سلمان المرشد والمرشدية

سلمان المرشد والمرشدية

سلمان المرشد والمرشدية

سلمان المرشد (1907 – 1946) مؤسس الطائفة  المرشدية يسميه أتباعه الإمام سلمان المرشد.

ميلاده ونسبه

وُلِدَ عام 1907 في قرية  جوبة برغال  في جبال اللاذقية، وأُعدِمَ شنقًا في العام 1946.

تنتمي عائلته إلى عشيرة الخياطين  من الفرع الحيدري الغساني.

في عام 1923م، بدأ يتحدث عن اقتراب ظهور المهدي المنتظر ولم يكن قد بلغ السادسة عشر من عمره.

دوره في المشهد السوري

بدأت سيرته سنة 1920 في الفترة  التي سبقت قيام الثورة السورية ضد الفرنسيين، وانتهت بتأليف حكومة وطنية لها شيء من الاستقلال الداخلي. كان سلمان المرشد قد لفت الأنظار إليه في  1923 عندما بشّر بقرب ظهور المهدي لـ«يملأ الأرض عدلًا».وحد العشائر الغسانية العمامرة والمهالبة والدراوسة وأسماها العشيرة الغسانية وأصبح زعيما لها حارب الإقطاع فأرجع أراضي الفلاحين في مناطق سيطرة عشيرته الى أصحابها مثل مزرعة سطامو في اللاذقية والخندق بالغاب والعاليات في حمص كما قطع الطريق على البعثات التبشيرية التي كانت تنتشر في اللاذقية وتعمل على تنصير العلويين وكانت هذه البعثات مدعومة من الدول الإستعمارية، وساهم بنجاح الكتلة الوحدوية وعودة دولة العلويين الى الدولة السورية، بهذا اكتسب عداوة العائلات الإقطاعية والفرنسيين والإنفصاليين

بدأت دعوته تلقى تجاوب أهالي القرية والقرى المجاورة حتى توسعت وصارت تشكل تحدياً لسلطات الانتداب الفرنسي عندما رفض اتباعه دفع الرسوم والضرائب المفروضة عليهم، ولهذا السبب جرى اعتقاله ونقل إلى اللاذقية حيث سجن فيها لمدة ثلاثة شهور.

بعيد إطلاق سراحه من السجن بدأ الناس يتحدثون عن كراماته وزاد انصار دعوته، وسمي بالمرشد لأنه كان لديه تلاميذ يرشدهم.

انتخب عضوا في البرلمان السوري عن قضاء الحفة عام 1943م. في سنة 1938 قام بتعيين قضاة وفدائيين وجعل لمن أسماهم الفدائيين ألبسة عسكرية خاصة، وكان في خلال ذلك يزور دمشق نائبًا عن العلويين في المجلس النيابي السوري،

اعتقل سلمان المرشد مع عدد من أتباعه عام 1946م، ونقل الى اللاذقية لكي يحاكم بتهمة الخيانة العظمى وأعمال شغب وقتل.

صدر حكم بإعدامه، وأعدم شنقاً مع اثنين آخرين من اتباعه بدمشق في السادس عشر من كانون الأول عام 1946م.

وبعد أن قُتِل سلمان المرشد جاء بعده ابنه «مجيب» (1930 – 1952) الذي يعد المؤسس الحقيقي للمرشدية. حيث مجيب قام بطرح المرشدية كدين جديد متمايز إلى حد كبير عن الطائفة العلوية. أطر فكرية مختلفة نسبيا عن العلوية،وكون مذهبا جديدا شديد التماسك، واتخذ اسمه قيمة قدسية لدى أتباعه. اُغتيل على يد قائد الشرطة العسكرية عبد الحق شحادة 27/11/1952. وبعد اغتياله، استلم قيادة الطائفة أخيه ساجي المرشد (1931 – 1998) الذي يعتبر الزعيم والإمام للمرشدية، ولا توجد عند المرشدية مرجعية دينية بعده. وما زال أتباعه حتى يومنا في سوريا ويقدر عدهم بحوالي 150 إلى 250 ألف نسمة.

 

المرشدية

المرشدية طائفة صغيرة يوجد معظم أتباعها في  سورية، لا يوجد إحصاء رسمي لعدد المرشديين في سورية وهم يعيشون ما بين محافظات  اللاذقية ، حمص، منطقة الغاب في حماه، وفي دمشق  وريفها كما أن هذه الطائفة لا توجد في بلد آخر سوى سورية، إلا بأعداد محدودة تعود إما  لسوريين مهاجرين أو زيجات مختلطة أو أعداد صغيرة قد تكون دخلت المرشدية. وهم منتشرون في منطقة  الغاب في سورية ويعبدون زعيمهم الروحي.وقد دافع المفكر  محمد علي عبد الجليل عن المرشدية كحركة تحرُّر حرَّرَت الفرد من السلطة الدينية للمشايخ وأعادت ربطَه بسلطته الضميرية الخاصة به فاعتبر أن «المرشدية هي الدينُ الذي أعادَ ربطَ الإنسانِ بالدين من خلال تحريرِه من الدين». كما دافع عن المرشدية الكاتب والمفكر الديني السوري  نبيل فياض، بالإضافة إلى جمال باروت وغيرهم.

المصدر الوحيد للتعريف بالمرشدية كتاب لمحات حول المرشدية ذكريات وشهادات ووثائق الكاتب نور المضيء سلمان مرشد

ظهور المرشدية

1923-1946

تعود جذور ظهور المرشديّة في النصف الأول من القرن العشرين في  سورية عن طريق  المؤسس سلمان المرشد في منطقة الحدود الجبليّة بين محافظتي اللاذقية وحماه ومن تلك المنطقة امتدّت الدعوة إلى مناطق أخرى في محافظات  حمص ودمشق، والآن فالوجود المرشدي في محافظتي  حمص واللاذقية  هو الأقوى. كان سلمان المرشد قد لفت الأنظار إليه في  1923 عندما بشّر بقرب ظهور  المهدي لـ«يملأ الأرض عدلاً». ولم يدع الناس أن يتخذوه ربا كما يشاع وكان  قد دعا إلى إلغاء الكثير من العادات التي تمس سيطرة مشايخ  العلويين على أتباعهم. أعدم في نهاية عام  1946 بتهمة يقول البعض أنها ادعاءه الألوهية  إلا أن العديد من الباحثين يؤكدون قرار الاتهام والإعدام لم يتطرق أبداً إلى مسألة ادعاء الألوهية كما يشاع بل أنه أعدم بتهمة قتل زوجته والتحريض على قتل آخرين في المواجهة التي حصلت مع الدرك في قريته بنهاية 1946 وقد لفقت له جميع هذه التهم بدوافع سياسية بحتة كما في الشهادات عنه ويؤكدون  بأنه نادى بنفسه زعيماً للعشيرة الغسانية.حارب الاقطاع و البرجوازية و الطبقية و كان صاحب أول ثورة اجتماعية تحررية في تاريخ سوريا الحديث.

مجيب سلمان المرشد
مجيب سلمان المرشد

1946-1952

الدعوة الفعلية للمذهب المرشدي تُنسب إلى ابنه مجيب والذي يعتبر المرجع الأول للمرشدية التي أعلنها في  25 آب 1951. تم تغييب (اعدام) مجيب على يد عبد الحق شحادة آمر الشرطة العسكرية في عهد اديب الشيشكلي، وبإيعاز منه،  في 27 تشرين الثاني 1952. يعتبره المرشديون المخلّص الذي أعطى المعرفة الجديدة عن الله، وقد أشار قبل اعدامه إلى أخيه الأصغر  ساجي باعتباره «الإمام ومعلم الدين». لذلك يُعتبر ساجي المرشد المرجعية الدينية التي يلجأ إليها المرشديون في أمور دينهم. والمخلّص حدثهم عن غيبته وتفاصيلها، اما اسرة سلمان واولاده فهم في تعريف المرشديين “آل البيت”.

1952-الآن

مجيب واخيه ساجي والعائلة
مجيب واخيه ساجي والعائلة

باعتباره الإمام ومعلم الدين بعد غيبة المخلّص عام  1952 أصبح  ساجي المرجع الأول للمرشدية وقد (غاب كما يرى المرشديون) في تشرين الأول  من عام  1998، ولم يوصي بالإمامة لأحد من بعده، لذلك لا توجد عند المرشدية مرجعية دينية بعده. ان له دور مهم اجتماعياً وسياسياً في الحفاظ على تماسك الطائفة، والدور السياسي الأبرز هو موقفه المؤيد لحافظ الأسد أثناء محاولة انقلاب رفعت الأسد، على الرغم من كون القوة العسكرية (سرايا الدفاع) لرفعت الأسد في ذلك الوقت كانت ترتكز في جزء مهم منها على المرشديين. أما اجتماعياً، كان لساجي المرشد دور في إعطاء المرأة حقها في تعلم الدين (الصلاة) ومساواتها بالرجل.

و عندما تولى ساجي المرشد الإمامة، عيّن أربعة “مستلمين”، أي رسل، ليكونوا حلقة وصل بينه وبين أتباعه، لكن هذا التصرف يثير التباسًا حول رتبته في المرشدية. ثم إنه بعد ذلك ازدراهم ووصفهم بأنهم هواة طرب ورقص، في تلميح ضمني إلى الإباحية، فطلب من الأتباع عدم الاستماع إليهم. وتُتداول نصوص يرجح إنها مزوّرة تسمى “الأقداس الستة”، تحتوي على صلوات يفترض أنها مرشدية، لكنها تتضمّن عبارات عدائية شديدة تجاه العلويين، وتشير إلى السعي لتنجيسهم بأي وسيلة، بل وإباحة بنات المرشديين. ومن تلك الأقداس المقتبسة: “ظهور سيدنا سليمان يوم الخميس بعد الظهر على بيدر الحمراء بالقرب من الحرف، بأنه ما أطول سيقانه، سبحان هيئته ما أطول رقبته. أيها المرشديون تباركوا منه ترزقون وتولدون من الدنيا وتعاونوا، وإن أصيب أحدكم بمكروه فأنقذوه حتى ولو بعتم أولادكم وتناكحتم نساءكم بالحرام منا في الحلال. ولا تدخلوا علوياً إلى بيوتكم كي لا يعيدوكم، ولا تطعموهم طعاماً إلا منجساً من نسائكم، ولا ينام في منازلكم أيها المرشديون…” هذا النص يُظهر بوضوح طبيعته المفبركة، ويبدو أن من كتبه علوي يحاول تشويه العقيدة المرشدية، على الأرجح نتيجة تنافس عقائدي. فمن غير المعقول أن تُتلى هذه العبارات في طقس ديني، حتى في أكثر الفرق الإباحية تطرفًا، لأن مثل هذه الذنوب تُمارس سرًا، غالبًا ضمن طقوس خاصة حتى في المجتمعات المتحررة. كما أن لم يُسجّل أن أحدًا من أبناء الفرقة المرشدية تركها وادّعى صحة هذا الكلام. بل إن البنات المرشديات معروفات بالعفة والطهارة، كما هو حال بنات الساحل العلوي عمومًا، ومن بيوت محترمة وعائلات كريمة. في الخلاصة، فإن المرشدية كما تُعرض في الكتب العلنية أو في كتابات الخصوم، تختلف بدقة عن حقيقتها الداخلية. والتصور الأقرب هو أنها فرقة تؤمن بظهور الله في صورة ناسوتية، وتُعظّم مفهوم الإمامة، وتتبنّى رؤية للقيامة تتجاوز الموروث الديني.
  وفي العموم فان المرشديّة هي مذهب ديني يُنسب إلى الإسلام، على الرغم من التناقض والاختلاف بين تعاليم ومبادئ المرشدية والاسلام.

تعود بدايات هذه الحركة إلى سنة 1923، على يد سلمان المرشد خلال فترة الانتداب الفرنسي على سوريا، ولم يتم إطلاق التسمية إلا بعد إعدام سلمان المرشد في أواخر سنة 1946.

العقيدة المرشدية كما كتب احدهم

بعد استقرار أوضاع البلاد، استطاع ساجي أن يتابع تعليم أبناء الطائفة أمورَ دينهم، كما قام بإنشاء مدرسة في كل منطقة يعلم بها الطقوس الدينية، كما أكَّد على اعتبار المرشدية كحالة اجتماعية ثقافية وليست سياسية أو عرقية، مما ساعد قليلاً على انفتاح المرشديين على المجتمع حولهم.
يؤمن المرشديون بالله، كما جاء في الديانات الإبراهيمية السابقة. ويؤمنون أيضاً، بشكل مشابه للطائفة العلوية، أنَّ الله يظهر أو يتجلى على الأرض بهيئة بشرية، فهم يؤمنون بأنَّ كل من سلمان المرشد وولديه (مجيب وساجي المرشد) هم صور للإله على الأرض.
وعلى الرغم من وجود اختلافات بينهم وبين العلوية، إلا أننا يمكن أن نعتبرهم نسخةً معدلة عن الطائفة العلوية.
أوجه الشبه والاختلاف بين العلوية والمرشدية
1. كما ذكرنا سابقاً، يؤمن المرشديون والعلوين بأن الله يتجلى ويظهر على الأرض، ويؤمن أتباع الطائفتين بأن علي ابن أبي طالب هو تجلي الله على الأرض.
2. يؤمن العلويون والمرشديون بتقمص الأرواح، أي أنَّ الشخص بعد موته يعود مرة أخرى إلى الحياة بجسد آخر، ويصنف حسب أعماله.
3. في المرشدية التعليم الديني من حق الأنثى والذكر على عكس العلوية.
4. لا يوجد في المرشدية مرجعية دينية بعد وفاة ساجي المرشد. أما بالنسبة لمن يعلم الطقوس، فهم أشخاص عاديون ليس لهم أي مرتبة دينية. يقوم أهل المنطقة باختيارهم لتعليم الصلاة ويطلقون عليهم اسم ”الملقّن“، أي الذي يلقن الصلاة للداخلين في الدين.
عندما يبلغ الشخص (ذكراً أو أنثى) سنَّ الرابعة عشر، وفي يوم ميلاده، يتم ”إدخاله بالدين“ ليتعلم الطقوس الدينية كافة، بحضور الملقن وأهل الشخص وعدد من أهالي المنطقة. يسأل الملقن الشاب (أو الفتاة) صغير العمر إن كان يريد دخول الدين فيجيبه بنعم، ثم وبموافقة الحاضرين، يدخل الشاب أو الفتاة بالدين ليتم تلقينه الصلاة والطقوس لاحقاً.
يعتبر المرشديون أن هذه المناسبة هي مدعاة للفخر والفرح بأن ابنهم أو ابنتهم يدخلون الدين. فيقيم أهل المتعلم وليمةً وحفلةً يغنون فيها الأشعار الدينية.
ومن الأشعار الدينية التي تغنى:
عَلمتَني الحياة والصدق والمنجاة..
والروحَ والرحمة والحب والكلمات..
علّمتَني اللطفا والسعد والعرفا..
والحمد والوصفا والنور والبَرَقات..
علمتني الدينا والعين والسينا..

والكيف والكونا والكمَّ والعِلّات.

اثر وحيد للمرشدية كعقيدة في سهل الغاب
اثر وحيد للمرشدية كعقيدة في سهل الغاب
الطقوس الدينية المعروفة عند المرشديين تقتصر على الصلاة، ولا يوجد مكان محدد للصلاة (في البيوت) أو وقت محدد (المعلومة من الشاب المرشدي م.ر). وهي صلاة خاصة بالمرشديين لا يعلم بشأنها أحد.
أما بالنسبة للأعياد، فلديهم عيد وحيد هو ”عيد الفرح بالله“، يحتفلون به في 25 آب من كل سنة ولمدة ثلاثة أيام. وهو ذكرى قيام مجيب المرشد بالدعوة إلى المعرفة الجديدة (كما ذكرنا سابقاً). يحتفل المرشديون بهذا العيد بفتح أبواب بيوتهم للقادمين المهنئين بالعيد، ويقومون بوضع طاولة عليها أصناف الحلويات والفواكه معبرين عن فرحتهم. كلمة التهنئة في العيد هي ”هنأكم الله على الإيمان“ فيجيب ”أسعد الله حياتكم“.
أما عن السهرات الدينية فتقام مساءً في أماكن تسمى ”الساحات“، وهي أماكن كبيرة، يجتمع فيها الناس بالجلوس على الكراسي والرقص على أنغام الآلات الموسيقية والأشعار الدينية التي كتبها (مجيب وساجي المرشد)، هذه الساحات هي أماكن موجودة على الطرقات العامة وليست مغلقة كما تقول الشائعات.
وعلى الرغم من كون عيد الفرح بالله هو عيدهم الوحيد، إلا أنهم يحتفلون بيوم 12 تموز من كل سنة ذكرى تأسيس أو دخول الناس في ولاية سلمان المرشد أو اتحاد الشعب الغساني، كما يحتفلون بذكرى خروج مجيب المرشد من السجن (5 تشرين الأول) قبل مقتله. وهناك مناسبة أخرى في (5 أيار) وهي مناسبة شكر لله.
كما يقيم المرشديون حفلات وسهرات دينية في البيوت لمختلف المناسبات الشخصية، قد تكون تعبيراً عن شكرهم لله على حسب قولهم، أو عند تعليم أحد الأولاد الدين.
لا يحزن المرشديون عند موت أحد الأشخاص التابعين للطائفة، لأنهم يعتقدون أن بوفاته ينتقل إلى مكان أفضل، وحسب معتقدهم فإن الأشخاص الأكثر إيماناً ينتقلون إلى الجنة الموعودة، أما باقي الناس فيعودون إلى الحياة لاستكمال إيمانهم وأعمالهم الصالحة في أجساد أخرى، تشبه هذه المبادئ والأفكار بشكل كبير الأفكار عند الطائفة العلوية والدرزية.
يؤمن المرشديون بأنَّ الجسد ما هو إلا عبارة عن ”قميص“ يتبدل وتبقى الروح هي الأهم، وبالتالي ليس هناك اهتمام بشكل القبر والمقابر. كما أنهم لا يقومون بزيارة القبور.
مدة التعزية الخاصة بوفاة أحد المرشديين هي ثلاثة أيام، يستقبل فيها أهل المتوفى الزائرين المعزّين. وكلمة التعزية الخاصة بهم هي: ”أحسنَ الله خلاصه (أو خلاصها)“، ويجيب: ”شكراً لك“. في اليوم الثالث من التعزية تقام سهرة دينية تعرف بسهرة الوفاة، يغنون فيها الأشعار الدينية، ومن هذه الأشعار الأبيات التالية:
ملاك الموت أقبِل يا حبيبي.. وخلصني من العيش الكئيبِ.
حبيبي هل إلى الميقات قرب.. يخلصنا من العيش الرتيبِ.
ومن أقوال ساجي المرشد عن الحياة الآخرة: ”لولا الآخرة لما كان للحياة الدنيا من معنى، ولكن مع الآخرة أصبح للدنيا معنى“.
عند سؤالنا للشاب (م.ر) عن الأشياء المحرمة في المرشدية أجاب: ”كما علمنا إمامنا ساجي المرشد؛ فإن الحلال هو ما حلّله القرآن والحرام هو ما حرَّمه القرآن“.
سلمان المرشد والمرشدية
سلمان المرشد والمرشدية
يتشابه المرشديون مع باقي الطوائف الإسلامية في الأشياء المحرمة، كون مصدر التشريع يأتي من القرآن، لكنهم يختلفون عن معظمهم في تطبيق هذا التشريع، فالدين المرشدي ،كما قال الشاب (م.ر) دين قائم على النصيحة وليس هناك عقاب أرضي على من يخالف النصيحة، فمن خالف النصيحة إنما يؤذي نفسه وليس الدين أو الآخرين على حد قوله.
إن أكثر ما يميز المرشديين اجتماعياً، هو عدم تقبلهم للكفر أو الشتم، وهذا ما يشتهرون به بين الطوائف التي تعيش معهم في نفس المناطق، وعند سؤالنا لأحد أبناء الطائفة العلوية الشاب (م.ع) عن جيرانه المرشديين فكان رده: ”أنهم أناس عاديون ومحترمون لكن احذر أن تكفر أو تشتم أمامهم“.
وهناك أيضاً عادة تعليق صور كل من سلمان المرشد أو أحد ابنائه (ساجي أو مجيب المرشد) في البيوت. فعند زيارتك لأحد منازل أبناء هذه الطائفة فستلاحظ انتشار هذه العادةفهم آل البيت.
بشكل عام، يفضل المرشديون الزواج من بعضهم البعض، ولكن عند الحديث مع المرشديين بهذا الموضوع تبين لنا أنه حسب تعاليم إمامهم ساجي المرشد، فإنه يحق لكل من الذكر والأنثى اختيار الشريك المناسب، ولكن عند النظر إلى الواقع تجد الأمر في معظم الأحيان مخالفاً لما ذكر.
المهر بالنسبة لهم هو عبارة عن 400 ليرة سورية ( أقل من 1$ حالياً)  (وقتها)، وذلك حسب توصية مجيب المرشد. أما عند الطلاق، غالباً ما يرجع الزوجين إلى مجموعة من أهالي المنطقة من المرشديين ليحكمو فيما بينهم، ويشمل ذلك حقوق المرأة المطلقة وأولادها.
كما ذكرنا سابقاً، فإن المرشدية دين نصيحة، فليس هناك إجبار أو إكراه على شيء حسب قولهم، والنصائح التي يتبعها المرشديون هي نصائح مجيب المرشد لهم وهي:
”نصحنا مجيب بالابتعاد عن الفحشاء والخنى: الفحشاء هو الزنى، والخنى كلام العهر.
ونصحنا بالتقليل من إشباع شهوات الجسد.
ونصحنا ألا نغضب إلا على باطل، أو انتصارا للحق.
ونصحنا أن لا نروي حكايات نسيناها، كي لا يقودنا لساننا إلى الكذب.
ونصحنا بالابتعاد عن الرياء و المخادعة.
ونصحنا ألا نحقد على أحد.
ونصحنا أن لا نقرب الزناة و لا نسايرهم فهذا يجعلنا نحبذ الزنا.
ونصحنا أن لا نستشير بعمل الخير أحدا إذا علمنا أنه خير.
ونصحنا ألا نلوم أنفسنا إذا ثرنا على الباطل، و قمنا بتعنيف المبطل.
ونصحنا أن لا نكدّر المستمعين إلينا، و أن نقصر من الحديث إذا لمحنا علائم الكدر ظهرت على وجه من نحادثه.
ونصحنا ألا نتظاهر بعظمة أخلاقية لا نمتلكها.
ونصحنا أن لا نبكي أنفسنا، بل نشكي مصائبنا إلى الله، و هو العليم الخبير.
ونصحنا ألا نتحزب إلا للحق.
ونصحنا ألا نحسد أحدا، فمعرفة الله هي كنز البقاء الذي يحسد صاحبه عليه.
ونصحنا ألا نذلّ أنفسنا إلا للحق، فمذلة النفس أمام الحق عزّة لها.
ونصحنا ألا نتباهى، فما من أحد بأعز من أحد, إلا بقدر ما يعز الله.
ونصحنا أن لا ننوي فعل أمر نستحي أن نجهره أمام الناس.
ونصحنا ألا نخاف قط، فدنيا الآخرة خير للمؤمن من دنيانا هذه“.
النصائح كما ذُكِرت في كتابات نور المضيء مرشد، وهو ابن سلمان المرشد الأصغر وشقيق مجيب وساجي. وله كتاب يتحدث عن المرشدية اسمه «لمحات حول المرشدية».
سلمان المرشد والمرشدية
سلمان المرشد والمرشدية
المرشدية دين غير تبشيري يخلو من رجال الدين والزعامات الدينية.
حاولت التعاليم المرشدية المساواة بين الرجل والمرأة في كافة الحقوق.
المرشدية تنتمي للدين الإسلامي بالفكرة ولا تشابهه بالتقاليد الدينية، فالمرشدي لا يصوم شهر رمضان ولا يصلي صلاة الإسلام ولا يحتفل بأعياده.
المرشدية كباقي المذاهب والأديان لها نظام وتعاليم، ولكن لا يعني هذا التزام الجميع بالتعاليم حرفياً.

عيد الفرح بالله

هو أقدس المناسبات لدى أتباع الطائفة المرشدية. يُحتفل به كل عام من 25 إلى 27  آب، تخليدًا لإعلان مؤسس الطائفة، مجيب المرشد، عام 1951.
يمضي المرشديون هذه الأيام الثلاثة في أجواء روحية هادئة، يؤدون فيها صلوات خاصة، ويتزينون بأجمل ملابسهم، ويتبادلون الحلوى تعبيرًا عن الشكر لله.