علي عبد الكريم الدندشي

علي عبد الكريم الدندشي القائد الرمز لكشاف سورية

علي عبد الكريم الدندشي القائد الرمز لكشاف سورية

رجال من سورية تركوا بصمتهم الرائعه …

القائد علي عبد الكريم الدندشي -عراب ورمز الحركه الكشفيه في سورية

ولِد علي عبد الكريم الدندشي في قرية باروحة القريبة من مدينةتلكلخ وهو سليل عائلة سياسية معروفة قادت ثورة مسلّحة ضد  الانتداب الفرنسي في سورية. حفظ القرآن الكريم في صغره والتحق بعدها بالكلية الإسلامية في  بيروت لنيل الشهادة الثانوية. وبعد تخرجه سنة 1924 دَرَس الحقوق في  جامعة دمشق .

كشاف الغوطة

علي عبد الكريم الدندشي
علي عبد الكريم الدندشي

في دراسته الجامعية في بيروت  انتسب علي عبد الكريم الدندشي إلى  الكشاف المسلم، وهو أول تنظيم كشفي في الوطن العربي، المتعارف عليه دولياً منذ سنة 1922. وعند عودته إلى دمشق نقل التجربة الكشفية إلى سورية وأسس كشّاف الغوطة في تموز 1927، مع رفاقه الطلبة أحمد الشهابي  وفائز الدالاتي حفاظاً على استقلالية المنظمة الكشفية، رفض الدندشي ربطها  بالكتلة الوطنية، فأطلقت عبر زعيمها  الزعيم فخري البارودي  تنظيم كشفي منافس لكشّاف الغوطة، أطلق عليه اسم “كشّاف أميّة.”

قائداً لكشاف سورية

في سنة 1929 حصل كشّاف الغوطة على اعتراف من منظمة  الكشاف المسلم  في بيروت، ما فتح المجال أمام الدندشي لحضور مؤتمرات كشفية دولية، ممثلاً عن سورية. وفي سنة 1931، أسّس اتحاد الكشاف السوري  وانتُخب رئيساً له. في عهده وصل عدد  المنتسبين إلى التنظيمات الكشفية في سورية إلى 3000 شخص سنة 1933، وتمكن الدندشي من رفعهم إلى 15 ألفاً، بعد فتح أبواب المنظمة الكشفية أمام المسيحيين واليهود(1). ومع نهاية العقد الثالث من القرن العشرين، توسع النشاط الكشفي في سورية، مع إنشاء فرع خاص بالأشبال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7-12 سنة، ووصل عدد أعضاء الكشاف السوري إلى 38 ألف عضو منظّم.

عرّف الدندشي الكشفية بأنها “المؤسسة القومية لشباب الأمة، المحافظة على القيم والأخلاق والأهداف الوطنية، والمتميزة بالفضائل والقدرة على حسن التكييف.” وقد شارك الدندشي مع رفاقه في تشييع  فوزي الغزي، عضو  الكتلة الوطنية وواضع أول  دستور جمهوري في سورية، الذي اغتيل سنة 1929.  وكان ذلك بعد طيّ صفحة الخلاف بين الدندشي وزعماء الكتلة، ودخول كشّاف أمية في صفوف فرق الدندشي وانصهارها مع كشّاف الغوطة. وشارك الدندشي في المؤتمر الكشفي العالمي في هولندا سنة 1937 وأقام أول مؤتمر كشفي عربي في فندق بلودان الكبير  ببلدة بلودان الاصطيافية بريف دمشق سنة 1938، الذي عُقد تحت رعاية رئيس الحكومة  جميل مردم بك.

النشاط السياسي

انتسب علي عبد الكريم الدندشي في شبابه إلى عصبة العمل القومي التي ظهرت سنة 1933 وكانت بقيادة ابن عمّه الدكتور عبد الرزاق الدندشي . وبعد تراجع نشاط العصبة بسبب وفاة مؤسسها سنة 1935، عمل الدندشي في صفوف الحركة الوطنية وكان له دور هام في الاضراب الستيني الذي اطلقته الكتلة الوطنية سنة 1936، احتجاجاً على اعتقال فخري البارودي. وفي أثناء  العدوان الفرنسي على دمشق في  29 ايار 1945، تسلل الدندشي إلىقلعة دمشق مع أعضاء من الكشّاف وتمكنوا من تجريد الجنود السنغال من سلاحهم والاستيلاء على ذخيرتهم مع عدد من الآليات العسكرية.

وبعد  جلاء القوات الفرنسية عن سورية في17 نيسان 1946، عُيّن الدندشي مديراً للتربية البدنية في سورية، التابعة في حينها  لوزارة المعارف، ومنحه رئيس الجمهورية  شكري القوتلي الدرجة الأولى من  وسام الاستحقاق السوريوفي تشرين الثاني 1947 انضم الدندشي إلى جيش الانقاذ (2) المشكّل من قبل  جامعة الدول العربية لمحاربة  العصابات الصهيونية في فلسطين، وسمّي مديراً إدارياً ومعاوناً لقائده العام  فوزي القاوقجي

انتُخب علي عبد الكريم الدندشي نائباً عن مدينة تلكلخ مرتين، كانت الأول سنة عام 1949 والثانية سنة 1954، بعد زوال حكم  العقيد اديب الشيشكلي. من داخل مجلس النواب شارك الدندشي في صياغة قانون الكشاف السوري ، وفي وضع المرسوم التشريعي رقم 119 الذي نظّم الحركات الكشفية والرياضية في سورية. وقد نال عدداً من الأوسمة العالمية تقديراً لعمله الكشفي، كان أبرزها الصقر الذهبي والذئب البرونزي، إضافة لوسام الاستحقاق السوري.

رئيساً للجنة الأولمبية

وانتُخب رئيساً  للجنة الاولمبية السوريةسنة 1948 وكان مديراً لنادي الفروسية. وفي سنة 1951، كان أول عربي يُنتخب في اللجنة الكشفية العالمية، وأصبح تقليداً من بعدها أن يمثل الدول العربية عضواً دائماً فيها.  كما تولّى رئاسة  اللجنة الكشفية العربية وعمل مفوضاً إقليمياً  لكشافي البلاد العربية، ثم أصبح رئيساً لمجلس رعاية الشباب، وعُيّن وكيلاً  لوزارة المعارف السورية.

 ملخص كشفيته

علي عبد الكريم الدندشي
علي عبد الكريم الدندشي
1938 شارك في أول تجمع كشفي عربي في بلودان .
تطوع في جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي وكان ضمن مجموعة حماة الديار.
1946 نظم مهرجان وطني كشفي في مناسبة جلاء الفرنسيين عن سورية .
1954- 1960 عضو اللجنة الكشفية العربية العربية .
1954 ساهم في عقد المؤتمر الكشفي العربي الأول .
1954 قائد أول مخيم كشفي عربي في الزبداني بسورية.
1951- 1957 أول عضو عربي في اللجنة الكشفية العالمية .
1956 – 1958 أصدر جريدة التحرير وكان صاحبها ومديرها المسؤول .
1958 قاد المخيم الكشفي العربي الثالث بسورية.
1970 ترأس المؤتمرالكشفي العربي التاسع بسورية.
تولى باللجنة الكشفية العربية عضوية لجان التمويل 1973 – قلادة الكشاف العربي 1980 العيد الماسي 1984 .
انتخب نائبا وعين وزيرا عام 1954 .
له العديد من الأبحاث والمقالات وأوراق العمل .
ونتيجة هذه الجهود على المستوى العالمي منحته اللجنة الكشفية العالمية وسام الذئب البرونزي عام 1969م، ومنحته اللجنة الكشفية العربية قلادة الكشاف العربي عام 1976م، وحصل على قلادة كشاف ليبيا عام1976م، كما حصل على قلادة كشاف المكسيك عام 1965م، وقلادة الصقر الفضي في مصر عام 1965م، وقلادة الكشاف البريطاني عام 1957م، وقد سطر بذلك تاريخا كشفيا مجيدا وحافلا بالجهود والمثابرة في سبيل الحركة الكشفية العربية العالمية،
توفي في08/02/2000 وأقيم له احتفال تأبيني في دمشق شارك فيه كبار المسؤولين الرسميين والكشفيين العرب من بين الخطباء القائد يوسف دندن . أمين عام الإتحاد العربي لقدامى الكشافين والمرشدات والأستاذ فوزي فرغلي أمين عام المنظمة الكشفية العربية ووري الثرى في بلدته تلكلخ. .

من ذكرياتي معه

علي عبد الكريم الدندشي
علي عبد الكريم الدندشي
كنا على الدوام نلتقيه في بيت الكشاف المركزي في المزرعة، يمازحني ويداعبنا كشافة فتيان وجهه كان يطفح بالبشر وابتسامته لاتفارق وجهه ومعظم مقابلاته لنا كانت بحضور زوجته معه التي كانت لاتفارقه…
في كل دورة تقيمها المفوضية كان يرافقنا مع مفوض دمشق المرحوم ابراهيم زكريا والقائد نزيه العطار، ونلتقيه زائراً مشجعاً لنا فيها وفي كل المعارض الكشفية التي كانت تتم في بيت الكشاف المركزي في المزرعة بدمشق… وذات مرة طلب مني انموذج الزنبقة الكشفية السورية التي كان والدي جورج ( رحمه الله) قد حفرها لي بيديه وعليها اسمي لتكون على طاولة القيادة في مقر فوجنا الكشفي ( الثاني) “جاورجيوس” فشاركت بها مع الكثير من المعروضات الكشفية من اعمال الفلين وقطع الخشب وفلاتر السيكارات، في جناح الفوج الثاني في معرض المفوضية فأحبها وطلبها مني وكان معه مفوض دمشق الشهير ابراهيم زكريا الذي الزمني باهدائها الى علمنا بصفته رئيس كشاف سورية وعلى قول المفوض قل لأبيك شكراً بالنيابة عن علي بك واحفر لي قطعة ثانية بديلة… وكان معرض الهوايات الكشفي السنوي عام 1975…
وعندما تقدمت  في عام 1983الى اختبارات الشارة الخشبية التي كانت في مدرسة الهامة  كمكان بديل بعد ان تمت مصادرة موقع كشاف سورية في نبع بردى من قبل اتحاد شبيبة الثورة وكانت هذه آخر فعالية كشفية  قيادية عالية وعامة في سورية قبل ايقاف الحركة الكشفية ( وجدير ذكره ان علمنا سعى كثيراً لمنع حصول ذلك لكن القرار كان قد اتخذ وتوقفت الحركة عام 1985 بكل اسف)
ولا أنسى ضحكته اللطيفة وقتها وهو جالس في وسط صف الفاحصين من القادة الكشفيين السوريين الكبار وعددهم كان اكثر من ١٥ وقال لي ضاحكا ليخفف من رهاب المقابلة علي ( علما انه ليس من مهادنة وتسامح مع اي خطأ كشفي او وطني) قال باسما وهلى كوني مسيحي واخضع لسر الاعتراف:

“تفضل ياقائد جوزيف اقعد على كرسي الاعتراف”(3)

علي بك الدندشي رحمات الله عليك وعلى خدمتك النقية للوطن السوري والكشفية السورية وتواضعك المهول وشخصك المهيب والمحترم…
زودتني صفحة Metropolite Athanasios  (Alexei الادمن قدس الشماس بولس مشكورا هذين الاثرين الوثيقتين من منشورات جريدة السمير السورية الاميركية التي غطت وغيرها احتفالات الجالية السورية زيارة علمنا بصفته “رئيس الكشاف السوري” /كما اوردت/ الى اميركا عام 1953
جريدة السمير 28 ايلول 1953
جريدة السمير 28 ايلول 1953

وايضاً

جريدة السمير في 16 ت1 1953
جريدة السمير في 16 ت1 1953

حواشي البحث

علي عبد الكريم الدندشي
علي عبد الكريم الدندشي
1- كانت الحركة الكشفية قد تأسست في دمشق عام 1912 عبر فرقة رسمية مدرسية واكبتها فرقة ارثوذكسية في مقر بطريركية انطاكية الارثوذكسية في 25 كانون الاول من العام ذاته بعد ان كانت فرقة كشافة مدرسة الأقمار الثلاثة الارثوذكسية ببيروت قد قامت برحلة مسير الى دمشق للاحتفال بعيد البطريرك غريغوريوس حداد حيث عزفت في هذا الاحتفال عندها تحمس شباب الرعية الدمشقية لاحداث فرقة مماثلة في دمشق مع فرقة موسيقية بها لتقوم بمثل هذه الاحتفالات وبارك غبطته ذلك وتأسست الفرقة الارثوذكسية الدمشقية باسم فريق الكشاف الارثوذكسي الدمشقي جاورجيوس في 29 كانون الاول1912، وقد استمرت الى حين قيام الحرب العالمية الاولى لتعاود نشاطها بعد نهاية الحرب 1918 ودخول اتلامير فيصل الى دمشق، وفي الوقت ذاته تأسست في مدرسة الآسية الارثوذكسية الدمشقية فرقة كشفية مدرسية وقد استقبلت الفرقتان الامير فيصل بعد تنصيبه ملكا عام 1920 في دار البطريرؤكية اولا ثم في مدرسة الآسية عند زيارة الملك اليها…
واستمر فريق الكشاف جاورجيوس الى عام 1932 حين اعيد تجديده عام 1932  بقيادة القائد جورج درزي في مقر خاص خارج البطريركية بالقصاع عام 1932، وتأسس فوج الكاثوليك عام 1937 بقيادة القائد جورج عبسي…
وجورج درزي صار عضوا في اللجنة المركزية لمفوضية دمشق وفي عام 1944 عضوا في اللجنة التنفيذية العليا لرئاسة كشاف سورية وكان رفيق درب القائد علي الدندشي( انظر سيرته في موقعنا هنا باب اعلام ارثوذكسيون)
2- انتمى متطوعون من كشافة فوج القديس جاورجيوس الارثوذكسي الدمشقي بقيادة القائد جورج درزي في جيش الانقاذ تنفيذا لنداء البطريرك الكسندروس طحان عام 1948 وارتقى بعضهم شهداء على بطاح فلسطين اضافة الى الجرحى… وكان هذه الفوج قد ساعد برفع الشهداء من تحت الانقاض بالعدوان الفرنسي على دمشق والبرلمان واخلاء الجرحى تحت القصف ونقلهم الى المستشفى الافرنسي والمستشفى الانكليزي في القصاع.، وكانوا في اضراب 1936 قد شاركوا بالمظاهرات والعصيان ضد الاستعمار الفرنسي وكانوا في الثورة السورية الكبرى 1925- 1927 قد نفذوا تعليمات البطريرك غريغوريوس حداد بايصال المساعدات والسح والذخائر الى ثوار الغوطة والقي القبض على بعضهم وحكموا بالاعدام وتوسط البطريرك للعفو عنهم…
3- القائد د. جوزيف زيتون قائد تدريب كشفي دولي (شارة خشبية اربع حبات) قائد الفوج الثاني من عام 1970-1985 حين توقف الحركة الكشفية السورية، ومؤسس فرقة مراسم الكاتدرائية المريمية 1985 بعد حل الحركة…ثم مؤسسفرقة كشافة مدارس الآسية عام 1993 وفوج الصليب الكشفي عام 1994 وتقاعد من قيادته  الكشفية عام 2007، حائز على شهادات الكشفية العالية الشارة الخشبية من سورية ومساعد قائد تدريب من عُمان وقائد التدريب من الخرطوم بمصادقة مكتب الكشاف الدولي بجنيف والمكتب الكشفي العربي في القاهرة،

 

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *