فائز الخوري
وزير خارجية سورية (1941-1943)
فائز بن يعقوب الخوري (1895 – 27 حزيران 1959)، سياسي سوري ورجل قانون، كان أحد قادة الكتلة الوطنية وقد تولّى حقيب وزارة الخارجية السورية في حكومات عدة في الحرب العالمية الثانية. وفي عهد الاستقلال عُيّن وزيراً مفوضاً في موسكو ثمّ سفيراً في واشنطن وبعدها في لندن لغاية عام 1956. كان عميداً لكلية الحقوق في الجامعة السورية ومن أبرز مُشرعي دستور عام 1928 وهو الشقيق الأصغر لفارس الخوري، أحد الآباء المؤسسين للدولة السورية الحديثة.
بعض من السيرة الذاتية
ولد فائز الخوري في أسرة مسيحية ارثوذكسية أصلها من قرية الكفير الواقعة على سفح جبل حرمون من اعمال منطقة البقاع الغربي اليوم في لبنان. درس القانون في الجامعة الاميركية في بيروت ثمّ في معهد الحقوق في اسطنبول. سيق إلى الخدمة الإلزامية في الجيش التركي وخدم في جبهة القوقاز قبل أن يُلقى القبض عليه في 10 كانون الثاني 1916 بتهمة الانتماء إلى المنتدى الادبي ومعارضة الدولة العثمانية. مثل أمام الديوان الحربي برئاسة السفاح التركي جمال باشا في مدينة عاليه، ولكن السلطات العثمانية أطلقت سراحه نظراً لصغر سنه، بوساطة شقيقه الذي كان يومها عضواً في مجلس المبعوثان العثماني ممثلا للاقليات المسيحية بعد اعتناقه البروتستانتية لهذا الهدف.
دستور عام 1928
في مطلع عهد الانتداب الفرنسي، عُيّن فائز الخوري مستشاراً في محكمة النقض ومُدرّساً لمادة القانون الروماني في جامعة دمشق ( الجامعة السورية). انتسب إلى حزب الكتلة الوطنية التي كان شقيقه فارس الخوري قد شارك في تأسيسها مع هاشم الاتاسي وفي سنة 1928 فاز بعضوية الجمعية التأسيسية المكلفة بصياغة اول دستور جمهوري في سورية. أسهم فائز الخوري إسهاماً كبيراً في صياغة مواد الدستور، والتي خلت من أي ذكر لنظام الانتداب الفرنسي ولم تنص على حقوق فرنسا في سورية. طالبت سلطة الانتداب بحذف المواد الإشكالية أو تعديلها ولكنّ الخوري ورفاقه رفضوا الاستجابة. صدر حينها قرار من المفوضية الفرنسية العليا بحلّ الجمعية التأسيسية وتعطيل الدستور إلى أجل غير مسمّى، ليُفرض سنة 1930 مع إضافة مادة صريحة حول الانتداب الفرنسي، دون الرجوع إلى المشرعين السوريين.
وزيراً للخارجية 1939-1943
وعندما وصلت الكتلة الوطنية إلى الحكم سنة 1936 انتُخب فائز الخوري نائباً عن دمشق في مجلس النواب، الذي ذهبت رئاسته إلى فارس الخوري. وفي السنة نفسها، انتُخب فائز الخوري نقيباً للمحامين. بعد ثلاث سنوات، سمّي وزيراً للخارجية والمالية في حكومة الرئيس لطفي الحفار يوم 23 شباط 1939، ولكن هذه الوزارة لم تستمر إلّا أسابيع قليلة وعند استقالتها في 5 نيسان 1939 عاد إلى عمله في الجامعة السورية وانتخب عميداً لكلية الحقوق.
وفي منتصف مدة الحرب العالمية الثانية كُلّف السيد حسن الحكيم بتشكيل الحكومة السورة الجديدة، وعُيّن فائز الخوري مجدداً في حقيبة الخارجية، ممثلاً عن الكتلة الوطنية. في عهد هذه الوزارة حصلت سورية على استقلالها من الانتداب الفرنسي، مع الاحتفاظ بقوات فرنسية على الأراضي السورية إلى حين انتهاء العمليات القتالية في أوروبا. بعث الخوري ببرقيات إلى جميع رؤساء العالم وملوكه، معلناً استقلال سورية باسم رئيس الجمهورية تاد الدين الحيني ، وجرى تبادل العلاقات الدبلوماسية مع كلٍّ من بريطانيا واليوان وايران ومصر والسعودية والعراق. وقد بقي الخوري في منصبه في حكومة حسني البرا زي (نيسان 1942 – كانون الثاني 1943) وحكومة جميل الالشي (كانون الثاني – آذار 1943).
سفيراً في واشنطن 1946-1952
وفي 17 آب 1943، انتخب شكري القوتلي رئيساً للجمهورية وأعيد انتخاب فارس الخوري رئيسا لمجلس النواب. عيَّنَ القوتلي علمنا فائز الخوري وزيراً مفوضاً في موسكو لغاية جلاء الفرنسيين عن سورية 1946، حيث صدر مرسوم بتسميته سفيراً إلى الولايات المتحدة الاميركية وعضواً في وفد سورية الدائم إلى الأمم المتحدة (الذي كان برئاسة شقيقه فارس الخوري منذ سنة 1945). التقى السفير الخوري بالرئيس الأمريكي هاري ترومان وقدّم اعتراضاً رسمياً إلى وزارة الخارجية الاميركية على قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1947.
سفيراً في لندن 1952-1956
بقي الخوري في واشنطن حتى سنة 1952، ولم تطاله التسريحات التعسفية التي حصلت في دمشق في مرحلة الانقلابات العسكرية. لابل عيّنه رئيس الدولة اللواء فوزي سلو سفيراً في لندن سنة 1952، وبقي في منصبه لغاية تشرين الثاني 1956، عندما قطعت العلاقات الدبلوماسية بين سورية وبريطانيا بسبب اشتراك بريطانيا في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
استُدعي فائز الخوري إلى دمشق واعتزل العمل السياسي عند قيام الوحدة السورية-المصرية وقيام الجمهورية العربية المتحدة سنة 1958.
الوفاة
توفي فائز الخوري في دمشق عن عمر ناهز 65 عاماً يوم 27 حزيران 1959، وكتب فارس الخوري في يومياته معلّقاً بحزن: “موت فائز…واأسفاه.”
وجرى جنازه في الكاتدرائية المريمية برعاية البطريرك ثيوذوسيوس السادس الذي كان نزل مستشفى الروم في بيروت بسبب الشلل النصفي الذي ضربه وتكليفه عدد من مطارنة الكرسي الانطاكير بهذا الواجب وقد ضاقت مريمية الشام على رحبها بالمشيعين يتقدمهم عدد من اركان الدولة والسلك القنصلي السابقين وكل افراد الاكليروس الدمشقي.
ثم وري الثرى في مدفن العائلة بمقبرة العائلة في مدفن القديس جاورجيوس الارثوذكسي في باب شرقي بدمشق.
نشاطه الارثوذكسي
شغل مرارا عضوية المجلس الملي لابرشية دمشق ، وانتخب عضوا في المجلس النيابي السوري عن ارثوذكس دمشق، وكان اثناء عمله الدبلوماسي كسفير ممثلاً شخصيا للبطريرك الكسندروس طحان لدى السلطات الحكومية في الدول التي شغل منصب سفير سورية فيها وخدم القضية الفلسطينية و الدور المسيحي المتوائم معها باعتزاز، والرئاسات الروحية في تلك البلاد، بالاضافة الى الاستشارات القضائية والحقوقية لغبطته.
المناصب في الدولة السورية
نقيب محامي دمشق (1934-1935)
- سبقه في المنصب: بهجت الشهابي
- خلفه في المنصب: بهجت الشهابي
نقيب محامي دمشق (1936-1937)
- سبقه في المنصب: بهجت الشهابي
- خلفه في المنصب: محمد سعيد محاسني
نقيب محامي دمشق (1936-1938)
- سبقه في المنصب: بهجت الشهابي
- خلفه في المنصب: محمد سعيد محاسني
وزيراً للخارجية (23 شباط – 6 نيسان 1939)
- سبقه في المنصب: سعد الله الجابري
- خلفه في المنصب: خالد العظم
وزيراً للخارجية (20 أيلول 1941 – 24 آذار 1943)
- سبقه في المنصب: لا يوجد
- خلفه في المنصب: ن نعيم انطاكي
سفير في واشنطن (1946-1952)
- سبقه في المنصب: الدكتور قسطنطين زريق
- خلفه في المنصب: فريد زين الدين
مصادر
الموسوعة الدمشقية
الوثائق البطريركية