غبطة البطريرك يوحنا العاشر

تاريخ بطاركة أنطاكية

تاريخ بطاركة أنطاكية

 

* البطريرك الأول بطرس الرسول

وسيرته معروفة، وهو وبولس الرسول أسسا الكرسي الأنطاكي العام 42 مسيحية بمساعدة برنابا وماتاهين..واستوى عليه كأول البطاركة منذ 45-53 ثم ترك الأسقفية لخليفته القديس افوديوس.

وتسمية البطريرك هي شيخ العشيرة وهي كلمة عبرية الأصل ودخلت في المفردات اليونانية وصارت يونانية.

* البطريرك الثاني افوديوس

وفي أيامه لُقب المؤمنون بأنطاكية مسيحيين ولكن ثمة رأي بأن اللقب ساد زمن بطريركية بطرس الرسول وأقام هذا البطريرك افوديوس في البطريركية من السنة

تاريخ بطاركة انطاكية
تاريخ بطاركة انطاكية

53 إلى السنة 68. ونال إكليل الشهادة في اليوم التاسع من أيلول.

* البطريرك الثالث أغناطيوس المتوشح بالله

القديس أغناطيوس وأصل اسمه لاتيني يعني النار والاشتعال، وهذه كانت السمة الغالبة عليه إذ كان ممتلئاً من نار الروح القدس ومشتعلاً بحب الله، وقيل عنه انه عرف الرسل وتتلمذ مع القديس بوليكاربوس للقديس يوحنا الحبيب … سمعان المترجم وآخرون غيره يتحدثون عن الولد الذي أخذه الرب يسوع بين ذراعيه قائلاً:” من وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السموات، ومن قَبِلَ ولداً واحداً مثل هذا باسمي فقد قبلني.” (متى 18:4-5) أما القديس أغناطيوس فيسمي نفسه ” الحامل الإله، أو المتوشح بالله.”

عندما اندلعت موجة الاضطهادات العاتية بحق المسيحيين التي أثارها الأمبراطور الروماني دوميتيانوس (81 – 96)انصرف القديس أغناطيوس إلى تشديد المؤمنين وكان يزورهم في السجون ويشددهم.

اصدر عليه ترايانوس(تراجان) القيصر من أنطاكية السنة 107 الحكم بالإعدام طعاماً للوحوش في روميه تسلية للشعب. وقد اقتيد بوحشية من قبل عشرة جنود رومانيين إلى رومه سيراً على الأقدام وأحياناً بالبحر ورافقه الشماس فيلون من كيليكيا، وريوس اغافوبوس وقد دونا سيرته وفي طول الطريق وافاه ممثلون عن الكنائس في المناطق التي زارها في آسية الصغرى ومنها ازمير. وعند وصوله إلى رومه اقتيد بأمر واليها إلى ساحة المدرج الروماني،

لقديس اغناطيوس الأنطاكي المتوشح بالله ثاني بطاركة انطاكية
لقديس اغناطيوس الأنطاكي المتوشح بالله ثاني بطاركة انطاكية

انقض عليه أسدان وافترساه ولم يتركا منه إلا عظامه العريضة، جمع المؤمنون ما تيسر لهم من عظامه،

وعادوا بها إلى أنطاكية حيث أودعت قبراً خارج غابة دفنة، ثم نقلت إلى كنيسة باسمه في مدينة أنطاكية بأمر الأمبراطور ثيوذوسيوس الصغير 408-450

في العام 637 م زمن الأمبراطور الرومي هرقل أُخذِت رفاته إلى رومه بسبب سقوط أنطاكية بيد العرب المسلمين، وقد استقرت في كنيسة اكليمنضوس هناك وتعيد له كنيستنا الأرثوذكسية في 20 كانون الأول، أما الكنيسة اللاتينية فتعيد له في 1شباط سنوياً.

تولى الكرسي الأنطاكي عام 68 مسيحية واستمر عليه مدة 32 سنة حتى العام 100 مسيحية واستشهد طعاما للوحوش في روما.

* البطريرك الرابع ايروس أو هيرون

تولى السدة الأنطاكية خلفاً لأغناطيوس المتوشح بالله من السنة 100 إلى السنة127 مسيحية وقضى شهيداً في عهد ادريانوس.

* البطريرك الخامس البطريرك كرنيليوس

وقد تولى السدة البطريركية السنة 127 مسيحية إلى السنة151 مسيحية لمدة 24 سنة وقيل انه قضى شهيداً وعند البعض انه أمضى 13 سنة في السدة وتاريخ وفاته غير مؤكد.

* البطريرك السادس البطريرك ايروس الثاني

تولى السدة الأنطاكية السنة 151 واستمر على السدة إلى السنة 169 مسيحية.

شعار الكرسي الأنطاكي المقدس
شعار الكرسي الأنطاكي المقدس

* البطريرك السابع البطريرك ثاوفيلوس

ولد لأبوين وثنيين، ونشا وثنياً، درس الفلسفات القديمة، وبرع فيها، ولكن الوثنية لم تفسده، كانت روحه روح إنسان حر تواق إلى الحقيقة أولاً، ولم يقع في غواية المعرفة… وقد أفضت به تأملاته إلى اكتشاف خالق السماء والأرض، وبالتالي إلى نبذ الوثنية، دين آبائه تولى السدة الأنطاكية السنة 169 مسيحية وتوفي السنة 188 مسيحية وعند البعض 190، هذا كان عالماً جداً واشتهر بالدفاع عن الإيمان القويم ضد الوثنية والهرطقات، فأضحى مرجع ثقة لكل مهتم بالعقيدة خصوصاً في القرون الثلاثة الأولى،وينتمي إلى فئة الآباء المدافعين عن الإيمان القويم أمثال يوستينوس الشهيد، وتاتيانوس وأثينا غوراس وصنف رسائل متعددة في الدفاع عن الإيمان المسيحي رداً على الوثنيين ولكن لم يبق من رسائله إلا ثلاثة.

من المؤسف أن السنكسارات اليونانية لا تذكره، إنما ذكرته بعض السنكسارات السلافية وتعيد له كنيستنا قي 6 كانون الأول والكنيسة اللاتينية في 13 تشرين الأول من كل عام.

* البطريرك الثامن البطريرك مكسميانوس أو مكسيمينوس

تولى بطريركاً السنة 188 مسيحية والبعض يقول أنها 191 مسيحية لا نعرف الكثير عن أخباره. قال عنه البطريرك الإسكندري والمؤرخ سعيد بن البطريق إنه تدخل في مسألة الفصح أيام البابا فيكتور(189-198) توفي في آّذار 192 وعند البعض 190 أو 191 وقيل أنه مات شهيداً.

* البطريرك التاسع البطريرك سرابيون

تم انتخابه بطريركاً في عهد الأمبراطور سبتيموس ساويرس اشترك في الدفاع عن الإيمان وله عدة رسائل تنبئ عن غيرته وتقواه، ساس الرعية مدة عشرين سنة حتى وفاته في العام 212 مسيحية.

* البطريرك العاشر البطريرك اسكليبيادوس

خلف البطريرك سيرابيون السنة 212 وحتى السنة220 أي مدة 8 سنوات وعند البعض 9 سنوات، لُقب بالمعترف وقد \هب ضحية الاضطهاد في عهد الأمبراطور سبتيموس ساويرس. وكان هذا قد اصدر مرسوماً نهى فيه عن اعتناق المسيحية، وأمر الولاة بملاحقتهم، فاعتُقل البطريرك اسكليبيادوس، ونُفيَ ومات شهيداً في منفاه. وقال عنه الخوري المؤرخ ميخائيل بريك: “انه توفي بالرحمة.”

* البطريرك الحادي عشر وهو البطريرك فيليطوس

تولى السدة الأنطاكية السنة 220 واستمر إلى سنة232 مسيحية والبعض يعتبر أن مدة بطريركيته عشر سنوات.

غبطة البطريرك يوحنا العاشر وبعض اعضاء المجمع الانطاكي المقدس في الكاتدرائية المريمية في احتفال عيد الكرسي الانطاكي المقدس
غبطة البطريرك يوحنا العاشر وبعض اعضاء المجمع الانطاكي المقدس في الكاتدرائية المريمية في احتفال عيد الكرسي الانطاكي المقدس

* البطريرك الثاني عشر زيفينوس أو زينوفيوس، أو ذابنيوس

المعلومات عنه قليلة جداً وقد بلغت مدة بطريركيته حتى السنة 240 أي ثمان سنوات، والخوري بريك يعتبر انه أمضى في السدة سنتين فقط… ومن المؤكد انه كان بطريركاً في عهد الأمبراطور سفيروس الكسندروس ولكنه لم يُضطهد ولم يستشهد بالتالي.

* البطريرك الثالث عشر وهو البطريرك الشهيد بابيلاس

تولى السدة السنة 240 وقد لبث ثلاث سنين فقط، ألقى القبض عليه توماريانوس الملك حيث عاقبه، واستشهد في 4 أيلول السنة 253 على ما أورده بريك ويعتبر من عظماء الكنيسة الأنطاكية، البعض يعتبره البطريرك الثاني عشر بعد بطرس الرسول، وقد استمرت بطريركيته في عهود الأباطرة غورديانوس وفيليب العربي وداقيوس الذي بأمره تم اعتقاله وإعدامه كما اجمع عليه مؤرخو الكرسي الأنطاكي فيما عرف بالاضطهاد الثامن ومات في السجن، وتعتبره الكنيسة شهيداً، وتحتفل بتذكاره في 4 أيلول من كل عام…

اول كنيسة في انطاكية مغارة القديسين بطرس وبولس وفيها اقاما الكرسي الانطاكي المقدس
اول كنيسة في انطاكية مغارة القديسين بطرس وبولس وفيها اقاما الكرسي الانطاكي المقدس

دفن جسده في غابة دفنة بجانب مدينة أنطاكية شمالاً في مكان هيكل الإله اليوناني ابولون، وكان اليونانيون يقدمون له الضحايا الدنسة.

وكان هذا التمثال ضخماً مطلياً بالذهب، ومرصعاً بالأحجار الكريمة. تأسس الهيكل في أيام الأمبراطور ديوكلسيانوس( 285-305)، في السنة 362 أخرج يوليانوس الجاحد رفات الشهيد البطريرك بابيلاس من قبره فاحرق المسيحيون الهيكل انتقاماً.

وهذا هو المعروف بالجاحد أو العاصي وهو ابن يوليوس ابن الأمبراطور قسطنديوس الثاني، تأثر بالفلاسفة اليونان وجنح إلى الوثنية حتى قبل وصوله إلى العرش. اعتلى العرش سنة 361 بعد موت والده. قُتل بسهم مسموم عند زحفه على بابل ويقال أن قاتله مسيحي من قبيلة طي انتصاراً للرب يسوع المسيح.

اختلس الفرنجة رفات القديس بابيلا من أنطاكية وهي موجودة في ما يُظَنْ في كريمونا الايطالية، وقد اتخذ عدد من كنائس الغرب في فرنسا وايطاليا واسبانيا القديس بابيلا شفيعاً لهم.

* الرابع عشرالبطريرك فافيوس، أو أفاديوس، أو فابيوس

تولى السدة الأنطاكية السنة 253 وعند البعض 250واستمر حتى 256 وظهر عنده بعض الميل إلى بدعة نوفاتيانوس- أحد كهنة روما الذي طمع بكرسي روما فاختلسه لنفسه، وكان يتعنت في قبول التائبين، فحرمته المجامع، وقيل انه عدل عن رأيه، ودعا إلى مجمع في أنطاكية ولكنه توفي قبل حضور الأساقفة، ذكر ابن العبري وبريك انه مات شهيداً.

كاتدرائية القديسين بطرس وبولس الأرثوذكسية في انطاكية اثناء الاحتفال بعيد الكرسي الأنطاكي سنوياً في 29 حزيران
كاتدرائية القديسين بطرس وبولس الأرثوذكسية في انطاكية اثناء الاحتفال بعيد الكرسي الأنطاكي سنوياً في 29 حزيران
 

* الخامس عشر البطريرك ديمتريانوس

وقد صار بطريركاً عام 256 إلى سنة 262 وعند البعض من 252 إلى 260 كان متزوجاً قبل أسقفيته وله ولد اسمه دومنوس. ساس الرعية حوالي 6 أو 7 سنوات وكان ممن رذل بدعة نوفاتيانوس. ولم يمض وقت طويل على توليه.

حتى اجتاح أنطاكية الملك الفارسي سابور الأول ( 240-271). وكعادة الفرس أخذوا معهم رئيس الكنيسة ديمتريانوس لأنه وحده يستطيع السيطرة على العامة، ويحمله على الرضى والمحافظة على الأمن. وبعد أن استقر المنفيون في بلاد فارس تولى أمرهم إلى حين وفاته في المنفى.

* البطريرك السادس عشر البطريرك مكاريوس الأول

هذا البطريرك أورده بريك فقط، وقد سكت عنه د. رستم، كما سكت عنه أمين ظاهر خير الله وأورد بدلاً عنه امفيلوخيوس الذي تولى السدة الأنطاكية في العام 262

ويقول بريك عن مكاريوس هذا: ” كان المؤمنون من عهد الرسل إلى أيامه حيت يقرأون أفاشين السجدة في يوم العنصرة. فكانوا ينتصبون على أقدامهم لسماعها. فلما كان هذا البطريرك يقرأ هذه الأفاشين المذكورة يوم العنصرة فصار الوقت في تلك الكنيسة وقتئذ هبوب رياح عاصفة كمثل ما صار في علية صهيون مع الرسل كما يخبر لوقا الإنجيلي. وان ساير الشعب الحاضرين في الكنيسة سقطوا على الأرض من خوفهم. وصار هذا الأمر على ثلاث دفعات. ولما أحنوا ركبهم إلى الأرض مع رؤوسهم معاً، للوقت هدي ذلك الاضطراب. فعرفوا أن مشيئة الله هي بأن يحنوا المسيحيين ركبهم ورؤوسهم ويسمعوا هذه الأفاشين في يوم العنصرة. فأرسل هذا البطريرك وأعلم باقي المؤمنين بهذه الأعجوبة. ومنذ ذلك الحين تقلدت الكنيسة المقدسة هذه العادة وبقيت إلى الآن. وهكذا نظرنا مكتوباً هذا الخبر نفسه في كتب الرب بالتمام. وأقام هذا البطريرك مكاريوس في البطريركية خمس سنين وتوفي.” ونتفق مع غيرنا بأن التباين بين سلسلة البطاركة عند بريك وبين تلك الذي ذكرها المؤرخ المعاصر بدأ مع هذا البطريرك ويبدو أند. أسد رستم (مؤرخ الكرسي الأنطاكي) اعتمد هذه السلسلة. أما بشأن خليفة البطريرك ديمتريانوس فقد ذكر أحد المراجع أن أهل أنطاكية لم ينتخبوا خلفا له على أمل عودته من المنفى في بلاد فارس، وفي تلك الأثناء وحتى وفاة ديمتريانوس في المنفى كان أسقف طرسوس ألينوس يرعى شؤون أسقفية أنطاكية كما أورد رستم.

الكاتدرائية المريمية بدمشق كنيسة بطريرك انطاكية منذ 1344
الكاتدرائية المريمية بدمشق كنيسة بطريرك انطاكية منذ 1344

* البطريرك السابع عشر البطريرك بولس السميساطي (260- 268)

وخير الله يقول ان بدء بطريركيته هو في عام 262 وهو من بلدة سميساط، وهي بلدة قديمة على الفرات، مهدت تعاليمه سبيل انتشار المذهب الاريوسي عندما كان أسقفا على سميساط وأخيرا تولى السدة الأنطاكية بعد وفاة البطريرك ديمتريانوس في المنفى وكان ذلك في عهد الزباء أو زنوبيا ملكة تدمر التي أطلقت يده ومنحته الكثير من الصلاحيات فماثل الحكام من حيث أُبهة الملك، وخلق لنفسه حزباً أدى إلى انشقاق في الكنيسة الأنطاكية، ما اضطر أساقفة الكرسي الأنطاكي إلى عقد المجمع الأنطاكي الثاني سنة 264 والمجمع الثالث 268 للنظر في أمور هذا البطريرك فخلعه المجمع الثالث وكان المتقدم في هذا المجمع أسقف أورشليم ايميانوس، ولكنه امتنع عن الطاعة. وبعد زوال نفوذ تدمر والملكة زنوبيا، طُرد بولس من قلاية البطريركية وكُفت يده ولا نعلم عن مصيره بعد ذلك التاريخ.

* البطريرك الثامن عشر ذومنوس أو دومنينوس الأول ( 266/268 _ 271 /273)

وهو ابن البطريرك المنفي ديمتريانوس، تولى البطريركية الأنطاكية بعد أن خُلع بولس في المجمع الرابع. غير أن بولس السميساطي رفض الانصياع إلى قرار المجمع وبقي متسلطاً على السدة يمارس السلطة الروحية إلى أن أُسقطت نصيرته وحاميته زنوبيا ملكة تدمر، توفي عام 271 وعند خير الله 273. بينما عند بريك تولى السنة 270 وأقام ثلاث سنوات إلى وفاته في 273 متفقاً في ذلك مع خير الله.

الكاتدرائية المريمية بدمشق من الداخل
الكاتدرائية المريمية بدمشق من الداخل

* البطريرك التاسع عشر تيموثاوس

عند خير الله تيماوس وعند رستم هو البطريرك الثامن عشر، تولى السدة بعد وفاة سلفه ذومنوس السنة 273 – 277 وعند البعض انه تولى السدة تسع سنوات.

* البطريرك العشرون كيرلس

تولى السدة من 277 إلى 299 خلفاً للبطريرك تيموثاوس.

قُبض عليه في أيام الاضطهاد الذي أثاره الأمبراطور المضطهد ديوكلتيانوس، ونقل إلى بانونية للعمل في الأشغال الشاقة في مناجمها ورستم يعتبره البطريرك التاسع عشر وان موته تم السنة 306.

* البطريرك الواحد والعشرون تيرانيون (تيرانوس)

من السنة 299 إلى 308 وعند البعض 305 أو 306 كان شماسا في قيصرية فلسطين ثم تولى المنصب البطريركي بعد أن اُلقي القبض على سلفه كيرلس، بلغت الاضطهادات بحق المسيحيين ذروتها في أيامه،فقام بحملة ضد المرتدين عن المسيحية، غير أنه فشل فقطع لسانه ثم حُزَّ رأسه. وقبض في الوقت نفسه على تيرانوس أو تيرانيون أسقف صور وزينوبيوس كاهن صيدا ولقيا المصير ذاته سنة 310 وكان قد خدم الكرسي حتى استشهاده.

* البطريرك الثاني والعشرون البطريرك ويتاليوس( فيطاليوس)

وتولى السدة البطريركية من 308 إلى 314 وكان قد بدأ عهداً جديداً بين الكنيسة والحكام فدعا فيتاليوس أساقفة أنطاكية إلى مجمع في القيصرية الجديدة لبحث شؤون الكنيسة الأنطاكية وصدر عن هذا المجمع عدة قرارات مهمة.

اشتهر بمواقفه الصلبة ضد الآريوسيين وأهل البدع، وأرسل مرسلين من طرفه ليطوفوا البلاد ويثبتوا الرعية على الإيمان القويم. هو البطريرك الواحد والعشرون عند رستم.

* البطريرك الثالث والعشرون البطريرك فيلوغونيوس/ فيلوجنيوس المعترف

من 314 إلى 324 كان محامياً لامعاً وفصيحاً، وتم اختياره بالرغم من كونه متزوجاً وله بنت. وعند بريك:” تم اختياره قسراً، لأنه كان قد هيج الأراتقة”. تولى السدة البطريركية أيام الأمبراطور قسطنطين الكبير، دبر الرعية وأعاد إلى الكنيسة الأنطاكية رونقها ومجدها.

سماه القديس يوحنا الذهبي الفم ” الشجاع والعادل” ووصفه بشهامة النفس، تصدى للوثنية وقاوم الآريوسية وقد اعتبره آريوس عدواً له. رقد بالرب بعد جهاد في 20 كانون الأول السنة 323 وقيل 324

وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بتذكاره في 20 كانون الأول من كل عام. هو البطريرك الثاني والعشرون عند رستم.

* البطريرك الرابع والعشرون البطريرك بولينوس/بافلينوس

كان أسقفا آريوسياً على صور وله فيها آثار حسنة، ويعتبر أول بطريرك دخيل نصبه الآريوسيون على السدة الأنطاكية ولكن لم تدم رئاسته أكثر من ستة أشهر توفي بعدها، وبانتخابه قضي على كل أمل بإنهاء الخلافات في أنطاكية وحصل انشقاق في الكنيسة دام حوالي الخمسين سنة وهو البطريرك الرابع والعشرون عند رستم. ودامت بطريركيته عند بريك خمس سنوات وتوفي.

* البطريرك الخامس والعشرون البطريرك أفستاثيوس من 325- 332

كان وفقاً لبريك:” أن سعد بن يحي الأنطاكي أخبر المسيحيين في تاريخه بأنه قبل اجتماع الآباء الثلاثمائة والثمانية عشر( مجمع نيقية المسكوني الأول السنة 325) كان أسقفا على حلب وأقاموه بطريركاً على أنطاكية وأقاموا عنه أسقفاً على حلب أنطونيوس…” وقد كان المتقدم في هذا المجمع وخاطب الأمبراطور قسطنطين مادحاً إياه بصفته حامياً للإيمان الأرثوذكسي القويم، وعَّرَّفه بتجديف آريوس، وهو الذي كان يجادل الآريوسيين في المجمع، وأكرمه الأمبراطور قسطنطين لذلك، وعاد إلى كرسيه في أنطاكية بعد انقضاء مجمع نيقية وحظي بإكرام عظيم.

وبمكيدة شائنة رتبها له الآريوسيون انتقاماً منه لمواقفه المهاجمة لهم وبعد إخبارهم الأمبراطور قسطنطينوس ابن قسطنطين الكبير بذلك، وكان آريوسياً، فحكم عليه بالنفي إلى تريانوبوليس في تراقية بالقرب من القسطنطينية، ثم أمر بنقله إلى فيليبي، وأقام في البطريركية ثمان سنوات وتوفي في المنفى في 21 شباط342 ودفن فيها وبعد أكثر من 100 سنة احضروا جسده المقدس إلى أنطاكية واستقبله شعبها بحفاوة بالغة ودُفن بكرامة في كاتدرائية أنطاكية العظمى.

* البطريرك السادس والعشرون البطريرك بافلينوس

تولى السدة 332 ( أمين ظاهر خير الله) ودامت بطريركيته سنة واحدة، بينما ورد اسمه بولس عند ميخائيل بريك، ولم تدم بطريركيته أكثر من ستة أشهر.

* البطريرك السابع والعشرون البطريرك افلاليوس أو فلاليوس

تولى 332، وكان اريوسياً أمضى في البطريركية مدة يسيرة حيث توفي بعد ثلاثة أشهر من تنصيبه،( عند ظاهر خير الله السنة 333- وعند بريك 13 سنة مات بعدها) وهو البطريرك الخامس والعشرون عند رستم.

* البطريرك الثامن والعشرون البطريرك ايفغرونيوس (أفرونيوس) (333-334)

كان سابقاً خادم كنيسة قيصرية كبادوكية وهو من البطاركة الآريوسيين ومن المخالفين للمجمع النيقاوي وهو البطريرك 26 عند رستم.

* البطريرك التاسع والعشرون البطريرك بلاكنديوس (بلاكنتيوس) (فلاكيلوس)

من (334-341) وعند رستم 344، هو من البطاركة الآريوسيين، وهو الذي ترأس مجمع صور ضد القديس اثناسيوس سنة 325 (ومعروف عن القديس اثناسيوس بطريرك القسطنطينية أنه كان من أهم علماء عصره وهو الذي حارب آريوس ورفض إعادته إلى الكنيسة بالرغم من طلب الأمبراطور قسطنطين ذلك وقد أُقيل من منصبه وأُعيد إليه خمس مرات كان آخرها السنة 366) وقد التأم عدد من المجامع الإقليمية كان فلاكيلوس حاضراً أو مترئسا فيها وغايتها البحث في الخلاف الدائر بين القديس اثناسيوس وسائر أنصار المجمع النيقاوي من جهة، وبين الأوسابيين، وهم جماعة من الآريوسيين المعتدلين أتباع اوسابيوس أسقف نيقوميذية وصديق آريوس،من جهة أخرى وهو البطريرك27 عند رستم.

* البطريرك الثلاثون البطريرك استفانوس ( 341-344)

كان كاهنا زمن البطريرك 25 افستاثيوس وكان من البطاركة الآريوسيين وهو البطريرك 28 عند رستم، قيل انه ارتكب إثماً أوجب قطعه وتجريده من منصبه وهو من ليفيا عند بريك وربما كانت أسقفية نيفيا أو نوى من منطقة حوران.

* البطريرك الواحد والثلاثون البطريرك لاونديوس (344-350)

تتلمذ على لوقيانوس المعلم الأنطاكي وعند بريك انه أقام سنتين بطريركا ومات وكان خصياً واصله من فريجية في آسيا الصغرى، وقد خرج في بعض تصرفاته على قرارات المجمع المسكوني الأول، فأصبح غير لائق برتبة الكهنوت، ولم يقبل به اثناسيوس في مصاف الاكليروس، ومع تقدمه في السن

اعتدل في آرائه وأظهر مقدرة في تسيير أمور البطريركية في زمن كثر فيه الخصام والشقاق، وهو من بين البطاركة الآريوسيين وترتيبه 29 عند رستم.

* البطريرك الثاني والثلاثون البطريرك أفذوكسيوس

350عند بريك،و358-359 عند رستم كان أسقف مرعش متحدر من أرمينيا الصغرى وكان آريوسياً حتى جاوز الحد في إيمانه، وكان منافسه على الكرسي الأنطاكي أسقف اللاذقية جاورجيوس فكتب له الفوز وترتيبه 30 عند رستم ويقول بريك: انه بسبب آريوسيته قُطع ونفي، وأخيرا في أيام الأمبراطور يوليانوس العاصي صار بطريركاً على القسطنطينية.

ويتابع:” وهذا فهو خبر الشاهد ثاودورس التيراني في أول سبت من الصيام الكبير لأجل عجيبة السليقة. وأقام عشر سنين ومات”.

* البطريرك الثالث والثلاثون البطريرك ملاتيوس

السنة 354، ولا يتحدث عنهفي هذا الترتيب إلا ظاهر خير الله مستنداً على لائحة بطاركة قدمها له الارشمندريت بولس ابوعضل (أول مطران لجبل لبنان 1902) في إعداده لكتاب: “الأرج الزاكي في تهاني البطريرك الأنطاكي ملاتيوس” طباعة بعبدا في1899. أما بريك ورستم والعجيمي فيسكتون عنه، ونحن استندنا على خير الله لوثوقية المصدر فبولس أبو عضل كان من علماء التاريخ الأنطاكي وهذا الكتاب “الأرج الزاكي…” كان كتاباً تأريخياً موثقاً لحدث تعريب السدة الأنطاكية. وقد ورد انه تولى السدة 362 و373 و381وتوفي السنة381.

ولد ملاتيوس في ملاطية عاصمة أرمينيا الصغرى من عائلة ميسورة ومع ذلك اتخذ الزهد والصلاة وبرز في العلوم، إضافة إلى خصال حميدة وبساطة عيش وحب السلام، اختير لشغل أسقفية أبرشية سبسطية الأرمنية، ونظراً لمضايقة الآريوسيين له غادر أبرشيته إلى الصحراء متنسكاً في السنة 358 التماساً للهدوء والصلاة ومنها إلى حلب، وكانت أنطاكية العظمى مستأسرة لشتى الفرق الآريوسية فلما أطاح فريق منها بأفذوكسيوس الآريوسي عن السدة البطريركية، وفرغت الساحة وبُحِثَ عن بديل واتفق الفريقان الآريوسي والأرثوذكسي عليه لظن كل منهما انه حليف له.

صُدم الآريوسيون عندما أعلن صك إيمانه الأرثوذكسي أثناء رسامته، وترصدوه ثم رفعوا شكواهم عليه إلى قسطنديوس الملك المشبع بالآريوسية بعزله وإبعاده فنفاه إلى أرمينية.

ماتت قسطنديوس في كيليكيا السنة 361 إثر عودته من الحرب الفارسية، فتولى يوليانوس الجاحد الأمبراطورية الذي اهتم بضرب الكنيسة واستعادة الوثنية، وتحقيقاً لرغبته هذه سمح بعودة الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم ومنهم ملاتيوس، مع إبقاء الآريوسيين في مناصبهم ما يعني صدامات في الكنيسة لتدميرها من داخلها، وبالمقابل أطلق العنان للوثنية وهدد بالضرب بيد من حديد على مقاوميها. وقبل وصول ملاتيوس إلى كرسيه كان القديس اثناسيوس الإسكندري قد وصل إلى أنطاكية في آذار وحاول جمع طرفي النزاع في أنطاكية ولم يفلح لأن لوسيفوروس غاكلياري وهو متطرف نيقاوي عجول، قام وقبل وصول ملاتيوس فرسم بولينوس الكاهن بطريركاً لأنطاكية واضعاً الجميع أمام الأمر الواقع، وكان قد أصبح خمس فئات متناحرة!!!

أُعيد ملاتيوس من جديد إلى المنفى بهمة الآريوسيين عام 365 وعاد إلى كرسيه من جديد عام 367، وفي الحقيقة وبالرغم من أنه تولى السدة الأنطاكي فترات قصيرة ومبعثرة لكن تأثيره كان قوياً على المؤمنين بلغ حد الأسطورة، مع بقاء التواصل مستمراً معه حتى أن منهم من كان يزوره باستمرار في منفاه، وكان المؤمنون حفظة الكنيسة في غياب راعيها.

كذلك لعب الرهبان والنساك دوراً في تثبيت المؤمنين…وعاد مظفراً إلى كرسيها أواخر 379 وحاول جمع الشتات الأرثوذكسي…

ثم تولى رئاسة المجمع المسكوني ربيع 381 وفيه تم تتويج غريغوريوس اللاهوتي أسقفا على القسطنطينية ولكن وبعد إقلاع المجمع مرض ملاتيوس ومات في منتصف أيار 381 فبكاه آباء المجمع ودفن بجوار ضريح البطريرك الأنطاكي بابيلا في دفنة بجانب أنطاكية.

بعض رفاته موجودة الآن في كنيسة القيامة بالقدس، وبعضها في معهد خالكي…

* البطريرك الرابع والثلاثون البطريرك أفذوكسيوس( 354-357)

وهذا تسيد السدة الأنطاكية في فترة البطريرك ملاتيوس المبعد وتفرد خير الله ببطريركيته وكان ترتيبه كما أوردنا ال32 وكان اريوسياً وأبعده فريق من الآريوسيين كما مر في سيرة البطريرك ملاتيوس…

* البطريرك الخامس والثلاثون البطريرك الياس أو اميانوس

من 357 إلى 360 ( عند خير الله) واينانوس من 359 إلى 360 ( عند بريك، ورستم وهو البطريرك 31 عند الأخير) وكان آريوسياً، أما العجيمي فيذكر أن الآريوسيين أطاحوا به ونفوه…

ويقول بريك انه لبث في السدة ثلاث سنين ومات ثم احضروا ملاتيوس الذي كان مطران الرستن ثم حلب كما أوردنا في سيرته البطريرك الثالث والثلاثون وأورد انه خذل الآريوسيين بصك اعترافه الأرثوذكسي وخاصة انه أقام أصابعه الثلاثة من اليد اليمين وهي الإبهام والسبابة والوسطى مشبهاً إياها بالثالوث القدوس مع احناء إصبعيه الآخرين الخنصر والبنصر، لذل نفوه من كرسيه إلى موطنه سبسطية.

* البطريرك السادس والثلاثون البطريرك أفظويوس

/أفزوبين/ يوزيوس (360-370)(عند خير الله) كان شماساً يوماً مع معلمه آريوس، لذلك هو ممن ساهم في انتصار الآريوسية التي أصبحت الكنيسة الرسمية في أيامه. كان من مصلحته الإبقاء على الشقاق بين النيقاويين. ترتيبه ال33 عند رستم.

* البطريرك السابع والثلاثون البطريرك دوروثاوس

تسلم السدة الأنطاكية السنة 370م عند خير الله والسنة 378م عند أسد رستم وكان اريوسياً.

* البطريرك الثامن والثلاثون البطريرك بافلينوس

/بولينوس تولى السدة عند خير الله السنة371 ويقول بريك:” إن بابا روميه وقتئذٍ قد سمع في الانشقاق الصاير في أنطاكية، فأرسل إليها لوكيفور أسقف كالاريطاني( لوسيفورس الكالياري)من اسبانيا فلما حضر إلى أنطاكية لم ينظر ملاتيوس لأنه كان قد نفي دفعة ثانية وأما افزوبين الآريوسي(البطريرك 36)

الذي كان قد صار عوض ملاتيوس فهذا أقام مدة في البطريركية. وفي رجوع الملك قسطنطين من بلد فارس مرض فأرسل وأخذ هذا البطريرك أفزوبين فلحقه وعمده عند جسر المصيصة ( مدينة من ثغور الشام تقع على شاطئ جيجان بين أنطاكية وبلاد الروم بالقرب من طرسوس وفي عهد الفتح العربي أصبحت متروبوليتية) وأخيراً مات أفزوبين الآريوسي في عهد غراثيانوس الملك.”

ويتابع بريك في موضع آخر فيقول:” ثم أن لوكيفور وكيل البابا شرطن بفلينوس بطريركاً على أنطاكية، لأنه كان أرثوذكسي فانقسم الأنطاكيون ثلاثة أحزاب. فقوماً إلى دورثاوس الآريوسي(البطريرك السابع والثلاثون عند خير الله) وغيرهم إلى بفلينوس ( البطريرك الثامن والثلاثون عند خير الله) وغيرهم إلى ملاتيوس لأنه كان أتى من المنفى أما دوروثاوس فقد أقام في البطريركية ثماني سنين في الانشقاقات ومات.”( بينما عند خير الله فقد بقي في السدة البطريركية سنة واحدة371)

لم يلق تعيينه إجماعاً من الأساقفة فحل الانشقاق في الكنيسة الأنطاكية، ولم يورده أسد رستم في سلسلة البطاركة. ويقول بريك إن بفلينوس لكونه أرثوذكسيا بقي في كرسي أنطاكية، ولما عاد غراتيانوس إلى ملكه أرسل فأحضر ملاتيوس من المنفى إلى كرسيه، وجد أن بفلينوس على الكرسي وان المحبين حاولوا جعلهما شركاء في السدة فلم يوافق بفلينوس لكن الشعب ألزمه بذلك وكان وقتها كنيسة عظيمة خارج باب أنطاكية فأرادوا ان يقيم ملاتيوس فيها، وأخيراً ألزمهم الشعب بعقد اتفاق تمثل بجمع ستة رؤساء كهنة مستحقين للبطريركية كان منهم بفلينوس وألزمهم بحلف يمين على كونهما متشاركان في السدة في حياتهما ومن يتوفي يحل الآخر محله، فهدأت الأمور وبعد مدة مات بفلينوس وكن قد أقام في الرئاسة خمس سنين فجلس محله ملاتيوس بدون منازعة، وبعد مدة عقد المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية 381 ورئسه ملاتيوس بحضور الملك ثيوذوسيوس الكبير وحضور تيموثاوس الإسكندري، كيرلس الأورشليمي، غريغوريوس النزينزي، ووكلاء بابا رومية، داما سوس الأول وقد حرموا مقدونيوس ونفوه، وبعد أيام وفي مدة المجمع مرض ملاتيوس ومات فجنزه آباء المجمع وألقى غريغوريوس النزينزي مديحاً ومرثية مشهورة، ثم نقل جثمانه الى أنطاكية ودفن في دفنة.

* البطريرك التاسع والثلاثون البطريرك فيتاليوس

عند خير الله تولى السنة 376 -381 ولكن أسقطه المؤرخ بريك ولم يأت على ذكره أبداً وكذلك د. أسد رستم.

* البطريرك الأربعون البطريرك فلافيانوس

فلابيانوس الأول 381 عند خير الله وكذلك عند بريك وأسد رستم، وهو خريج مدرسة أنطاكية اللاهوتية، تميز كخطيب بارع وكان لمواعظه تأثير كبير على الوثنيين، فاعتنق كثيرون منهم المسيحية. شرطنه يوحنا الذهبي الفم بطريركاً على أنطاكية، وفقاً لبريك الذي قال في تأريخه” أن أكثر أهل أنطاكية لم يقبلوا به بطريركاً على أنطاكية…” في حين، انه لعب دوراً فاعلاً في تخفيف المظالم التي لحقت بهم، بسبب الاضطرابات التي وقعت سنة 387 نتيجة لتردي الحالة الاقتصادية، وقد تشفع لدى الأمبراطور، ونجح في مسعاه فألغيت العقوبات والقيود المفروضة على المدينة. ترتيبه البطريرك الخامس والثلاثون عند رستم.

ويبدو أن أهل أنطاكية كانوا منقسمين إلى حزبين فأقاموا في مدة بطريركية فلافيانوس بطريركاً آخر هو البطريرك إيفاغريوس وقد رسمه بافلينوس نفسه خلفاً له وقد مكث سنتين ومات (عند بريك فقط حيث أن ترتيبه عنده 39 بين البطاركة كذلك لم يورده رستم في سلسلته، كذلك لم يرد في سلسلة البطاركة عند خير الله.) ويؤكد بريك أن الآريوسيين خرجوا من أنطاكية وأقاموا كنائسهم في مناطق تواجدهم بينما ساس فلافيانوس رعيته حسناً وأقام على السدة البطريركية خمس وعشرون سنة وتوفي.

* البطريرك الواحد والأربعون البطريرك بورفيريوس 404

وقد اجتمع أكاكيوس الآريوسي وأعوانه بعد وفاة فلافيانوس لينتخبوا بطريركاً “يقول قولهم” وأيدوا بورفيريوس بالإجماع فصدرت إرادة إمبراطورية أوجبت الاعتراف به بطريركاً على أنطاكية وترتيبه السادس والثلاثون عند أسد رستم.
يصفه بريك بأنه قبيح السيرة ورديء جدا استناداً إلى ما كتبه يوحنا الذهبي الفم عنه معاقبته لكثيرين من الذين لم يقبلوا مشاركته ولكونه صار مثل اللصوص…” ويقول أن مدة بطريركيته دامت عشر سنين أي إلى 414 وكذلك عند رستم، بينما عند خير الله فكانت أربع سنوات أي من 404 – 408.* البطريرك الثاني والأربعون البطريرك الكسندروس من 408 -418 عند خير الله، وعند رستم هو البطريرك السابع والثلاثون، ومدة بطريركيته من414-424 وكان راهباً محباً للسلام فتمكن من إزالة الشقاق بين الجناحين الأرثوذكسيين أتباع ملاتيوس الشرعيين، والأفستاثيين، ويجمع بينهما ويمحو كل أثر للانقسام الداخلي ، وكان واعظاً ودبر الكرسي حسناً مدة بطريركيته.

– ويورد الخوري المؤرخ ميخائيل بريك في تأريخه:” الحقائق الوفية في تاريخ بطاركة الكنيسة الأنطاكية” ما يلي: ” ثم صار بورفيريوس بطريركاً على أنطاكية الذي فعل وأظهر إحسانات كثيرة للكنيسة والرعية ودبرهم حسناً بمخافة الله. وأقام في الكرسي ثلاثة سنين وتوفي.” وعند بريك هذا هو البطرك الثاني باسم بورفيريوس وكان متواضعاً ورعاً ترتيبه عنده 42 وهو مختلف عن الذي ترتيبه 40 وذاك قبيح السيرة لكن لم يرد أي ذكر لبورفيريوس الجيد لا في رستم ولا في خير الله.

* البطريرك الثالث والأربعون البطريرك ثيوذوطوس/

ثاودوطس(418 – 427 عند خير الله) (417 – 428 عند رستم وترتيبه الثامن والثلاثون عنده) لقبه عطا الله، يُعزى إليه أنه حاول رد الابوليناريين نسبة إلى ابوليناريوس عن ضلالهم فعاد إلى الأرثوذكسية عدد كبير منهم. يدعوه بريك (لؤلؤة الإمساك) وعنده مكث ست سنوات وتنيح.

* البطريرك الرابع والأربعون يوحنا الأول

(427-443) عند خير الله و(428-441) عند بريك وأسد رستم وهو عنده البطريرك التاسع والثلاثون. وكان من أتباع نسطوريوس ومن أشد المناهضين لكيرلس بطريرك الإسكندرية، حرمه الأساقفة في مجمع أفسس المسكوني سنة 431، وكان يوحنا متغيباً بذرائع مختلفة، ويعتبر البعض أن انفصال الكنيسة القبرصية عن أنطاكية مرده غياب يوحنا من المجمع المذكور وان أسقف أورشليم طالب هو الآخر بالاستقلال وناله وللسبب ذاته…

وتعاطف مع نسطوريوس ووجه لآباء المجمع انتقاداً بأنهم اخطأوا وظلموا نسطوريوس وبالتالي حصلت مشادات كثيرة بين يوحنا وآباء المجمع، ووبخه بابا روما باكيسطوس (سكستس) وبولس أسقف حمص وعن يد الأخير تراجع عن موقفه وأبدى ندمه وكتب إلى القديس كيرلس مبدياً الندامة وطالبا الصلح وكذلك للبابا ورفض نسطور ولعنه ومن يتبع رأيه وان مريم العذراء هي والدة الإله وان الرب يسوع ابن الله المتجسد منها بغير زرع وهو اله حقيقي وإنسان حقيقي.

* البطريرك الخامس والأربعون البطريرك ذومنوس الثاني

(443-449)عند خير الله و (441-449) عند بريك، وهو ابن أخت البطريرك يوحنا في أيام القديس سمعان العمودي، طعن أعداؤه بشرعية رسامته واتهموه بمناصرة الوثنية ، أقاله مجمع أفسس سنة 449. وهو البطريرك الأربعون عند رستم وعلى قول بريك :” كان رجلاً فاضلاً، وفي زمانه صار مجمعاً رابعاً في أفسس من ديوسقورس اسمه مجمع اللصوص ونفوا فلابيانوس بطريرك القسطنطينية…” وديوسقوروس أسقف الإسكندرية خلف البطريرك كيرلس وكان ممن عضد أوطيخة، وألب رهبان القسطنطينية ضد ثيودورس واستطاع ديوسقورس أن يؤثر على الأمبراطور حتى سقطت الكنيسة الشرقية كلها في البدعة النسطورية واصدر أمراً يحظر فيه ثيودورس من الخروج من أبرشيته، ترأس مجمع أفسس الثالث سنة 431 بناء على طلب الإمبراطور ثيوذوسيوس وكان حاضراً في المجمع المسكوني الرابع سنة 451.

إما المجمع اللصوصي وهو مجمع أفسس الثاني في أفسس دعا إليه البطريرك ثيوذوسيوس الثاني فانعقد في 8آب سنة 449 ويعتبر من المجامع الشرقية المحلية، ومن أبرز حضور ذلك المجمع كان أوطيخة ديوسقورس عنوانا المونوفيزية، فأطلق البابا لاون الكبير على المجمع اسم “مجمع اللصوص”

* البطريرك السادس والأربعون البطريرك مكسيموس

(449-455) وفي زمانه عقد مجمع خلقيدونية الذي حكم على أفتيشيوس، ديوسقورس، وأصحاب المشيئة الواحدة وأتباعهم.

* البطريرك السابع والأربعون البطريرك باسيليوس الأول

(456-459) وهو البطريرك الثاني والأربعون عند رستم وقد توفي بعدما خدم السدة ثلاث سنوات.

* البطريرك الثامن والأربعون البطريرك أكاكيوس (459-461) وهو البطريرك الخمسون عند بريك وهو البطريرك الثالث والأربعون عند رستم، وعند بابا دوبولس كما عند خير الله وقد خلف باسيليوس الأول إلا انه تولى السدة عامي 458 و459 وفي السنة 458 حصل وفي أيامه الزلزال الكبير المدمر سنة 458 وكان عونا لأهل أنطاكية في تلك الأيام الصعبة.

* البطريرك التاسع والأربعون البطريرك مارتيريوس

(461-465) عند خير الله والواحد والخمسون عند بريك من 458 إلى 471 والرابع والأربعون عند رستم وثمة تباين بين تواريخهم.

كان متمسكاً عنيداً بالأرثوذكسية، وهو أول من التزم مكافحة المونوفيزيين، دخل في نزاع مع زينون الآشوري قائد جيوش الشرق الذي حاول أن يرقي بولس القصار إلى كرسي البطريركية، وقد اضطر عداؤه للمونوفيزيين إلى الاستقالة من منصبه سنة471.

ولأجل إيمانه فقد سأل البطريرك القسطنطيني جناديوس الأمبراطور أن يحضر البطريرك الأنطاكي مارتيريوس من أنطاكية ويكرمه لأجل تمسكه بالأرثوذكسية وتم ذلك ونال تكريماً رفيعاً وعندما رجع إلى أنطاكية وجد أن الأنطاكيين الذين يكرهونه قد انتخبوا بديلاً له زينون وفق تاريخ بريك وقد اعتزل البطريرك الشرعي مارتيريوس للحفاظ على الكرسي من الانشقاق. ولكن لم يرد ذكر للبطريرك زينون على أنه بطريركاً على أنطاكية في وقت من الأوقات والمتفق عليه أن زينون هذا كان قائداً لجيش الشرق وعندما توفي لاون الأول تولى العرش حفيده لاون الثاني وكان لايزال صغيرا ًفأُشرك زينون الأشوري في الحكم وعندما توفي لاون استلم زينون زمام إمبراطورية الشرق. ويعتبر بريك ان زينون هو البطريرك الثاني والخمسون…

* البطريرك الخمسون البطريرك بطرس الصباغ

تولى السدة في السنتين 465 و466 عند خير الله كما تولاها في السنتين 474 و475 بصفته البطريرك الثاني والخمسين… أما عند بريك فيرد اسمه بطرس القصار وقد ارتقى السدة أربع مرات مابين 464 و484 وكان من أصحاب الإيمان بالطبيعة الواحدة ولم يثبت إلا في المرة الأخيرة، كان في أول أمره راهباً من خلقيدونية ثم استقر في أنطاكية وألف عصبة من بقايا الابوليتاريين وهاجم البطريرك مارتيريوس، وأخيراً وقع كتاب الاتحاد ودعا المجمع الأنطاكي وأرسل الرسائل السلامية الى أسقف الإسكندرية وحاول ان يرجع كنيسة قبرص إلى حوزة أنطاكية التي كانت قد استقلت عام 431 ولم يفلح، وهو البطريرك الخامس والأربعون عند رستم.

البطريرك الواحد والخمسون البطريرك يوليانوس

(466-474) وهو الرابع والخمسون عند بريك ويقول بريك (عن كدرينوس في تاريخه): “بأن بطرس الصباغ أو القصار عاد وأخذ كرسي أنطاكية وعمل في السنة الثالثة من مُلك زينون اليعقوبي مجمعاً في المشرق وبقوة هذا الملك وقطع زينون بطريرك أنطاكية الأول ونفاه بتيبونطا التي في بلاد أرمينية. وجلس هو مكانه مدة ثم لعنه باسيليوس بابا رومية وأخرجه من الكرسي.”

البطريرك الثاني والخمسون البطريرك بطرس الصباغ (ثانية)

474 واستمر بطريركاً سنة…(خير الله) و”عاد بفعل القائد باسيليكوس الذي تغلب على زينون وجلس على عرش القسطنطينية واستمع لأقوال الرهبان في مصر وآسية فأعاد تيموثاوس إلى سدة الإسكندرية وبطرس القصار(الصباغ) إلى رئاسة أنطاكية ثم أصدر برأيهما منشوره الشهير وأكره خمسمائة أسقف على تأييده، فأصبح القول بالطبيعة الواحدة قول الدولة والقول بالمجمع الخلقيدوني وطومس لاوون قولاً منبوذاً…” (رستم، ج1، ص349)

البطريرك الثالث والخمسون البطريرك يوحنا الثاني

475 وقد جلس على السدة الأنطاكية بعدما أعاده صديقه زينون إلى السدة البطريركية على اثر تغلبه على باسيليكوس وجلوسه مجدداً على السدة القسطنطينية السنة477،” وعاد زينون إلى سابق عزه بمعونة الخلقيدونيين فأضطر أن يرضيهم فألغى شرائع باسيليكوس وخلع بطرس القصار من كرسي الرئاسة أجلس صديقه يوحنا الثاني محله وكان هذا لايزال قائماً في أنطاكية منذ سيامته لأن أبرشيته أبت أن تعترف برئاسته، وهو الذي قطع في السنة 478 بقرار من مجمع روماني عقد برئاسة سيمبليكيوس أسقف رومه. وفي هذه السنة نفسها عادت السلطة الزمنية فأقصت يوحنا وأجلست اسطفانوس الثاني في كرسي الرئاسة 477-481.” ( رستم ج1 ص 350)

* البطريرك الرابع والخمسون البطريرك استفانوس الثاني

490 (عند خير الله) ” الورع” (بريك) وترتيبه 56. وعند رستم هو البطريرك الثامن والأربعون.. الذي يؤكد انه وبدليل اتفاق النصوص ليس سوى اسطفان واحد هو اسطفان الثاني وقد انتخب بعد إقصاء يوحنا المونوفيزيتي فقام أنصار بطرس القصار بمهاجمته وتوجيه التهم إليه ورفعوا أمره إلى الأمبراطور فعزله ثم أعيد إلى كرسيه ثانية بعد ثبوت براءته وفي 9 آذار سنة 479 قتله المونوفيزيون في الكنيسة أثناء طقوس العمادة وألقوا جثته في العاصي. وقد قال رستم في ذلك ج1 ص350:” ولم يرض أتباع أوطيخة عن أرثوذكسية اسطفانوس فأوقعوا به وهو في طريقه إلى كنيسة الأربعين…” وهو عنده البطريرك 48 وقد تولى قبل كالانذيوس.

* البطريرك الخامس والخمسون البطريرك استفانوس الثالث

493 عند خير الله، وعند بريك الترتيب ذاته. لكن لا وجود له عند رستم حيث يعتبرهما واحد وهو من قتله أتباع اوطيخة ورموا جثته في العاصي دامت رئاسته ثلاث سنوات من 478- 481 وتبعه كالانذيوس في السدة الأنطاكية عند بريك.

* البطريرك السادس والخمسون البطريرك كالانذيون

495 عند خير الله ولكن لم يرد له ذكر عند رستم وسواه في حين أن بريك يعتبره هرطوقي وكان أسقفاً على منبج، وقد أقام أربع سنوات ومات.وهذه الفترة لا توجد فيها معلومات عن أسماء البطاركة الذين كان منهم خلقيدونيون ومنهم مونوقيزيون وكان بينهم في تلك الفترة الكثير من المنازعات.

* البطريرك السابع والخمسون يوحنا الثاني ( ثانية )

495 واستمر حتى 497 عند خير الله فقط إذ لا ذكر له عند رستم ولا خريسوستوموس وكذلك عند بريك.

* البطريرك الثامن والخمسون البطريرك بالاذيوس

497 عند خير الله وهو أحد كهنة كنيسة القديسة تقلا بمعلولا وعند بريك لمدة ثلاث عشرة سنة.

* البطريرك التاسع والخمسون البطريرك فلافيانوس الثاني

505 وكان لمدة طويلة ممثل البطريرك الأنطاكي أمام السلطات العليا في القسطنطينية. والمعروف عنه أرثوذكسيته. لكن عندما عادت القلاقل بين المونوفيزيين والأرثوذكس في أنطاكية أعلن فيلوكسينوس أسقف منبج الحرب على فلافيانوس واتهمه بالنسطورية ودعا إلى مجمع في صيدا سنة 511 – 512لدرس أوضاع البطريرك وجمع حوله بعض الرهبان وافسد بين البطريرك وأساقفته فطالبوا بعزله وتم لهم ذلك بموافقة الأمبراطور انسطاسيوس وهو البطريرك الواحد والخمسون عند رستم.

وعند بريك: أن فلافيانوس لما عرف بما عزم عليه الأمبراطور بالانحياز إلى المونوفيزيين بضغط وغواية من سافيروس الموجود في القسطنطينية، وبعزمه الكتابة إلى المطارنة والرعايا بلعن مجمع خلقيدونية، كتب إليه يقول:” لا تعمل بقول سافيروس. فإن أصحاب المجمع الرابع كانوا قديسين وعلى الصواب، ومن خالف مقالهم فهو ملعون.” فغضب الأمبراطور وأرسل فنفى فلافيانوس الثاني بطريرك أنطاكية.

* البطريرك الستون البطريرك سفيروس

513 ويلقبه بريك ” الطاغي”

وهو مونوفيزي ” الدخيل” وانتخب خلفاً لفلافيانوس الثاني بناء على طلب الأمبراطور ويعتبر سفيروس أو سويرس من أئمة المونوفيزيين لهذا نعته بريك بالطاغية. حظيت الكنيسة المونوفيزيين في أيامه على الاعتراف الرسمي والكثير من الامتيازات. قطعه الآباء المجتمعون في مجمع القسطنطينية سنة 536 وأبطلت مصنفاته فهرب إلى مصر ومات فيها، ويعتبره البعض من أهم علماء عصره ومن المعارضين لمقررات خلقيدونية أقام مدة في القسطنطينية يدعو إلى الإيمان بالطبيعة الواحدة. وهو البطريرك الثاني والخمسون عند رستم.وجاء عند الخوري ميخائيل بريك:” ثم صار مكانه بطريركا على أنطاكية سافيروس الطاغي، فلما سمع بذلك إيليا بطريرك أورشليم( هذا كان عربي الأصل اورثوذكسي حائز لقب المستقيم الرأي واسس دير قسطنطين العذراء مريم) فاجتمع هو والقديس سابا ثيوذوسيوس رئيس البارة والبار خاريطون وباقي رؤساء ديورة أورشليم مع عشرة آلاف من الرهبان في كنيسة القيامة ولعنوا سافيروس …”

* البطريرك الحادي والستون البطريرك بولس الثاني

(518)ولقبه مضيف الغرباء، وتولى منصب”مضيف الغرباء” أي مديراً لفندقهم في القسطنطينية. عرف بعداوته للمونوفيزيين وبحبه للمال فلجأ إلى البلص وكاد يمثل أمام القضاء لكنه استعفى من الخدمة، وقيل أُكره على التنازل.وفي سيرته التي أوردها بريك في تاريخه :” ثم شرطنوا بعده بولس ضايف الغرباء بطريركاً على أنطاكية. ولما أمروه يعترف بحقيقة المجمع الرابع، فلم يريد، فهرب وصار علماني. وكان قد أقام في الرياسة خمس سنين.”

وهو البطريرك الثالث والخمسون عند رستم.

* البطريرك الثاني والستون البطريرك اسفغراسيوس

(أفراسيوس/ بوفراسيوس)(521-526) بدأ حياته قساً في أورشليم، وكان من أصحاب الإيمان بالطبيعة الواحدة ثم عدل عن ذلك القول. وعندما تولى البطريركية ضيَّقَ على المونوفيزيين كثيراً فهرب عدد كبير من رهبانهم وأسسوا أديرة جديدة في أماكن بعيدة وحدث في زمانه زلزال أنطاكية الشهير السنة 526 الذي ضربها ودمرها كلياً وكان من الذين قضوا فيه حيث قتل تحت الردم كما يقول بريك:” وأنه أقام في الرياسة خمس سنين. وأن الملك أرسل رجلاً أميراً فاضلاً( يدعى) أبراميوس ليبني سور أنطاكية الساقط.”

وهو البطريرك الرابع والخمسون عند رستم.

* البطريرك الثالث والستون البطريرك أفرام

(أبراميوس/ أفراميوس/ أفرام الآمدي (526 – 546) قومس الشرق. شرع بحملة قوية على المونوفيزيين فبدد شملهم وقتل الكثيرين منهم فأعجب به الشعب لعدله واعتبره خلفاً صالحاً لأفراسيوس. وفي عهده أطلق على مدينة أنطاكية لقب “مدينة الله” وذلك بأمر من الأمبراطور يوستنيانوس.

وهو البطريرك الخامس والخمسون عند رستم.

* البطريرك الرابع والستون البطريرك ذومنوس

(546-561) تدخل البطريرك يوستنيانوس بشكل مباشر في تعيينه وكان قبلاً رئيساً لإحدى المؤسسات الخيرية في تراقية( وتراقيا تشمل اليوم القسم الأوربي من تركيا وشرقي بلغاريا وشمال شرقي اليونان) عقد في أيامه المجمع المسكوني الخامس 553. وفي عهد هذا البطريرك تكامل تنظيم شؤون المونوفيزية التي فصلت الكنيسة القبطية في مصر والكنيسة اليعقوبية( السريانية) في سورية عن الكنيسة الأرثوذكسية (الملكية)

ترتيبه عند رستم هو البطريرك السادس والخمسون.

* البطريرك الخامس والستون البطريرك انسطاسيوس السينايتي

(561-571)هو راهب سيناوي من دير سانت كاترين بسيناء، وكان مشهوراً بالإيمان والتقوى عالماً بأمور الدين مخلصاً إخلاصاً تاماً للكنيسة الأرثوذكسية، لهذا لم يتعاون معه الأمبراطور فغادر أنسطاسيوس أنطاكية إلى أورشليم. وبعد غياب 23 سنة دعاه الأمبراطور موريقيوس إلى السدة الأنطاكية سنة 593. له مؤلفات هامة ويعتبر الممهد للمدرسة السكولاستيكية. وهو البطريرك السابع والخمسون عند رستم.

* البطريرك السادس والستون البطريرك غريغوريوس

571- 593 رئيس دير القديسة كاترينا في طور سيناء وهو خليفة انسطاسيوس على الكرسي الأنطاكي. في أيامه دخل الفرس في أيامه إلى أنطاكية فساس الرعية بالتقى وخوف الله. وحافظ على ذخائر القديسين حتى وفاته سنة 593 فأعيد انساطسيوس السينايتي إلى البطريركية

غريغوريوس هذا هو البطريرك الثامن والخمسون عند رستم.

* البطريرك السابع والستون البطريرك انسطاسيوس السينايتي(ثانية)

(594-599) عند خير الله/ أما عند بريك فيعتبران هذا البطريرك قد توفي في الدور الأول(الترتيب السابع والستون)بينما أعيد بعد وفاة البطريرك غريغوريوس إلى البطريركية. اعتبره أسد رستم في جلوسه الثاني البطريرك التاسع والخمسون

* البطريرك الثامن والستون البطريرك انسطاسيوس الثاني

599-610 وقد خلف انسطاسيوس الأول… اشتهر عنه أنه نقل إلى اليونانية مصنف البابا غريغوريوس ” القوانين المرعية” وعندما دخل الفرس أنطاكية استغل اليهود الفوضى وحاكموا البطريرك محاكمة اعتباطية وأعدموه. وبموته شغر الكرسي الأنطاكي مدة طويلة، وجاء في بعض المراجع أن هذا الكرسي ظل شاغراً ثماني وثلاثين سنة وهو البطريرك الستون عند أسد رستم. أما داوني فيؤكد أنه لم يعتل أحد السدة البطريركية في أنطاكية بعد مقتل البطريرك انسطاسيوس سنة 610. وحاول الأمبراطور هرقل (610-641) أن يقنع اثناسيوس بطريرك اليعاقبة بالعودة إلى الكنيسة الأرثوذكسية على أن يجعله بطريركاً على أنطاكية. غير أن المفاوضات توقفت بسبب موت اثناسيوس سنة 630 ولا نملك معلومات ثابتة عن تلك الفترة وحتى دخول العرب أنطاكية سنة 638

* البطريرك التاسع والستون البطريرك غريغوريوس الثاني

610-620 التجأ إلى القسطنطينية بعد احتلال الفرس لأنطاكية ولم يستطع العودة إلى أنطاكية، ترتيبه عند أسد رستم البطريرك الواحد والستين

* البطريرك السبعون البطريرك انسطاسيوس الثالث

620 – 628 وهو البطريرك الوطني الول بعد الفتح العربي وانتخب في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك.

عند بريك / أن الملك موريق (موريقيوس) وفي السنة السابعة عشر من ملكه (586-602) صيَّر انسطاسيوس، وكان شماس كنيسة القسطنطينية، بطريركاً على أنطاكية وأقام في البطريركية ست سنوات. واليهود الأنطاكيون ثاروا على المسيحيين وقتلوا منهم كثيرين وذبحوا البطريرك انسطاسيوس هذا، ومثلوا بجثته وأحرقوها، فعاقبهم الأمبراطور فوقا وأرسل لهم كوتانا قائد جيوشه وفور وصوله إلى أنطاكية قتل منهم عدداً كبيراً جداً ونفى البقية…

وبقي الكرسي الأنطاكي شاغراً بعد استشهاده بدون بطريرك مدة 22 سنة.

* البطريرك الواحد والسبعون البطريرك مكدونيوس/

مقدونيوس (628-640) تولى الكرسي مرتين الأولى بعد وفاة انسطاسيوس الثالث، والثانية بعد اثناسيوس الجمال، وكانت إقامته في القسطنطينية بسبب دخول العرب إلى أنطاكية، وهو البطريرك الثالث والستون عند رستم. وكان بين أصحاب بدعة المشيئة الواحدة، وأن البابا مرتينوس الأول حكم عليه في المجمع اللاتراني الذي انعقد سنة 649، ونبذ تلك البدعة. وأعيد انتخابه ثانية (623-640)فاعتبره رستم في رئاسته الثانية البطريرك الخامس والستين.

* البطريرك الثاني والسبعون البطريرك جاورجيوس الأول

(640-656)(عند خير الله)بينما كانت 655 عند رستم وهو عنده البطريرك السادس والستون.

تولى بعد مقدونيوس، غير أنه لم يتمكن من الوصول إلى أنطاكية بسبب العداء المستمر بين العرب والروم فبقي في القسطنطينية حتى وفاته حيث دفن فيها،وكان من أصحاب المشيئة الواحدة.

* البطريرك الثالث والسبعون البطريرك مكاريوس

(656-681) الذي دعا إليه الآباء الأرثوذكسيون وبناء على طلب الأمبراطور قسطنطين الرابع (اللحياني) (668-685) حرصاً منه على إخماد الفتن الدينية وتوحيد الصف المسيحي ضد الخطر الإسلامي بعد دخول كراسي القسطنطينية وأورشليم وأنطاكية في الدولة العربية الإسلامية.

وبلغ عدد الآباء الحاضرين في المجمع 174 أباً وكان من أبرز الحضور كان جاورجيوس القسطنطيني وحضره أيضاً نواب بابا رومية أغاثوس/ أغاثون (678-681).

أصَّرَّ مكاريوس على القول بالمشيئة الواحدة، عندها اقترح الآباء المجتمعون قطعه وتلميذه القس اسطفانوس، وبعد دراسته مؤلفاته، حكموا عليه أيضاً بخلعه من منصبه ونفيه إلى رومه حيث مات هناك ودفن. وهو البطريرك السابع والستون عند رستم…

* البطريرك الرابع والسبعون البطريرك ثاوفانيس

/ ثاوفاني/ (681-687) خلف مكاريوس على الكرسي الأنطاكي، ولكنه لم يستطع كسابقيه مع الإقامة في أنطاكية بسبب العداء مع المسلمين حكام بلاد الشام فقضى حياته في القسطنطينية، وهو البطريرك الثامن والستون عند رستم.وكان هذا البطريرك مشهوداً له في أرثوذكسيته، توفي في القسطنطينية، ودفن فيها.

جدير ذكره أن أنطاكية بقيت مدة أربعين سنة بدون بطريرك مقيم فيها منذ فتحها المسلمون، حيث مر عليها أربعة بطاركة كانوا يسكنون في القسطنطينية ويموتون فيها، وهم مقدونيوس، وجاورجيوس، ومكاريوس، وثاوفانس.

ثم أن الرعية (الملكية) الأنطاكية الأرثوذكسية والملتفة حولها طلبت من الخليفة يزيد بن عبد الملك، أن يسمح لها بانتخاب بطاركة، وقد قبل شقيقه الخليفة هشام بن عبد الملك وأجازهم على شرط أن يكون البطاركة وطنيون ليس لهم علاقة بالقسطنطينية وأباطرتها…

* البطريرك الخامس والسبعون البطريرك سيفاستيانوس

/ اسطفانوس (687-690) هذا ارتقى السدة الأنطاكية في القسطنطينية، ولم يدخل كرسيه في مدينة أنطاكية قط وتوفي في القسطنطينية ودفن فيها. ترتيبه عند رستم التاسع والستون.

يقول بريك:” فاجتمعوا حينئذ رؤساء الكهنة الموجودين في أبرشية أنطاكية، وشرطنوا عليهم بطريركاً على أنطاكية كاهن يدعى اسطفانوس لسانه سريانياً وأقام هذا يدير الكرسي مدة سنتين وفي أيام هذا البطريرك كان على دمشق مطران(الكلي القداسة اسمه بطرس) فهذا لأجل توبيخه للأمم( قطع أميرهم لسانه). وبعد قطعه قدس وتكلم كمثل من لم يقطع لسانه ثم أنفوه إلى بلاد اليمن، وهناك قتلوه وأكمل شهادته.”

وبطرس متروبوليت دمشق وكان هذا في السنة 744، وقد جاء في بعض المراجع أن الخليفة الوليد بن هشام (743-744) أمر بقطع لسان المتروبوليت بطرس ونفيه إلى العربية السعيدة عندما تدخل في الجدل القائم بين علماء المسلمين وبين الآباء المسيحيين فانتصر الوليد لقومه

“صوناً لكرامة المسلمين” وأمر بقطع لسان البطريرك اسطفانوس الرابع للسبب ذاته، ذكر هذه المعلومة الأب يوسف الشماس ضمن أخبار استفانوس الثالث. ويعزو سبب الخلاف إلى موضوع محاربة الأيقونات بين الدولة الرومية كدولة، والروم الأرثوذكس(الملكيين)وارتاحت الدولة العربية الإسلامية إلى الموقف الذي اتخذه أتباعها الروم الأرثوذكس أبناء الكرسي الأنطاكي المقدس، فأطلقت يدهم وسمحت لهم بانتخاب بطاركتهم مع اشتراط أن يكونوا وطنيين ولا علاقة لهم بالدولة الرومية العدوة للدولة الأموية…

* البطريرك السادس والسبعون البطريرك جاورجيوس الثاني (690-695)

وهو كاهن من سبسطية (فلسطين) وكان وكيلاً لثاودورس بطريرك أورشليم في المجمع. وقد انتخب بطريركاً أنطاكياً في القسطنطينية، وجاء في مراجع انه ربما عاد إلى أنطاكية لاحقاً وهو البطريرك السبعون عند رستم…

* البطريرك السابع والسبعون البطريرك الكسندروس الثاني (695-702)

وعند خير الله:( 695-742) وانتخب زمن خلافة عبد الملك بن مروان، وترتيبه الواحد والسبعون عند رستم.

* البطريرك الثامن والسبعون البطريرك استفانوس الرابع (724-748)

هو الذي رفع الحظر عن انتخاب بطاركة أنطاكية،فأنتخب استفانوس واعترفت الدولة الأموية بحق الروم الأرثوذكس بأن يكون لهم بطاركتهم، بينما لم يكن هذا الحق معترفاً به إلا لليعاقبة (أعوانهم في فتح الشام ضداً للدولة الرومية وأتباعها خصومهم في العقيدة وقد نالوا الحظوة عند المسلمين على الروم الملكيين( الأرثوذكس)).

والبطريرك استفانوس هو الثاني والسبعون عند رستم.

– ومن الجدير ذكره أن الخلفاء الأمويين الوليد وسليمان والوليد بن هشام كانوا اشد ظلماً للمسيحيين الأرثوذكس تحديداً!!! فالوليد بن عبد الملك (705-715) زاد في التضييق على المسيحيين واستولى على كاتدرائية دمشق الملكية ( يوحنا المعمدان) وحولها إلى جامع بني أمية. أما شقيقه سليمان (715-717) وهو سابع الخلفاء الأمويين، فقد زاد على الوليد بالتشديد على المسيحيين وفرض ضرائب باهظة عليهم وكانوا يوسمون بوشم بالكَّيّْ لتمييزهم…

أما الوليد بن هشام (734-744) فقد أمر بقطع لسان متروبوليت دمشق بطرس وبنفيه إلى اليمن وقتله هناك…

* البطريرك التاسع والسبعون البطريرك ثاوفيلا كطوس (ابن قنبرة) (748-767)

ويتفق خير الله وبريك بهذه المدة. توفي في السنة العشرين من خلافة أبو جعفر المنصور(754-775)وهو ثاني الخلفاء العباسيين، وتميز عهده باضطهاد المسيحيين الذين اتهمهم بالتعاون مع أعداء الدولة العباسية فضاعف عليهم الضرائب وهدم لهم أدياراً كثيرة، ونهب الكنائس وباع بعضها، حتى أنه أمر لهم لباساً خاصاً وفرض عليهم الكتابة باللغة العربية بدلاً من اليونانية…

* البطريرك الثمانون البطريرك ثيودورس الأول (767-797)

هذا البطريرك خالف كنيسة القسطنطينية وواظب على احترام الأيقونات فتحمل جراء ذلك عذاب النفي والاضطهاد.

* البطريرك الواحد والثمانون البطريرك يوحنا الرابع (797-810)

وقد خلف البطريرك ثيودورس وأيده في ذلك خير الله بينما يورد بريك بدلاً عنه البطريرك ثاودورس ثانية ولم يأت في تأريخه بالبطريرك يوحنا الرابع… فعند بريك بطريركان متتاليان هما ثاودوروس وترتيبهما 83 و84 بينما يوحنا الرابع عند خير الله وترتيبه 81 أما عند رستم فهو البطريرك الخامس والسبعون.

أما بريك فيأت فقط على ذكر يوحنا الراهب على كونه نائباً عن البطريرك ثيودورس الأنطاكي في المجمع المسكوني السابع الذي دعت إليه الإمبراطورة ايريني المحبة للأيقونات وقد أثبت المجمع عقيدة تكريم الأيقونات المقدسة…

* البطريرك الثاني والثمانون البطريرك أيوب الأول

(810-826 عند خير الله) و813-844 عند رستم. ويوصف بأنه كان متعاوناً مع الخليفة المأمون ورافق المعتصم إلى حصار أنقره تلبية لنداء المسلمة المستجيرة بالمعتصم من غزو الروم لعمورية بصرختها الشهيرة: “وا… معتصماه”

وفي بريك:” اعلم أن في أول السنة من خلافة المأمون صثيِّرَ أيوب بطريكاً على أنطاكية معه، هذا البطريرك أيوب فحاصر مدينة أنكرة (أنقرة) وكان هذا البطريرك يكلم الروم من خارج السور بالرومية ويقول لهم :”أطيعوا السلطان أدّوا له الجزية أخير ما تقتلون وتسبون”. فكان الناس الروم يشتمونه ويرمونه بالحجارة فلم تزل هذه حالهم حتى فتح المعتصم مدينة اممورية (عمورية) وقتل فيها خلقاً كثيراً وسبى منها سبياً جزيلاً. وكان ذلك في سنة 225للهجرة. وقبض على أكابرها وكانوا اثنين وأربعين أمراء وقواداً وألزمهم أن ينكروا المسيح. ولما لم يطيعوه قتلهم كلهم. واستشهدوا في اليوم السادس من آذار. والكنيسة تعَّيد لهم. وأقام هذا البطريرك في الرياسة واحد وثلاثين سنة وتوفي.”

* البطريرك الثالث والثمانون البطريرك نيقولاوس الأول (826-834)

تولى زمن خلافة العباسي الخليفة الواثق هارون بن محمد المعتصم(842-847) وهذا القول محل نظر لتباين التواريخ ويتفق مع ما يذكره الأب الشماس أن بطريركاً باسم نيقولاوس الأول تولى السنة 847 وقام خصم يزاحمه اسمه أفسطاثيوس الصوري وعندما اشتد الخلاف اضطر أمير سورية أبو سعيد إلى التدخل وتقسيم الكنائس بينهما. توفي افسطاثيوس سنة 861 فبقي نيقولاوس يدير الرعية بمفرده إلى حين وفاته سنة 866 ولكن لم يؤيد هذا القول أحد أما البطريرك نيقولاوس الأول فترتيبه 77 عند رستم. وفي هذه الرواية يظهر مدى التباين بالتواريخ بين كتبة التاريخ الأنطاكي وسيرالبطاركة الأنطاكيين!!!

* البطريرك الرابع والثمانون البطريرك سمعان(834-840)

وهو عند رستم البطريرك الثامن والسبعون. ويرد بريك البطريرك اسطفانوس الرابع مرة ثانية عام 871 وانه أقام بطريركاً يوماً واحداً وفي هذا اليوم قدس ومات ويعطيه الترتيب السابع والثمانين بينما يورده أسد رستم بعد نيقولاوس الثاني (860-871) وترتيبه عنده 82.

* البطريرك الخامس والثمانون البطريرك ايلياس

(840-852) وفقاً لرستم وخير الله، وإن اختلفت الروايات في السنين التي تسيد فيها الكرسي الأنطاكي، وترتيبه التاسع والسبعون عند رستم.

ووفقاً لبريك:” وصيِّرَ بعد ايليا على أنطاكية، وكان كاتباً وأقام ثمانية وعشرين سنة وتوفي، وكان وقتئذ السنة أربعة عشر وثلاثمائة وثار وقتئذ المسلمون في دمشق فهدموا كنيسة مريم الكاثوليكية وكانت كنيسة عظيمة كبيرة جدا أنفق عليها مايتا ألف دينار. ونهبوا ما كان فيها من الآنية وحلل وستوره وغير ذلك، ونهبوا ديارة كثيرة وخاصة دير الراهبات الذي كان جانب الكنيسة، وشعثوا كنايس كثيرة للملكية. وهدموا كنايس النساطرة، فخرج أناس من نصارى دمشق وذهبوا إلى بغداد واستغاثوا بالمقتدر. فأرسل إلى خليفته الذي في دمشق وأعاد بناء الكنايس التي هدمت. ومنع بان لا يأخذوا من الرهبان جزية وأدَّبَ الذين فعلوا هذه الفتنة.”

للتوضيح: المقصود ب”كنيسة مريم الكاثوليكية” يعني “الكنيسة الجامعة أو الكبرى”، ودير الراهبات، فكان على اسم مريم، وكان لليتيمات والمبتدئات والراهبات… ويقع خلف كنيسة مريم على درب مريم الموصل بين كنيسة مريم وجادة القيمرية، وهي تسمية القديسة مريم باليونانية (آيا ماريا)

وحالياً يشغل موقعه مقر جمعية القديس بندلايمون لليتيمات… كما هدموا كنايس للنساطرة فقد كانت على رأي الأب المؤرخ ايوب سميا (+ 1968) فقد كانت ثمة بعض كنايس للنساطرة واليعاقبة موجودة في القسم الشرقي لدمشق وكان منها كنيسة في حارة جعفر وكذلك مقام القديس جاورجيوس في أول دخلة حنانيا الموازية لسور دمشق بعد باب شرقي ولا تزال إلى الآن، وكذلك كانت ولا تزال كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس الملاصقة لباب شرقي وكانت لليعاقبة وهي اليوم لإخوتهم في العقيدة الأرمن مع دار مطرانية الأرمن الأرثوذكس، ومن شرفة بيته وعبر الكنيسة ادخل الراهب اليعقوبي يونان خالد بن الوليد وجنوده ليلة فتح دمشق حيث دخلوا حرباً (635) مقابل وعد من خالد بالأمان لرعيته!!!

* البطريرك السادس والثمانون البطريرك ثاودوسيوس الأول

أو ثيوذوسيوس وهو عند بريك (تداوس) (852-860) وصار في أول خلافة الخليفة العباسي المعتمد وقد أشار اليه ابن البطريق ” بالمؤرخ” وهو البطريرك الثمانون عند رستم.

أما بابا دوبولس فيخالف ذلك إذ يعتبره خليفة للبطريرك استفانوس الرابع الذي سبق الحديث عنه(871) وبقي رئيساً يوماً واحداً قضى بعده، ويضيف أنه دعي إلى المجمع الذي عقده بطريرك القسطنطينية فوتيوس 879-880 ولم يتمكن من الحضور ولكنه أرسل رسالة إلى فوتيوس يهنئه فيها على تسوية أحواله في الكرسي القسطنطيني.( الرسالة: في بابا دوبولس كنيسة أنطاكية: 585-587)

ولكن بريك يعتبر أن مدة بطريركيته بلغت إحدى وعشرون سنة ثم توفي. ثم يعود ويورد في تأريخه البطريرك ثيوذوسيوس الثاني وترتيبه الواحد والتسعون وتاريخه من (934-943) مما يؤكده المؤرخ افتيخيوس ويوافقه في ذلك سعيد الأنطاكي ويضيف انه ساس الرعية سبع سنين وأنه شغل منصب كاتب عند مونس الخادم رئيس حرس الخليفة العباسي المقتدر، لكن اسمه لم يرد لا عند خير الله ولا رستم…

* البطريرك السابع والثمانون البطريرك نيقولاوس الثاني

(860-879) عند خير الله وعند رستم هو 871 وترتيبه الواحد والثمانون. ويخلفه البطريرك استفانوس سنة 871 وترتيبه عنده هو البطريرك الثاني والثمانون، ثم يعود نيقولاوس الثاني ثانية من (871-879) وترتيبه الثالث الثمانون عند رستم.

* البطريرك الثامن والثمانون البطريرك ميخائيل

(879-890) عند خير الله متفقاً مع رستم في مدة ولايته ولكن عنده في الترتيب البطريرك الرابع والثمانين، ولا وجود له في بريك.

* البطريرك التاسع والثمانون البطريرك زخريا

(890-902) وترتيبه الخامس والثمانون عند رستم.

* البطريرك التسعون البطريرك جاورجيوس الثالث

(902-917) وترتيبه السادس والثمانون عند رستم.

* البطريرك الواحد والتسعون البطريرك أيوب الثاني

(917-938) عند خير الله و(917-939) عند رستم وترتيبه السابع والثمانون.

* البطريرك الثاني والتسعون البطريرك افستراتيوس

(938-960) عند خير الله، وعند رستم ( 939-960) وترتيبه الثامن والثمانون.

* البطريرك الثالث والتسعون البطريرك خريسطوفورس الأول (960-966)

وحسب بريك اعتلى السدة الأنطاكية في السنة 16 من خلافة المطيع أي 962 ويخالفه يحي بن سعيد الأنطاكي الذي يؤكد أنها السنة الرابعة عشر أي السنة 960 بما يتفق مع رستم وخير الله وترتيبه عند رستم التاسع والثمانون…

وقد قضى البطريرك خريسطوفورس الأول شهيد الغدر على يد من أحسن إليهم والذين كان ينوي سيف الدولة الحمداني قتلهم وقد توسط البطريرك عند سيف الدولة وكان صديقه فأعفى عنهم وكان احدهم يدعى ابن مانك. وعند وفاة سيف الدولة قتله ابن مانك وأتباعه في بيت ابن مانك بطعنات الخناجر ثم قطعوا رأسه وألقوا به في أتون الحمام وطرحوا جثته في النهر ثم أخذوا كل مقتنيات كنيسة القيسان وهي كاتدرائية البطريرك في مدينة أنطاكية.

وبعد ثمانية أيام طفت الجثة على سطح الماء فأخذها المؤمنون إلى دير برشابا السرياني داخل قرية صلح في طور عابدين، أما بابا دوبولس فيشير إلى انه دفن في دير القديس ارسانيوس خارج المدينة.

وعندما انتصر الأمبراطور نقفور(962-969) ودخل أنطاكية تم إلقاء القبض على ابن مانك وعصابته فقتلهم ثم طرحوا جثته مقطعة كل جزء في حدة في موقع طرح جثة البطريرك.

* البطريرك الرابع والتسعون البطريرك ثاودورس الثاني (966-977)

انتخب بطريركاً بعد استشهاد خريسطوفورس بثلاث سنوات وهو البطريرك التسعون عند رستم.وهناك اختلاف بين المراجع على من تولى البطريركية في تلك الفترة يذكر الشماس في تاريخه: (الكنيسة الملكية) أن البطريرك ثاودورس الأول الراهب المعروف بتقشفه وزهده هو الذي ارتقى السدة الأنطاكية بواسطة باسيليوس الأول بطريرك القسطنطينية ( 97-974) وأعيدت له السلطة على ايصورية وعلى جميع الكنائس التي انتزعت منه قبل فتح أنطاكية، ثم أُعطي دير سيدة المرشدين في القسطنطينية ليكون مقرا له. أما بابا دوبولس فيقول إن الكرسي الأنطاكي بقي سنتين وعشرة أشهر خالياً بسبب الخوف الذي سيطر على المسيحيين بعد استشهاد البطريرك خريسطوفورس وأن الروايات المعاصرة اختلفت حول من تولى بعده فمنهم من قال أنه برثلماوس راهب اديسا، ومنهم من قال انه افستراتيوس مالافيادا.

وعند بريك أن ثاودورس عندما رقي السدة الأنطاكية خرج إلى كنيسة بار شابا وحمل جسد البطريرك الشهيد خريسطوفورس إلى كنيسة القيسان بكل إكرام وتوقي ودفنه هناك.

* البطريرك الخامس والتسعون البطريرك أغابيوس(977-995)

كان سابقاً أسقفاً على حلب، أبدى غيرة عظيمة لضم اليعاقبة إلى الكنيسة الأرثوذكسية، إلا انه عَّرَّض نفسه ومنصبه للخطر باشتراكه في ثورة بارداس فوقاس على الأمبراطور باسيليوس الثاني (976-1025) فنفاه الأمبراطور ثم اضطر إلى الاستقالة السنة 996 وتوفي بعد ذلك بسنتين في 8 أيلول 988 وهو أغابيوس الثاني حسب لائحة بريك أما عند خير الله ورستم والشماس فهو أغابيوس الأول وهو البطريرك الواحد والتسعون عند رستم.

* البطريرك السادس والتسعون البطريرك يوحنا الخامس

(995-1000)عند خير الله وعند بريك هو يوحنا الثالث. وهو من القسطنطينية وشغل وظيفة خارتوفيلاكس(حافظ الأوراق والوثائق) (وهي وظيفة من أهم خمس وظائف كنسية) في كاتدرائية آجيا صوفيان عينه باسيليوس الفسليفس بعدما عزل سلفه أغابيوس بسبب تدخله بالسياسة وأرسله إلى مقر كرسيه في أنطاكية كنيسة القسيان التي هي كنيسة البطريرك في مدينة أنطاكية. تولى يوحنا في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (996-1020) وهو يوحنا الخامس عند رستم وترتيبه الثاني والتسعون.

توفي يوحنا الخامس وبقي كرسي أنطاكية بدون بطريرك ثلاث سنوات ونصف..

* البطريرك السابع والتسعون البطريرك نيقولاوس الثالث

( 1000-1003) عند خير الله بينما عند رستم(1000-1002) وعنده هو البطريرك الثالث التسعون…وكان رئيس دير الأسطوديون في القسطنطينية، وانتخب بعد يوحنا الخامس، وكان الكرسي الأنطاكي قد خلا كما سبق القول من بطريرك لمدة ثلاثة أعوام ونصف العام، وقد أجرى مساعٍ كثيرة لضم يعاقبة سورية إلى الأرثوذكسية ولكنه لم يحصل على نتيجة.

* البطريرك الثامن والتسعون البطريرك ايليا الثاني (1003-1010)

وهو من أهل نيقوميذية وكان راهباً في أحد أديرتها، وثمة اختلاف بين التواريخ التي أوردها د. رستم في متن كتابه وبين سلسلة البطاركة الأنطاكيين حيث أورد انه من 1030-1033ثم في متن كتابه بينما في سلسلة البطاركة لديه1003-1010

رسم بطريركاً في القسطنطينية يوم السبت الكبير أول نيسان، وعند بريك عاش بعد صيرورته بطريركاً سنة وخمسة أشهر وثمانية أيام وتوفي.

* البطريرك التاسع والتسعون البطريرك جاورجيوس لاسكاريس (1010-1015)

عند تنصيبه أُعطي اسم ثيوذوروس الثاني وترتيبه عند رستم الخامس والتسعون.

* البطريرك المائة البطريرك مكاريوس الفاضل

(1015-1023) عند خير الله،أما عند رستم فترتيبه البطريرك السادس والتسعون، هذا تعب كثيراً في إصلاح شؤون رعيته ودبر الكنيسة جيداً وأظهر عجائب كثيرة كما أورد بريك.

* البطريرك الأول بعد المائة البطريرك الفثاريوس الصالح التقي (1023-1028) عند خير الله ورستم. يقول بريك عنه:” وتخلف بعده الكاهن الفثاريوس الصالح بطريكاً على أنطاكية ورعى الشعب حسناً، ثم ذهب إلى أورشليم المقدسة وهناك أصابته شدائد كثيرة من بني هاجر (المسلمين) وحبس لأجل الإيمان بالمسيح. ثم انعتق، بقوة الله، منهم واقتاد كثيرين إلى الإيمان بالمسيح، وصنع عجائب كثيرة ثم ارتحل هارباً إلى الجهة الشمالية وسكن هناك في دير القديس بانا ديكطوس وهناك أكمل باقي حياته

* البطريرك الثاني بعد المائة البطريرك بطرس

(1028-1051) وعند رستم (؟-1056) وهو البطريرك بطرس الثالث السلمي أعظم البطاركة الأنطاكيين وأشهرهم وقد منح كاثوليكوس الكرج أن يشرطن أساقفة البلاد الكرجية دون اصطحابهم إلى مدينة أنطاكية ليشرطنهم تفادياً للأخطار والكلفة الكبيرة!!!

عمل كثيراً على إزالة النفور بين الشرق والغرب برسائله التّقّوية. ترقى إلى السدة البطريركية الانطاكية بسعي الأمبراطور قسطنطين التاسع وهو البطريرك المائة عنده…

وبالمناسبة فقد ورد عند رستم في لائحة البطاركة لديه ورود اثنان على التتابع بعد الفثاريوس هما ثيودورس الثالث (جرجس) (1034-1042) وترتيبه الثامن والتسعون لديه…

والبطريرك باسيليوس الثاني (مجهول تاريخ ومدة جلوسه) وترتيبه لديه هو التاسع والتسعون لدى رستم…

أما عند خير الله فيأتي بعد الفثاريوس مباشرة البطريرك بطرس الثالث.

* البطريرك الثالث بعد المائة البطريرك يوحنا السادس

(1051-1062) عند خير الله، بينما عند رستم فهو (1057-1062) وترتيبه المائة والواحد عنده.

* البطريرك الرابع بعد المائة البطريرك اميليانوس

(1062-1075) عند خير الله وعند رستم هو البطريرك الثاني بعد المائة.

* البطريرك الخامس بعد المائة البطريرك ثاوذوسيوس

(1075-1084) عند خير الله، وعند رستم هو البطريرك الثالث بعد المائة.

* البطريرك السادس بعد المائة البطريرك نيقوفورس الأول

(1084-1090) عند خير الله، أما عند رستم وفي تاريخه يقتصر إلى 1088 ثم يتعارض مع التاريخ المحدد في سلسلة البطاركة لديه حيث يعتبر وجوده على السدة مستمراً حتى السنة 1106 وفي هذا يتداخل مع البطريرك يوحنا السابع (1088-1106) وفي عهده بدأ فتح الفرنجة للمنطقة الشامية كلها واستيلائهم على الكرسي الأنطاكي، واحتكاره للبطاركة اللاتين.

* البطريرك السابع بعد المائة البطريرك يوحنا السابع

(1090-1155) عند خير الله ومن( 1088- 1106) عند رستم أما عند بريك فهو يوحنا الخامس، كان بطريركاً على الكرسي الأنطاكي عند حصار الفرنجة لأنطاكية سنة 1098 فأمر ياغي سيان بسجنه ثم وضعه في قفص من الحديد وعرضه من الأسوار على المحاصِرين الفرنجة. أصله من جزيرة أوكسية وله عدة أعمال منها رسالة في الحياة الرهبانية يعترض فيها على تدخل السلطات في شؤون الرهبان وتلزيم الأديرة إلى العلمانيين. وله أيضاً رسالة في التقديس على الفطير اتخذ فيها دور المدافع عن التقليد الأرثوذكسي، كما كتب مؤلفاً ضد اللاتين. وجاء أنه استقال من منصبه احتجاجاً على تدخل السلطة المدنية في أمور الكنيسة. ترتيبه البطريرك الخامس بعد المائة في سلسلة بطاركة د. أسد.

أنطاكية في عهد الفرنجة

حاصرها الفرنجة لمدة تسعة أشهر تكبدوا فيها مشاق وخسائر كبيرة، وألحقوا ضرراً فادحاً بالمدينة وأهلها والمناطق المحيطة بها والقرى المجاورة، وحاول السلاجقة نجدة واليها التركي ياغي سان فاتفق كربوغا صاحب الموصل مع دُقاق صاحب دمشق وقادا حملة كبيرة شارك فيها نحو عشرين أميراً آخر. إلا أن الفرنجة هزموهم قرب أنطاكية (28 حزيران 1098) على الرغم من أنهم كانوا في أشد حالات الإعياء والجوع، بسبب تخاذل زعيميهما وسوء ظن أحدهما بالآخر. وخلصت المدينة للفرنجة فأقاموا فيها إمارة على رأسها “بوهيموند النورماني” كانت ثاني إمارة لاتينية في سورية بعد الرها.

ولئن انتهى النزاع بين أمراء الفرنجة على احتلال أنطاكية، الذي بدأ بحصار المدينة لمصلحة بوهيموند، فإن نزاعاً آخر أشد وأوسع على احتلالها بدأ بين الروم واللاتين بسبب سياسة بوهيموند وخلفائه في التوسع على حساب الأمبراطورية القسطنطينية، توسعاً مصحوباً بالكثلكة، وقد اتسع هذا النزاع واستفحل بعد الحملة الرابعة التي احتلت القسطنطينية وأقامت فيها إمارة لاتينية( 1204-1261) ولم ينته إلا بخروج الفرنجة من بلاد الشام نهائياً.

عاشت إمارة أنطاكية اللاتينية نحو قرن ونصف (1098-1268) عانى أهلها الأهوال من جراء تحكم الفرنجة اللاتين واستبدادهم وتعنتهم، والحروب المستمرة بينهم وبين المسلمين والروم والأرمن من جهة، والمجاعات والزلازل والطواعين من جهة أخرى، فكان تاريخهم فيها سلسلة من المآسي. وبرغم المدة الطويلة التي فيها سيطر الفرنجة على أنطاكية، فإن طابعها البشري والحضاري لم يتغير،فباستثناء القوى المحاربة” كان الفرنجة أقلية في مدن بلاد الشام، وأقلية غربية لاهي تمثلت السكان ولا هم تمثلوها… وأكبر جالياتهم فيها لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثمائة نفس حتى في عواصم الإمارات التي أقاموها” ( حتي فيليب، لبنان في التاريخ)

أما الكرسي الأنطاكي المقدس فقد بُلي بهذه الغزوة ونال على يد الفرنجة نصيباً وافراً من النكبات فقد عزلوا البطريرك يوحنا السابع وأقاموا بدلاً عنه برنارد كما أقاموا المطارنة والكهنة من اللاتين فشقوا الشرق الأرثوذكسي وارتفع عرش بطريركي غير شرعي مقابلاً لعرش بطريركي شرعي وأصيل ومذبح كنسي دخيل في وجه مذبح كنسي اصيل وكان الحال عينه بالنسبة للكرسي الأورشليمي إذ أكرهوا البطريرك الأورشليمي على التنحي وعينوا مكانه بطريركاً لاتينياً.

بطاركة أنطاكية بعد دخول الفرنجة

* البطريرك الأول ( لاتيني) هو برنارد / برناردوس والنسبة أو برنارد أوف فالنس أسقف أرتاج ويعتبر أول بطريرك لاتيني على أنطاكية. وقد كان للملك بوهيموند بن جويسكارد الذي فتح أنطاكية يد في تنصيبه. وعندما فتحها كاشف الروم العداوة حتى انه حاول أن يُخرجهم من اللاذقية، وهاجم مرعش سنة 1100 واحتلها بعد أن أُعيدت إلى الروم وقع أسيراً بيد الأتراك في تموز 1100 فتجنى على البطريرك الأنطاكي يوحنا السابع واتهمه بالتواطؤ مع الأتراك وأكرهه على الخروج من أنطاكية ونصب برنارد وفقاً لرستم.

* البطريرك الثاني (لاتيني) وهو رودولفوس/ رادلفس/ راوول (1132-1141) وهو من الفرنك( فرنسا) وقد اعتبر نفسه خليفة للبطريرك الأرثوذكسي الشرعي راغباً الاستقلال عن بابا رومه. فاستدعاه الأخير أكثر من مرة إلى رومه فلم يذهب، حكم عليه ولم يخضع لأحكام مجمع رومه فتم اعتقاله غير أنه فر من السجن ثم مات مسموماً سنة 1143

* البطريرك الثالث ( لاتيني) ايماريكوس/ أميريك/ أموري تولى بعد راوول 1141 ودخل في نزاع شديد مع زعيم أنطاكية رينولد شاتيون فأسره هذا وأذله، وبعد خروج رينولد من أنطاكية أعيد إلى منصبه على السدة الأنطاكية.

* البطريرك الرابع (لاتيني) في الفترة التي تم فيها إيداع ايماريكوس في السجن أقيم بدلاً عنه رودولفوس الثاني وأقام أربعة وأربعين سنة ومات. وفقاً لبريك.

* البطريرك الخامس (لاتيني) وأعيد ايماريكوس وأقام ثلاثة وثلاثين سنة ومات وفقاً لبريك.

* البطريرك السادس (لاتيني) إيليا الرومي وفقاً لبريك وأقام عشرين سنة ومات. وقد جاء عند العجيمي ( مجموعة تاريخية) أنه ايلياس البطريرك التاسع من اللاتين.

* البطريرك السابع (لاتيني) كريستيانوس وقد قتل حين دخول بيبرس إلى أنطاكية سنة 1268.

بطاركة أنطاكية في المنفى أثناء حكم الفرنجة

تضاربت الروايات عن البطاركة الأنطاكيين في تلك المرحلة كما يتبين معنا

* البطريرك الثامن بعد المائة البطريرك يوحنا الثامن

(1155-1159) عند خير الله بينما عند رستم (1106-1137) وترتيبه عنده هو البطريرك السادس بعد المائة.

وعند رستم يليه البطريرك لوقا الأول (1137-1155) وترتيبه البطريرك السابع بعد المائة، بينما لم يرد أي ذكر له عند خير الله.

ثم تلاه عند رستم البطريرك يوحنا التاسع ( 1155-1159) وهو عنده البطريرك الثامن بعد المائة.

* البطريرك التاسع بعد المائة البطريرك افتيموس الأول

(1159-1164)عند خير الله ورستم وترتيب البطاركة.

* البطريرك العاشر بعد المائة البطريرك مكاريوس الثاني (1164-1166) ويتفق خير الله ورستم.

*البطريرك الحادي عشر بعد المائة البطريرك اثناسيوس الثاني (1166-1180) ويتفق خير الله ورستم.

* البطريرك الثاني عشر بعد المائة البطريرك ثيوذوسيوس الثالث (1180-1182) ويتفق خير الله ورستم.

*البطريرك الثالث عشر بعد المائة البطريرك ايلياس الثالث (1182-1184) ويتفق خير الله ورستم.

* البطريرك الرابع عشر بعد المائة البطريرك خريسطوفورس الثاني (1184-1185) ويتفق رستم وخير الله.

* البطريرك الخامس عشر بعد المائة البطريرك ثاوذورس الرابع بلسامون/ ثيوذورس (1185-1199) ورستم وخير الله متفقان بخصوصه وهو من ارفع قانونيي الكنيسة الأرثوذكسية واشهر بطاركة أنطاكية له كتاب:” مجموعة قوانين الرسل والمجامع المقدسة المسكونية والمكانية وقوانين الآباء”

وقد عربه عن اليونانية ” البطريرك سلفستروس” و”الياس فخر” الطرابلسي وله أيضاً تفسير لبعض القوانين.

* البطريرك السادس عشر بعد المائة البطريرك يواكيم الأول (1199-1219) رستم وخير الله متفقان حوله.

* البطريرك السابع عشر بعد المائة البطريرك ذوروثاوس الأول/ دوروثيوس الأول (1219-1245) رستم وخير الله متفقان حوله.

* البطريرك الثامن عشر بعد المائة البطريرك سمعان الثاني (1245-1260) رستم وخير الله متفقان حوله.

* البطريرك التاسع عشر بعد المائة البطريرك افتيموس الثاني (1260-1269) ويتفق رستم وخير الله حوله وفي أواخر عهده بتاريخ 1268 فتح الظاهر بيبرس مدينة أنطاكية ودمرها واستباحها وقتل أهلها وسباهم وبلغ عدد من قتل وسبى أكثر من مائة ألف من سكانها لأن جيش الفرنجة كان قد أخلاها قبل بدء الحصار.

مدينة أنطاكية بعد طرد الفرنجة

انتهى الوجود الفرنجي (18 أيار 1268) بسقوط أنطاكية في يد الملك الظاهر بيبرس البندقداري سلطان المماليك”…فأمر بيبرس بحراسة الأبواب وبالقتل والنهب فلم يسلم سوى بضعة آلاف والتجؤوا إلى القلعة وبيعوا بعد استسلامهم بأبخس الأثمان ودمرت أنطاكية تدميراً كاملاً والتهمت النيران بعض أحيائها وضربت كنيسة القديس بولس وكنيسة القديسين قوزما ودميانوس. وكان العراق قد أصبح مغولياً وتحولت بضائع الشرق عن أنطاكية إلى اياس من كيليكيا فتضاءلت تجارتها وقل الاعتناء بها وأمست قرية قائمة وسط خراب كبير وهجرها رجال الدين إلى دمشق مركز السلطة في البلاد”(رستم 2ص323)

بطاركة أنطاكية بعد طرد الفرنجة

فاوض الأمبراطور ميخائيل الرابع سلطان المماليك بيبرس في أمر بطاركة الكرسي الأنطاكي فاعترف السلطان برئاستهم وبانتقالهم من أنطاكية إلى دمشق.

وبالمناسبة فإنه وحتى اندحار الفرنجة وسقوط أنطاكية بيد بيبرس كان البطاركة الأنطاكيون يقيمون في القسطنطينية، إلا أن الكرسي الأنطاكي هجرها منذ احتلال الفرنجة لها متجولا في آسية الصغرى حتى عام 1342 حين تقرر نقله إلى دمشق ونُفذ النقل عام 1344

* البطريرك العشرون بعد المائة البطريرك ثيوذوسيوس الرابع (1269-1276) ويتفق رستم وخير الله.

* البطريرك الواحد والعشرون بعد المائة البطريرك ثيوذوسيوس الخامس (1276- 1285) وكذلك يتفق رستم وخير الله.

* البطريرك الثاني والعشرون بعد المائة البطريرك ارسانيوس الأول (1285-1293) رستم وخير الله متفقان حوله.

* البطريرك الثالث والعشرون بعد المائة البطريرك ذيونيسيوس الأول (1293- 1308) رستم وخير الله متفقان حوله.

* البطريرك الرابع والعشرون بعد المائة البطريرك مرقس الأول (1308-1342) رستم وخير الله متفقان حوله.

* البطريرك الخامس والعشرون بعد المائة البطريرك أغناطيوس الثاني(1342-1353) في عهده وتحديداً في عام 1344 تم نقل الكرسي الأنطاكي إلى دمشق. وتولى بعد البطريرك مرقس وقد اشترك في أعمال مجمع القسطنطينية سنة 1344 ووافق على شجب القديس غريغوريوس بالاماس أشهر الصامتين، مما أوقع خصاماً بينه وبين أسقف دمشق بوخوميوس فاضطر إلى اللجوء إلى قبرص وبقي فيها إلى حين وفاه، وقيل ببعض المراجع انه توفي في السجن بسبب دفاعه عن الإيمان القويم

* البطريرك السادس والعشرون بعد المائة البطريرك ميخائيل الثاني (1353-1386) رستم وخير الله متفقان حوله.

* البطريرك السابع والعشرون بعد المائة البطريرك باخوميوس الأول (1386-1393) رستم وخير الله متفقان حوله.

* البطريرك الثامن والعشرون بعد المائة البطريرك نيلوس الأول/ نيقون/ نيكون (1393-1401) رستم وخير الله متفقان حوله. ويقول العجيمي أن اسمه نقولا وانه بقي على الكرسي مدة عشر سنين وتوفي سنة 1399. أما بقية المراجع فنقول إن المعلومات عنه شبه معدومة.

* البطريرك التاسع والعشرون بعد المائة البطريرك ميخائيل الثالث (1391-1410) رستم وخير الله متفقان حوله. وكان من الموافقين على تعاليم غريغوريوس بالاماس. هرب إلى قبرص أثناء احتلال تيمورلنك لمدينة دمشق سنة 1400

* البطريرك الثلاثون بعد المائة البطريرك باخوميوس الثاني/ الحوراني (1410-1411) رستم وخير الله متفقان حوله. ولكن عند البعض انه البطريرك باخوميوس الثالث

* البطريرك الواحد والثلاثون بعد المائة البطريرك يواكيم الثاني ( 1411-1426) رستم وخير الله متفقان حوله.

لعب دوراً في إقناع زميله البطريرك يواكيم الأورشليمي بالرجوع إلى الاتحاد الذي اقره المجمع الفلورنتيني وهو المجمع المسكوني الفاتيكاني سنة1439 وعقد بطاركة المشرق مجمعاً في أورشليم سنة عارضوا فيه مقررات مجمع فلورنسا 1443. وتقول المراجع إن مساعي البطريرك واكيم أثمرت فأرسلت وثائق الاتحاد إلى البابا سنة 1460

* البطريرك الثاني والثلاثون بعد المائة البطريرك مرقس الثاني (1426-1436) رستم وخير الله متفقان حوله.

* البطريرك الثالث والثلاثون بعد المائة البطريرك ذوروثاوس/ ذوروثيوس الثاني (ابن الصابوني) جاء عند بابا دوبولس أن اسمه وذرتيس (1436-1454). هو أسقف صيدنايا اشتهر عنه الجهاد في سبيل الأرثوذكسية. شارك في عدة مجامع إما شخصيا أو بإرسال ممثلين عنه، في عهده عقد مجمع فلورنسه في 14 شباط سنة 1439بحضور ملك بيزنطة يوحنا الثامن الباليولوغس وحضره البابا افجانيوس الرابع بنفسه. تابع فيه الأساقفة الحاضرون مناقشات مجمع فراري 1438، وتلي في المجمع صك الاتحاد يوم 6تموز سنة1439وكانت هذه المرة الأخيرة التي يتحد فيها الشرق والغرب معا قبل سقوط القسطنطينية 1453 وكان هذا المسمى صك الاتحاد هو بالحقيقة صك اتحاد (إذعان) فرض فيه البابا افجانيوس على الأمبراطور البيزنطي الموافقة على الاتحاد مقابل الخضوع لرئاسة بابا رومه مستغلاً الظرف العسكري الرديء المتمثل بحصارها من العثمانيين كأقوى جيش حينذاك… فوافق وكان المقابل (وعداً) من البابا بتقديم الدعم العسكري من ملوك أوربة الكاثوليكية دفاعا عن القسطنطينية بوجه الأتراك، حتى أن شخصية رفيعة في البلاط القسطنطيني صرحت بأنه أحب إليها أن ترى عمامة السلطان بدلاً من قلنسوة البابا وذلك رفضاً لاستغلال بابا رومه وضع القسطنطينية لفرض شروطه مقابل المساعدة… ونفذ البابا الوعد بإرسال 800 بحار فقط مع بضعة مراكب من دولة البندقية، ما لبثوا أن انسحبوا حين بدأ العثمانيون القتال.!!! وتركوا أربعة آلاف يوناني يدافعون عن القسطنطينية مقابل 300000 مقاتل انكشاري. اليونانيون الأربعة آلاف بقيادة الأمبراطور قسطنطين الثالث عشر، لم يكونوا يدافعون فقط عن القسطنطينية بل كانوا/ ولأن القسطنطينية كانت بوابة أوربة/ كانوا يدافعون عن أوربة كلها التي اتحدت بعد سقوط القسطنطينية عام 1453 وصل العثمانيون إلى أبواب فيينا وحاصروها…

* البطريرك الرابع والثلاثون بعد المائة البطريرك ميخائيل الرابع (ابن الماوردي) (1454-1462) أسقف صيدنايا، اشترك في تنصيبه معظم أساقفة الكرسي.

* البطريرك الخامس والثلاثون بعد المائة البطريرك مرقس الثالث (1462-1476) وهو كسابقيه من البطاركة متفق عليهم بين رستم وخير الله.

* البطريرك السادس والثلاثون بعد المائة البطريرك يواكيم الثالث (1476-1483) متفق عليه بين رستم وخير الله.

* البطريرك السابع والثلاثون بعد المائة البطريرك غريغوريوس الثالث (1483-1511) عند خير الله أما عند رستم فمدته(1483- 1497).

* البطريرك الثامن والثلاثون بعد المائة البطريرك ذوروثاوس/ ذوروثيوس الثالث (1511- 1524) بينما عند رستم من (1497-1511) وترتيبه 138 ثم وفي ولاية متصلة وترتيبه 139 ويمتد الى 1523 بينما نجد ترتيبه عند خير الله هو 138 والمدتين المتلاحقتين الواردتين عند رستم هما عنده مدة متصلة واحدة. ويعطيها ترتيباً واحداً كما أسلفنا 138

* البطريرك التاسع والثلاثون بعد المائةالبطريرك يواكيم الرابع (ابن جمعة) كان مطرانا على بيروت وانتدبته رعية دمشق ( 1511-1524)عند خير الله، أما عند رستم فإن ترتيبه هو الثاني والأربعون بعد المائة في ترتيب البطاركة ومدة بطريركيته هي من(1543- 1576).

* البطريرك الأربعون بعد المائة البطريرك ميخائيل الخامس (الحموي)(1555-1567) وهو مكاريوس بن وهبة بن عيسى الصباغ / الصباح، أما عند خير الله فهو من أعمال غلاطية، وكان مطران افخائيطة وكان مركزها محردة وهي أبرشية مندثرة الآن وقد تقسمت بين أبرشيتي حمص وحماه، أما عند رستم فهو ميخائيل السادس وترتيبه الثالث والأربعون بعد المائة، إنما مدة بطريركيته هي(1577-1581). وقد جاء في المنار أن تاريخ بطريركيته سنة 1576

* البطريرك الواحد الأربعون بعد المائة البطريرك يواكيم الخامس ابن ضو من برج صافيتا (1567-1568) كان قبلاً مطران أبرشية طرابلس عند خير الله يقابله عند رستم البطريرك دوروثيوس الرابع(1541-1543).يواكيم الرابع (1543- 1576) وترتيبه كما أسلفنا أعلاه الثاني والأربعون بعد المائة. أقامه الدمشقيون على سدة البطريركية بعد أن اتهموا سلفه ميخائيل ارتكاب مخالفات أدت إلى انقسام الرعية بين الاثنين مع ما رافق ذلك من تعقيدات

* البطريرك الثاني والأربعون بعد المائة: البطريرك يواكيم السادس (1568-1585) ابن زيادة من السيسنية في منطقة صافيتا ساس الرعية بمحبة وحكمة وكان قبلاً مطران حمص عند خير الله. كف بصره آخر حياته يقابله في الترتيب البطريرك يواكيم الرابع ويختلفان في التوقيت أعلاه. وقد ورد في تأريخ الخوري بريك انه عندما كف بصره رسم الأرخن عبد العزيز بن الأحمر فرسمه شماساً ثم قساً ثم خورياً ثم مطراناً على القلاية.

* البطريرك الثالث والأربعون بعد المائة البطريرك دوروثيوس الرابع هو عبد العزيز بن أحمر من دمشق(1585-1610) عند خير الله، يقابله عند رستم في الترتيب أي البطريرك 143 وهو البطريرك ميخائيل السادس وتمتد بطريركيته من(1577-1581). ويتابع الخوري بريك في حديثه عنه فيقول:”… وبعد ذلك، بغير اختياره ألزموه أن يعمله بطريرك موضعه. فعمله ورسموه وسموه دوروثاوس قسراً. وخرج البطريرك يواكيم من الشام وهو مغتاظ عليهم وذكر كثيرون بان في تلك الليلة انحدر على دمشق مثل شهايب النار. ثم مضى إلى قرية السيسنية ومنها إلى مصر وتنيح هناك. واخذوا الرهبان جسده المقدس ودفنوه في دير طور سيناء وهو إلى الآن باقي هناك.”

لم يكن من أصحاب العلم الواسع، غير أنه كان غيوراً شجاعاً رمم ووسع دار البطريركية في دمشق ورفع الضرائب عن الكهنة والرهبان وخفف وطأة الظلم… وفي ذلك يقول الخوري بريك في تأريخه:” ولبث المغبوط دوروثاوس بطريركاً يدير الكرسي الرسولي بأحسن سياسة وتدبير. وأخيراً خرج من دمشق يتفقد النورية. وفي وصوله قرية حاصبيا التي في بلاد الشام، عمل قداساً هناك وشرطنوه.( وخرج فمرض) وتنيح وهناك دفن. وإلى الآن قبره موجود هناك. وأقام في البطريركية سبع سنين ثم صار وقتئذ سجساً (ثقلة) على البطريركية وكان المنتدبون كثيرين.”

* البطريرك الرابع والأربعون بعد المائة البطريرك اثناسيوس الثالث ابن الدباس الدمشقي من(1610- 1617) وترتيبه عند رستم البطريرك 147 وتاريخ بطريركيته مختلف من 1611-1619 هو مطران حوران وكان وقد وقع خلاف حول خليفة دوروثاوس فبرز ابن الدباس وطلب البطريركية لنفسه فرحب به الروم بعد أن تعهد بدفع الديون المتراكمة على الكرسي. وعندما امتنع عن دفع الجوالي ( الجزية عن أهل الذمة) أمر الوالي بحبسه في القلعة فافتدى نفسه بالمال وخرج ولم يلبث طويلاً حتى توفي ودفن بدير كفتون. وقد جاء عند بابا دوبولس أنه اثناسيوس الثاني.

ويقول خير الله: ” إذ كانت وفاته في 8 آذار سنة 1617 أي سنة 1027 هجرية (محررة في كتاب الناموس وهو خط أبي الضو بن أبي النور بن عيسى بن عمرو بن ثابت النصراني في دمشق إذ كان مؤبداً لأولاد الأمير الكبير الأجل هبة الله بن يونس بن أبي الفتح ابن هبة الله الخزندار الملكي المعظمي الأشرفي سنة 632 هجرية الموافقة سنة 1235 ميلادية وموقوف على كنيسة القديسين كبريانوس ويوستينة في دمشق من الشماس عيسى ابن البطريرك الأنطاكي ميخائيل على يد البطريرك الأنطاكي يواكيم في 2حزيران سنة 7092 لآدم وذلك في الصفحة المقابلة للصفحة المنتهي بها فهرس مجمع نيوكساريا بخط يد البطريرك كيرلس نفسه”. يقابله عند د. أسد رستم في الترتيب أي البطريرك 144 وهو البطريرك يواكيم الخامس(1581-1592).

(وقد تلاه أخوه كيرلس على السدة الأنطاكية إثر وفاته في 8آذار 1617 ولكنهم على تاريخ أمين ظاهر خير الله في كتاب:” الأرج الزاكي في تهاني غبطة البطريرك الأنطاكي السيد ملاتيوس…” “أسقطوه في 8 أيار سنة 1617” لذلك لم يدرجه في سلسلة البطاركة الأنطاكيين كما أن لا اثر له في رستم.) وقد جاء في تأريخ الخوري بريك: “وكان اثناسيوس قد سعى بان يخلفه شقيقه على البطريركية بعد موته، وكان مطراناً لحوران واسمه قزما وبسعي من الحاج سليمان النصراني وهو من البترون وكان مدبراً أو أمينا للسر لوالي طرابلس يوسف باشا سيفا وكان له غيرة مسيحية كبيرة وساهم في إحياء الحياة الرهبانية في دير البلمند فأقامه الأساقفة بطريركاً في كنيسة أميون يوم أحد السامرية…” وتعزز ببراءة سلطانية نالها بسعي من كيرلس لوكاريس بطريرك القسطنطينية…

لم يرض به الدمشقيون وبقية الرعية، ومكث في طرابلس وساد في تلك المنطقة وانقسمت الرعية بين البطريركين حيث كانت دمشق وبلاد الشوف… تتبع إلى أغناطيوس الثالث(أدناه) وحصلت بينهما شرور كثيرة وأخيراً قُتل كيرلس بأمر الأمير فخر الدين المعني بعد إلقاء القبض عليه… أما أغناطيوس فقد نال المصير ذاته بيد أقوام قيل عند البعض انه خطأ بيد احد جنود الأمير فخر الدين عند نهر الدامور فتم دفنه في كنيسة الشويفات.

* البطريرك الخامس والأربعون بعد المائة البطريرك أغناطيوس الثالث ابن عطية (1617-1628)، وهو مطران صيدا الموصوف بابن عطية،شغل منصب كاتب عند الأمير فخر الدين المعني ثم اختاره أهل رعيته أسقفاً على صور وصيدا وارتقى بعدها إلى السدة الأنطاكية في القسطنطينية، وعندما عاد إلى دمشق تعزز بولاة الشام الموالين للأمير فخر الدين وبمطارنة بيروت وصيدا وبعلبك الذين كانوا تابعين للأمير بقي البطريرك سنداً للأمير المعني طول أيامه. وقد حظي بتأييد مجمع رأس بعلبك الأنطاكي عند خير الله، أما عند رستم فترتيبه البطريرك 148 وتاريخ بطريركيته (1619-1634). توفي بعد جولة رعائية في طرابلس حيث دفن في دير بكفتين وإلى الآن قبره معروف… وعند الخوري بريك

فإن أغناطيوس فقد نال المصير ذاته بيد أقوام (قيل عند البعض انه خطأ بيد احد جنود الأمير فخر الدين) عند نهر الدامور فتم دفنه في كنيسة الشويفات.

* البطريرك السادس والأربعون بعد المائة البطريرك افتيميوس الثالث ابن كرمة الحموي (1634-1635) عند خير الله، أما عند رستم فترتيبه 149 وتاريخ بطريركيته (1635-1636).كان والده كاهنا في حماه واستشهد وهو في طريقه من طرابلس إلى حماه بيد لصوص اعتنق الرهبنة في دير مار سابا بفلسطين على اثر حجه إلى القبر المقدس ودير مار سابا في البغدان (رومانيا) عاد إلى حماه بناء على طلب رعيتها، حيث رسمه مطرانها سيماون شماساً، فكاهناً، فصار معلماً للرعية، وتميز بشدة ورعه وسهره الرعائي، سافر إلى حلب ليتوسط عند احد الوزراء الأتراك، ليتم إسقاط التكليفات الضريبية المفروضة على أشخاص من رعيته لا وجود لهم، واستطاع ذلك وبقي في حلب كأحد رعاتها بسبب تمسك الشعب الحلبي به لفضائله واقتداره، ثم انتدبوه مطراناً لحلب باسم ملاتيوس، فاهتم بالفقراء ورعاهم، وقدم لهم مساعدات بشكل منتظم، وأبطل مهور البنات وعادات ذميمة في الأعراس والتي لا تتوافق مع تعاليم الكنيسة، وقام بإعادة بناء دار للمطرانية وحسن أوقافها وبنى مدارس، وانشأ مكتبة في دار المطرانية احضرها معه إلى دمشق عند بطريركيته، وعند شغور السدة البطريركية انتدبه الدمشقيون واصطحبوه من حلب إلى دمشق بحفاوة بالغة، اشتهر بالغيرة على الإيمان والتقوى، نقل إلى العربية العديد من الكتب الكنسية، وسعى لطبعها في رومه، مركز الطباعة العربية ذاك الوقت. وانتدب في حياته خليفة له في الكرسي البطريركي ملاتيوس (افتيميوس) الصاقزي، انتقل إلى رحمة الله بعد ثمانية أشهر، ومن انجازاته كبطريرك انه احدث مدرسة للبطريركية داخل الصرح البطريركي/ وهي أساس مدرسة الآسية البطريركية/. وبدأ بتأهيل الكهنة وتنمية الأوقاف البطريركية، واحدث مكتبة في دار البطريركية ضم إليها مكتبته التي احضرها من حلب. ولكنه لم يستطع تحقيق إصلاحاته التي كان قد خطط لها بسبب قصر مدة بطريركيته التي لم تصل إلى سنة. (يعتبره البعض وخاصة من بعض الأشقاء من أحبار ومؤرخي الروم الكاثوليك انه أعلن إيمانه الكاثوليكي “برسالة مدعى بها أرسلها إلى بابا رومه”، كما الصقوا الأمر ذاته بالبطريرك مكاريوس ابن الزعيم وحفيده كيرلس واثناسيوس الدباس… ولكن كل ذلك محل نظر، ويسهل نقده جداً، على اعتبار أن معظم البطاركة الأنطاكيين ومنذ الانشقاق الكبير 1054 إلى نشوء الروم الكاثوليك فعليا السنة 1724 كانوا بشكل أو بآخر يلعبون دوراً رئيساً في تقريب المتباعديّن رومه والقسطنطينية، ويتواصلون بحب اخوي في المسيح مع باباوات رومه، ولم ينهجوا نهج البطاركة القسطنيطينيين بعد القطيعة، كان سلوكهم يعكس المحبة الأخوية، وليس الخضوع لرئاسة رومه… ولكن الحق يقال أن هذه الرسائل ادعاها ثم سربها على أنها حقيقة، رهبان البعثات التبشيرية التي كانت تنخر جسد أنطاكية، واستطاعت بعد أكثر من ثلاثة قرون من سماح الرئاسات الروحية الأرثوذكسية التي وبفضل محبتها المسيحية وللحاجة إلى دعم مسيحي مدعوم بالأساس من اوربه، بمواجهة حالة القهر العثمانية المفروضة على الرعايا الأنطاكية، سمحت لهم بالرعاية والمساعدة وحتى في تثقيف الكهنة وإيفادهم للدراسة في رومه. واستطاعت البعثات سلخ فرع عزيز من أبناء الكرسي الأنطاكي تسمى لاحقاً بالروم الكاثوليك أو المتحدين (برومه) في عام 1724 واتهموا الفرع الأرثوذكسي وهو الأكبر بأنه من مشاق أو خارج عن طاعة رومه، وكان أول بطاركتهم هو السيد

كيرلس طاناس بفضل خاله افتيموس الصيفي ربيب مدرسة انتشار الإيمان في رومه الذي صار مطرانا لصيدا عام 1700 وأعلن خضوعه لبابا رومه فثبته أول أسقف على الروم تابعاً لبابا رومه ولكن كانت المحاولة التي كادت أن تنجح بعد رسامة السيد المذكور هي الاستيلاء على المقر البطريركي والمريمية لولا تمسك الدمشقيين الأرثوذكسيين والمطارنة بأرثوذكسيتهم وطلبهم من بطريرك القسطنطينية إرسال بطريرك على جناح السرعة لوقف التدهور الحاصل وضبط الأوضاع وبدأت سلسلة البطاركة اليونان مع البطريرك سلبسترس القبرصي راهب جبل آثوس وقد استطاع ضبط الموضوع وانتقل طاناس مع فريقه إلى دير المخلص في صيدا إلى عند خاله فرتب أمر بطريركية جديدة مع رهبنات و… بمعونة الرهبان اليسوعيين و… في مدفن البطاركة في الصرح البطرير اطريرك السابع والأربعون بعد المائة البطريرك افتيميوس الرابع الصاقزي (1635-1647) عند خير الله، وتاريخه عند رستم (1636-1648) وترتيبه 150 عنده. كان اسمه ملاتيوس وتم إحضاره من كلس بعد أن تم انتخابه من الاكليروس وشرطنوه بعد وفاة البطريرك افتيموس ابن كرمة.
البطريرك مكاريوس بن الزعيم
البطريرك مكاريوس بن الزعيم
 البطريرك الثامن والأربعون بعد المائة البطريرك مكاريوس الثالث ابن الزعيم (1647-1674) عند خير الله، وعند رستم فان تاريخه (1648-1673) وترتيبه البطريرك( 151) وهو يوحنا بن الخوري بولس بن الخوري عبد المسيح الملقب بالبروطس (الزعيم) الحموي الأصل في أواخر القرن 16م وترعرع على التقوى والعلم، متثقفاً على والده الخوري بولس وقد أزوجه صغيراً وكان الحلبيون يحترمون والده فاجمعوا عليه كاهناً فحقق رغبة رعيتها وتفانى بخدمتها، ولما رسم ملاتيوس كرمة مطراناً على حلب سنة 1612 اتصل الخوري يوحنا ابن الزعيم بخدمته، وأتقن على يديه اللغتين اليونانية والسريانية، وتمرن بتعريب الكتب التي كان معلمه يترجمها ويقوم بالنسخ والتدقيق، وانكب على موجودات مكتبة معلمه الغنية جداً، وكان زميله في ذلك الخوري ملاتيوس الصاقزي المصور الذي صار بطريركاً بعد معلمه افتيموس كرمة. رزقه الله ولداً سماه بولس باسم والده المتوفى وما لبثت زوجته أن فارقت الحياة فانصرف إلى رعاية طفله بولس، ثم قصد دير القديس سابا في فلسطين للتنسك والرهبنة والزهد. بعد انتخاب معلمه ملاتيوس كرمة بطركاً سنة 1634 استقدم الحلبيون الخوري يوحنا، وطلبوا من البطريرك كرمة جعله مطراناً لحلب، فاستدعاه إلى دمشق ورسمه مطراناً على حلب في مريمية الشام، وأسماه ملاتيوس(على اسمه قبل بطريركيته) وإقراراً بفضله واقتداره أقامه كاثوليكوس مشرفاً على كرسيه واكسرخوساً على بلاد آمد وتوابعها وأنطاكية التي هي كرسيه ( البطريرك)…

ورافقه البطريرك إلى حلب وقد أقام له الحلبيون استقبالاً منقطع النظير… ونمت الكنيسة والرعية بأيامه نمواً متميزاً وكان وجوده تتمة لمشاريع سلفه ومعلمه البطريرك كرمة…

رسم ولده بولس اناغنوسطاً في المريمية ثم زوجه بتوصية من معلمه البطريرك كرمة. وقد تفانى ابن الزعيم وولده في خدمة رعية حلب، وغيرها مما هو برعايته. ونمت الأرثوذكسية في حلب متألقة بسهره، وكان نفوذه محترماً بدوائر الدولة، وخدم رعيته بإخلاص وسعى لنصرة المظلومين فيها من عمال الدولة.

اختاره البطريرك افتيموس الصاقزي خلفاً له على السدة الأنطاكية، فاعتذر، ولكنه رضخ وخاصة بعد تنامي ضغوط الدمشقيين، وكان افتيموس طريحاً على فراش الموت، فتمت رسامته في مريمية الشام في 12-ت2-1647 باحتفال كبير.

حال جلوسه على السدة الأنطاكية، سعى فوراً لوفاء ديون الصرح البطريركي، وأعاد مجدداً تحديث المدرسة الأرثوذكسية (الآسية) وسافر إلى العالم الأرثوذكسي سفرتين شهيرتين استمرت الأولى من 1652-1659 لأجل جمع التبرعات من الشعوب والأمراء الأرثوذكس في بلغاريا والفلاخ والبغدان(رومانيا) وبولونيا وروسيا مرورا ببلاد القوقاز أما الثانية فكانت من 1666 إلى 1669 مع البطريركين الإسكندري والأورشليمي للنظر في الخلاف الواقع بين البلاط الروسي والبطريرك الروسي نيكون…

المجمع الانطاكي المقدس في المقر البطريركي في البلمند
المجمع الانطاكي المقدس في المقر البطريركي في البلمند

وفورعودته كان يشرع بوفاء الديون التي على الكرسي الأنطاكي، وتزيين كنائس الصرح البطريركي، وبالتحديد المريمية، وترميم الدار البطريركية وتوسعها وتشييد قاعات إضافية وترمم كنائس الأبرشية وتطوير المدرسة الأرثوذكسية الدمشقية الشهيرة (الآسية).

توفي في 12حزيران1674. وخلفه على السدة الأنطاكية حفيده كيرلس الثالث بن الأرشيدياكون بولس الذي كان قد توفي في تبليسي في طرق العودة إلى الشام في الرحلة الثانية ودفن هناك.

* البطريرك التاسع والأربعون بعد المائة البطريرك كيرلس الثالث بن بولس ابن الزعيم حفيد البطريرك مكاريوس ابن الزعيم وتاريخه (1674-1720) وقد أحدث انتخابه شرخاً وانقساماً عميقاً في أبرشية دمشق تحديداً، دام لمدة طويلة،إذ لم يجمع الدمشقيون عليه فعارضه فريق لصغر سنه وانحازوا إلى مطران حماه نيوفيطوس الصاقزي (يوناني) وذلك عام 1688 أما مؤيدوه فحجتهم انه سيكون كجده البطريرك العظيم مكاريوس…

لم يدرجه خير الله في ترتيب البطاركة الأنطاكيين،بينما رستم أدرجه في ترتيب البطاركة الأنطاكيين وترتيبه عنده 154، أما تاريخه لديه فهو 1694- 1720. وأدرج نيوفيطوس الصاقزي في ترتيب البطاركة وهو عنده152 أما تاريخه لديه فهو( 1674-1684).

والبطريرك ناوفيطوس الصاقزي كان مطراناً لحماه ويقول بريك في مخطوطه إن بعض الدمشقيين المعارضين لكيرلس طلبوه أن يكون هو البطريرك وان يذهب إلى القسطنطينية، وقد قام ومضى إليها وارتسم بطريركاً على أنطاكية بتأييد من بطريركها سنة 1673 أما والي الشام فقد أيد كيرلس، ووقعت بينهما شرور كثيرة وتحمل الفريقان خسائر مالية كثيرة وقال بريك:” … وصار على ناوفيطوس جملة ديون، فقال له كيرللس:” أنا بسدها عنك وأعطيك بلاد اللاذقية تعيش منها” فرضي ناوفيطوس بذلك وكتبوا بذلك سجل (اتفاق). قام وخرج ناوفيطوس برضاه إلى اللاذقية وما يليها. واستقام هناك مدة وتنيح.”

* البطريرك الخمسون بعد المائة البطريرك اثناسيوس الرابع ابن الخوري فضل الله الدباس الدمشقي (1720-1724) عند خير الله وقد أوضح الخوري بريك في تأريخه قصة بطريركيته:”… هو الخوري بروكوبيوس وكان مترهباً في أورشليم ولما جاء إلى دمشق استدعاه البطريرك كيرلس ووعده برسامته مطرانا على حلب، وكان خاله المدعو ميخائيل شامبريم طرزي وهو منصور بن رزق الله الصيفي (وهو شقيق مطران صور وصيدا افتيموس الصيفي الذي كان قد أعلن خضوعه لبابا رومه فأقامه أسقفا على المتحدين من روم الكرسي الأنطاكي مع الفاتيكان) مسافراً إلى القسطنطينية وصاحب نفوذ فأخرج براءة سلطانية إلى ابن أخته الخوري بروكوبيوس بالبطريركية. وجاء إلى الشام” وسجلها وبأمر الحاكم والقاضي أرسل فأحضر لاونديوس مطران صيدنايا ويواصف مطران نابلس ومطران حوران ورسموا بروكوبيوس بطريركاً على أنطاكية ودعي اثناسيوس…”

عند بابا دوبولس: اثناسيوس الثالث اسمه بولس الدباس، نشأ في عائلة أرثوذكسية وتعلم عند الآباء اليسوعيين “وقال قولهم في الإيمان” لبس الأسكيم في دير مار سابا ورسم قساً هناك، وأُعطي اسم بروكوبيوس. نُصب رئيساً على دير الروم في بيت لحم ثم بطريركاً سنة 1685 وقامت الفتنة مجدداً في أيامه وخصوصاً في حلب. أقام في البطريركية بدمشق على فترتين تصالح في الأولى مع كيرلس بن الزعيم وتولى حلب مطراناً عليها وبطريركاً في الفترة بين 1686-1694 واستلم البطريركية أربع سنوات من بعده اي من 1720 الى 1724.

ساهم في طبع بعض الكتب الكنسية عندما كان زائراً في بلاد الفلاخ والبغدان وجلب معه إلى حلب مطبعة كاملة مجهزة بالحروف العربية وكانت أول مطبعة عربية في الشرق ( هذه كانت قد بقيت معه في حلب وعندما تولى السدة في الفترة التي أعقبت وفاة البطريرك كيرلس بن الزعيم (1720-1724) احضرها معه من حلب وأرسلها إلى دير البلمند، (وهناك أخذها معه الشماس عبد الله زاخر ومعه الرهبان الذين كثلكوا إلى دير المخلص الذي كان برعاية المطران افتيموس الصيفي معتنق الكثلكة.) وله عدة مؤلفات مهمة. ويؤكد بتصميم الأب قسطنطين باشا المخلصي أن البطريرك اثناسيوس كاثوليكي الإيمان سراً وعلانية.

ولكننا نرد بالقول أنه يكفي ان البطريرك اثناسيوس عرب كتاب: “صخرة شك”وهو من تأليف ايليا المنياتي لدحض آراء الغربيين في الإيمان… ونشره مطبوعاً سنة 1721 ووزعه مجاناً على أبناء الرعية. وفي هذا الكتاب بيان بدء الانشقاق وأسبابه وانفصال الكنيسة الغربية عن الشرقية والاختلافات الكلية بينهما، فاستفز بعمله هذا الشماس عبد الله زاخر، فرد بكتاب اسماه: “التفنيد للمجمع العتيد” وبموجز عنه دعاه “مختصر التفنيد”. وقد طبعه الآباء اليسوعيون فيما بعد في بيروت سنة 1865. وقام بعده الخوري نقولا الصايغ فصنف في الدفاع عن الكثلكة كتاباً اسماه” الحصن العظيم مقابل المجمع الأثيم” منه نسختان في مكتبة دير المخلص الكاثوليكي.

وكانت وسائل اثناسيوس المادية ضعيفة، لا تساعده على محاربة رهبان الفرنجة بسلاحهم، فتناقش مع البطريركية المسكونية. ثم سافر إلى القسطنطينية بنفسه واجتهد في عقد مجمع للنظر في ما يجب اتخاذه من احتياطات بهذا الشأن، وقد تم عقد هذا المجمع أواخر السنة 1722 في القسطنطينية برئاسة البطريرك المسكوني ارميا، واشتراك الأنطاكي اثناسيوس والأورشليمي خريسنتس واثنا عشر مطراناً. وحكم هذا المجمع على التعاليم غير الأرثوذكسية، ولاسيما ما يتعلق منها بالرئاسة والعصمة، وانبثاق الروح القدس من الآب والابن والتقديس على الفطير ونار المطهر وسعادة القديسين والمخنوق وصوم السبت ومنع الميرون والمناولة عن الأطفال. اي اعتقادات الكنيسة الغربية التي اُدخلت بعد الانشقاق، وحررت أعمال هذا المجمع باليونانية والعربية ونُشرت في بلاد الشام.

كما ان مطران الموارنة في حلب وهو صديق لأثناسيوس كتب في كتابه :” تاريخ البدع” ان اثناسيوس اعترف على يد الخوري بطرس الأشقر، رئيس دير القديس جاورجيوس الحميراء الأرثوذكسي، وأنه مات أرثوذكسياً، كما انه ورد في تاريخ الرهبنة الشويرية (الكاثوليكية)

” ان اثناسيوس بقي مصراً على شقاقه حتى الموت.”

كان ترتيبه عند رستم 153 في الفترة الأولى أي بين 1686و1694 ثم البطريرك 155 بتوليه ثانية من عام 1720 إلى عام 1724 متفقا بذلك مع خير الله، ولكنه مخالف له في الترتيب، حيث عنده هو البطريرك 155. أما عند خير الله فهو 150.

تاريخ الانشقاق في الكرسي الأنطاكي عام 1724 ونشوء الكثلكة فعلياً

البطريرك كيرلس طاناس الكاثوليكي

بعد وفاة البطريرك اثناسيوس الرابع في 24 تموز1724 تشدد المنفصلون، وانتهزوا الفرصة لتقوية مركزهم في الكرسي الأنطاكي، وتعزيز جانبهم برئاسة سيرافيم طاناس ابن أخت افتيموس الصيفي الذي رسمه كاهناً بعد تلقى دراسته الاكليريكية في رومه، وتنقل واعظاً داعياً لرومه في أبرشيات الكرسي الأنطاكي. وانتدبه فريق من أهل عكا مطراناً فعارضهم في ذلك البطريرك الأورشليمي ولم تتم رسامته. ثم انتدبه أهل أبرشية صور وصيدا ليخلف خاله عليهم. فذهب إلى حلب حاملاً صكوك انتدابه طالباً رسامته من يد البطريرك اثناسيوس. فأبى هذا أن يرسمه لما اشتهر به من خضوع لرومه، وجهر بوجوب الاتحاد معها.

ولما توفي اثناسيوس قر قرار المنفصلين في دمشق وعددهم ثلاثمائة وثمانية وعشرون نفساً، على انتداب سيرافيم للكرسي البطريركي وكتبوا بذلك صكاً، ووقعوه، ورفعوه إلى السلطات الزمنية في دمشق، وقدموها إلى الباشا وكلفوه استصدار براءة سلطانية بذلك، ودفعوا له ما توجب دفعه. ثم فاوضوا مطارنة الأبرشيات في أمر الرسامة، فامتنع المطارنة. ولم يتوجه منهم احد الى دمشق سوى نيوفيطوس أسقف صيدنايا. فاستقدم الدمشقيون باسيليوس فينان من دير المخلص، ولدى وصوله رسم بالاشتراك مع نيوفيطوس الخوري افتيموس فاضل أسقفا على الفرزل، ليكون للبطريرك ثلاثة أساقفة يقومون بتنصيبه، ولا يخفى ما في هذا العمل من الخروج على التقاليدالقانونية. فأسقفية باسيليوس كانت في أساسها غير قانونية لتدخل الأمير حيدر فيها، وضغطه على نيوفيطوس مطران بيروت، وإحضاره جبراً ولاشتراك أسقف ماروني وأسقف أرمني في الرسامة.

رسم افتيموس في الرابع عشر من أيلول 1724 أسقفا على الفرزل. وفي العشرين من الشهر نفسه رسم الأساقفة الثلاثة الخوري سيرافيم طاناس أسقفا باسم كيرلس ثم نصبوه بطريركاً. ولم تأبه رومه لهذا الشذوذ وهذا الخروج على التقاليد الرسولية المقدسة، لا بل أصدر البابا بنديكتوس الثالث عشر براءة بابوية في الخامس عشر من آذار سنة 1729 ثبت بها كيرلس طاناس بطريركاً على أنطاكية، وأرسل له الباليوم (الآموفوري)” بعد وضعه على ذخائر القديس بطرس رمزاً إلى استمداد السلطة منه.

ووضع كيرلس طاناس يده على المركز البطريركي في دمشق، واستوى على عرش الكاتدرائية المريمية، وسُمع فيها حينئذ لأول مرة: “أؤمن أن الحبر الأعظم الروماني هو نائب السيد المسيح ورأس الكنيسة كلها، وأؤمن أن الروح القدس منبثق من الآب والابن”…

* البطريرك الواحد والخمسون بعد المائة البطريرك سيلفستروس

(سيلبسترس) الأول القبرصي (1724-1766) عند خير الله وعند رستم ولكن ترتيبه عند رستم هو 156.

وكان البطريرك اثناسيوس قبل وفاته قد أشار على المسيحيين في حلب وغيرها أن ينتدبوا خليفة له كاهناً يدعى سيلفستروس قبرصي الأصل خدم عنده أولاً كشماس ورافقه في كثير من أسفاره إلى بلاد الفلاخ والبغدان ( رومانية) وغيرها ثم تركه وانخرط في اكليروس بطريركية القسطنطينية. وكان سيلفستروس وقتئذ مقيماً في الجبل المقدس آثوس متنسكاً زاهداً.

وراسل كيرلس طاناس المسيحيين الثابتين على الإيمان الأرثوذكسي القويم ليجتذبهم إليه. وحرر أيضا إلى مطارنة الكرسي الأنطاكي وأعلن لهم انه قد انتصب عليهم بطريركاً وطلب إليهم أن يعرفوه ويخضعوا له ويذكروا اسمه وتوعد من يخالفه بالخلع فلم يجبه المطارنة. وكانوا قبل أن تصل إليهم رسائله حرروا مع الشعب إلى المجمع القسطنطيني الذي كان يرئسه البطريرك بائيسيوس واخبروه عن وفاة البطريرك اثناسيوس وعن كيفية شرطونيته ودخوله بالقوة الجبرية إلى البطريركية بدمشق وإقامته فيها. وطلبوا إلى المجمع المساعدة الأخوية بما كان له من نفوذ أدبي لدى الحكومة العثمانية وأعلنوا له أنهم انتدبوا سيلفستروس بطريركاً ويرغبون في أن يصير استدعاؤه من جبل آثوس وترقيته إلى الأسقفية ليتبؤا السدة البطريركية الأنطاكية. ورمى أبناء الكرسي الأنطاكي بعملهم هذا إلى الحصول على شخص يجمع بين الخبرة والنفوذ الأدبي، ويأتي كنيسة أنطاكية مصحوباً ببراءة سلطانية وتواص تساعده على كبح جماح المخالفين وعلى المحاماة عن الإيمان الأرثوذكسي فيتمكن من أن يقوي الأرثوذكسية ويوحد أبناء الكرسي وينهي الخصام.

البطريرك ملاتيوس الدوماني اول بطريرك وطني عام 1899
البطريرك ملاتيوس الدوماني اول بطريرك وطني عام 1899

ونفذ المجمع القسطنطيني رغبة الأنطاكيين فاستدعى سيلفستروس ورقاه إلى درجة الأسقفية في 27 أيلول 1724، وأخرج له براءة سلطانية وأوامر سنية بنفي كيرلس طاناس. وعزل أبو طوق والي دمشق الذي تعهد باستصدار البراءة السلطانية لطاناس، وشاع الخبر ففر طاناس حاملاً معه الملابس والتيجان والصلبان والكؤوس والصواني وسائر الأواني المقدسة التي كان مكاريوس قد أحضرها من روسية والتجأ إلى جبل لبنان وأقام في دير المخلص عند خاله الصيفي. ووصل إلى دمشق وأقام فيها شهرين ورحب به أهلها وبينهم أنصار طاناس

نتيجة لما أثاره الرهبان الإفرنج في حلب ضد سيلفستروس وموقف الأخير الحازم وبعد شكوى من الفريق المشايع لرومه للبطريرك القسطنطيني فأرسل الأسقف غريغوريوس وكيلاً عن البطريرك سيلفستروس فرحب الحلبيون به.

واصدر المجمع القسطنطيني في السنة 1725 وبالاتفاق مع أبناء كنيستي أنطاكية وأورشليم يحضهم على الابتعاد عن التعاليم المحدثة الغربية التي لا تنطبق على تعاليم المجامع المسكونية والآباء القديسين ويرشق المخالفين بالحرم.

زار بلاد الفلاخ والبغدان لأجمل جمع الإحسان ووفاء الديون التي على الكرسي، وفي أثنائها بنى سيلفستروس ديراً في بلاد البغدان على اسم القديس اسبريدون العجائبي ووقفه على الكرسي الأنطاكي. وطبع في السنة1747 بالعربية مجموعة تحتوي على النصوص التي نُظمت في المجمعين المنعقدين في القسطنطينية بشأن ظهور الكثلكة بين الأنطاكيين احدهما أواخر السنة 1723برئاسة البطريرك ارميا والأخر في السنة 1727 برئاسة البطريرك بائيسيوس وفيها الردود الأرثوذكسية على ما استحدثته روما…

في عام 1729 أعلن مجمع نشر الإيمان في رومه أن:” الاشتراك في الإلهيات مع المشاقين والهراطقة ومخالطتهم في طقوسهم غير جائز. (والمقصود بالمشاقين والهراطقة، الأرثوذكس) وكان سيرافيم قد حصل على براءة سلطانية بأنه البطريرك الشرعي وجاء دمشق بغياب سيلفستروس وسجل براءته في محكمتها الشرعية، واستولى على كرسيها، وأفاد السيد ديمتري شحادة نقلاً عن جدته ابنة الخوري ميخائيل بريك انه لدى عودة كيرلس إلى دمشق، اشتد الاضطراب فكان كلما تلي دستور الإيمان بزيادة والابن تظهر العكاكيز ويبدأ الضرب، وقد حرر كيرلس إلى المطارنة، بأنه سجل براءته وانه الشرعي مطالباً إياهم بطاعته، فنبذ المطارنة أمره وكتبوا إلى بائيسيوس البطريرك القسطنطيني بما فعله طاناس، وطلبوا منه الكتابة الى سيلفستروس لحثه على الإسراع بالعودة لضبط الأمور، ثم قدم القسطنطيني عريضة بالاتفاق مع البطريرك الأورشليمي وثلاثة عشر مطرانا إلى السلطان بينوا فيها مساؤى طاناس.

البطريرك الكسندروس الثالث
البطريرك الكسندروس الثالث

* البطريرك الثاني والخمسون بعد المائة البطريرك فيليمون من كرسي القسطنطينية وقد أقام سنة واحدة، وتوفي أي من 1766 إلى 1767 بينما عند رستم أقام سنتين أي إلى 1768 وترتيبه هو 157.

* البطريرك الثالث والخمسون بعد المائة البطريرك دانيال وهو يوناني من الكرسي القسطنطيني واستمر من 1766 إلى1793.

* البطريرك الرابع والخمسون بعد المائة البطريرك انثيميوس (1793-1813) وهو يوناني من الكرسي القسطنطيني.

* البطريرك الخامس والخمسون بعد المائة البطريرك سيرافيم (1813-1832) اصله من ناكسوس في اليونان وهو من الكرسي القسطنطيني.

* البطريرك السادس والخمسون بعد المائة البطريرك مثوديوس من ناكسوس (1832- 1850) وهو آخر البطاركة المرسلين من الكرسي القسطنطيني وعددهم ستة بطاركة…

* البطريرك السابع والخمسون بعد المائة البطريرك ايروثيوس من غانوخورا في اليونان (1850- 1885) وهو من رهبنة القبر المقدس في الكرسي الأورشليمي.

* البطريرك الثامن والخمسون بعد المائة البطريرك جراسيموس (1885-1891) من الموره، وهو من رهبنة القبر المقدس في الكرسي الأورشليمي وقد استقال بعد انتخابه بطريركاً أورشليميا وعاد إلى كرسيه.

* البطريرك التاسع والخمسون بعد المائة البطريرك اسبريدون (1891- 1898) من قبرص، وهو من رهبنة القبر المقدس وقد استقال بضغط شعبي أرثوذكسي، وهو آخر البطاركة الأورشليميين وعددهم ثلاثة وآخر تسعة بطاركة يونانيون.

* البطريرك الستون بعد المائة البطريرك ملاتيوس الثاني الدوماني من دمشق (1898-1906) وهو اول بطريرك وطني بعد تسعة بطاركة يونان بدأ عام 1724 مع البطريرك سلفستروس القبرصي. (انظر سيرته في موقعنا هنا)

* البطريرك الواحد والستون بعد المائة البطريرك غريغوريوس الرابع (حداد) من عبيه بجبل لبنان (1906-1928)(انظر سيرته في موقعنا هنا)

* البطريرك الثاني والستون بعد المائة البطريرك ارسانيوس الثاني (حداد) من بيروت 1931- 1933

* البطريرك الثالث والستون بعد المائة البطريرك الكسندروس الثالث (طحان) من دمشق (1931-1958) (انظر سيرته في موقعنا هنا)

* البطريرك الرابع والستون بعد المائة البطريرك ثيوذوسيوس السادس (أبو رجيلي) من بيروت (1958-1969)

* البطريرك الخامس والستون بعد المائة البطريرك الياس الرابع (معوض) من أرصون في ضهور الشوير(1970-1979)

 

البطريرك اغناطيوس هزيم
البطريرك اغناطيوس هزيم

* البطريرك السادس والستون بعد المائة البطريرك أغناطيوس الرابع
(هزيم) من محردة بحماه سورية (1979- 2012)

* البطريرك السابع والستون بعد المائة البطرير ك يوحنا العاشر(يازجي) من اللاذقية، وأصل والده من مرمريتا ككل اسرة اليازجي او الكاتب بسورية (20 كانون الأول 2012 ونصب في 10 شباط 2013)

سنكتب عنه وبقية البطاركة في موقعنا هنا لاحقاً.

 

 

 

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *