قصص تخلي أمريكا عن الأكراد منذ مائة عام حتى الآن
“ببساطة سوف نخونهم”…
الولايات المتحدة ليست جمعية خيرية ولكل مطلوب منها ثمن فادح يدفعه من ظن نفسه انه الابن المدلل وينال منها مايرغب بدلال وغنج… واذ به يتلقى صفعة بصوت مدوي والم مابعده من الم ولكنه لايزال يأمل من تغير معاكس
الاكراد لم يتعلموا من دروس ان لم نقل خيانة اميركا لهم بل نقول تخفيفاً ان الاميركي ادار ظهره لهم…
لم يتعلموا من موقف ترامب مؤخرا من دول اقليمية غنية بمقدار انها في اموالها تدعم البنك المركزي الاميركي مثل السعودية وبقية دول الخليج ، لم يتعلم الاكراد انه في مجرد لحظة يتركهم لمصيرهم كما هدد السغوديين بتركهم فرادى بمواجهة الخطر الايراني ان لم يستمروا بدفع التمويل المطلوب بعد ان استنفذ ضروعهم المصرفية، كما فعل اسلافه مع كل الحلفاء، ومنهم شاه ايران محمد رضا بهلوي الذي كان شرطيا لأميركا في منطقة الخليج…
الاكراد منذ الحرب العالمية الاولى، لم يتعلموا الدرس وكانوا اداة تطهير عرقية بيد الاتراك في ابادة مسيحي آسية الصغرى في الحرب العالمية الاولى طامعين بحلولهم محل ملايين المسيحيين من يونان وسوريين من كنيستي انطاكية والقسطنطينية الارثوذكسيتين وقد طهروهم من ثلاث ابرشيات هي كيليكيا وارضروم وديار بكر لدرجة الافناء وابعاد من بقي…الى اليونان وسورية و فتكوا والاتراك بالارمن والسريان والآشوريين…والعلويين وفي النتيجة انتابهم الذبح بسكين الترك التطهيرية من هذه المناطق التي اعملوا بها ذات السكين التركية بحق هؤلاء الأبرياء لقد قضوا والاتراك على ملايين من المسيحيين الابرياء وهم منتشون بالاستيلاء على مناطقهم…
وجد الاكراد انفسهم لا كيان لهم لطالما حلموا به وقدموا الدم لاجل الاتراك ثم الحلفاء ثم… وقد خرجوا من المولد بلا حمص بعد الحرب العالمية الاولى عندما تشكلت تركيا الكمالية في معاهدة سيفر…
لم يتعلم الاكراد انهم يجب ان لايخونوا سورية التي حنت عليهم ولايذبحوا شعبها وينكلوا بمن فتح لهم بيته واطعمهم من رزقه لكنهم ذبحوه دوما وذبحوا سورية…وفعلوا الشيء ذاته مع مسيحيي الجزيرة وعشائرها العربية وقوات الامن السورية كما فعلوا في الحسكة مؤخرا بمجزرة الاسايش لمفرزة الامن السورية غدرا وغيلة..
لقد شكل الاميركي خدمة لمصالحه ولاغتصاب نفط وغاز وارزاق سورية ماسمي قوات سوريا الديمقراطية التي تكلت بمكونات الشمال والشمال الشرقي السوري، وحتى لم ترتدع مما حصل لهم في عفرين قبل عام مضى… والمفارقة انها بعد الاتفاق مع الحكومة السورية بوساطة روسيا لاتزال تحمي الحقول النفطية والغازية السورية التي احتلتها منذ سنتين ومافوق لمنفعة الاميركي كما تم الاعلان عنه روسياً بالرفم من الخيانة الاميركية لهم ولاتزال الهام احمد الرئيسة في واشنطن نتستجدي التفاتة اميركية حنونة تجاه الاكراد…
الطعنة الاخيرة
بعد إعلان البيت الأبيض مساء الأحد الماضي انسحاب القوات الأمريكية من مواقعها في الشمال الشرقي
لسورية، تساءل الكاتب في “نيويورك تايمز” بول كروغمان عن أسباب اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً مماثلاً مفسحاً في المجال أمام العملية العسكرية التركية: “هل كان ذلك لمصالح أمريكية مع تركيا؟ هل لأن أردوغان، باعتباره مستبداً وحشياً، هو النوع الذي يفضله ترامب؟ أم لأن روسيا طلبت منه ذلك؟”.
الاحتمال الرابع الذي لم يلحظه كروغمان ضمن تساؤلاته قد يكون الأكثر ترجيحاً: لأن ترامب، بكل بساطة، هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ولأن المرات التي تخلت فيها أمريكا عن الأكراد، أو “غدرت بهم” كما يقولون، لا تُعد على أصابع اليد الواحدة. أكثر من ثماني مرات فعلت ذلك عند محطات مفصلية في السنوات المئة الماضية.
“لا شيء مؤكداً في العالم سوى الموت والضرائب وخيانة أمريكا للأكراد”… هكذا اختصرالكاتب جون شوارتز ديناميكية العلاقة بين أمريكا والأكراد على مدى سنوات طويلة، معتبراً أن الأكراد في المقابل ظنوا دائماً أن الأمريكيين سيضعون لهم نجمة على جبينهم مكافأة على “حسن سلوكهم”. وفي كل مرة كان يحصل أكثر ما يخيفهم من سيناريوهات: تخلي الأمريكيين عن دعمهم، على حد قول شوارتز.
“يمكننا تسليح الأكراد الموجودين في أي دولة من الدول الأربع التي تكون في حالة عداء حالية معنا، إما لإثارة المتاعب هناك أو لتحقيق أهداف أخرى مختلفة… ليس أكثر”.
إذا ما أخذنا في الاعتبار المعطيات على بديهيتها: مجموعة عرقية من حوالي 40 مليون شخص تحلم بدولة مستقلة في حين تعيش في دول (تركيا وسوريا والعراق وإيران) تتفق على منع تحقق هذا الحلم بشتى الطرائق، سيظهر أن الأكراد يشكلون “الأداة المثلى” التي يمكن أن تسخرها الولايات المتحدة في سياستها الخارجية ضد من يزعجها.
نعود إلى شوارتز الذي يشرح نظرة الولايات المتحدة إلى الأكراد، مستنداً إلى كل المرات السابقة التي “استغلت فيها الإدارة الأمريكية الأداة ثم تركتها لمصيرها”، بقول: “تفكر الولايات المتحدة في التالي: يمكننا تسليح الأكراد الموجودين في أي دولة من الدول الأربع التي تكون في حالة عداء حالية معنا، إما لإثارة المتاعب هناك أو لتحقيق أهداف أخرى مختلفة… ليس أكثر”.
محطات الخيانة… منذ مطلع العشرينيات
لفهم “نمط الخيانة” الذي طبع العلاقة بين الطرفين، نعود إلى محطات ثمان في التاريخ بدأت بـ”الخدعة الأمريكية الأولى والأصغر” في مطلع العشرينيات.
في تلك المرحلة كانت الامبراطورية العثمانية – والأكراد ضمنها – قد هُزمت، فازدهرت القومية الكردية واعتقدت نُخبها أن اللحظة حانت لتحقيق طموحها بإقامة دولة مستقلة باسم “كردستان”، حتى أن الحلفاء الغربيين وضعوا تصوراً لها في معاهدة “سيفر” (Sèvres) التي فككت الإمبراطورية العثمانية بالكامل.
قاوم الأتراك هذا التصور، وكانوا أكثر أهمية لداعمي المعاهدة من الأكراد، فعمد الأمريكيون، مع البريطانيين (الذين مارسوا “الخديعة الكبرى”)، إلى دعم معاهدة جديدة (لوزان) عام 1923. سمحت “لوزان” للبريطانيين بتقسيم العراق وسوريا، لكنها لم تتضمن أي بند يخص الأكراد.
“نبع السلام”… الجمهوريون عازمون على “معاقبة” تركيا وترامب يطرح الوساطة
حملات الأنفال…المجزرة التي راح ضحيتها آلاف الأكراد على يد صدام حسين
هجّرهم العثمانيون من بلادهم خوفاً من ثورتهم… قصة توطين الأكراد في ليبيا
بعد الحرب العالمية الثانية، تولت الولايات المتحدة لعب الدور البريطاني كقوة استعمارية رئيسية في الشرق الأوسط.
لم يكن رئيس العراق عبد الكريم قاسم “رجلاً مطيعاً” بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فعمدت الأخيرة إلى تسليح أكراد العراق خلال حكمه بين عامي 1958 و1963.
وعام 1963، دعمت الانقلاب العسكري على قاسم، وقد لعب فيه صدام حسين الشاب آنذاك دوراً صغيراً. مع هذا التطور، قطعت الولايات المتحدة على الفور دعمها للأكراد، بل أكثر من ذلك، زوّدت الحكومة العراقية الجديدة بالنابالم لاستخدامه في عملية قمعهم، كما وثّق كتاب باري لاندو بعنوان “شبكة من الخداع: تاريخ التواطؤ الغربي في العراق، من تشرشل إلى كينيدي إلى جورج دبليو بوش” (2007).
في السبعينيات، اقترب العراق من المدار السوفياتي، فكانت خطة إدارة نيكسون، بإشراف هنري كسينجر وبالتنسيق مع إيران الشاه – الحليف آنذاك – لتسليح أكراد العراق. لم تكن إيران لتقبل المشاركة في خطة تضمن نصراً لأكراد العراق (للسبب المعروف: عدم تشجيع أكرادها)، لكن كان يكفي أن يُقلق هؤلاء الحكومة العراقية.
في تقرير للكونغرس لاحقاً، ورد التالي: “لم نُطلع زبائننا (الأكراد) على تلك الخطة، شجعناهم فقط على مواصلة القتال. حتى في سياق العمل السري، ما قمنا به كان تصرفاً غير مبال”.
ثم أتت لحظة “الخيانة”. عندما وقّع الشاه وصدام حسين “اتفاقية الجزائر” عام 1975، كان في عداد البنود الأساسية قطع المساعدات عن الأكراد، وفي ضوئها تحركت القوات العراقية شمالاً وذبحت الآلاف، وقتذاك لم تكن مناشداتهم تصل إلى مسامع “الحلفاء الأمريكيين”، كما أظهرت رسالة الملا مصطفى البرزاني إلى كسينجر في ذلك الوقت.
رد كسينجر المتهكم آنذاك، يذكّر بردود ترامب الحالية مع فارق شاسع بين الشخصيتين. ببساطة، قال كسينجر: “لا ينبغي الخلط بين العمل السري والعمل التبشيري”.
في الثمانينيات، عندما بدأ صدام حسين مجزرة إبادة بحق الأكراد، كانت إدارة رونالد ريغان على علم باستخدامه أسلحة محرّمة، لكن نظراً لما كان يسببه وقتذاك من ضرر لإيران الإسلامية، عارضت جهود الكونغرس لفرض عقوبات على العراق وعاونتها في ذلك بعض وسائل الإعلام التي تجاهلت المجازر.
وبينما كانت الولايات المتحدة تقصف العراق خلال حرب الخليج في التسعينيات، دعا الرئيس جورج بوش “الجيش العراقي والشعب العراقي لأخذ زمام الأمور وإجبار الديكتاتور على التنحي”.
وقتذاك، سمع شيعة العراق وأكراده كلمته بحرفيتها، معتقدين أنها تخصهم لكن ما أوضحه محللون لاحقاً كان أن “بوش لم يكن صادقاً في ما قاله. ما أراده هو أن يتولى الجيش وحده زمام الأمور ولا يفسح المجال لأي حركات ديمقراطية، حتى يصبح للعراق مجلس عسكري حاكم من دون صدام”، كما كتب توماس فريدمان في “نيويورك تايمز”.
وفي عهد بيل كلينتون، كان أكراد العراق بالنسبة لأمريكا هم “الأكراد الطيبون” لأنهم قُمعوا من العدو صدام، لكن جيرانهم أكراد شمال تركيا كانوا “الأشرار” لأنهم يزعجون تركيا الحليفة للولايات المتحدة، وعليه أرسلت الأخيرة السلاح لحليفتها التي استخدمته لقتل الآلاف منهم وتدمير قراهم.
“لا شيء مؤكداً في العالم سوى الموت والضرائب وخيانة أمريكا للأكراد”… قصص تخلي الولايات المتحدة عن الأكراد منذ مئة عام حتى الآن لم يكن رئيس العراق عبد الكريم قاسم “رجلاً مطيعاً” فدعمت أمريكا أكراد بلاده، وحين نجح الانقلاب ضده قطعت المساعدات عن الأكراد وزوّدت الحكومة بالنابالم لقمعهم… واحدة من ثماني محطات تاريخية “خانتهم” فيها أمريكا…!
يستحضر شوارتز ما قاله خبراء قبل غزو العراق عام 2003، ومنهم الكاتب والناقد كريستوفر هيتشنز عن “ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بالحرب لمساعدة الأكراد”، في مقابل حوار جرى بين مسرّب ما صار يُعرف في السيتينيات باسم “وثائق البنتاغون” دانيال إلزبرغ وبين الكاتب المقرّب من المحافظين الجدد ويليام كريستول.
في الحوار، يقول إلزبرغ: “لدى الأكراد كل الأسباب للشك في أن الولايات المتحدة ستخونهم مجدداً كما في المرات السابقة. ودعوتنا اليوم لتركيا كي تشارك في حرب العراق، لن تكون مطمئنة للأكراد”. ردّ عليه كريستول بالقول: “أنا ضد خيانتهم. من المؤكد أنك لا تقصد القول إن خيانتنا لهم في الماضي، تبرر خيانتنا هذه المرة؟”. كان جواب إلزبرغ الحاسم: “لا ينبغي أن نخونهم، لكن ببساطة سوف نفعل”. لم يقبل كريستول هذا الرأي، لكن إلزبرغ كان محقاً.
يقول شوارز إن استقلال أكراد العراق بعد الحرب سبّب توتراً عالياً لتركيا. وهكذا، سمحت الولايات المتحدة لها عام 2007 بشن حملة قصف عنيفة ضدهم في العراق.
وقتذاك، قالت مجلة كريستول “ويكلي ستاندرد” إن “هذه الخيانة هي بالضبط ما كان على أمريكا أن تفعله”.
الحلقة الأخيرة؟ التاريخ يقول عكس ذلك
في مسلسل الخيانات المتواصل، فإن حلقة ترامب مع أكراد سورية هي الأحدث. خاضت “قوات سوريا الديمقراطية” معارك شرسة ضد “داعش” عامي 2014 و2015، وخاضت معارك ضد “النصرة”، ومع دخول الولايات وغيرها من الدول الغربية عسكرياً إلى سورية بهدف القضاء على “داعش” بعد عمليات دامية لها في أوروبا وأمريكا وقتل صحافيين ورهائن غربيين، بدا المقاتلون الأكراد وقتذاك “الطرف الوحيد المؤهل” الذي قبل التعاون مع الأمريكيين.
وعندما قرر ترامب الانسحاب قال: “ربما نكون بصدد مغادرة سورية، لكننا لن نتخلى عن الأكراد، وهم شعب مميز ومقاتلون رائعون”، لكن “شراكتنا مع تركيا في الناتو وفي التجارة جيدة جداً”.
لا يريد الأمريكيون للأكراد حين يدعمونهم أن يحققوا نصراً حاسماً، لأن الأكراد الآخرين، الموجودين في دولة متحالفة مع أمريكا، ستراودهم أفكار “غير محبّذة”.
تقول صحيفة “التايمز” في افتتاحيتها إنه لا يمكن توجيه اللوم لترامب بسبب المعضلة التي يواجهها الآن في الشرق الأوسط، فقد كان قرار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تمويل وتسليح “قوات سوريا الديمقراطية”.
في المقابل، تعتبر الصحيفة أن أكبر مشكلة في معاملة ترامب القاسية للأكراد هي الرسالة التي يبعثها لغيرهم من الحلفاء، واصفة إياه بأنه “حليف لا يمكن الاعتماد عليه”.
بالنسبة للأكراد، لم يختلف الأمر باختلاف الرؤساء. عاشوا “الخيانات” الأمريكية بأشكالها المتنوعة في كل مرة، ليصح القول الشهير “ليس لدى الأكراد أصدقاء سوى الجبال”… والأمريكيين، لكن فقط حين تقتضي مصلحتهم ذلك.
في النهاية، لا يريد الأمريكيون للأكراد حين يدعمونهم أن يحققوا نصراً حاسماً، لأن الأكراد الآخرين، الموجودين في دولة متحالفة مع أمريكا، ستراودهم أفكار “غير محبّذة” عن الحرية والاستقلال، وهذا ما ينبذه بند التعامل مع “الأداة” في أساسيات السياسة الأمريكية الخارجية.
الخاتمة
لكل فعل خياني فعل مماثل من حليف الامس…
آن الأوان ان يتعلم الاكراد الدرس جيدا…ويتعظوا…لا ان يستمروا في الاستكبار الفارغ وهو يكلفهم ويكلف الجميع دماء بريئة.
لتعرفوا يا اخوتنا الاكراد ومنكم اوفياء لهذا الوطن…انه لولا دخول الجيش السوري الى المناطق التي اخلوها لكانت ثمة مذابح مريعة ارتكبها الاتراك وميليشياتهم بحقهم وحق كل مكونهم العرقي…
عليهم ان يعودوا الى حضن الوطن الذي طعنوه وليستعغروه وهو حنون اكثر بما لايقارن مع الاميركان والاتراك…
وليس لهم الا الجيش السوري نصيرا وحامياً…
تحيا سورية الام التي تلم الجميع…
خربشاتنا مع بعض من مقال هيفاء زعيتر في موقع رصيف 22
Beta feature
اترك تعليقاً