عين الفيجة.. المعبد التاريخي الذي يروي دمشق منذ آلاف السنين

عين الفيجة Ain al-Fijeh

عين الفيجة Ain al-Fijeh

عين الفيجة

عين الفيجة Ain al-Fijeh

موقع عين الفيجة

 

تقع بلدة عين الفيجة غربي مدينة دمشق وتبعد عنها نحو 24كم، على ارتفاع 860 م عن سطح البحر، ضمن وادي بردى الضيق، وتمتد بين سلاسل جبلية شاهقة: الهوات من الشمال (ارتفاعه 1540م)، والقلعة من الغرب والشمال الغربي (ارتفاعه 1250م)، والقبلي، ذو انحدار شديد، من الجنوب (ارتفاعه 1225م).
تشتهر البلدة بينابيعها ومنها: عين دورة، عين الويات، عين السادات وأهمها نبع الفيجة (ينبع من جبل القلعة) الذي يزود مدينة دمشق بمياه الشرب (وسطي غزارته 8م3/ثا)، وهو الذي أعطى البلدة اسمه.

 

اسم عين الفيجة

موقع البلدة والعين
موقع البلدة والعين
  الأسم “فيجة” هو  كلمة يونانية أصلها “بجة” وتعني نبع الماء، وهو دليل على قدمها، والذي تم استعماله منذ أقدم العصور واتخذ مكاناً للعبادة.
ايصال الماء الى دمشق

 تتفجر مياه الفيجة بغزارة مدهشة من كهف في أسفل الجبل، ثم ترفد مياه نهر بردى بأكثر من نصف مياهه التي يحملها إلى دمشق. وقد حفرت الكثير من الأقنية التي أوصلت مياه الفيجة إلى دمشق ويعود أقدمها إلى العصر الروماني (على أقل تقدير)، ويمكن مشاهدة بقاياها في الكثير من قرى وادي بردى.

عين الفيجة Ain al-Fijeh
عين الفيجة Ain al-Fijeh

اقنية ناظم باشا

كما تم تمديد قناة جديدة في عهد والي دمشق العثماني حسين ناظم باشا (تولى دمشق ثلاث مرات أطولها بين 1312- 1321هـ)، وكانت من الأنابيب الحديدية وعُرفت باسمه، أقنية ناظم باشا.
المشروع الرائد 1925

بعدها وفي سنة 1925 بدأ مشروع تمديد مياه الفيجة من جديد إلى دمشق وانتهى سنة 1932، حيث تم حفر قناة في جوف الجبال الصخرية حتى الخزان الأعلى في جبل قاسيون، بطول 18كم. وهي مؤلفة من أربعين نفقاً، وثلاث قنوات مبنية، وأربعة جسور في الأودية الكبيرة (يتراوح طولها بين 15-50متراً). كما تم بناء خزان كبير فوق النبع سنة 1931، ويستند جداره الغربي على أحد جدران بناء المعبد العائد إلى العصر الروماني، وتم توسيع الخزان في العصر الحديث أكثر من مرة.

ذكرها

ذكرت عين الفيجة في العديد من المصادر العربية ومنها “معجم البلدان” لياقوت الحموي (626هـ)، و”ذخائر القصر في تراجم رجال العصر” لابن طولون الحنفي (توفي سنة 1153هـ)، وقد أورد أن القراصيا (الكرز الحامض) كان يؤخذ منها إلى سلطان دولة الجراكسة (المماليك) في مصر، وكان يتم وضعه في علب ويحمل على البغال. كما ذكرها النعيمي (توفي سنة 710هـ) في كتابه “الدارس في تاريخ المدارس”، وذكرها ابن فضل الله العمري (توفي سنة 749هـ) في كتابه “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار” وأشار إلى أن العين تخرج من جبل تحت حصن عزتا.

عين الفيجة Ain al-Fijeh
عين الفيجة Ain al-Fijeh

كما ذكرها البلخي (توفي سنة 322 هـ)،  في كتابه “صورة الأقاليم”، والأصطخري (توفي سنة 346 هـ) في كتابه “المسالك والممالك”، وابن حوقل (توفي سنة 367 هـ) في كتابه “صورة الأرض”، وابن الراعي (1171هـ) في كتابه “البرق المتألق في محاسن جلق”.
كما ورد ذكر حصن عزتا في العديد من المصادر الأخرى، ومنها: “مرآة الزمان” لابن الجوزي (492هـ)، و”البداية والنهاية” لابن كثير (163هـ)، وكتاب “نخبة الدهر” لشمس الدين الدمشقي (728هـ)، ويورد وصفي زكريا في كتابه “الريف السوري” (صدر سنة 1957م)، أنه بحث عن الحصن في أطراف قرية عين الفيجة وجوارها فلم يتم العثور عليه،  واستدل من الاسم الذي يطلقه السكان على جبل القلعة أن البناء القائم في حضيضه، فوق نبع الفيجة، هو ذاته  الحصن المقصود، وهو الهيكل الوثني الذي قلب إلى كنيسة في العهد البيزنطي.
وذكر أن الحصن تحول إلى معقل وسجن للمغضوب عليهم من الملوك والأمراء والمتمشيخين خلال العصر الإسلامي، وظل هكذا حتى أصابه الخراب والدمار بفعل الزلازل، ثم نسيه جيرانه أهل الفيجة ولعلهم هم الذين أجهزوا عليه وبعثروا أنقاضه. ولا يستبعد وجود الكثير من قطع الحجارة والأعمدة المختبئة تحت دور القرية.

ـ معبد عين الفيجة

استلهم سكان مشرقنا القديم من مشاهد الينابيع وتدفق مياهها، أرقى الأفكار الروحية والعبادات الدينية والمعاني السامية، لما تمثله من قيم وما ينتج عنها من خلق لكل أشكال الخضرة والحياة، وهذا ما انعكس في كثير من الأعمال الأدبية و الفنية. ومع مجيء العصر الروماني ازداد إدراك الناس أكثر للماء ومناهله، فحاولوا تعظيمه من خلال إشادة المعابد على مصادر المياه لتنبثق الحياة من جوفها كما كانت تنبثق من جرة إلهة الينبوع، من قبل. وقد كرست هذه الأنواع من المعابد لحوريات الماء أو لبعض من الآلهة  المرتبطة بالمياه والأنهر. ويُعد معبد عين الفيجة من أهم هذه المعابد في بلاد الشام وأكثرها تميزاً.
مخطط بانكزك
مخطط بانكزك

مخطط بانكز

ونظراً لأهمية المعبد فقد زاره عدد من الباحثين وقاموا بتوثيقه ورسمه وإضافة شيء من افتراضاتهم المعمارية للأجزاء المندثرة منه. ورغم وجود بعض التباين في المخططات التي خلفها هؤلاء، إلا أنها تعطي بمحملها تصوراً متكاملاً عن الوضع الذي كان عليه البناء.
المؤرخون والرحالة الشهود
أول هولاء بوكوك Pocockeسنة 1745 الذي قدم وصفا دقيقا ورسماً تخيلياً له، ثم بانكز  Bankes بين سنتي1815-1820، الذي رسم مخططات البنائين الباقيين.
وبورترPorter  الذي ذكره في كتابه “خمس سنوات في دمشق” الصادر في لندن سنة 1855، وكذلك بيدكر pedker الذي ذكره في كتابه “سورية وفلسطين” الصادر سنة 1912 م، وتحدث عنه دوسو Dussaud في كتابه “الطبوغرافية التاريخية” الصادر سنة 1927. وذكر في كتاب “الدليل الأزرق” الصادر في باريس سنة 1932، حيث تم وصفه بشكل مشابه لوصف بيدكر، ونقله عنه لاحقاً وصفي زكريا في كتابه آنف الذكر، وأضاف عليه مشاهداته للموقع ووصفه لمبنى الخزان الحديث، ووضع رسماً افتراضياً بسيطاً للمعبد كما تخيله.

مخطط دنتزر
  كما ساهم أيضاً في دراسة المعبد عدد من الباحثين المعاصرين منهم الفرنسيان دنتزرDentzer سنة 1999)، وجوليان أليكو Aliquot سنة2007, وكذلك ابراهيم عميري من ضمن فريق دائرة آثار ريف دمشق الذي تمكن ومنذ سنة 2003 من زيارة الموقع أكثر من مرة بالتنسيق مع إدارة مؤسسة مياه عين الفيجة، وقام بتوثيق وتصوير الكثير من معالمه وعناصره المعمارية الموجودة داخل مبنى الخزان وضمن الحديقة به.
المعبد…الكنيسة…الحصن
يتألف المعبد من كتلتين (AوB): سفلية في الأمام، وهي التي يخرج النبع من وسطها، (وتوجد الآن داخل مبنى الخزان)، وعلوية (خارج مبنى الخزان) وتتوضع في الجهة الشمالية من الكتلة الأولى وفوق الجرف الصخري الذي يمر تحته مجرى النبع، وهي على منسوب يزيد ارتفاعه عن 5م عن الكتلة السفلية.
أبعاد المعبد بكتلتيه نحو 37م شمال جنوب، 45.30م شرق غرب. وقد تعرض البناء لأكثر من عملية تعديل و تجديد، خلال العصور المتلاحقة، وعند كل تغير في وظيفته، من معبد إلى كنيسة إلى حصن.
مسقط الكتلة العليا أو الجزء الأعلى(A) من المعبد مستطيل الشكل، أبعاده من الخارج نحو 14.10×10م، وهو ذو جدران عريضة تتراوح سماكتها بين 110-160سم، يتجه مدخله نحو الجنوب، عرضه 290سم. ويتألف من الحرم Cella أبعاده من الداخل 890×700سم، يتقدمه رواق وأعمدة. وفي الجدار الصدراني للحرم كوة عرضها 390سم وعمقها 80سم، بينما توجد كوتان ذات شكل محني في الجدار الشرقي، الكوة الجنوبية أكبر حجماً من الشمالية.
أما في الجدار الغربي ومن جهته الجنوبية فثمة باب يؤدي إلى الخارج. وعلى بعد نحو305 سم أمام الجدران الجانبية للمعبد كان هناك قواعد حجرية ربما كانت مخصصة لتوضع عليها تماثيل الآلهة.
وقد بقي من هذه الكتلة الجزء الأمامي (الجنوبي) من الجدار الغربي الذي يضم فتحة الباب المذكور، فيما اختفى الجزء الشمالي منه لوقوعه تحت جدار استنادي تم تشييده حديثاً. كما بقيت أقسام أخرى من الجدران ومنها جزء من واجهته، وجزء آخر من ركنه الشمالي الشرقي. ويبدو أنه كان يتقدم البناء درج كبير، كما كان له سقف ذو شكل جملوني حسب مشهد يظهر على أحد القطع النقدية البرونزية.
أما الكتلة السفلية أو الجزء الأدنى من المعبد (B)، والذي يعتقد بوكوك أنه أقدم بكثير من الجزء الأعلى، فيتألف مسقطه من ثلاث قاعات مفتوحة نحو الجنوب، اثنتان منهما جانبيتان (غربية وشرقية)  تحصران بينهما قاعة أكبر شكلها شعاعي أقرب إلى شبه منحرف متساوي الساقين، طول ضلعها الشمالي 23م والجنوبي 12.60م، والضلعان الجانبيان 11.90م. جدار الضلع الشمالي (الداخلي) دائري الشكل تتخلله حنيتان كبيرتان (على شكل محراب) طولهما 350سم والعمق 130سم، وبينهما كوة كبيرة يتدفق من خلالها الماء، وفيه كورنيش بارز على ارتفاع يقارب المترين من مستوى الأرضية.
القاعتان الجانبيتان متناظرتان ومتشابهتان في الحجم، ولهما شكل مستطيل أبعاده 12.3×11.9م وتتألف كل واحدة منهما من مدخل رئيس عرضه 580سم، ومدخلان جانبيان في الجهة الجنوبية من الجدارين الجانبيين لكل قاعة عرض كل مدخل 140سم.
وفي القسم السفلي من جدار كل منهما كوى مضلعة شبه مربعة الشكل، اثنتان في كل من الجدارين الجانبيين طول ضلع الجنوبية 190سم والشمالية 220سم، وثلاثة في جدار الواجهة الداخلية طول ضلعها نحو 180سم، وصل عمق الكوة الواحدة إلى نحو 70سم، وتعلوها سواكف حجرية أفقية مؤلفة من حجرين أو ثلاث. تعلو الكوى في الواجهة الداخلية كوة أكبر ذات شكل مستطيل ترتكز على كورنيش وفوقها ساكف. كما توجد كوة أخرى أكثر عرضاً في كل من الجدارين الجانبين اللذين يفصلان كلاً من القاعتين عن القاعة الوسطى. وثمة كورنيش في الجدارين الجانبيين على مستوى ارتفاع منتصف كوة الواجهة.
بُنيت جدران المعبد بالحجارة الكلسية الكبيرة الحجم والمشذبة بإتقان، ورصفت أرضيته بالبلاطات الحجرية، التي أعيد استخدام بعضها في رصف الأرضية الجديدة التي امتدت على مساحة ممر الماء داخل الخزان. وعند تنفيذ الأرضية تم حفظ قطعة حجرية تحمل نقشاً (غير مكتمل) بالكتابة الإغريقية على أرضية القاعة الغربية، ظلت مغمورة بالماء منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حتى قُيِّضَ لها أن ترى النور، بسبب أعمال الترميم التي تمت داخل الخزان، مما وفر فرصة مناسبة لالتقاط صورة لها وللأجزاء السفلية من جدار المعبد وأرضيته.
واستطاع الباحث الفرنسي جوليان إليكو ترجمة النص سنة 2007، وهذا مضمونه: “بعناية كل من هليودوروس، وثيودوروس، المفوضين…”. واسم هليودوروس يعني (هبة الشمس) واسم ثيودوروس يعني (هبة الإله)، وهي أسماء شائعة في المنطقة، والاسم الأول يشير إلى استمرار العبادة القديمة للشمس في المنطقة. كما قدّمَ أليكو تصوره لمخطط المعبد بعد مشاهدته للكوى في الجدران وأنجز مسقطاً جديداً له ربما كان الأكثر دقة حتى الآن.
اندثرت الكثير من معالم الكتلة السفلية ولم يبق منها إلا القليل من الجزء الغربي ويتمثل بالقاعة والقسم الملاصق لها من القاعة الشعاعية،علما أن ما هو قائم في هذا الجزء فيه الكثير من التدخلات الحديثة وإعادة البناء العشوائية بما فيها السقف المنحني، وهي الأعمال التي ترافقت مع مشروع بناء الخزان.
أما الأجزاء المندثرة فهي النصف الشرقي من هذه الكتلة بدءاً من الكوة التي يخرج منها النبع، وحتى نهاية القاعة الشرقية التي افترض الباحثون وجودها وقاموا برسم مخططاتهم تماشياً مع شكل البناء في جزئه الغربي، وهذا ما يحتاج إلى التحقق وإجراء عمليات تنقيب في الموقع، وهو أمر متعذر، نظراً لأهمية الموقع الذي يشكل شريان حياة دمشق المائي.
تحتوي الحديقة المحيطة بالنبع مجموعة كبيرة من القطع الحجرية المشغولة والتي يحمل بعضها زخارف مختلفة، وكانت جزءاً من المعبد والكنيسة، ومنها ما هو أكثر حداثة، وربما تم جمعه من أماكن مختلفة داخل البلدة وخارجها، ومن هذه القطع: أجزاء من أعمدة اسطوانية، وقواعد، وسواكف، ومذابح، وحجارة بناء، وأجران، وجزء من قناة حجرية. كما تنتشر في بعض أزقة البلدة وشوارعها وبجوار منازل السكان، قطع أخرى مشابهة، ومنها: قواعد وأجزاء من أعمدة، ومذابح صغيرة، وشاهدة قبر (مقابل جامع الساحة) يعود تاريخها إلى سنة 179 م.

النقود الرومانية الموثقة

وقد أظهرت بعض قطع النقود البرونزية المكتشفة في أماكن مختلفة، أهمية معبد عين الفيجة خلال العصر الروماني، حيث جرى الإشارة إليه أو تمثيله ونقش صورته على هذه النقود التي تم صكها في دمشق، ومنها: نقد يعود إلى عصر الإمبراطور ماكرينوس  Macrin بين سنتي 217-218 م، حيث طبعت على وجهه الأول صورة ثلاثية الأبعاد لمعبد الفيجة، واجهته إلى اليسار من النوع تتراستايل (أربعة أعمدة في الواجهة)، بني على منصة عالية وتظهر في أسفلها الكوة التي يخرج منها الماء، ويمكن الصعود، عبر درج، إلى الجزء الأعلى من البناء (A) الذي يتقدمه الرواق القائم على الأعمدة. كما يظهر على يمين الحرم (الجزء الأعلى من البناء) مشهد شجرة، وكوة، وإلى يساره المذبح، وكلمة دمشق. أما على الوجه الآخر فثمة رأس جانبي للامبراطور، واسمه.

ويحمل نقد ثانٍ اسم اوتاسيليا سيفيرا Otacilia Severa زوجة الإمبراطور فيليب العربي (245 ـ 249 م) التي يظهر رأسها الجانبي واسمها على الجهة الخلفية، بينما يظهر على وجه الآخر في الأعلى واجهة المعبد المزود برواق وأربعة أعمدة، وتحتها الكوة التي تخرج منها المياه وفي وسطها صورة إله جالس على مياه النهر يمسك بيده قرن الخصب، وعلى يمين الكوة في الأعلى قمر وعلى يسارها نجمة الصبح وفي الأسفل مذبح، وهناك كلمة فيجة الاغريقية مما يؤكد الاسم القديم للموقع.

أما النقد الثالث فيعود تاريخه إلى عهد الإمبراطور ايلاغابال Elagabal بين سنتي 218 – 222 م ويحمل صورة الكوة، وفيها تمثال إله يظهر حاملاً قرن الخصب
.
  في حين يحمل نقد رابع مشهداً رمزياً لمعبد ثلاثي الأبعاد مشابه لصورة النقد الأول، لكن واجهته لليمين وفيه بعض الفروق البسيطة، ونقش عليه اسم سالونين Salonine، وهو من عهد الإمبراطور غالينوس  Gallienبين سنتي 253 – 268 م.

إله نهر بردى كريزورواس Chrysorrhoas
وثمة نقود أخرى تحمل مشهداً يمثل إله نهر بردى أو الإله كريزورواس Chrysorrhoas، الذي وردت صورته أيضاً على مذبح اكتشف في بلدة برهليا المجاورة، ويظهر فيها وهو يسبح تحت الربة تيكه Tyche.
اما نهر بردى الذي كان قد عُرف في العصور القديمة باسم أبانا، ثم باسم كريزورواس في العصرين الروماني والبيزنطي بمعنى نهر الذهب، ومن هنا جاء لقب القديس يوحنا الدمشقي “يوحنا مجرى الذهب” في القرن الثامن اي فم مياه الفيجة، وبردنيس أو باراديس بمعنى الجنة، الذي يعتقد أن الاسم الحالي اشتق منه.
لاشك أن من الصعب معرفة إله المياه أو النهر الذي كان مكرساً له معبد عين الفيجة، وللتحقق من ذلك يجب إجراء بعض أعمال التنقيب في الموقع وهو أمر غير متيسر الآن.

جر مياه نبع_الفيجة لمدينة دمشق وتوزيعها بواسطة السبلان

عندما كانت السيول تقذف الأتربة الحمراء في الأنهارخلال فترة الشتاء كانت المياه تحمل معها الرسوبات الى القساطل فتسدها كما أن المياه تصبح غير صالحة للشرب بسبب عكارتها .. وكأن الناس يلجأون الى ملء أوانيهم من بعض العيون الموجودة حول المدينة ( عين_الكرش – عين الفيجة – عين_الزينبية – عين_علي ..) أو من الآبار المحفورة بالمنازل التي كانوا يستخرجون منها المياه السطحية الملوثة
عدا ذلك فان مياه الأنهر كانت مرتعاً خصباً لكثير من الجراثيم

جر مياه الفيجة الى دمشق بالسبلان
جر مياه الفيجة الى دمشق بالسبلان
لذا أصبح الزحار مرضاً بلدياً وأخذت التيفية والأوبئة الفتاكة تنتابها بشكل جائحات مهلكة بين حين وآخر
الى أن استقر الرأي في عهد الوالي التركي ناظم_باشا على إسالة جزء من مياه الفيجة الى دمشق بأنابيب محكمة وتوزيعها على مناهل منتشرة في أنحاء المدينة.
وقد تم جر المياه عام 1908 بواسطة أنبوب من الفونت قطره /250/ مم كان يصب في خزانين كلاهما في المنطقة الشمالية المرتفعة من المدينة.
خزان العفيف وسعته 2000 م3 و خزان_ظبيان وسعته 500 م3.
يوزعان المياه على 400 سبيل منتشرة في أنحاء المدينة كان يجري الماء فيها بمعدل ساعتين في الصباح والمساء وتكاد تكفي لسد حاجة السكان من مياه الشرب
وظل الأهالي يستعملون معها مياه الأنهار للأغراض المنزلية

من المصادر

خطط الشام محمد كردعلي
المديرية العامة للآثار والمتاحف محمود حمود – ابراهيم عميري
وصفي زكريا في كتابه “الريف السوري” (صدر سنة 1957م)

 

 

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *