيسة الى اربعة ادوار هي
الدور الاول
هو دور خارجي بنوع خاص، يبدأ منذ نشأة الكنيسة على عهد الرسل حتى انتصارها على الوثنية ببراءة قسطنطين اي في الفترة الممتدة مابين سنة 34مسيحية الى تلك البراءة سنة 313م.
الدور الثاني
هو دور تنظيم الكنيسة الداخلي، منذ انتصارها على الوثنية ببراءة ميلان 313م حتى الانشقاق الكبير1054 بين شطري الكنيسة الجامعة، وتنظيم امور الكنيسة الروسية والبلغار…
الدور الثالث
من الانشقاق الكبير 1453م الى سقوط الامبراطورية الرومية في الشرق اي اغتصاب القسطنطينية من قبل السلطان العثماني محمد الاول في العام 1453م وبدء الاصلاح البروتستانتي في الكنيسة البابوية السنة 1517م، بيد الراهب اليسوعي مارتن لوثرورفيقه كالفن، ونشوء المذاهب البروتستانتية، والكنيسة الانكليكانية الكنيسة الرسمية في التاج البريطاني، وكنيسة الكاثوليك القدماء في الكنيسة البابوية وقد رفضوا مبدأالاولوية والسلطوية وعصمة البابا.
الدور الرابع
من غزو القسطنطينية، وبدء الاصلاح البروتستانتي، والحقيقة فان هذا الدور هو دور المصائب على الكنيسة الشرقية، وتحديداً كنيستنا الانطاكية بسبب وقوعها تحت الاستعمار التركي والتعصب الاسلامي.
اما الكنيسة الغربية، فبدورها كما اسلفت في الدور الثالث، شقت اوربة الكاثوليكية البابوية الى قسمين لاتيني وبروتستانتي، وتناسخ القسم الاخير الى دكاكين وبدع هرطوقية متباعدة همها الاساس استلاب رعايا الكنائس من ضعفاء الايمان والفقراء بالمعونات المالية والعينية والتسفير خارج البلاد مستغلين حاجة اولئك وخاصة في ظروف تهجير المسيحيين في العدوان الدولي على سورية منذ2011 كما في الطبالة وكشكول…وهي اساسا متعادية مع امها رومية البابوية.
اترك تعليقاً