الاستاذ لؤي عشري
شبكة الالحاد العربي/ ملتقيات في نقد الايمان والاديان/ العقيدة الاسلامية
دراسة في رؤيا صفنيا الابوكريفي واقتباسات القرآن المباشرة منه
المقال حرفياً
دراسة في أخرويات سفر رؤيا صفنيا
القرن الأول قبل الميلاد 10ق. م إلى القرن الثاني الميلادي 175موهو من أقدم أسفار الأبوكريفا فيقدَّر تاريخ كتابته بما يتراوح بين القرن الأول قبل الميلاد إلى الربع الأخير من القرن الثاني الميلادي 175م، نظرًا لوجود عناصر يهودية بحتة أو مسيحية أولية بدائية فيه مثل العزف على القيثارات في الجنازات بحسب شذرة من المخطوطات المعثور عليها له، وأدلة أخرى في مواضعها، ويغيب فيه أي عنصر مسيحي واضح حازم، فلا يمكن الجزم بيهودية أو مسيحية كاتبه. وقد اقتبس كلمنت (إكليمندس) السكندري في المختارات المنوَّعة Clement, Stromata, book 5 . 1 1 . 7 7 (الربع الأخير من القرن الثاني الميلادي) كلامًا قد يكون على نحو مرجَّح من هذا السفر في كلامه عن السماء الخامسة، وهذا غالبًا أخذه من النصف الأول المفقود من سفر رؤيا صفنيا، حيث لا وجود لهذا الكلام في سفر صفنيا القانوني:
وقال أفلاطون: “لأن الإله لم يخلق العالم بدافع الحاجة، بحيث يحصل على التبجيل من البشر والآلهة الآخرين والشياطين، وليفوز بنوع ما من الربح من الخلق، ومنا نحن الدخان، ومن الآلهة والشياطين، أعوان جلالته”.
ولذلك قال بولس على نحو تعليمي للغاية في أعمال الرسل [إصحاح7: 48- 50]: “لقد خلق الله العالم، وكل الأشياء التي فيه، لكونه رب السماوات والأرض، هو لا يسكن في هياكل صنعتها الأيدي، ولا يُتعبَّد له بأيدي الناس، كما لو كان يحتاج أي شيء، ألا ترون أنه نفسه من يمنح للجميع النَفَسَ والحياة وكل الأشياء “. وقال زينون مؤسس المذهب الرِواقي في كتابه الجمهورية: “حيث أننا لا نحتاج إلى عمل معابد ولا تماثيل، لأن لا عمل يتساوى مع الآلهة”.
ولم يَخَف أن يكتبَ هذه الكلمات عينها: “لن يكون هنا احتياج لبناء المعابد. لأن المعبد لا يساوي الكثير، ولا ينبغي اعتباره مقدساً. لأنه لا شيء يساوي الكثير، ولا مقدس، والذي هو عمل البنائين والميكانيكيين”. ولذلك أدرك أفلاطون على نحوٍ صائبٍ أيضاً العالمَ على أنه هيكل الله، مشيراً إلى المواطنين بخصوص موضع في المدينة يضعون فيه أصنامَهم، فيقول: “بالتالي، هلموا لا نكرِّسْ من بعد أبدًا معابدَ للآلهة. لأن الذهب والفضة في حالات، كحالة الملكيات الفردية وفي المعابد هو امتلاك غير عادل….إلخ أليست هذه التصريحات شبيهة بالخاصة بصفنيا النبي؟ “وأخذني روح الرب، وجلبَني إلى السماء الخامسة، ورأيت ملائكةً يُدْعَوْنَ أمراءً؛ وكانت عليهم أكاليل قماشية (محلاة بالذهب) بروح القدس، وكل منهم له عرش أكثر إشراقًا بسبعة أضعاف من نور الشمس المشرِقة، ويسكنون في هياكل الخلاص، ويرنَّمون (يُسَبِّحون) لله العلي الفائق الوصف .
ولكون كلمنت السكندري يعتبره كتاباً مقبولًا كما نفهم من كلامه، ولو كان هذا النص فعلًا من نفس السفر محل الكلام، فلابد أن السفر كان قد تدوُوِل لفترة زمنية طويلة على نحوٍ كافٍ ليكتسب تلك المكانة.
ونجد له ذكرًا في مرجع عتيق آخر (ربما يعود إلى القرن السادس الميلادي) هو خلاصة قانون الأسفار المقدسة Synopsis scripturae sacrae المنسوب زيفاً لأثناسيوس Pseudo-Athanasius، حيث يضعه ضمن قائمة الكتب الأبوكريفية المرفوضة.
ويستدل جيمس تشارلز وورث James Charlesworth, The Old Testament Pseudepigrapha, part 1 بنظريةٍ على أنه مكتوب قبل سنة 70م بسبب ذكر السِفر لجبل سعير كمكان مقدس والإشارة إلى نص التوراة عنه، فهذا يدل على وجود تقليد مناصر وغير معادٍ للأدوميين الذين يعيشون في منطقة سعير، وهو دليل زمني محتمل آخر، فبعد هزيمتهم على يد الملك اليهودي يوحنا هركانوس John Hyrcanus تحالفوا مع اليهود وانخرطوا في شؤون منطقة اليهودية، فخلال فترة أنتيباتِر[وس] Antipater والهيرودوسيين ازدهرت عواطف مؤيدة أو متعايشة مع الأدوميين، وذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودي في حروب اليهود 4: 4 أن الأدوميين جاؤوا إلى أورشليم في محاولة لمساندة اليهود من مذهب المتحمِّسين Zealots القائمين بالثورة قبل سقوط المدينة سنة 70م في أيدي الروم.
وقد اعتمد سفر رؤيا بولس على رؤيا صنفيا الأقدم منه في مواضع كثيرة واقتبس منه، فهو أقدم منه. وقد ترجمتُ نصوصاً منه إلى العربية أدناه نقلًا عن الترجمة الإنجليزية James Charlesworth, The Old Testament Pseudepigrapha, part 1 ، ص 511 وما بعدها، مع مقارنتها بنصوص الإسلام:
كتابة الملائكة لأعمال البشَر، وأشكال ملائكة العذاب وملائكة الرحمة والمكافأة
ورغم أننا ذكرنا هذه العقيدة من كتب عتيقة أبوكريفية وتلمودية ومدراشية أخرى في موضعه بقسم اللاهوت/ الملائكة، نترجم هذا النص للفائدة أيضاً:
(1قال ملاك الرب لي: تعال، فلننظر إلى [مكان؟] الصالحين. 2وأخذني إلى فوق جبل سعير، وأراني ثلاثة رجال، 3وملاكَيْنِ [المقصود هنا: ملاكيْ عذابٍ أو ملاكين ساقطين شيطانيين- لؤي] يسيران معهم في سعادة وبهجة بسببهم. 4وسألت الملاك: “ما طبيعة هؤلاء الأشخاص”؟ فقال لي: إنهم أبناء يوثام الكاهن، الذي لم يحفظ وصية أبيه ولا حافظ على أوامر الرب”. 5ثم رأيت ثلاثة ملائكة آخرين ينوحون على أبناء يوثام الكاهن الثلاثة، 6وسألتُ: “أيها الملاك، من هؤلاء”؟ فقال لي: “إنهم ملائكة الرب القدير. إنهم يكتبون كل الأفعال الصالحة الخاصة بالصالحين في مخطوطاتهم 7بينما يحرسون بوابة الجنة. فآخذهم (الصالحين) من أيديهم وأجلِبُهُم إلى المثول أمام الرب القدير، فيكتبُ أسماءهم في سِفْر الأحياء. 8وأيضًا ملائكة (شياطين، الملائكة الساقطة الخاصة بـ) المتَّهِم (المشتكِي) الذي هو على الأرض يكتبون أيضًا 9كل خطايا البشر في مخطوطاتهم. وهم يجلسون أيضًا عند بوابة الجنة. وهم يخبرون المتَّهمِ (المشتكِي) وهو يكتبها في مخطوطته لكي يتَّهِمَهم عندما يرحلون عن العالم وينحدرون.) رؤيا صفنيا 3: 1- 9
(1ثم مشيت مع ملاك الرب. ونظرت أمامي ورأيتُ مكانًا هناك. 2ودخل عبرَه آلاف الآلاف ووربوات الربوات من الملائكة. 3 كانت وجوهم كوجوه الفهود، 4وأنيابهم خارجة من أفواههم كالتي للخنازير البرية. وكانت أعينهم ممتزجة بدمٍ. 5وكانت شعورهم مطلقة كشعور النساء، وبأيديهم أسواط (كرابيج) نارية. وعندما رأيتُهم خفتُ، وسألت الملاكَ الماشيَ معي: “ما طبيعة هؤلاء؟” 6فأجابني: “إنهم خدم خالق كل الخليقة والذين يأتون لجلب أرواح الطالحين 7ويتركونها في هذا المكان، بعد أن تقضي ثلاثة أيامٍ مرتحِلةً معهم في الهواء قبل أن يجلبوها ويطرحوها في العقاب الأبدي. 8 فقلتُ: “أتوسَّلُ إليك، أيها الربُّ، لا تُعطِهم السلطانَ لأن يأتُوُا إليَّ” 9فقالَ الملاكُ لي: “لا تَخَفْ. لن أسمحَ لهم بالإتيانِ إليكَ لأنك طاهرٌ أمامَ اللهِ. لن أسمحَ لهم بالإتيان إليكَ 10لأنَّ اللهَ القدير أرسلني لك لأنك طاهر أمامَه. ثم أومأَ الملاك لهم، فانسحبوا وجرَوْا من أمامي.) رؤيا صفنيا 4: 1- 10
يشبه هذا النص بعقائده أو حتى يتطابق مع عقيدة الجبايات بوابات العبور وذكرتُ في بحث أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية شواهد هذه العقيدة في القرآن {لا تفتح لهم أبواب السماوات} الأعراف من نص الآية 40، والأحاديث (مثل مسند احمد (18534) 18733 و(8769) 8754 و(25602) 25089 ومسلم 2872 وابن أبي شيبة 12187و٣٥٩٦٣)، وهي عقيدة وردت في رؤيا بولس وفي كثير من كتب الأبوكريفا غيره وفي كتابات آباء الكنيسة الأرثوذكسية، انظر أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية ص 998 (من كتابات الآباء) و 473- 476 (من رؤيا بولس كمثال أبوكريفي). وما ذكره كاتب رؤيا صفنيا عن طيران ملائكة العذاب بالروح العاصية الكافرة ثلاثة أيام فمصدره زردشتي فارسي على الأرجح، فقد قرأت في بنداهيشن 30 -31 من الأسفار البهلوية أن الآثمين يقضون في أول مرحلة من الحساب ثلاثة أيام في الجحيم “عقاب الليالي الثلاثة”، ص 829 من الترجمة العربية للأڤستا، ترجمة د. خليل عبد الرحمن وفريقه.
وتصورات النص لأشكال وتعاملات الملائكة الخرافيين مع البشر المتدينين وغير المتدينين والصالحين والطالحين بحسب التصور الديني شبيهة بتصورات القرآن والأحاديث التي أوردتُها في مواضع أخرى كثيرة من كتابيَّ الاثنين عن أصول أساطير الإسلام.
ونأتي على نصٍّ آخر في وصف شكل الشيطان الكبير عزازيل المشتكي المتهِّم للبشر، ووصف الملاك إرمئيل (أو يُنطَق بتنويعات: يرحمئيل / أوريل/ يرمئيل) حارس هاوية الموت حسب هذا السفر، وفي التقاليد المسيحية الكنسية اللاحقة والليتورجيات هو حارس الفردوس الجنة ويرتبط مع القديس الرسول سمعان بطرس:
(1، 2ومجدَّدًا استدَرْتُ ومشَيْتُ، ورأيتُ بحراً عظيماً. لكني اعتقدتُ أنه بحرٌ من الماءِ. واكتشفتُ أنه بحرٌ من النار بالكامل شبيهاً بالوحل. 3والذي يرمي بلهبٍ كثيرٍ والذي أمواجه كبريت وقار يحترق. وبدأت [الأمواج] في الاقتراب مني. 4، 5فاعتقدت أن الرب القدير قد أتى لزيارتي. فعندما رأيت ذلك 6سقطتُ على وجهي ساجداً له تعبُّدًا له. وكنتُ 7خائفًا للغاية، وتضرعت إليه أن يحفظَني من هذا الكرب. فصرختُ، قائلاً: “إلوي، أيها الرب، أدوناي (سيدي)، زبعوث (رب الجنود)، أتوسَّل إليك أن تحفظَني من هذا الكرب الذي مسَّني”.
8في نفس اللحظة وقفت، فرأيت شيطاناً هائلاً أمامي. كان شعره مطلوقاً (أو وجهه؟؟ ) مثل أسد، وأسنانه بارزة للخارج وفمه كالذي لدب، وكان شعره مطلوقاً كالذي للنساء، وكان جسده كالذي لأفعى عندما أراد أنْ 9يبتلعَني. وعندما رأيتُهُ، خفتُ منه بحيث أن كل 10أجزاء جسدي انحلَّتْ وسقطتُ على وجهي وكنتُ غير قادرٍ على الوقوف، وصلَّيُتْ أمامَ الربِّ القدير: “أنقذني من هذا الكرب، يا من أنقذت إسرائيل من يد فرعون ملك مصر، يا من أنقذت سوسنة من الزعماء الظالمين. يا من أنقذت الرجالَ الثلاثة شدرخ وميشخ وعبد نغو من فرن النار المحرِقة. أتضرَّعُ إليكَ أن تنقذَني من هذا الكرب.
11ثم نهضت واقفًا، ورأيت ملاكاً عظيماً واقفاً أمامي وجهه مشرقاً مثل أشعة الشمس 12في مجدِها هي الكاملة في مجدها، وكان متزنِّراً كأنما بزنارٍ ذهبيٍّ على صدره. 13كانت قدماه مثل البرونز الذائب في نار. وعندما رأيته ابتهجت، 14لأني ظننت أنه الرب القدير وقد جاء لزيارتي، 15فسقطت على وجهي، وتعبَّدْتُه. فقال لي: “انتبِهْ. لا تتعبَّدْ لي. فأنا لستُ الربَّ القديرَ، بل أنا الملاك الكبير إرمئيل الذي على الهاوية والهاديس، الذي تُحْبسُ فيه كل الأرواح منذ انتهاء الطوفان الذي أتى على الأرض، حتى اليوم”.
16ثم سألتُ الملاكَ [الماشي معي]: “ما هذا المكان الذي قد جئْتُ له؟” 17فأجابني: “إنه الهاديس”. ثم سألني: “من هو [الشيطان] الهائل الذي يقف هكذا، الذي رأيتُهُ؟” فأجابني: “هذا هو الذي يتَّهِمُ البشرَ في حضرةِ الربِّ”.) رؤيا صنفيا 6
ويذكر السفر مرة أخرى كتابة الأعمال بنفس التصور الإسلامي القرآني:
(1ثم نظرت فرأيته مع مخطوطة في يده. وبدأ في بسطِها. 2وبعدما بسَطَها، قرأْتُها بلغتي، ووجدتُ أن كل خطايا التي قد ارتكبتُها مكتوبة فيه، التي فعلتها منذ شبابي 3حتى ذك اليوم. كانت كلها مكتوبة على تلك المخطوطة المخصصة لي بدون أن يكون 4هناك بها كلمة خطأ فيها. فلو كنت لم أزُرْ مريضاً أو أرملةً، أجد 5ذلك مكتوباً كعيب في مخطوطتي. ولو لم أزر يتيماً، 6أجد ذلك مكتوباً كعيب في مخطوطتي. واليوم الذي لم أكن قد صُمْتُ فيه [أو] صلَّيْتُ في وقت الصلاة أجده مكتوباً كتقصيرٍ 7في مخطوطتي. ولو أني لم أهتم ببني إسرائيل في يوم _حيث أن 8ذلك عيب_ أجده مكتوباً في مخطوطتي، حتى سقطت على وجهي وصليت للرب القدير: “فلتحل عليَّ رحمتُكَ ولتمحُ مخطوطتي لأن رحمتَك تصيرُ في كل مكان وتملأُ كلَّ مَوْضِعٍ”.
9 ثمَّ نهضتُ واقفاً، فرأيتُ ملاكاً عظيماً (آخَرَ) أمامي قائلاً لي: “انتصر، واغلب لأنك قد انتصرت وغلبت المتَّهِم (المُشتكي)، وقد صعَدْتَ من الهاديس والهاوية. سوف تعبُرُ الآنَ من خلال مكانِ العبور….
10، 11ومجدَّدًا جلب لي مخطوطةً أخرى كانت مكتوبة بيده، وبدأَ في بسطِها، فوجدتُ مكتوباً فيها بلغتي […صفحتان مفقودتان وواضح أنهما يتكلمان عن محتوى المخطوطة الثانية، والتي ينبغي أنها تسجيل لأفعال الرائي الصالحة وربما يتلوها صلاة شكر وإعلان الملاك العظيم لانتصار النبي]
{فهم مقمَحونَ} – {وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}– تحريم الربا
جاء في رؤيا صفنيا:
(1، 2[…]لقد ساعدوني ووضعوني في ذلك القارب، 3وامتدحَني آلاف الآلاف وربوات الربوات من الملائكة. وارتَدَيْتُ أنا نفسي ثوباً ملائكيّاً. 4ورأيت كل أولئك الملائكة يُصَلُّون. وصلَّيتُ معهم. 5لقد فهمت لغتَهم، التي تكلَّمُوا بها معي. وبعدُ، فيا أبنائي، هذه هي التجربة (المحاكمة) لأنه من الضروريِّ أن يوزَنَ الخيرُ والشرُّ في ميزانٍ.) رؤيا صفنيا 8
(1ثم جاءَ ملاكٌ عظيمٌ وبيده بوقٌ (صُوُرٌ) ذهبيٌّ في يده، ونفخَ فيه ثلاث مراتٍ فوقَ رأسي، قائلًا: “تشجَّعْ! يا من انتصرت وغلبتَ! لأنك قد انتصرت على المتَّهِم، 2ونجوت من الهاوية والهاديس. سوف تعبر الآن من خلال 3مكان العبور. لأن اسمك مكتوب في كتاب الأحياء”. فأردتُ أنْ أُعانِقَهُ، لكني لم أقدر على معانقة الملاك العظيم لأن مجده عظيم. 4ثم إنه ركض إلى كل الصالحين، أعني إبراهيم وإسحاق ويعقوب 5وإخنوخ وإيليَّا وداوود، وتحدَّثَ معهم كما يتحدَّثُ الأصدقاءُ بعضهم مع البعض.) رؤيا صفنيا 9
(1ثم أتى الملاكُ العظيمُ إليَّ ومعه البوق الذهبي في يده، 2ونفخ فيه باتجاه السماوات، فانفتحت السماوات من مكان شروق الشمس إلى مكان 3غروبها، ومن الشمال إلى الجنوب. ورأيتُ البحر الذي كنتُ قد رأيتُه عند قاعِ 4الهاديس. كانت أمواجه ترتفع حتى السُحُب. ورأيتُ كل الأرواح الغارقة فيه. رأيتُ بعضَهم أياديِهم مقيَّدةٌ إلى رقابِهِم، وأياديهم وأرجلهم 5مغلولة (مقيدَّة). فقلتُ: “من هؤلاء؟” فأجابني: “هؤلاء من ارتشَوْا وأُعْطُوا ذهباً وفضةً حتى ضلت أرواح البشر”. 6، 7ورأيتُ آخرين مغطَّيْنَ بسجادات من النار، وقلتُ: “من هؤلاء؟” فأجابني: “هؤلاء من أقرضوا المال بفائدةٍ، وأخذوا فوائد على الفوائد “. 8ورأيتُ أيضًا عمياناً يصيحون. 9وتعجَّبْتُ حينما رأيت كل هذه الأعمال الخاصة بالله. وسألْتُ: “من هؤلاء؟” فأجابني: “هؤلاء المتنَصِّرون الذين سمعوا كلام الله ، لكنهم لم يكونوا كاملين 10في عملِ ما سمعوه”. وسألتُه: “إذن أفليس لهم 11توبةٌ (تكفيرٌ) هنا؟” فأجابني: “نعم”. فسألتُ: “إلى متى؟” فأجابني: “حتى 12اليوم الذي سيُحاسِبُ فيه اللهُ”.) صفنيا 10: 1- 12
من تشابهات واقتباسات الإسلام من سِفْر رؤيا صفنيا – إصحاحي 9 و10
{فَهُم مُّقْمَحُونَ}
يُحتمَل هنا وجود اقتباس مباشر من رؤيا صفنيا في قول محمد في القرآن {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ} يس: 8، فهذا مقتبس مباشرةً من قول سِفر صفنيا 10: 4 (ورأيتُ كل الأرواح الغارقة فيه. رأيت بعضهم أياديهم مقيَّدة إلى رقابهم).
قالوا في تفسيرها:
مقمحون: رافعوا الرؤوس غاضُّو الأبصار. وقيل: خاشعون أذلاء لا يرفعون أبصارهم. و الإقماح: رفع الرأس وغض البصر
قال الخليل في معجم العين 3/55: …والقمح: رفع الراس لسقف الشيء، ثم يقال لرفع الرأس كيفما كان: قمح، وقمح البعير: رفع رأسه، وأقمحت البعير: شددت رأسه إلى خلف. وقوله: ﴿مقمحون﴾ [يس: 8] تشبيه بذلك، ومثل لهم، وقصد إلى وصفهم بالتأبي عن الانقياد للحق، وعن الإذعان لقبول الرشد، والتأبي عن الإنفاق في سبيل الله، وقيل: إشارة إلى حالهم في القيامة ﴿إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل﴾ [غافر: 71]
{الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72)} غافر: 70- 72
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ
وجاء في القرآن:
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126) وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ (127)} طه: 124- 127
هذا مقتبَسٌ مباشرةً من رؤيا صفنيا 10 (8ورأيتُ أيضًا عميانًا يصيحون. 9وتعجَّبْتُ حينما رأيت كل هذه الأعمال الخاصة بالله. وسألْتُ: “من هؤلاء؟” فأجابني: “هؤلاء المتنَصِّرون الذين سمعوا كلام الله ، لكنهم لم يكونوا كاملين 10في عملِ ما سمعوه”.)
من تفسير الطبري:
وقال آخرون. بل معناه: وقد كنت ذا بصر أبصر به الأشياء.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} في الدنيا.
…قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندنا، أن الله عزّ شأنه وجلّ ثناؤه، عمّ بالخبر عنه بوصفه نفسه بالبصر، ولم يخصص منه معنى دون معنى، فذلك على ما عمه، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الآية، قال: ربّ لم حشرتني أعمى عن حجتي ورؤية الأشياء، وقد كنت في الدنيا ذا بصر بذلك كله.
فإن قال قائل: وكيف قال هذا لربه {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} مع معاينته عظيم سلطانه، أجهل في ذلك الموقف أن يكون لله أن يفعل به ما شاء، أم ما وجه ذلك؟ قيل: إن ذلك منه مسألة لربه يعرّفه الجرم الذي استحق به ذلك، إذ كان قد جهله، وظنّ أن لا جرم له، استحق ذلك به منه، فقال: ربّ لأيّ ذنب ولأيّ جرم حشرتني أعمى، وقد كنت من قبل في الدنيا بصيرا وأنت لا تعاقب أحدا إلا بدون ما يستحق منك من العقاب.
القول في تأويل قوله تعالى : {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)}
وقوله {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا} يقول تعالى ذكره، قال الله حينئذ للقائل له: {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} فعلت ذلك بك، فحشرتك أعمى كما أتتك آياتي، وهي حججه وأدلته وبيانه الذي بيَّنه في كتابه، فنسيتها: يقول: فتركتها وأعرضت عنها، ولم تؤمن بها، ولم تعمل. وعنى بقوله {كَذَلِكَ أَتَتْكَ} هكذا أتتك. وقوله: {كَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} يقول: فكما نسيت آياتنا في الدنيا، فتركتها وأعرضت عنها، فكذلك اليوم ننساك، فنتركك في النار.وقد اختلف أهل التأويل في معنى قوله {وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} فقال بعضهم بمثل الذي قلنا في ذلك.
سجاد أو حصير من النار
هذه الفكرة التي وردت في رؤيا صنفيا يشبهها _إما بالاقتباس أو بالصدفة وتطابق أسلوب واستراتيجية التخويف_ هذا الحديث في البخاري ومسلم وغيرهما:
روى البخاري:
(4234) حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن مالك بن أنس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى ابن مطيع أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ، ولَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا ولَا فِضَّةً، إنَّما غَنِمْنَا البَقَرَ والإِبِلَ والمَتَاعَ والحَوَائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى وادِي القُرَى، ومعهُ عَبْدٌ له يُقَالُ له مِدْعَمٌ، أهْدَاهُ له أحَدُ بَنِي الضِّبَابِ، فَبيْنَما هو يَحُطُّ رَحْلَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ، حتَّى أصَابَ ذلكَ العَبْدَ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا له الشَّهَادَةُ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّ الشَّمْلَةَ الَّتي أصَابَهَا يَومَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عليه نَارًا فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذلكَ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشِرَاكٍ أوْ بشِرَاكَيْنِ، فَقَالَ: هذا شيءٌ كُنْتُ أصَبْتُهُ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: شِرَاكٌ – أوْ شِرَاكَانِ – مِن نَارٍ.
وروى مسلم (115):
حدثني أبو الطاهر قال أخبرني ابن وهب عن مالك بن أنس عن ثور بن زيد الدؤلي عن سالم أبي الغيث مولى ابن مطيع عن أبي هريرة ح وحدثنا قتيبة بن سعيد وهذا حديثه حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى خيبرٍ، ففتحَ الله علينا فلم نغنَمْ ذهبًا ولا ورِقًا، غنِمنا المتاعَ والطعامَ والثيابَ، ثم انطلقنا إلى الوادِي، ومع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عبدٌ له، وهبَه له رجل من جُذَامٍ يُدعَى رِفاعةَ بنَ زيدٍ من بني الضُّبَيبِ، فلما نزلنا الوادي قامَ عبدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يحُلُّ رحلَه، فرُمِيَ بسهمٍ، فكان فيه حتفُه، فقلنا: هنيئًا له الشهادةُ يا رسولَ الله! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “كلا والذي نفسُ محمدٍ بيدِه، إن الشمْلَة لتلتَهِبُ عليه نارًا، أخذَها من الغنائمِ يومَ خيبرٍ، لم تُصِبْها المقاسمُ”. قال: ففزِعَ الناسُ، فجاء رجلُ بشِراك أو شِراكين، فقال: يا رسولَ الله! أصبتُ يومَ خيبرٍ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “شِراكٌ من نارٍ أو شِراكان من نارٍ» “
تحريم الربا
وحديث سفر صفنيا ورؤيا بطرس ورؤيا بولس عن تحريم الربا صار تقليدًا كنسيًّا، وهو أيضًا في كتب تقاليد رسولية وقوانين كنسية وكتابات آباء ذكرت بعضها في موضعه في الباب عن المصدر من القوانين الرسولية والكنسية وكتابات الآباء في أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفيا المسيحية، رغم أن أصل التاناخ كتاب اليهود العبراني لم يحرِّم الربا إلا فيما بين اليهود بحسب تعاليمه العنصرية (للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا) التثنية 23: 20. وقد شدَّدَ القرآن _ومسيحية ما قبل وبدايات العصر الحديث عصر الحداثة والعلوم في أورُبا الغربية_ على تحريم قاطع واضح للربا، وإن كان ذلك جيدًا في تعامل الأغنياء مع البائسين المحتاجين ومنع الاستغلال، إلا أنه يعيق حاليًّا الكثير من العمليات التجارية الدولية عند كثير من أفراد المسلمين أو لا يستفيدون من فوائد القيمة الزمنية للمال الذي يودعونه في البنوك المصارف والبريد حيث يرفض بعضهم بسذاجة الفوائد لاعتقادهم بحرمتها، ولا أعتقد بأنها غير أخلاقية في مجال الاقتراض للاستثمار والتجارة ونحو ذلك، فلا أحد سيقرِض دون فائدة وربح متشارك لأن قيمة العملات تنخفض مع الوقت لذلك لها قيمة فائدة تعويضية مع هامش ربح.
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) } البقرة: 275- 276
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131)} آل عمران: 131
{وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ ۖ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)} الروم: 39
مكان المرور أو العبور
وهنا لا يذكر السِفر جسر جنيڤات الخاص بكتاب الأڤستا الزردشتي، لكنه يذكر على نحو مشابه بحرًا من النار يجب على الكل عبوره وهو تصور شبيه جدًّا بدخول الكل إلى النار ونجاة المتدينين منها كما ورد في الأڤستا الزردشتي والقرآن {وإن منكم إلا واردها} والأحاديث المنسوبة إلى محمد عند السنة والشيعة الاثناعشرية ، وشبيه أيضًا بوصف الصراط في الأحاديث الإسلامية، حيث يسقط البعض في النار ولا يتمكنون من العبور، لكن كلام الأحاديث جاء عن أجساد منبعَثة من الموت، أما كلام سفر رؤيا صفنيا عن أيدي ورقاب وأرجل للأرواح المجردة الخرافية فمستشكَل ومتناقض مع المنطق والعقل.
وقد وردت الفكرة الزردشتية حول دخول الكل الجحيم وأنها تكون بلا ضرر على المؤمنين أيضًا في سفر أبوكريفي قبطي بعنوان كتاب قيامة المسيح الذي كتبه برثولماوس االرسول، وهو غير إنجيل أو أسئلة برثولماوس، انظر Sir E. A. Wallis Budge, Coptic Apocrypha in the dialect of Upper Egypt, 1913 راجع ترجمتي لفقرات منه في (أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية والهرطقات وكتبات آباء الكنيسة) ص 537.
وهذا يعود أصله إلى أسطورة إسخاتولوجية [أخروية] زردشتية:
في ياسنا [هايتي] 51: 9، ص94 من الترجمة العربية للأﭬستا:
9- ما هو الجزاء الذي ستمنحه لكلا الطرفين بوساطة نارك الحمراء ومعدنك المنصهر، أعطنا إشارة عن ذلك في أرواحنا، ما يجلب الدمار للشرير، والبركات للصالح.
وفي ياسنا 32: 7، ص68
7-إنكَ المدركُ يا آهورامازاد ما يتركه هؤلاء المذنبون خلفهم. لا تدعْ نصيرًا لكَ يطلب المكافأة التي لن ينالها إنسانٌ إلا بعد اختبار المعدن المنصهر.
كما فسرتها التفاسير المتأخرة البهلوية وغيرها يخرج الصالحون من الجحيم سليمين وآمنين. كما ورد مثلًا في بنداهيشن (خلق أسس الكون) الفصلين 30 و34، انظر الترجمة العربية للأڤستا وملحقات بهلوية عليها، ص829، ترجمة د.خليل عبد الرحمن وفريقه- دار روافد للثقافة والفنون- سوريا- دمشق. “بعدها النار والإله سيصهران المعدن الذي في الجبال ووالتلال، والذي سيجري على الأرض مثل النهر. ومن ثم سيجبران كل البشر على الدخول في هذا المعدن المنصهر ليتطهروا. سيكون هذا المعدن المنصهر بالنسبة للإنسان الصالح كالسير في حليب دافئ، أما بالنسبة إلى الإنسان الآثم فسيكون ماشيًا في المعدن المنصهر تمامًا.” من بنداهيشن 30
من الشواهد فقط: عزرا اللاتيني Vision of Ezra (مجهول التأريخ، ما بين القرنين الرابع وأوائل الثاني عشر الميلادي)
وفي سفر أبوكريفي مسيحي أو لنقل يهو-مسيحي لاتيني مجهول التأريخ بعنوان Vision of Ezra رؤيا عزرا، وهو غير سفر عزرا الرابع اللاتيني القديم الشهير، فهذا الذي نتكلم عنه تتراوح تقديرات تأريخه على مدى زمني واسع بما بين القرن الرابع الميلادي وحتى أوائل القرن الثاني عشر الميلادي، فلذلك لا نعتمده كمصدر حجة للاقتباسات الإسلامية، ولدينا نصوص الأڤستا العتيقة مما قبل الميلاد بمئات القرون فهي أصل عقيدة جسر العبور جنيڤات (الصراط في الإسلام) وعقيدة دخول كل البشر النار أو المعدن المصهور، لكن رؤيا عزرا كمصدر أبوكريفي مسيحي لو كان تواجد زمن محمد فهو مصدر آخر محتمَل لعقيدة محمد أو ما نسبه له مؤلفو الأحاديث كتفسير لكلمة (الصراط) في القرآن وهو معنى لا يُفهَم بالضرورة من القرآن نفسه، لأن القرآن يتكلم عن صراط أو سبيل المهتدين حسب زعم محمد، فتأويل الأحاديث خرافي أسطوري لا يتسق مع روح النص أو يضيف معنى آخر أخروي إسخاتولوجي على المعنى المباشر الديني.
جاء في James Charlesworth, The Old Testament Pseudepigrapha, part 1 ص 588، هامش Z3، ما ترجمته:
تضيف نسخ مخطوطات السفر H, K, M, Z, Lf and L بعد ذلك: “وسرت كما كنت أسير من قبل ورأيت نهرًا ناريًّا وجسرًا كبيرًا فوقه، عرضه يتسع لما يساوي سبعين ثورًا. عندما يأتي الصالحون فإنهم يعبرونه بسعادة وبهجة. أما عندما يأتي الآثمون فبالحق أن الجسر يهتز ويصير هشًّا كالخيط، فيسقطون في النهر [الناريِّ] معترِفين بخطاياهم، قائلين: “لأننا قمنا بكل شيء شرير، لذلك فقد أُسْلِمْنا إلى هذا العذاب” ويطلبون الرحمة ولا أحد منهم ينالها”.
انظر أيضًا ترجمة إسكندر شديد للسفر في كتابه (الرؤى المنحولة) ص 143 ولو أن ترجمته جاءت مختلفة قليلًا، ربما لأخذه من نسخة مخطوطة أخرى مترجمة إلى الإنجليزية:
مشَيْتُ مِنْ بَعْدُ إلى أبعدَ، ورأيتُ هناكَ نهرًا من نارٍ وجسرًا عظيمًا فوقه. كان عرض الجسر بحيث أن أربعين فدانًا كان يمكنها تقريبًا اجتيازه جنبًا إلى جنب. وعندما كان يأتي أبرارٌ، كانوا يجتازونه في فرحٍ وحُبورٍ. وبدورهم كان خطأةٌ يأتون أيضًا، ويجتازونه حتى الوسط، لكن الجسر كان يتقلَّصُ إلى ضيقٍ بحيث لا يعود سوى خيطِ عنكبوتٍ. عندها كان الخطأة يغطسون في النهر، والحيات والعقارب الكثيرة التي كانت ماكثة هناك بلا حراك تستولي على نفوس النساء والرجال. وكانت هذه الأخيرة تطلب الشفقة، إنما لم يكن يُشْفَقُ على أحدٍها. (اهـ بتصرف بسيط)
حبور: بهجة
قارن مع البخاري:
7439-…ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ قَالَ مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الْحَقِّ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِي إِخْوَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا وَيَصُومُونَ مَعَنَا وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَقُولُ اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَقُولُ اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ فَيَقُولُ الْجَبَّارُ بَقِيَتْ شَفَاعَتِي فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنْ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدْ امْتُحِشُوا فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤُ فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمْ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمْ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ فَيُقَالُ لَهُمْ لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ……… وَلَكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَأْتُونِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي فَيَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعْ مُحَمَّدُ وَقُلْ يُسْمَعْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ وَسَلْ تُعْطَهْ قَالَ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ قَالَ ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ قَالَ قَتَادَةُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنْ النَّارِ وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ حَتَّى مَا يَبْقَى فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ قَالَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } قَالَ وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وناقشت في مواضع أخرى من بحث أصول أساطير الإسلام من الهاجادة وأبوكريفا العهد القديم مسألة دخول المؤمنين الجحيم للتكفير عن ذنوبهم بين النصوص الإسلامية المؤيِّدة لتلك العقيدة والرافضة لها في القرآن وأحاديث السنة والشيعة الاثناعشرية، ونلاحظ في قصة العميان في سفر رؤيا صفنيا إشارة إلى عقيدة مطهرية أو تكفيرية، فمن لم يكملوا العمل الذي سمعوه من كلام الله لكنهم متنصرون سيخروجون من جهنم لكن بعد فترة تكفير طويلة هي طوال فترة المطهر أو البرزخ حتى يوم البعث (القيامة) الخرافي.
وزن الأعمال
جاء في رؤيا صفنيا:
(1، 2[…]لقد ساعدوني ووضعوني في ذلك القارب، 3وامتدحَني آلاف الآلاف وربوات الربوات من الملائكة. وارتَدَيْتُ أنا نفسي ثوبًا ملائكيًّا. 4ورأيت كل أولئك الملائكة يُصَلُّون. وصلَّيتُ معهم. 5لقد فهمت لغتَهم، التي تكلَّمُوا بها معي. وبعدُ، فيا أبنائي، هذه هي التجربة (المحاكمة) لأنه من الضروريِّ أن يوزَنَ الخيرُ والشرُّ في ميزانٍ.) رؤيا صفنيا 8
يبدو مقصد وسياق النص هنا مجازيًّا لا حرفيًّا عكس نص وصية إبراهيم وبعض كتابات آباء الكنيسة التي تقول بميزان حرفي وقد عرضنا تلك النصوص في مواضعها في أصول أساطير الإسلام من الأبوكريفا المسيحية. لقد وردت عقيدة وزن الأعمال في أسفار عتيقة كثيرة أقدم من الإسلام كسِفر عهد أو وصية إبراهيم وغيره، وهي عقيدة يعود أصلها إلى المصريين القدماء كما نرى في رسومهم وكتاباتهم، فيصوَّر إلههم آنوب (أنوبيس) ذي رأس ابن آوى (وفي صور أخرى الإلهة ماعت نفسها) متولِّيًا (أو متولِّيةً) ميزان الأعمال الخاص بالإلهة ماعت وفي كفة منه ريشتها وفي الأخرى قلب الميت حيث اعتقدوا كسائر القدماء أن القلب مركز المشاعر والأخلاق والأفكار وليس المخ، بينما يكتب تحوث ذي رأس البلشون (أبي القردان، مالك الحزين، ابن الماء) محضر جلسة المحاكمة. وتوجد تلك العقيدة في كتب الصابئة المندائيين أيضًا. ونجد في أيقونات المسيحيين الأرثوذكس حول العالم صورًا لملائكة رؤساء أسطوريين مثل ميخائيل (ميكائيل) وأوريل (يرحمئيل، إرمييل) حاملين لموازين الحساب.
الملاك إرمييل (أوريل) Archangel Jeremie في لوحة أرثوذكسية
لوحة أرثوذكسية بيزنطية للملاك ميخائيل ممسكًا ميزانًا وسيفًا، ومتغلبًا على شيطان
الملاك ميخائيل حاملا ميزان الحساب-لوحة من المتحف القبطي في القاهرة تعود إلى القرن الـ18 الميلادي- مثل إله المصريين القدماء أنوبيس كما يرد في كتاب الموتى المصري القديم، وراجع سفر الأمثال 16: 11.
الملاك ميخائيل يزن الروح- لوحة من عام 1470م لرسام مجهول
Gallery location: Sacred Silver & Stained Glass, Room 84, The Whiteley Galleries, case S4
Credit Line: Given by J. Pierpont Morgan, Jr
Museum number: C.45-1919
صور من كتاب الموتى وبردية أني وغيرهما لتصورات المصريين القدماء لقاعة الحساب، أنوبيس يزن قلب الإنسان الميت المحاكَم في قاعة الـ أمنيتي (عالم الموتى) أو قاعة الإله وأوزوير[يس]فيما ينتظر مترقِّبًا وحش لالتهام من يتضح أنه ظالم فاسد The Hall of Amenti
الإلهة ماعت تزن قلب الميت في مقابل ريشة العدالة الخاصة بها
خرافة الصراط كجسر على نار جهنم
{اهدنا الصراطَ المستقيمَ (6) صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالين(7)} الفاتحة
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)} الزخرف
لم يكن مقصود محمد الواضح والأصليّ من ذكره كلمةَ الصراط سوى بمعنى الدين والنهج والطريقة، أما اللاحقون ذكروا أسطورة منقولة عن خرافة جسر جنيـﭭات أو جينـﭭاتو chinvat, kinvat or cinvatô or Chinwad bridge في الزردشتية الفارسية وأنه فوق جهنم، وأدق من الشعرة، يمر عليه الناس فيسقط غير المؤمنين منه إلى الجحيم، فيما يجتازه الصالحون إلى الفردوس، وورد ذكره بعدة مواضع مثلًا جاء في الأﭬستا/ النسك الأول (ياسنا)/ هايتي أو الفصل chapter 46/ ص 83-84 من الترجمة العربية لها للدكتُر خليل عبد الرحمن وفريقه، وهي كذلك في النسخة الإنجليزية والأصل الفارسي القديم بنفس الفصل المذكور:
10- أيًا من كان رجلًا أو امرأةً، يا آهورامازدا، الذي حقق لي كل ما اعتبرته الأفضل من أجل العالم، فامنحه الجنة ثوابًا على عمله الصادق، وكذلك الناس الذين سأقنعهم بعبادتك. معهم سوف أعبر جسر جنيـﭭات الفاصل. 11 الذين يقدمون التضحيات، والأمراء المشعوذون قد أخضعوا البشر لنير سيادتهم ليدمروا الوجود بواسطة أعمال الشر. سوف يلقون العذاب بأرواحهم وضمائرهم عندما يأتون إلى جسر جنيـﭭات، وإلى الأبد سينزلون في مقر الشر.
وجاء في الترجمة العربية لـ فاركارد 19، ص374:
27- يا خالق العلم الدنيويّ، أيها المقدس! من أين تُجزى المكافآت؟ وأين يحدث التكافؤ؟ وأين يتحقق التكافؤ؟ وإلى أين يأتي الرجال الذين يرغبون في الحصول على المكافأة من أجل أروحاهم؟
28-أجاب آهورامازدا: “عندما يقضي الإنسان نحبه تذهب الأشرار ببصره. وفي الليلة الثالثة، عندما ينبلج الفجر، عندما يصل مِثرا المدجج بالسلاح إلى جبال السعادة المقدسة وعندما تشرق الشمس.
29-حينئذٍ تأتي الشيطانة ﭬازرَشكا، يا زرادشت سـﭙيتاما! تحمل أرواح الأشرار من عباد الأبالسة مكبَّلة بالسلال، تدخل الأرواح طريقًا صنعها الزمن لتفتح أمام الشرير والتقيّ. عند جسر جنيـﭭات المقدس، الذي خلقه مازدا، يلتمسون من أجل أرواحهم مكافأة لأجل المنافع الدنيوية، والتي قد تم توزيعها في الأسفل هناك.
30-ثم تأتي فتاة جميلة هيفاء، قوية ورائعة، بجوارها كِلَابٌ، وتستطيع أن تميِّز الرجلَ الذي له أطفال كثر، سعداء وأذكياء، والرجل بدون ذرية [يبدو أن المقصود هنا الأعمال الصالحة أو واجب تكوين الأسرة]. إنها تجعل روح التقي تصعد إلى هارابيرازايتي وتضعه فوق جسر جنيـﭭات، في حضرة آلهة السماوات نفسها.
ﭬازرشا: حسب التقاليد التفسيرية البهلوية شيطان يحاول جذب أرواح الموتى لمدة ثلاثة أيام إلى الجحيم، ولا يستطيع ذلك مع الأرواح الصالحة، وفي الآخرة يجلس عند بوابة الجحيم. وتحرس جسر جنيـﭭات كلاب. وحسب النصوص المتأخرة التفسيرية فشكل الفتاة الجميلة هو روح الشخص المتدين نفسه أو دينه نفسه متجسِّدًا، وهو تجسُّد مجازيّ، غير حسيّ ولا شهواني، وربما منه استوحى محمد فكرة الحور العين نساء الجنة.
وفي فاركارد 13: 8- 9، حسب الترجمة العربية للنص
8- الذي قتل كلبا من الكلاب التي تحرس القطيع، أو البيت، أو من كلاب الصيد، أو الكلاب المتعلمة، ستنتقل روحه إلى العالم الآخر مع الصراخ والعويل الكبيرين، مثل عويل الذئب عندما يقع في فخ عميق جدا.
9-ولن تسانده أية روح أخرى، ولن يسانده أي من الكلبين الحارسين لجسر جنيـﭭات.
وجاء بالأﭬستا الصغرى أو الخردا أﭬستا وهي تفسير لكتابهم المقدس ما ترجمتي له كالتالي :
KHORDEH AVESTA/ DOĀ NĀM SETĀYESHNE/ hand hu-boe hamā-nekash
بسجدة أؤدي الإجلال لذلك الإله الكلي العلم والرحيم الذي من خلال زرتوشي [زردشت] سـﭙيتاما الفراﭬاشي المقدس أرسل معرفة الدين الموثوق بها لأجل ناس العالم بقصد جلب الصداقة تجاه نفسه، والتي يمكن أن تُكتسَب عن طريق الحكمة الغريزية وإرشاد كل الأشخاص الذين كانوا والذين سيكونون، لقد أرسل علم العلوم، والتي هي فائدة المانترا، والتي هي مشرِّفة الروح مساعِدةً على عبور جسر جنيـﭭات بسهولة، والمنقِذة من الجحيم، والمرشدة على الطريق إلى المسكن الأفضل (الجنة) للصالحين، المتألق والحسن الرائع وكلي الخيرية.
….أيها الفاضل! وفقًا لمشيئتك يمكنني ممارسة التعبد لك بأفكار صالحة وكلمات صالحة وأفعال صالحة. ولأجل روحي أبقي السبيل الصالح المستقيم مفتوحًا (أي طريق نيل الجنة)، لكي (بعد موتي) لا يقع عقاب الجحيم الأليم على روحي. سأعبر على جسر جنيـﭭات وأنال الفردوس مليئة بالعطر مزينة تمامًا ومريحة تمامًا.
وورد ذكره في Denkard الفصول أو الكتب 3و 6 و8 و9 وكذلك في كتاب [معراج أو صعود] ﭬيراف الصالح Arda Viraf ورد في الفصل الخامس وهو متاح بترجمة عربية في ترجمة د.خليل عبد الرحمن وفريقه للأﭬستا وبعض ملاحقها وصف للجسر، لكن ربما لا نحسب هذين لأنهما مؤلفان كلاهما في القرن التاسع أو العاشر الميلادي بعد حكم الإسلام. وكذلك في بنداهيشن Greater Bundahishn أو قصة الخلق في الفصلين 3 و4 حسب الترقيم الإنجليزي (وتتوفر ترجمته في نسخة د.خليل عبد الرحمن وفريقه للأﭬستا) وهو سرد مستمد من تقاليد الزردشتية القديمة لكنه مؤلف بعد الإسلام، وفي قرارات المتدينين/ فصل 21 Dadestan-i Denig (Religious Decisions) وفيه وصف أسطوري له وأنه يتسع للصالحين وينحل ويضيق لغير المؤمنين لكن يبدو أنه متأخر الكتابة.
على الأغلب ليس محمد نفسه من روى هذه الأسطورة ولم تكن من أفكار الإسلام الأصلية، وقد لاحظت في بحثي عن الأبوكريفا المسيحية سابقًا أنهم دمجوا فكرة السلم المليء بالأشواك والسيوف في أسطورة استشهاد بِربِتْوا المسيحية مع أسطورة الصراط الرزدشتية، فجعلوه مليئًا بالحسك والشوك.
من أحاديث الصراط عند الشيعة الاثناعشرية:
وجاء في بحار الأنوار من كتب الشيعة، مجلد 10 من ص 393 سطر 19 إلى ص 401 سطر 18:
…والإقرار بالحوض والشفاعة للمذنبين من أصحاب الكبائر، والإقرار بالصراط والحساب والميزان واللوح والقلم والعرش والكرسي…
وفي ج1/ باب5 النوادر: – وعنه عليه السلام أيضا : العلم أفضل من المال بسبعة: الاول: أنه ميراث الانبياء والمال ميراث الفراعنة، الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة والمال ينقص بها، الثالث: يحتاج المال إلى الحافظ والعلم يحفظ صاحبه ، الرابع ، العلم يدخل في الكفن ويبقى المال ، الخامس: المال يحصل للمؤمن والكافر والعلم لا يحصل إلا للمؤمن خاصة، السادس : جميع الناس يحتاجون إلى صاحب العلم في أمر دينهم ولا يحتاجون إلى صاحب المال، السابع: العلم يقوي الرجل على المرور على الصراط والمال يمنعه.
وفي ج7/ باب 6 مواقف القيامة: – لى : أبي، عن علي، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن المفضل بن صالح ، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية:”وجئ يومئذ بجهنم” سئل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: أخبرني الروح الامين أن الله – لا إله غيره – إذا جمع الاولين والآخرين اتي بجهنم تقاد بألف زمام، أخذ بكل زمام مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد، لهاهدة وتغيظ وزفير، وإنها لتزفر الزفرة، فلو لا أن الله عز وجل أخرهم إلى الحساب لاهلكت الجمع، ثم يخرج منها عنق يحيط بالخلائق: البر منهم والفاجر، فما خلق الله عز وجل عبدا من عباده ملكا ولا نبيا إلا نادى: رب ! نفسي نفسي، وأنت يا نبي الله تنادي امتي امتي، ثم يوضع عليها صراط أدق من حد السيف عليه ثلاث قناطر، أما واحدة فعليها الامانة والرحم، وأما الاخرى فعليها الصلاة، وأما الاخرى فعليها عدل رب العالمين لا إله غيره، فيكلفون الممر عليه فتحبسهم الرحم والامانة فأن نجوا منها حبستهم الصلاة، فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين عز وجل، و هو قوله تبارك وتعالى: “إن ربك لبالمرصاد” والناس على الصراط فمتعلق، وقدم تزل، وقدم تستمسك، والملائكة حولهم ينادون: ياحليم اغفر، واصفح، وعد بفضلك وسلم سلم، والناس يتهافتون فيها كالفراش، وإذا نجا ناج برحمة الله عز وجل نظر إليها فقال: الحمدلله الذي نجاني منك بعد أياس بمنه وفضله، إن ربنا لغفور شكور.
فس: أبي، عن عمرو بن عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام مثله. واللفظ للصدوق، وقد أثبتناه في باب النار واللفظ لعلي بن إبراهيم.
ايضاح: الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه، وقال الجزري: فيه: يخرج عنق من النار أي طائفة منها .
وفي ج3/ باب 10 أدنى ما يجزئ: – يد: الدقاق والوراق معا، عن الصوفي، عن الروياني، عن عبد العظيم الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فلما بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا. قال: فقلت له : يا ابن رسول الله إني اريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيا ثبتت عليه حتى ألقى الله عز وجل. فقال: هاتها أبا القاسم. فقلت : إني أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شئ، خارج من الحدين: حد الابطال وحد التشبيه، وأنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الاجسام، ومصور الصور، وخالق الاعراض والجواهر، ورب كل شئ ومالكه وجاعله ومحدثه، وإن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيامة، وأقول: إن الامام والخليفة وولي الامر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى ابن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا مولاي. فقال عليه السلام : ومن بعدي الحسن ابني، فكيف للناس بالخلف من بعده؟ قال: فقلت: وكيف ذلك يا مولاي؟ قال: لانه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملاْ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. قال: فقلت: أقررت وأقول: إن وليهم ولي الله، وعدوهم عدو الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، وأقول: إن المعراج حق، والمسائلة في القبر حق، وإن الجنة حق، والنار حق، والصراط حق، والميزان الحق ..إلخ
وفي ج6/ باب6 سكرات الموت: 19 – ل : أبي، عن سعد، عن الاصبهاني، عن المنقري عن عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها من قبره، والساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك وتعالى فإما إلى الجنة وإما إلى النار. ثم قال : إن نجوت يابن آدم عند الموت فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت يابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت حين يحمل الناس على الصراط فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت حين يقوم الناس لرب العالمين فأنت أنت وإلا هلكت.
وفي باب 7 منه، ما يعاين الكافر والمؤمن: من حديث7…. يا حارث إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد، وبالحق اخبرك فارعني سمعك، ثم خبر به من كانت له حصانة من أصحابك، ألا إني عبد الله، وأخو رسوله، وصديقه الاول قد صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقة الاول في امتكم حقا فنحن الاولون، ونحن الآخرون، ونحن خاصته يا حارث وخالصته وأنا صفوه ووصيه ووليه، وصاحب نجواه وسره، اوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب وعلم القرون والاسباب، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب، يفضي كل باب إلى ألف عهد، وايدت واتخذت وامددت بليلة القدر نفلا، وإن ذلك ليجري لي ولمن تحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الارض ومن عليها، وابشرك ياحارث لتعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة.
46 – وعن الحارث الاعور قال: قال أتيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم نصف النهار فقال: ما جاء بك؟ قلت: حبك والله، قال: إن كنت صادقا لتراني في ثلاث مواطن حيث تبلغ نفسك هذه – وأومأ بيده إلى حنجرته – وعند الصراط، وعند الحوض.
وفي باب8 منه أحوال البرزخ: – خص، ير: الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أبي الفضل المديني، عن أبي مريم الانصاري، عن منهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش قال : سمعت عليا عليه السلام يقول: إن العبد إذا ادخل حفرته أتاه ملكان اسمهما: منكرونكير، فأول من يسألانه عن ربه، ثم عن نبيه، ثم عن وليه، فإن أجاب نجا، وإن عجز عذباه، فقال له رجل: ما لمن عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه؟ فقال: مذبذب لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا، ذلك لا سبيل له.
وفي ج7/ باب5 صفة المحشر: – ما: الغضائري، عن علي بن محمد العلوي، عن محمد بن موسى الرقي،عن علي ابن محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن علي، عن عاصم بن بهدلة، عن شريح القاضي، عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة طويلة قال: اسمع يا ذا الغفلة والتصريف من ذي الوعظ والتعريف، جعل يوم الحشر يوم العرض والسؤال والحباء والنكال، يوم تقلب إليه أعمال الانام ،…إلخ فهم يعدون سراعا إلى مواقف الحشر يساقون سوقا، فالسماوات مطويات بيمينه كطي السجل للكتب، والعباد على الصراط وجلت قلوبهم يظنون أنهم لا يَسلمون …إلخ.
133 – وروى الصدوق رحمه الله في كتاب فضائل الشيعة عن أبيه، عن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصفهاني، عن محمد بن أسلم الطوسي، عن أبي رجاء، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في حديث طويل: ألا ومن أحب عليّاً فقد أحبني، ومن أحبني فقد رضي الله عنه، ومن رضي عنه كافاه الجنة ألا ومن أحب عليّاً لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر، ويأكل من طوبى، ويرى مكانه في الجنة، ألا ومن أحب عليا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخلها من أي باب شاء بغير حساب، ألا ومن أحب عليّاً أعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حساب الانبياء، ألا ومن أحب عليّاً هون الله عليه سكرات الموت، وجعل قبره روضة من رياض الجنة، ألا ومن أحب عليّاً أعطاه الله بكل عرق في بدنه حوراء، وشفع في ثمانين من أهل بيته، وله بكل شعرة في بدنه حوراء ومدينة في الجنة، ألا ومن أحب عليّاً بعث الله إليه ملك الموت كما يبعث إلى الانبياء، ودفع الله عنه هول منكر ونكير، وبيض وجهه، وكان مع حمزة سيد الشهداء، ألا ومن أحب عليّاً جاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ألا ومن أحب عليا وضع على رأسه تاج الملك، والبس حلة الكرامة، ألا ومن أحب عليّاً جاز على الصراط كالبرق الخاطف، ألا ومن أحب عليّاً كتب الله له براءة من النار، وجوازا على الصراط، وأماناً من العذاب، ولم ينشر له ديوان، ولم ينصب له ميزان، وقيل له: ادخل الجنة بلا حساب، ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الانبياء، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة.
وفي ج7/باب 10 الميزان: 2 – أقول: روي الصدوق في كتاب فضائل الشيعة بإسناده عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة: عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور ، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط.
ن : فيما كتب الرضا عليه السلام للمأمون : وتؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير والبعث بعد الموت والميزان والصراط ، الخبر . “
ومنه في باب 11 محاسبة العباد بعد حديث 52: وروي فيه أيضا ، عن الصادق عليه السلام أنه قال : أي بعير حج عليه ثلاث سنين يجعل من نعم الجنة ، وروي سبع سنين . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله : استفرهوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط .
ملاحظة: هذا شبيه بما رواه مسلم في صحيحه عند السنة 2861 بل قد يكون توضيحًا لمعناه كوصية بالتصدق.ومنه في باب15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة:
1 – لى : صالح بن عيسى العجلي ، عن محمد بن علي بن علي ، عن محمد بن الصلت ، عن محمد بن بكير ، عن عباد بن عباد المهلبي ، عن سعيد بن عبد الله ، عن هلال بن عبد الرحمن ، عن يعلى بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الرحمن بن سمرة قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله يوما فقال : إني رأيت البارحة عجائب ، قال : فقلنا : يا رسول الله وما رأيت ؟ حدثنا به فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا ، فقال : رأيت رجلا من امتي وقد أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فمنعه منه ، ورأيت رجلا من امتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فمنعه منه ، ورأيت رجلا من امتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عز وجل فنجاه من بينهم ، ورأيت رجلا من امتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فمنعته منهم ، ورأيت رجلا من امتي يلهث عطشا كلما ورد حوضا منع فجاءه صيام شهر رمضان فسقاه وأرواه ، ورأيت رجلا من امتي والنبيون حلقا حلقا كلما أتى حلقة طرد فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه إلى جنبي ، ورأيت رجلا من امتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن تحته ظلمة مستنقعا في الظلمة ، فجاءه حجه وعمرته فأخرجاه من الظلمة وأدخلاه النور ، ورأيت رجلا من امتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجاءه صلته للرحم فقال : يا معشر المؤمنين كلموه فإنه كان واصلا لرحمه فكلمه المؤمنون وصافحوه وكان معهم ، ورأيت رجلا من امتي يتقي وهج النيران وشررها بيده ووجهه فجاءته صدقته فكانت ظلا على رأسه وسترا على وجهه ، ورأيت رجلا من امتي قد أخذته الزبانية من كل مكان فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فخلصاه من بينهم وجعلاه مع ملائكة الرحمة ، ورأيت رجلا من امتي جاثيا على ركبتيه ، بينه وبين رحمة الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذه بيده فأدخله في رحمة الله ، ورأيت رجلا من امتي قد هوت صحيفته قبل شماله فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فجلعها في يمينه ، ورأيت رجلا من امتي قد خفت موازينه فجاءه أفراطه فثقلوا موازينه ، ورأيت رجلا من امتي قائما على شفير جهنم فجاءه رجاؤه من الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ، ورأيت رجلا من امتي قد هوى في النار فجاءته دموعه التى بكى من خشية الله فاستخرجته من ذلك ، ورأيت رجلا من امتي على الصراط يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف فجاءه حسن ظنه بالله فسكن رعدته ومضى على الصراط ، ورأيت رجلا من امتى على الصراط يزحف أحيانا ويحبو أحيانا ويتعلق أحيانا فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه ومضى على الصراط ، ورأيت رجلا من امتي انتهى إلى أبواب الجنة كلما انتهى إلى باب اغلق دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله صادقا بها ففتحت له الابواب ودخل الجنة .
17 – وعنه عليه السلام في فضل قراءة سورة يس – وساق الحديث إلى أن قال – : ولم يزل في قبره نور ساطع إلى أعنان السماء إلى أن يخرجه من قبره ، فإذا أخرجه لم تزل ملائكة الله تعالى معه يشيعونه ويحدثونه ويضحكون في وجهه ويبشرونه بكل خير حتى يتجاوزوا به الميزان والصراط ، ويوقفوه من الله موقفا لا يكون عند الله خلق أقرب منه إلا ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون ، وهو مع النبيين واقف بين يدي الله ، لا يحزن مع من يحزن…إلخ
31- وعنه عليه السلام : من أدمن قراءة سورة لا اقسم وكان يعمل بها بعثها الله معه من قبره في أحسن صورة تبشره وتضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان . ” 117 ” 31 – وعنه عليه السلام : من قرأ والنازعات لم يمت إلا ريان ، ولم يبعثه الله إلا ريان ولم يدخله الجنة إلا ريان . ” 117 ” 32 – وعنه عليه السلام : من كان قراءته في الفريضة ويل للمطففين أعطاه الله الامن يوم القيامة من النار ولم تره ولا يراها ، ولم يمر على جسر جهنم ، ولا يحاسب يوم القيامة .
وفي باب17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي وأهل بيته: 12 – كنز : روى محمد بن موسى الشيرازي في كتابه حديثا يرفعه بإسناده إلى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكا أن يسعر النيران السبع ، ويأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمان ، ويقول : يا ميكائيل مد الصراط على متن جهنم ، ويقول : يا جبرئيل انصب ميزان العدل تحت العرش ، ويقول : يا محمد قرب امتك للحساب ، ثم يأمر الله أن يعقد على الصراط سبع قناطر طول كل قنطرة سبعة عشرة ألف فرسخ ، وعلى كل قنطرة سبعون ألف ملك يسألون هذه الامة نساؤهم ورجالهم في القنطرة الاولى عن ولاية أمير المؤمنين وحب أهل بيت محمد عليهم السلام فمن أتى به جاز القنطرة الاولى كالبرق الخاطف ، ومن لم يحب أهل بيته سقط على ام رأسه في قعر جهنم ، ولو كان معه من أعمال البر عمل سبعين صديقا .
13 – قال : وروى الشيخ أبوجعفر الطوسى في مصباح الانوار حديثا يرفعه بإسناده إلى أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين و الآخرين في صعيد واحد ونصب الصراط على شفير جهنم فلم يجز عليه إلا من كان معه براءة من علي بن أبي طالب عليه السلام .
14 – وروى أيضا في الكتاب المذكور حديثا يرفعه بإسناده عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة أقف أنا وعلي على الصراط ، وبيد كل واحد منا سيف ، فلا يمر أحد من خلق الله إلا سألناه عن ولاية علي ، فمن كان معه شئ منها نجا وفاز وإلا ضربنا عنقه وألقيناه في النار .
15 – فر : عبيد بن كثير معنعنا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أتاني جبرئيل عليه السلام فقال : ابشرك يا محمد بما تجوز على الصراط ؟ قال : قلت : بلى ، قال : تجوز بنور الله ، ويجوز علي بنورك ونورك من نور الله ، ويجوز امتك بنور علي ونور علي من نورك ، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور “وفي نهج البلاغة وهو تجميع لخطب الإمام علي وهو مقبول من السنة كذلك:
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ عَلَى الصِّرَاطِ وَمَزَالِقِ دَحْضِهِ وَأَهَاوِيلِ زَلَلِهِ وَتَارَاتِ أَهْوَالِهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ…إلخ
اترك تعليقاً