قرية الشيخ سليمان… قرية الثلاث كنائس
احدى هذه الكنائس
بنيت عام ٦٠٢م وتعتبر واحدة من آخر الكنائس التي بنيت في سورية قبل الغزو الفارسي للمنطقة وبعده العهد الإسلامي.
يبعد مفرق قرية شيخ سليمان عن مدينة حلب ١٨ كم ، كما تبعد القرية الجديدة بدورها ٣.٦ كم إلى الشمال من المفرق، وهي طريق معبدة فقط بدون تزفيت ، تبدو القرية كواحة خضراء في صحراء جرداء محيطة بها وعلى طرف واد سحيق لا مخرج ظاهري له، حديثا أعيد سكن القرية من بعض الأسر بعد تعبيد طريقها .
أهم آثار قرية شيخ سليمان ثلاث كنائس وبرج ناسك
الكنيسة الأولى تقع وسط القرية ولم يبق منها سوى جدار واجهتها الغربية ومكان البيما وسط البهو وهي متهدمة بالكامل .
الكنيسة الثانية تقع إلى الجنوب من القرية،مبنية على الطراز البازلكي ومحفوظة بشكل جيد نسبياً ومؤلفة من ثلاثة أبهاء تفصل بينها ركائز مستطيلة الشكل ( وليس أعمدة دائرية كالعادة )، والكنيسة متوسطة الأبعاد والمسافة بين الركائز المستطيلة تساوي ارتفاعها وتعلو الأعمدة الأقواس فالنوافذ والسقف الخشبي المائل وقد حفظت الحنية الشرقية مع الغرفتين المجاورتين بشكل جيد *ويتميز الباب الجنوبي للكنيسة بزخرفة نجفته البديعة بالأقراص والمربعات التي تحويها بشكل غير متناظر ، وعليها كتابة يونانية هذا نصها
” في شهر لوس السابع من السنة ٦٥٠، الدورة ٥ ، أيام سرجيوس كاهننا .” وهذا التاريخ يوافق العام ٦٠٢ م فتكون بذلك من الكنائس القليلة التي بنيت في بداية القرن السابع ، كما تحمل النجفة الجنوبية كذلك كتابة آرامية ترجمتها
” أنا الشماس أوتاليوس كتبت هذا راجياً من كل من يقرأه أن يصلي من أجلي”
الكنيسة الثالثة تقع في أقصى جنوب القرية وتسمى كنيسة السيدة مريم كما تبين ذلك كتابة يونانية على ساكف بابها الشمالي الذي سقط،
وترجمتها
“يا قديسة مريم يا والدة الله ساعدي سرجيوس البنّاء آمين”
وهي تعود إلى الربع الأخير من القرن الخامس على أبعد تقدير، وتعتبر بأحجارها من أجمل كنائس سورية الشمالية، الواجهة الشرقية للكنيسة بحنيتها نصف الدائرية وغرفتيها الشمالية والجنوبية محفوظة بشكل ممتاز، كما لازال قائماً معظم الجدار الغربي بما في ذلك المدخل الغربي (نارتكس) المؤلف من أربعة أعمدة ، اثنان منها ينتهيان بتاجين كورنثيين والآخران بتاجين دوريين ، كان يعلوها شرفة مغطاة وفيها ألواح علوية تحمل زخارف بديعة مشجرة.
الكنيسة ذات طراز بازيليكي يقسمها صفان من الأعمدة في كل صف خمسة أعمدة وقد تهدم معظمها وتجمع على بعضه بانتظار اليد الحانية لإعادته إلى حالته السابقة وترميمه،
في الجدار الشمالي للحنية فتحة يصلها بالغرفة الشمالية التي وجد فيها – على غير العادة – مرحاض نصف دائري بارز في الجدار الشرقي للغرفة في طبقتها العلوية ولربما بني في وقت لاحق لبناء الكنيسة عندما استعملت الغرفة هذه لسكن أحد الحراس، على سبيل المثال، إذ ليس من المألوف وجود مراحيض في أساس بناء الكنيسة وقرب الهيكل.
تحمل حنية الكنيسة من الداخل على ركيزتها تزيينات بديعة الزخرفة مع تيجان كورنثية الطراز وكانت تيجان الأعمدة المرمية على الأرض دورية الطراز من النوع المستعمل في شمال سورية في القرن الرابع المسيحي.
تبين سواكف النوافذ القوسية أنها كانت موضوعة بالقرب من بعضها بعضاً ، أما الواجهة الغربية فقد تميزت بزخرفة بابها فقط بنجفته ومسنديها القائمين، وأجمل زخرفة كانت بالفعل في أعمدة النارتكس (المدخل الغربي) التي لامثيل لها من حيث الغنى والجمال في مدخل أية كنيسة أخرى في سورية، وتضم رمزاً عمودياً جميلاً.
أمام الرواق الغربي تمتد ساحة مبلطة بالأحجار الكبيرة في وسطها بئر ماء محفور في الصخر، وتتصل هذه الساحة ببناء سليم في جميع أجزائه، يعتبر داراً للكهنة .
إلى الشمال من القرية يوجد *برج ناسك* *مؤلف من عدة طبقات ينتهي بمرحاض عال وله باب صغير ، وتبدو آثار الزلازل ظاهرة في تخلخل أحجار جدرانه المهددة بالسقوط* .
بين أشجار الزيتون والبلوط انتشر العديد من الفيلات والمدافن من القرن السادس، ويتبين من أحجار بعضها غير المنتظمة أنها مبنية في القرن الثاني أو الثالث للميلاد اي في الفترة الرومانية .
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً