على من نضع رجاءنا؟
على من نضع رجاءنا؟
قصة روحية…
عاش في القسطنطينية رجلٌ غني كانَ محسناً جداً يوزع الخيرات على القراء. وكان لديه ابنٌ وحيدٌ شاب، دعاه مرة، وأراه كل أموالهِ وقال له:” أتريد يابني أنْ أن أترك لكَ كلَّ هذا الغنى أم من الأفضل أن أترك الله مدبراً لأموركَ وكفيلاً لك؟. وبما أنَّ الولد كان حكيماً وفهيماً وخائفاً لله، ومسروراً جداً بإحسانات أبيه.
أجاب:” من الأفضل أن يكون اللهُ مدبراً لحياتي، من كل غنى هذا العالم، لأن هذا الغنى لابدَّ أن يفنى”.
لدى سماع الأبِ أقوالَ ابنهِ هذه شكرَ الرب وأخذ يوزع أموالهُ على الفقراء بلا حساب. وعندما ماتَ تركَ القليلَ لابنِه، وبعد وقت قصير صارَ الابنُ فقيراً ذليلاً، يضعُ رجاءهُ على اللهِ. وكانَ يقطنُ في بلد ِفيه غنيٌّ آخر، لديهِ زوجة تقية وابنةُ وحيدة. فقالت له زوجته:” ايها الرجلُ ابنتنا وحيدة. وقد وهبنا الله كل هذه الخيرات. فلنسع لتزويجها بشابٍ من نّسّبِنا، ذي أخلاقٍ حميدة. ولنبحثَ عن شابٍ يخاف الله متواضع يتزوجُها ويرثُنا.”
وعندما سمع الغني أقوال امرأتِهِ، قال لها:” تقولين الحقْ اذهبي الى الكنيسة، وتوسلي الى الله من أجل هذا من كل قلبِك. ومن ترينه يدخلُ الكنيسةَ أولاً بعد الصلاة، ويكونُ هو من أرسله اللهُ زوجاً لابنتنا”.
فعلت المرأة كما قال لها زوجها، وفور انتهاءها من الصلاة، دخل الى الكنيسة ذلك الشاب ابن البلد البعيد، الذي جعل الله وكيلاً عليه، فسألته المرأة عن نسبِهِ وعن بلده. فأخبرها الشابُ عن مدينته، وأنه ابن فلانٍ المحسن، فسألتهُ عن أبيه، فقصَّ عليها كل ماحّدّثّ، وكيف تركه أبوه لتدبير الله وعنايتِه، عندئذٍ مجدتْ المرأة الله، الذي أرسلَ عروساً لابنتها كما اشتهت، قالت له:” ها إن المسيحَ الذي اخترتَ أن يكون مدبراً وحامياً لحياتك، قد أرسل لكَ امرأةً ومالاً، لكي تتصرف بهما بخوف اللهِ، ولينرِك الله، كي تتابع سيركَ في درب ابيك.
أسرع الوالدان وزوجا ابنتهما لهذا الشاب، وجعلاه وريثاً لكل أملاكهما…
هكذا يكافىءُ اللهُ الجزيلُ العطاء من يَضعونَ رجاءهم عليه لا على الأموال…
اترك تعليقاً