دير الصليب المقدس الأثرى بريف حماة
دير الصليب المقدس الأثرى بريف حماة…
تحفة معمارية على الطراز الرومي الفريد
فى الطريق بين مدينة حماة ومصياف يجذب الناظر تحفة معمارية متكاملة بلونها الوردى القرمزى أنه دير الصليب المقدس الارثوذكسي الرهباني الاثري الذي تتوسطه كنيسة كبيرة ومجموعة من المدافن. وكان في محيطها وفق تاريخ الرهبنة مجموعة من القلالي الرهبانية والمناسك التي يعيش فيها نساك متوحدون ويجتمعون مع رهبنة الدير في ممارسة الطقوس الدينية في كنيسة الدير.
– ابدة دير الصليب المقدس في مصياف
وقد عاشت قرونا طويلة قبل ان تلقى التدمير الممنهج بكل اسف، ومثيلها في وادي العمق وصولا الى انطاكية على مسار العاصي حيث انتشر الاف الرهبان في اديرة بادت او متوحدين نساكا في قلاياتهم كما يروي تاريخ الرهبنة الانطاكية وتاريخ كنيسة انطاكية العظمى، والمدن المنسية باديرتها وكنائسها وبيوتها التي انتقل فن بنائها الرومي الى الغرب، وكذلك مثيلاتها في سهول حلب ومنها دير القديس سمعان العمودي والقديس مارون في براد ومنطقة قورش الرهبانية… بفعل الحقد البشري…
وبشهادة المهندسة سهام زكار مديرة آثار حماة فإن باحة الدير مربعة الشكل يفصلها عن مستوى سطح الارض ست درجات وأقواسها بنيت على الطراز الرومي بتصميم فريد.
وتشير الى أن الدير يضم عددا من المدافن الأثرية أشهرها المدفن الكبير المكون من غرفة تضم ثلاثة توابيت حجرية ضمت هياكل لرهبان عاشوا نسكا في الدير، وتنتشرعدة صلبان متوزعة فى الدير للتأكيد على اسمه “دير الصليب المقدس” وبنيت ابنية الدير من الحجر الكلسى وسقفها مبنى على شكل قبة هرمية مربعة من الداخل.
هناك صفان من الأعمدة الجانبية التي تتمركز فى الصحن المركزى للدير، وكل صف منها عبارة عن خمسة أعمدة ترتفع نحو عشرة أمتار، لم يتبق منها /نتيجة عبث العابثين وسارقي الاحجار النحيتة/ الا قواعدها المبنية من حجارة كلسية كبيرة ذات لون وردى منحوتة بشكل دقيق، وكبقية كنائس واديار الفن الكنسي الرومي تم تزيين جدران الدير وكنيسته بلوحات من الفريسك.
ونشير الى جمالية مدخل كنيسة الدير النارتكس( الفسحة الخارجية ) المبلط بالحجر، وهو امتداد للواجهة الأمامية للدير التى أصابها الخراب بفعل التدمير المتبع وعاديات الزمان لاحقاًال، ولم يتبق منها الا قسمان فى الجنوب والشمال فى كل منهما مدخل يوصل الى النارتكس الذى تتصل به غرفة المعمودية ذات الشكل المربع تضم جرن المعمودية المكون من قطعة حجرية واحدة.
وفن البناء يظهر فى وحدة المواد المستعملة، فالجدران مبنية من حجر كلسى كبير الحجم منحوت ومعتنى به، ومرتكزة على الصخر المنحوت مباشرة أما الزخرفة فهى منحصرة فى الأبواب والهيكل والتيجان.
كما ان الصحن المركزى كان أكثر عرضا وعلواً وإضاءة، وبفضل اتساع الفسحة بين الأعمدة فقد ربطت الصحون الجانبية بالصحن الرئيس، وبدت حنية الكنيسة أكثر سعة وعمقاً، و نشأ عن ذلك ارتباط أفضل بين أقسام البناء المختلفة أما الأرض ففرشت بالفسيفساء، وطُليت الجدران بالكلس ومن ثم نقشت بالدهان وزينت برسوم هندسية وزخرفية.
ونشير ختاما الى أنه خصص فى الطابق الثانى من الدير قسم للنساء مبنى على طراز الطقوس الرومية فى القرنين الخامس والسادس وهو جناح النساء المعتاد في الكنائس الرومية والمسمى شعرية النساء.
الخاتمة
المطلوب ان تتحرك مطرانية حماة الرومية الارثوذكسية الانطاكية (قبل ان يتم استلابه من الغير…)وتطلب من دائرة آثار حماة اعادة تخصيصها بهذا الدير الرهباني العريق العائد لها، لتعيد مجد الرهبنة اضافة الى كنيسة عقيربات وسواها من الاوابد الرومية الخالدة التي تحكي قصة رهبنة ورعية حافظت الى مابعد تدميرها على حضورها في عقول وقلوب رعية هذه الابرشية الأنطاكية الغيورة.ومن المؤكد ان الآثار والمتاحف لن تبخل بذلك لأنه يعني احياء الآثار والافادة منها في الحج المسيحي بعيدي الصليب المقدس…
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً