"روم بعلبك وثورة المنيطرة"

“روم بعلبك وثورة المنيطرة”

“روم بعلبك وثورة المنيطرة”

بدأ نجم الروم بالأفول في الداخل اللبناني بعد ثورة المنيطرة عام 759 م التي كانت ثورة رومية وليست مارونية فالموارنة لم يكن لهم وجود في تلك المناطق قبل الغزو الصليبي ومناطق الثورة شملت المناطق التالية: بعلبك والبقاع الحالي وكسروان والمتنيين …
ويذكر ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق، بأن قائد الثورة شاب جبلي اسمه بندار πενδαρ وأنه بعد هزيمة الثوار ذهب مع بعض جماعته الى طرابلس التي كانت تحت سيطرة الروم …
بقيت الأرياف الشامية حتى العهد العباسي بيد أهلها الروم متصلة بارياف البقاع الشمالي ومنها بعلبك وحتى الثغور الساحلية اللبنانية وذلك حتى ثورة المنيطرة عام 759 م ، وهي بلدة في جرود كسروان وجبيل .
و قاد الثورة πηνδαρ بندار ابن المنيطرة الرومي ،المعروف بقائد الثورة المسيحية في جبل لبنان ضد العباسيين “وهو رومي كما يشهد اسمه” وقد قمعها العباسيون بقسوة شديدة .
بعد هذه الثورة اسكن العباسيون في ارض الروم المجليين عن أراضيهم هناك، جماعات من المسلمين اعتنقوا المذهب الشيعي الجعفري الاثني عشري اي الامامي وبقيوا هناك حتى هجرهم المماليك عام 1304 ، فحل مكانهم الموارنة.
ولا تزال الاثار الرومية  تشهد الى اليوم عن وجود رومي في كسروان نفسها في فقرا والغينة وافقا …. ولا يجب ان يغيب عن بالكم ان كلمة قنوبين اليونانية kinovion اي أديار الشركة التي أبتكرها القديس باسيليوس في كابادوكيا ، كلمة رومية يونانية ، وأيضاً كلمة : شتوره البلدة البقاعية اللبنانية و المحرفة من كلمة صليب اليونانية .
اما التسمية منيطرة فهي رومية “يونانية” من كلمة دير “موناستيريون – μοναστηριον” حرفت مع الوقت الى منيطرة …
والمسلمون قاموا بإجلاء الروم ممن شارك في الثورة وممن لم يشارك من تلك المناطق وأسكنوا مكانهم جاليات إسلامية كثيرة عربية وغير عربية مما دفع الامام الأوزاعي أن يكتب الى والي دمشق صالح بن علي العباسي محتجا وقائلاً : “فكيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة حتى يخرجوا من ديارهم وأموالهم ” …
و الثورة للروم حصلت بدعم وإيعاز من دولة الروم في القسطنطينية في عهد الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور “754-775” م …
وعن بعلبك سنة 634 يصف الواقدي أول حصار عربي-إسلامي للمدينة فيقول: “ إن أهل بعلبك وقفوا على السور ، وبدأوا يضربون على وجوههم ويصيحون بلغتهم الرومية… فقال أبو عبيدة (القائد العربي) لبعض التراجمة:”ماذا يقول هؤلاء” ؟ فأجاب الترجمان:”إنهم يقولون، يا ويلهم ويا خراب ديارهم ويا فناء رجالهم… حتى ظفرت العرب ببلادهم…” الواقدي، فتوح الشام، صفحة 81 …
كانت لغة أهل بعلبك هي الرومية اليونانية … و ديانتهم المسيحية الأرثوذكسية… والعرب إحتلوها .
و في القرن الثامن الميلادي كان اكثر اهل بعلبك من الروم واللغة المتداولة آنذاك كانت لا تزال اللغة الرومية “اليونانية” …
إذ نقرأ في السنكسار الأرثوذكسي: جزء 3 ص,245 قصة القديس الشهيد عبد المسيح رئيس دير طور سينا في القرن 8 م وعيدهُ في 9 آذار واسمه الدنيوي قيس بن ربيع بن يزيد الغساني من نصارى نجران القصة التالية: أتى مرة الى مدينة بعلبك “في القرن 8” ورأى كاهن جالس عند باب كنيسة هناك في المدينة يقرا الإنجيل باليونانية “الرومية” فقال للكاهن : فسر لي ما تقرأ … أي أن لغته مختلفة عن لغة أهل بعلبك في ذلك الوقت …
صفحة نسور الروم

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *