دير رؤية القديس بولس في طريق دمشق

قائمة أديرة دمشق مابين القرن 6م والقرن 12م

قائمة أديرة دمشق مابين القرن 6م والقرن 12م

الدير اصطلاحا

أمكنة مخصصة لإقامة الرهبان وتعبدهم

أديرة دمشق، كانت أماكن لإقامة الرهبان وتعبّدهم منذ اواخر العهد الرومي بحلول القرن السادس المسيحي، وقد حافظ عليها المسلمون بعد دخولهم دمشق السنة 535. كان الدير مسكناً للرهبان والراهبات، وفيه حجرات بسيطة للإقامة وأمكنة خاصة للصلاة.

  • دير ابن أوفى: كان موضعه خارج ب باب الجابية على طريق  الكسوة ويعود تاريخه إلى العهد الرومي.
  • دير أبي العباس: كان على طريق كهف جبريل في سفح  جبل قاسيون عند عقب جسر نهر يزيد، ويعود إلى  العهد الرومي وقد تم تحويله الى مقام اسلامي وجامع ويدل شكله على اصله المسيحي في منطقة الجسر الابيض حاليا.
  • دير بطرس: كان موضعه  في الغوطة ويعود إلى  العهد الرومي وقد اسماه المسلمون ايضا بدير فطرس.
  • دير بولص: كان موضعه  في جنوب غرب دمشق على طريق فلسطين المعروف في المسيحية بطريق دمشق ويعود الموقع حينما ظهر الرب يسوع لشاول المضطهد  القادم من اورشليم ليقبض على مسيحيي دمشق في منطقة كوكب  ويقتادهم الى اورشليم للقضاء عليهم وقدس المؤمنون هذا المكان منذ القرن الاول وكانوا ينذرون معمودية اطفالهم هناك وقد بني دير على اسم بولس ثم اندثر في العهود التالية واستملك سكان المكان هذا الموقع وتوارثوه واشترت البطريركية قطعة منه من مالكيها  ليتم بناءه مجددا باسم دير رؤية القديس بولس البطريركي منذ مطلع سبعينات القرن العشرين وبقيت اجزاء واسعة من ارض الدير المندثر وقد وضع الجيش يده عليها، وقد تسمت القرية المجاورة باسم دير الرؤية ليتحرف الاسم الى داريا.
  • دير العشائر: غربي دمشق ولاتزال المنطقة تحمل اسمه.
  • دير في قاسيون كان مغارة الدم وينسب الى مكان قتل قابيل لشقيقه هابيل وهو الان جبل الاربعين بعد ان تم تحويله الى مزار اسلامي بيد الدراويش.
  • دير القديس حنانيا الرسول وقد تم تحويله في القرن 18 الى كنيسة القديس حنانيا الرسول في محلة الميدان الحالية.
  • دير العصافير: كان في الغوطة الشرقية والقرية تحمل اسمه، وتميز بكثافة العصافير التي كانت تعشش مابين حجارته حتى قيل انها كانت عندما تطير ككشة كالغمام تغطي عين الشمس.
  • دير بونا: كان في  باب الفراديس وسط الغابة الغناء ويعود الى مطلع الحياة الرهبانية في القرن الرابع وليس صحيحا مايقال عنه انه بني في زمن الرب يسوع لمنافاته لواقع تاريخ نشوء الرهبنة، ولجمال المنطقة انتشرت فيها القصور لطبقة الحكام والموظفين تالكبار في العهد الرومي ومنهم اسرة القديس يوحنا الدمشقي ثم القادة المسلمين عند دخول المسلمين الى دمشق وفي الدولة الاموية  قد أقام فيه الخليفة الأموي الوليد بن الوليد. يعتقد أن اسمه الأصلي “دير يونا،” وهي كلمة محرفة من “يوحنا.”
  • دير الصليب المقدس في شمال شرق دمشق  وبني مطلع القرن الخامس ودمره تيمورلنك وقطع رؤوس رهبانه الاثني عشرالعام 1402 عند حصاره دمشق ووضع رؤوس الرهبان مع رؤوس الدمشقيين في محلة ” برج الرؤوس” او برج الروس حالياً في القصاع، وموقعه اليوم كنيسة الصليب المقدس بالقصاع.
  • دير جرجة بن قعرا: كان موضعه في جبل قاسيون
  • دير الحكيم: كان في قرية مقرى شرقي  الصالحية حيث ملاعب الاتحاد الرياضي اليوم من جهة الغرب، ويرجح إلى أنه كان منسوباً لأحد الأطباء المسيحيين.
  • دير الحنابلة: كان موضعه في  الصالحية إلى اليمين الصاعد في طلعة  سوق الجمعة اليوم، ولا يزال في هذا الموضع زقاق يُعرف بزقاق الدير حتى اليوم. عرف أيضاً بدير الرهبان وبالدير الشرقي أو بدير  الصالحية.
  • دير حنانيا: في حارة الدير داخل باب شرقي، وعرف أيضاً بدير الرصانة وهو اليوم كنيسة ومزار بيت القديس حنانيا الرسول.
  • دير الحوراني: كان موضعه في سفح  جبل قاسيون قبل نشوء حي  الصالحية.
  • دير النساء: كان بجانب كنيسة مريم  ( الكاتدرائية المريمية) في درب مريم الموصل مابين الشارع المستقيم وحارة ايا ماريا ( القيمرية) وهو اليوم مقر جمعية القديس بندلايمون لليتيمات.
  • دير الرهبان الروم باسم رهبان القديس يوحنا المعمدان: كان موضعه في جوار كاتدرائية دمشق عند درج الكاتدرائية الشرقي ( النوفرة حاليا) وموقعه في قهوة النوفرة وكان الرهبان يشكلون سدنة الكاتدرائية وعند تحويل الكاتدرائية الى جامع بني امية تم استملاك المنطقة المحيطة ومنها دير الرهبان على اسم رهبان القديس يوحنا المعمدان.
  • دير الرهبان: كان موضعه في بساتين  باب شرقي مدخل الغوطة الشرقية.
  • دير الزرّاد: كان موضعه في بساتين باب شرقي منطقة الاحدى عشرية الحالية.
  • دير سمعان: كان موضعه في سفح  جبل قاسيون برأس طلعة  العفيق وهو غير دير سمعان الموجود شمال سورية.
  • دير شمال: كان موضعه شرقي  البحرتين.
  • دير مار شمعون وكان مقر اسقفية دمشق للسريان اليعاقبة وهو مابين باب توما وباب شرقي وقد اتخذه خالد بن الوليد مقرا له في حصاره للباب الشرقي عام 635م وتسمى لاحقا باسم دير خالد، ثم تحول الى جامع الشيخ رسلان بعد ان تم دفن الشيخ ارسلان فيه ومقبرة للمسلمين الشيعة.
  • دير صليبا: كان مقابل  باب الفراديس (ج. فردوس)  ويطل على  الغوطة الشمالية. يعرف أيضاً بدير السائمة، نزل فيه خالد اولا وحوله الى مسجد ثم انتقل الى دير مارشمعون الذي تسمى  باسم “دير خالد. وكان  الوليد بن يزيد كثير المقام فيه وذكره  جرير في أشعاره.
  • الدير الغربي: كان في  جبل قاسيون.
  • دير مار إلياس: كان موضعه في قرية دير الرؤيا (داريا) ولا زالت بعض قواعد عمده وجدرانه ظاهرة.
  • دير مار تاودورس: كان في  بساتين النيرب (حي المالكي اليوم).
  • دير مرّان للراهبات: كان في سفح جبل قاسيون الغربي، أسفل قبة السيّار، ومطل على  الربوة. أتخذه الخليفة يزيد بن معاوية منتزهاً وذكره  البحتري  في شعره وكذلك  الاصفهاني في كتابه الاغاني. أتخذ داراً للإمارة في العهدين العباسي والفاطمي، بدلاً من قصر الخضراء الذي كان قصر الوالي الرومي ثم صار قصر معاوية عندما تولى الشام  وقد خربه العباسيون عند استيلائهم على دمشق قال ابو بكر الصنبوري قبل ياقوت:” أمرُ بدير مران فأحيا واجعل بيت بيت لهوي بيت لها، ودير مران بضواحي دمشق والمرجح في مرتفع دمر.
  • دير القديس جرمانوس (مدينة جرمانا)

اضافة الى انتشار الاديرة في المناطق المحيطة بدمشق كصيدنايا ومعلولا والزبداني وبلودان ووادي بردى والقلمون…الخ… والمناطق كافة…حيث نُعززْ ذلك بما كتبه الاب البحاثة والمؤرخ ايوب نجم سميا التي التقطناها مبعثرة بين حواشيه الكثيفة في كل بحث تاريخي اعدً له وفي اوراقه المتناثرة المحفوظة في تركته المكتبية  والمخطوطة والوثائقية في دائرة المكتبة والوثائق البطريركية بدمشق وقد نقلت اليها بعد وفاته، وهي التالية:

دير العشائر، دير زينون ، دير شميل في محافظة حماه جنوب قلعة المضيق، دير سريان في جنوب لبنان، دير جنين في عكار شرقي حلبا، الدوير قرب حمص ، ديروتان في اللاذقية، مدينة دير الزور واصلها دير ايروذوروس، دير القمر بجبل لبنان، دير علي (هالي او عالي) بحوران، دير قانون قرب دمشق جنوبا، مدينة دير عطية في القلمون او دير القديس عطا الله ثيوذوروس، مقام ثيوذوروس في صيدنايا واصله منزل لرهبان ثيوذوروس، منسك مار تقلا في سهل صيدنايا، دير ميماس حاصبيا، دير البخت حوران، دير طحنيش/ البقاع، دير الاحمر البقاع، دير ابون في الفرات قرب جزيرةبن عمر فيه قبر عظيم فخيم قديم جداً وكبير يسمونه قبر نوح، دير ايوب قرية في حوران فيها خرائب دير عظيم بالتسمية وبها قبر ايوب وعين ماء باسم عين ايوب،…

الخاتمة

نقول ختاما ارض سورية الطبيعية كانت ارض القداسة وقد انتشرت فيها شعلة الرهبنة بعد ايقادها في برية مصر وصحاريها بيد ابي الرهبان القديس انطونيوس الكبير، ورفيقه باخوميوس فامتلأت المناطق كافة فوق السلاسل الجبلية وفي منطقة العربية ببادية الشام وصولا الى منطقة غزة وصحراء النقب وشمال الجزيرة العربية والخليج العربي الى جبال اللاذقية ووادي قنوبين ومنطقة سهول حلب وادلب والرقة ودير الزور ولواء الاسكندرون ووادي العمق حيث يمر العاصي الى مصبه في خليج السويدية على البحر الابيض المتوسط هناك عاشت الوف مؤلفة من الرهبان بشهادة مثلث الرحمات البطريرك اغناطيوس الرابع بحديث لي معه… (وتناولاناها بكتابنا عن زيارته التاريخية 1992 الى انطاكية والاسكندرونة وكيليكيا والصادر 1994)  وسهول عكار السورية -اللبنانية ووادي النصارى ومنها دير جبل السائح وجبال الساحل السوري وحماه ومصياف ووادي العيون… وجبال بلودان واطلالة البقاع ووادي بردى ومحيط بحيرة العتيبة مصب نهر بردى  في صحراء دمشق الشرقية حيث كانت بلدة اناطولي اليونانية السكان وحتى القرن الحادي عشر واناطولي باليونانية وتعريبها الشرقية… لذا يقال ان باب الشرقي تسمية محرفة عن باب الشرقية كما في الغرب باب الجابية والجابية العاصمة الدينية للغساسنة المسيحيين، والقلمون الغربي والشرقي لاتزال بعض ادياره في صيدنايا ومحيطها ومعلولا وقارة ودير عطية وجبعدين وبخعا و … و الجنوب السوري حوران سهلا وجبلا والقنيطرة وصولا الى الحمة ومرورا بالجولان جبل الشيخ والاطلالة على طبريا بحيرة الرب يسوع المقدسة التي ورد في الاناجيل ذكرها بأن يسوع ركب السفينة فيها اكثر من خمسين مرة…عدا عن فلسطينوطن السيد المسيح  له المجد المقدسة…

كل مكان… كل مكان…بكل اسف لذلك نقول عن سورية انها ارض القداسة وقد لمت رفات مئات الالوف من الشباب والصبايا الرهبان والراهبات!!! وهي اشبه بجبل  او جبال رهبانية كجبل آثوس المقدس الجمهورية الرهبانية الحية الخالدة في اليونان.

ويعسر علينا ان نحصر هذا الوجود الرهباني المتقد منذ اواسط القرن الرابع الى منتصف الثرن الثامن عشر لزوال معظم التجمعات الرهبانية بفعل عاديات الزمان وتعديات الانسان والحروب الكارثية المختلفة التي مرت على بلادنا وقضت على الرهبنة واستجر سكان المناطق احجار الاديرة لبناء مساجدهم وبيوتهم والحكام لبناء قصورهم والجوامع الكبرى في منطقتنا ولم يبق من هذه التجمعات التي كان همها التوحد عبادة لله الا اسماء حفظتها التجمعات البشرية المواكبة للرهبان للتعلم منهم فصارت قرى وبلدات ومدن تحكي باسمائها سيرة رهبنة عابقة بالقداسة والعذاب وارجاء والاستشهاد وباتت بائدة ينعق بها بوم الخراب وحيكت حولها قصصا مغلوطة وتحرفت تسميات الدير الى ديرة ودوير و…

سامح الله الانسان الذي لايتذكر ان مصيره هو الموت واحتياجه الى لحد ابعاده متر في مترين بأحسن الاحوال…

علينا ان نتمسك بسورية الشامة ارض القداسة