سورية.. “بلاد الشام”
سورية يطلق عليها كذلك بلاد الشام، هو قلب العروبة النابض وعمودها الفقري يقع شمال غرب قارة آسيا، وشمال شرق “الشرق الأوسط”، ويطل على البحر الأبيض المتوسط، تحده من الشمال تركيا ومن الجنوب الأردن، ومن الشرق العراق ومن الغرب لبنان، ويعرف بأنه من أقدم المناطق المأهولة في العالم، وعاصمته دمشق. موقعها جيوسياسي في شرق المتوسط وكانت ولاتزال عقدة الطرق الدولية منذ فجر التاريخ وخاصة طريق الحرير…كذلك هي عمود ومحور القضايا العربية وفي مقدمها القضية الفلسطينية وتحملت منذ 1948 الهم الاكبر عربيا لأجلها…
الموقع
تقع سورية الحالية غرب القارة الآسيوية، تحدها شمالا تركيا، وشرقا العراق، وجنوبا الأردن وفلسطين، وغربا لبنان والساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، على خطيّ عرض 32-37 شمالا وخطيّ طول 35-42 شرقا، ويعد موقعها إستراتيجيا لوقوعها عند ملتقى القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا.
التقسيم الإداري
تنقسم سورية إلى 14 محافظة، أكبرها حمص ولها حدود مع ثلاث دول عربية هي العراق والاردن ولبنان ثم دير الزور ولها حدود مع العراق فالحسكة لها حدود مع تركيا والرقة وحلب ولها حدود مع نركيا وريف دمشق وحماة وإدلب ولها حدود مع لواء الاسكندرون السليب والسويداء ودرعا واللاذقية وطرطوس والقنيطرة ودمشق. اضافة الى لواء الاسكندرون السليب وعاصمته انطاكية.
الجغرافيا
يبلغ طول الساحل السوري 183 كيلومترا، بينما تمتد الحدود البرية على مسافة 2253 كيلومترا، تشترك منها مع تركيا بـ8822 كيلومترا وهي الأطول، ومع العراق بـ605 كيلومترات، ومع الأردن ولبنان بـ375 كيلومترا، ومع فلسطين بـ76 كيلومترا فقط.
ويمتد الساحل السوري على طول البحر الأبيض المتوسط من شمال البلاد إلى جنوبها، ومن الشمال تنحدر الجبال من طرطوس وصولا إلى البحر.
تتوزع الجبال في سورية، ففي الشرق يوجد جبل الأنصارية، وسلسلة جبال لبنان الشرقية الواقعة على الحدود السورية اللبنانية، وأعلى نقطة فيها جبل حرمون بارتفاع 2814 مترا، إضافة إلى جبال أبو رجمين وجبال الرواق شرقا وجبل الدروز في الجنوب الشرقي وجبال بشري في الشمال الشرقي.
بقية البلاد صحراوية بتضاريس جبلية، تتحول إلى أرض خضراء زراعية عند هطول الأمطار. ويعد النهر الوحيد الصالح للملاحة والشرب نهر الفرات، وتستغل مياهه في الري والشرب، خاصة من طرف سكان حلب.
ووفقا لوزارة البيئة السورية للعام 2003 تشكل المراعي 45% من أراضي البلاد، إضافة إلى 32% أخرى تشكل أراضي خصبة، و20% أراض قاحلة، بينما لا تغطي الغابات سوى مساحة 3% رغم أنها كانت تشكل 32% من مساحة البلاد بداية القرن 21.
الموارد الطبيعية: النفط والغاز والفوسفات والحديد الخام والرخام والملح الصخري والحديد والكروم والرصاص والنحاس واليورانيوم والكبريت والمغنيزيوم والإسفلت والجص والطاقة الكهرومائية والسيليكون.
المناخ
مناخ سورية متوسطي عند ساحل البحر المتوسط، وجاف في المناطق الداخلية، ففي الصيف يكون حارا وجافا، وفي الشتاء باردا وماطرا، مع ارتفاع نسبة الرطوبة، وترتفع درجات الحرارة كلما اتجهنا للمناطق الشرقية وبادية الشام.
السكان
بقدر عدد السكان حوالي 25 مليون نسمة
التوزيع العرقي
تتميز سورية بتنوع عرقي وديني كبير، إذ كانت من أكثر المناطق حيوية في التاريخ القديم ومن أقدم الأراضي التي اكتشفت فيها آثار الإنسان لعصور ما قبل التاريخ نظرا لموقعها الإستراتيجي، وما يزال بضعة آلاف من السوريين يتحدثون اللغة الآرامية وهي لغة سورية الطبيعية ولغة السيد المسيح والمكناة باللغة الارامية الفلسطينية، ونظرا لوجود عدد من العرقيات في النسيج السكاني فان لغاتهم منتشرة في الارض السورية كالآرامية والارمنية والكردية والشركسية والآشورية.
الديانة
بفعل حركة الهجرة الداخلية، لا يمكن حصر منطقة جغرافية معينة بفئة عرقية أو دينية منفصلة، بل يمكن الحديث عن أغلبية سنية عامة (أكثر من 80%) تتركز في المحافظات الرئيسية: دمشق وحمص وحماة وحلب والرقة ودرعا، وتشكل أغلبية في محافظة دير الزور ومدينة البوكمال والقرى القريبة من الحدود مع العراق.
وهناك العلويون الذين يتركزون في قرى الساحل وبعض المناطق الداخلية، بينما الدروز يتمركزون في جبل الشيخ بالسويداء والجولان وجبل العرب. وينتشر المسيحيون في كافة أنحاء البلاد.
وتوجد عرقيات مختلفة مثل الآشوريين والكلدان والسريان والأرمن والآراميين. ويتركز الشركس في دمشق، والأرمن بشكل أساسي في حلب وريف اللاذقية والقامشلي. والأكراد في المناطق الشمالية الشرقية، خاصة في محافظة الحسكة والقامشلي والمناطق الشمالية في ريف حلب قرب الحدود مع تركيا ومعظمهم وفد الى سورية هربا من الاتراك في ستينيات القرن 20 وكانوا قد أُعطوا بطاقات شخصية بعنواناجانب الحسكة قبل ان يُمنحوا جميعا عام 2004 الجنسية السورية وكان عدد هولاء المتسربين والاحئين نيف ومائة الف يقطنون في محافظة الحسكة وارياف حلب.
التسمية
كانت سورية تسمى سابقا “إبر ناري”، وتعني عبر النهر، وشملت معها لبنان وفلسطين، وظهر هذا الاسم في الكتاب المقدس “لعزرا” و”نحميا”، وأيضا في تقارير كتبة الملوك الآشوريين والفرس.
وقيل إن اسم “سورية” قد اشتق من الاسم الذي كان يطلقه المؤرخ الإغريقي “هيرودوت” عندما كان يشير إلى كامل بلاد ما بين النهرين باسم “آشور”، وبقي يتداول حتى بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية عام 612 قبل الميلاد، وحتى بعد الإمبراطورية السلوقية التي ظهر خلالها اسم “سورية”.
وقيل إن الاسم في أصله عبري يعود لـ”سيريونس” (تعني الدروع) التي كان يشير بها العبرانيون لسكان المنطقة نسبة للدروع المعدنية لجنودهم.
وتحدثت نظرية أخرى عن أن الاسم اشتق من الاسم الصيدوني لجبل الشيخ “سيريون”، والذي فصل بين مناطق شمال “إبر ناري” وجنوب فينيقيا. وقيل إنه جاء من كلمة “ساريا” السومرية، التي كانت أيضا اسما للجبل نفسه.
التاريخ
سورية واحدة من أقدم المناطق المأهولة بالسكان، وفيها اكتشفت آثار يرجع تاريخها إلى أول اكتشافات الوجود البشري في العالم، ويعد كهف الديدرية القريب من حلب أحد الاكتشافات التي تشير إلى سكن “الإنسان البدائي” (إنسان النياندرتال) للمنطقة وفي جبال القلمون شمال دمشق وفي محيط دمشق الى مافوق 50 الف سنة قبل الميلاد.
تأسست أهم مدينتين في سورية القديمة “ماري وإيبلا” حوالي 4 آلاف و3 آلاف قبل الميلاد، وبعد حكم الإمبراطورية الأكدية تضررت المدينتان، قبل أن تنهضا تحت سيطرة الأموريين في الألفية الثالثة قبل الميلاد وصارت تعرف بأرض “أمورو”.
لأهميتها الإستراتيجية الواقعة على مفترق تجاري، استولت عليها عدة ممالك وإمبراطوريات منها مملكة ميتاني ثم الحثيون ثم الآشوريون عام 1245 قبل الميلاد.
وفي القرن السادس قبل الميلاد خلال العصر البرونزي كانت المناطق الغربية لسورية جزءا من مملكة كنعان القديمة، ومناطقها الشرقية ضمن حكم حضارات بلاد ما بين النهرين.
بقيت المنقطة غير مستقرة حتى انتهاء العصر البرونزي 1200 قبل الميلاد، وانتهت الثقافة السومرية إثر الغزوات المستمرة، وصعدت الإمبراطورية الآشورية التي استولت على مصر حينها.
وبعد سقوط الإمبراطورية الآشورية عام 612 قبل الميلاد سيطرت بابل على المنطقة، وتغيّر اسمها إلى “شور”، وحينها كان الآراميون هم الأغلبية في البلاد، فيما احتل الفينيقيون شمال البلاد واختلطت الأبجديتان الآرامية والفينيقية والاغريقية وخاصة بين الفينيقية والاغريقية من قبل الغزو اليوناني بقيادة الاسكندر وتلاقحت اللغتان.
سيطر البابليون على سورية من عام 605 إلى 549 قبل الميلاد، ثم احتلها الفارسيون، ثم الإسكندر الأكبر وحكم الإمبراطورية السلوقية فالرومانية، تلاها حكم الروم.
استولت الإمبراطورية الرومانية على سورية عام 63 ق.م، وفي العام 313 م وبقيادة قسطنطين الكبير ونقل عاصمة الامبراطورية الرومانية من روما الى القسطنطينية عام 320م وحينها تنوع السكان بين اليونانيين وا(لآراميين والآشوريين اللذين اعتنقا المسيحية) ومن دمشق وانطاكية عاصمة السلوقيين ثم الرومان باسم عاصمة الشرق الروماني الوثني الى الامبراطورية الرومية فصارت انطاكية مدينة الله انطاكية العظمى لدورها الكبير في نشر المسيحية الى العالم.
اذن صارت المدينة الهلينية التي بناها سلوقوس نكتاروس احد قادة الاسكندر أنطاكية على اسم والده انطيوخوس المركز الرئيسي للمسيحية، ومنها انطلقت أولى البعثات التبشيرية مع القديسين بولس وبرنابا وبطرس وتأسس فيها الكرسي الانطاكي المقدس بيد الرسولين بطرس وبولس وكان بطرس الرسول اول بطاركته، فصارت سورية وشعبها حينها المساعد الرئيسي لانتشار المسيحية في بلاد ما بين النهرين كما في كل العالم.
انتشر الإسلام في سورية بعد هزيمة الروم في معركة دمشق سنة 635م ومعركة اليرموك في زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وكانت الحملات الاسلامية بقيادة أبي عبيدة الجراح.
فتحت المدن تلو الأخرى سلميا، وأصبحت سورية جزءا من الخلافة الراشدة. ومن حينها حافظت البلاد على استقرارها وتطورها تحت حكم المسلمين الذين سمحوا بداية ببقاء المسيحيين وغيرهم على دياناتهم بشرط دفع الجزية او اغتناق الاسلام.
ازدهرت سورية اقتصاديا وثقافيا وحضاريا ومعماريا تحت حكم الأمويين الذين جعلوا دمشق عاصمة للخلافة عام 661 ميلادي. بعد ذلك، صعد الحكم العباسي عام 750 ميلادية وانتقلت العاصمة إلى بغداد، مما أثر اقتصاديا وثقافيا على سورية.
ثم ظهرت دويلات شبه مستقلة مثل الحمدانية والسلجوقية، قبل أن تتفكك الدولة العباسية وتتحول إلى إمارات مستقلة تطاحنت فيما بينها، مما أثر على الاقتصاد والاستقرار في سورية ونشوء دويلات غير عربية حامية للدولة العباسية.
الصراع على المنطقة
استمر الصراع سجالا بين العباسيين وامبراطورية الروم حصارهم للمنطقة عام 962 واستطاع الروم اعادة حلب الى تابعيتهم وعقد اتفاقيات مع الحمدانيين … اعلنت اوربه حملات الفرنجة عام 1094 واستطاعوا عبر 14 حملة من الاستلاء على المشرق بمافي ذلك القسطنطينية عاصمة الامبراطورية الرومية، وأسسوا ممالك على الساحل السوري، وفي حربهم الصليبية الثانية حاصروا دمشق، ومع ذلك لم يستطيعوا احتلالها، إلى أن جاء الزنكيون الذين وحدوا شمالي البلاد، ثم وحدها من بعدهم صلاح الدين الأيوبي مع مصر واستعاد القدس، وكانت له مع إمارتي أنطاكية وطرابلس معارك دورية.
بعد الأيوبيين حكم المماليك المنطقة وطردوا الصليبيين من أنطاكية عام 1267 ثم من طرابلس عام 1285، لكن خلالها تعرضت حلب ودمشق للحرق والتدمير على يد المغول بقيادة هولاكو قبل أن يطردهم المماليك بمعركة عين جالوت.
لم تسلم المنطقة من الغزوات المغولية المستمرة التي جلبت معها الدمار، خاصة نتيجة غزوات تيمرلنك بين اعوام 1400 و1402، لكن خلال العهد المملوكي انتشرت فيها الأوبئة والمجاعات، وأهملت البلاد فانهار الاقتصاد، وكثرت الانقلابات العسكرية وثار نواب المملوكيين في المدن السورية.
الاحتلال العثماني
انتهى حكم المماليك في سورية بعد معركة مرج دابق في آب 1516، حيث سيطر العثمانيون على المنطقة وأسسوا “الولايات العثمانية السورية”.
ازدهرت حلب ودمشق اقتصاديا وثقافيا فصارتا مركزا لقوافل الحج خلال الحكم العثماني. اندلعت فيما بعد ثورات بسبب الضرائب والتجنيد الإجباري والمجاعة.
من عام 1833 وحتى قيام الحرب العالمية الاولى ومظالم الاتراك في كل عهودهم للشعوب الخاضعة لحكمهم ومنها بلاد الشام وانتجت مجازر طائفية بحق المسيحيين بتشجيع من العثمانيين (للخلاص من نظام الامتيازات الممنوح للدول الكبرى) في بلاد الشام جبل لبنان 1849- 1860 وحلب والقلمون وبعلبك 1850 ودمشق ومحيطها وحوران وجبل الشيخ وجبل الدروز 1860 وبالاخص مع قيام جماعة الاتحاد والترقي بالاستيلاء على الحكم وتحييد السلطان عبد الحميد الثاني التي كان العرب قد أملوا منها خيراً لكن الاتحاديين بنزعتهم الطورانية المتعصبة قلبوا ظهر المجن للحركات التحررية ومنها في سورية وعلقوا احرار الشام على اعواد المشانق في بيروت ودمشق الذين طالبوا بالاستقلال في 6 ايار 1016 مترافقة مع دخول الدولة في الحرب العالمية الاولى بمآسيها الكارثية على بلاد الشام ومنها مجاعة سفر برلك الضارية التي افنت مئات الالوف خلال اربع سنوات الحرب العالمية الاولى، انتهت بقيام الثورةالعربية الكبرى بقيادة امير مكة المكرمة الملك حسين الهاشمي عام 1916.
دخلت القوات العربية بقيادة ابنه الأمير فيصل الحسين سورية عام 1918 بدعم بريطاني، وأنهت الحكم العثماني الذي دام 400 عام.
عُقد فورا مؤتمر سوري في 8 آذار عام 1920 وأعلن استقلال سورية، وفيصل ملكا دستوريا عليها باسم فيصل الاول واعلن التتويج في 11 آذار 1920 لكن فرنسا احتلتها بعد انتصارها على الجيش السوري الفتي بقيادة البطل يوسف العظمة وزير الحربية وألغت “المملكة العربية السورية” تنفيذاً لاتفاقية سايكس بيكو الاستعمارية 1916 بين الحلفاء.
عام 1921، ضمت فرنسا الإسكندرون إلى سوريا ومنحتها حكما ذاتيا باسم سنجق الاسكندرون تمهيدا لسلخه والحاقه بتركيا (كما حصل عام 1939)، ثم ضم لولاية حلب عام 1923.
ورغم زوال الحكم العثماني إلا أن آثاره مازالت قائمة في سوريا، إذ ينتشر المعمار العثماني من المساجد والحمامات والقصور والخانات والأسواق، حتى إن اللهجة السورية قد أخذت حظها الوافر من المفردات والتراكيب اللغوية والثقافة التركية عموما، وصارت جزءا من ثقافة الشعب السوري.
الاحتلال الفرنسي
عام 1920 وفي مؤتمر سان ريمو قسّمت مملكة سورية لعشرة كيانات مستقلة ووضعت مع لبنان تحت الانتداب الفرنسي باسم دويلات ومنها دولة لبنان الكبير 1920 ثم جُلجمهورية مستقلة عام 1928، وبين عامي 1922 و1924 اتحدت دويلات جبل العلويين ودمشق وحلب، ثم بعدها بعام اتحدت حلب ودمشق، وبقيت دولة جبل العلويين شبه مستقلة، وأعلن الاتحاد “الدولة السورية”.
اندلعت الثورة السورية الكبرى عام 1925ـ 1927للتحرر من الاستعمار الفرنسي، فجرت انتخابات الجمعية الدستورية بعدها بعام وشكلت الجمعية دستور البلاد عام 1930 وصار محمد علي العابد أول رئيس للجمهورية.
استمر النضال ضد الاستعمار الفرنسي في السنوات اللاحقة، ومرت البلاد بأحداث كثيرة منها “الإضراب الستيني” وتوقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936، ووصول هاشم الأتاسي لمنصب رئاسة البلاد.
وعمت الاحتجاجات عام 1939 في كل سورية مطالبة باستقالته وتعليق العمل بالدستور، ثم احتجاجات عام 1941 بسبب الأزمة الاقتصادية التي شلّت البلاد خلال الحرب العالمية الثانية وكانت خلال حكم بهيج الخطيب التي سميت بحكومة المديرين.
سيطر الحلفاء قوات فرنسا الحورة بقيادة الجنرال ديغول وكاترو مع القوات البريطانية بعد معركة دمشق عام 1941 وطردت قوات فيشي التابعة لألمانيا التي كانت قد احتلت فرنسا واقامت ” حكومة فيشي” الموالية لها في فرنسا ومستعمراتها ومنها سورية ولبنان، وفي عام 1941 اعلن كاترو استقلال سورية بما عرف ب “وثيقة استقلال سورية” ونظموا انتخابات قادت إلى اختيار شكري القوتلي رئيسا. وبعد انتهاء الحرب اندلعت الانتفاضة المطالبة بالاستقلال التي حررت البلاد عام 1946 وتم جلاء آخر جندي من سورية في 16 نيسان 1946 بعد مجزرة دمشق والبرلمان في 29 ايار 1945.
من الاستقلال الى الانفصال
استقلت البلاد عام 1946، لكنها عانت من اضطرابات سياسية مستمرة فيها مع انقلابات وثورات متلاحقة. استولى الجيش على السلطة عام 1949 بقيادة حسني الزعيم الذي قام بأول انقلاب عسكري في البلاد، ثم اتحدت سورية مع مصر بين عامي 1958 و1961 تحت اسم ” الجمهورية العربية المتحدة”، لكنها سرعان ما انهارت بعد انقلاب عسكري وكانت حقبة الانفصال من 1961- 1963 ثم حصل انقلاب عسكري قاده الضباط البعثيون في 8 آذار 1963 تبناه حزب البعث الذي كان وبقية الاحزاب السورية محظورا زمن الوحدة بقرار من عبد الناصر، وساهم في الانفصال 1961 التدهور الاقتصادي بعد حملة التأميم التي فرضها عبد الناصر على مقدرات سورية الاقتصادية وهجرة اصحاب الرساميل من البورجوازيين الى لبنان حيث ساهموا برساميلهم في نهضة اقتصادية في لبنان.
أبرز المعالم في سورية
في سورية يصح القول انه تحت كل حجر يوجد أثر ومن هذه الآثار الكثير ممابقي حيا من الاماكن الأثرية كتدمر وافاميا وبصرى وقلاع دمشق وحلب وحماه وحمص وبصرى وشهبا والحصن وافامية والمرقب وصلاح الدين و الآثارالدينية المسيحية والاسلامية تفيد بالحج الديني للفئتين حتى اليهود في كنيس جوبر التاريخي الذي يعود الى خمسة آلاف سنة ولاتزال الاوابد المسيحية الحية منتشرة في سورية وفيها اقدم كنيسة في العالم هي المريمية بدمشق التي تعود الى عام 36مسيحية متزامنة مع بيت حنانيا الرسول وكنيسته…مع الاديار الشهيرة في صيدنايا ومعلولا وبلودان ووادي النصارى وحوران وازرع… وكاتدرائيات حمص وحماه وحلب والاذقية وانطاكية ونشير بتأكيد الى تجذر المسيحية في ارض الشام فهي كانت اول المناطق حين بدء البشارة المسيحية من فلسطين ومن دمشق وانطاكية الى كل العالم… ومنها ماهي مندثرة كدير سمعان العمودي والقديس مارون و…في حلب والمدن المنسية في ادلب ودورا اوربوس و…
كذلك تحفل بالآثار الاسلامية من جوامع ومساجد وتكايا منذ 14 قرنا وابرزها الجامع الاموي في كل من دمشق وحلب وجامع ابن الوليد في حمص…
وتعد دمشق القديمة من اجمل مدن الشرق وتستقطب السياح العرب والاجانب بكل مافيها ويكفي السائح ان يمشي في شارعها المستقيم الواصل بين بابي الشرقي والجابية ويتأمل عظمة سورها وقلعتها وجامعها الاموي وكاتدرائية المريمية والبيوت الدمشقية البديعة كقصر العظم ومكتب عنبر… ليحلم بتاريخه المجيد ويشاهده حاضرا بعينيه…
سوق الحميدية
يُعتبر سوق الحميدية من أعرق أسواق الشرق، حيث بُني القسم الغربي عام 1780 في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الأول، والقسم الشرقي في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.
يمتد السوق على طول 600 متر، ويضم ممرات مثل سوق “اتفضلي يا ست” للأقمشة، وسوق التوابل، وسوق الصاغة، وسوق السروج، وسوق القيشاني والمناخلية والعصرونية وغيرها من الأسواق التاريخية ويعد اكبر مول تجاري في العالم ويشكل قلب دمشق القديمة.