عذراء المديح Παναγία των Χαιρετισμών
هذه الأيقونة موجودة في جبل آثوس المقدّس في دير ذيونيسيو Ιερά Μονή Διονυσίου.
يعود زمن هذه الأيقونة المقدسة إلى القرن السابع المسيحي. ففي سنة 626 كانت الحرب دائرة بين الروم والفرس. فاستطاع الفرس أن يتقدموا بالحرب حتى مدينة خلقدونية. فطمع الآفار وهم قوم من البرابرة بالاشتراك في الحرب ضد الروم ظانين أنهم بهذا سيحصلون على غنائم جمّة. فاندفعوا إلى اسوار المدينة المتملّكة، القسطنطينية. وكان الإمبراطور هرقل عندئذ متغيباً عن العاصمة بسبب انشغاله بالحرب. ولكنه كان قد أقام البطريرك المسكوني سرجيوس وصياً على ابنه ونائبه في الحكم. فهب البطريرك بفصاحته وشجاعته يثير الهمم ويشدد العزائم.ويقوي شجاعة المحاصرين بالتوكل على الله ووالدته الفائقة القداسة بقوله لهم: “تشجعوا يا اولادي إننا ملقون رجاءنا كله بالنجاة على الله وحده ورافعون إليه من كل قلوبنا ونفوسنا أيدينا وأبصارنا. فهو الذي يبدد المصائب والنكبات النازلة بنا ويدمّر مباغي أعدائنا”.
وكان البطريرك مع الشعب يطوف شوارع المدينة و حول أسوار المدينة حاملا معه أيقونة المخلّص و أيقونة والدة الإله المقدسة هاتفاً وباكياً: “قم يا الله وليتبدد أعداؤك وليبيدوا كالدخان ويذوبوا كالشمع من أمام وجهك”. (مز67: 1). فاصبح على حسب تعبير أحد المعاصرين “خوذة العاصمة ودرعها وسيفها”. ويقول معاصر آخر: “أن البطريرك ما فتئ يواجه قوات الظلمة والفساد بأيقونتي المخلّص والسيدة العذراء حتى زرع في قلوب الأعداء الرعب والخوف فكانوا كلما عرض البطريرك من الأسوار أيقونة الشفيعة حامية العاصمة أعرضوا هم عن النظر إليها”.
الهجوم على القسطنطينية
أتم زعيم الأعداء كل ما يلزم لتهيئة الهجوم فملأ خليج القرن الذهبي بالسفن وحاصر الأسوار بالعساكر المشاة. وأمر بالهجوم على المدينة. فردّ الجنود المستعينون بالمخلّص ووالدته بشجاعة هجمات العدو الغادر. فامتلأ ميدان القتال بجثث البرابرة، وفي الوقت عينه عصفت ريح عاتية مما جعل البحر هائجاً مائجاً، الأمر الذي أدى إلى إغراق معظم سفن الأعداء وتحطّمها.
فتح شعب القسطنطينية أبواب المدينة وطاردوا البرابرة إلى معسكرهم. عند ذلك أحرق الأعداء جميع الآلات التي كانوا قد جاؤوا بها لتهديم أسوار المدينة. وتقهقروا عنها مخذولين خاسئين، ومعهم الجيش الفارسي الذي شاركهم باقتحامها ومني بالخسائر الفادحة.
أما الشعب المتعزي بمساعدة أم الإله السريعة الإجابة فرنّم أمام أيقونتها المقدّسة: “أني أنا عبدك يا والدة الإله أكتب لك رايات الغلبة يا قائدة محامية و أقدّم لك الشكر كمنقَذةٍ من الشدائد لكن بما أن لك العزة التي لا تحارب أعتقيني من صنوف الشدائد حتى أصرخ إليك، أفرحي يا عروسا لا عروس لها”. وأحيا الليل كله واقفاً على الأقدام مصلياً و مرنّما للشفيعة السماوية نشائد المديح والشكر. فتذكارا لهذا الانتصار والانتصارات الأخرى الممنوحة بمساعدة والدة الإله عيّنت الكنيسة المقدسة عيد مديح والدة الإله الفائقة القداسة في يوم السبت من الأسبوع الخامس في الصوم الكبير من كل سنة. فيرنّم فيه خدمة مديح العذراء الفائقة النقاء المسمى (أكاثيسطون) أي (بغير جلوس). وهو لا يجوز الجلوس فيه لأن الشعب ترنم أولا بهذه النشائد الشريفة واقفاً الليل كله.
الاحتفال بعيد المديح
إن عيد المديح هذا كان يحتفل به أولا في كنيسة البلاط الإمبراطوري حيث حفظت أيقونة والدة الإله القائدة العجائبية مع ثوبها وزنارها الشريفين، وحيث أحيا الشعب الصلاة ساهراً ليلة هجوم الآفاريين والفرس على مدينة القسطنطينية. وفي القرن التاسع أثبت هذا العيد في قوانين ديري سابا المتقدّس و الستوذيتي، ثم في كتاب التريودي الذي يضم صلوات الصوم الأربعيني المقدس، وهكذا عّم الكنيسة الشرقية جمعاء.
ايقونة المديج
إن أيقونة المديح هذه التي تُلي أمامها الأكاثيسطون في القسطنطينية توجد اليوم في جبل آثوس المقدس في دير القديس ديونيسيوس. والكتابة المنقوشة في اللوح الفضي الذي على ظاهرها تنطق بأن الإمبراطور الكسيوس كومنينوس هو الذي عهد بها إلى وكيل الدير. وقد اشتهرت بجريان الميرون الذكي الرائحة منها.
تعرضت هذه الأيقونة للسرقة مرتين، المرة الأولى كانت سنة 1592 والمرة الثانية كانت سنة 1767 وفي كلتا المرتين اضطر سارقوها أن يعيدوها إلى مكانها، ففي سنة 1592 هجمت مجموعة من القراصنة على دير القديس ديونيسيوس وسرقوا هذه الأيقونة المباركة ووضعوها في صندوق بعد أن غطوها بأغطية كثيرة وأبحروا بالسفينة مسرورين بما فعلوا.ما أن ابتعدت السفينة عن الشاطئ حتى تتالت ظهورات أم الإله لزعيم القراصنة مرات عديدة قائلة له: “لماذا وضعتني في السجن أيها الرجل الشرير؟ أرجعني إلى مسكني الذي أقيم فيه بهدوء وسلام”. ولّما لم يبالي الزعيم بكلامها. قامت عاصفة هوجاء مفاجئة وتهددت السفينة بالهلاك. فعاد الزعيم إلى نفسه وتذكر ظهور العذراء له فأسرع إلى الصندوق الذي وضعت فيه الأيقونة فألفاه محطّما إلى قطع صغيرة والأيقونة مبللة بالميرون الطيب العرف مع الأغطية التي عليها. وما أن أخذ الأيقونة على يديه المرتجفتين حتى سكنت الريح وهدأت العاصفة. وللحال عاد اللصوص أدراجهم إلى الشاطئ وأرجعوا الأيقونة إلى الدير المقدّس. وتاب عدد كبير منهم وعادوا إلى الله تاركين لصوصيتهم الأثيمة.مسبحين الله وشاكرين أمه العذراء.
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً