قصة البطل الشهيد جول جمال ..صفحة مضيئة من تاريخ النضال العربي المشترك

قصة البطل الشهيد جول جمال ..صفحة مضيئة من تاريخ النضال العربي المشترك

قصة البطل الشهيد جول جمال ..صفحة مضيئة من تاريخ النضال العربي المشترك

.
 هي قصة كُتبت حروفها بالفداء والتضحية ولخّصت لنا معنى العروبة الحقيقي الأصيل، هي قصة ضابط سوري يُدعى جول جمال وُلِد في الأول من نيسان عام 1932م بقرية المشتاية القرية المستظلة بالفيء الروحي لدير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي في الحصن بوادي النصارى، ثم انتقل جول ووالداه للعيش بمدينة اللاذقية حيث كان أبوه يوسف الياس جمال طبيباً بيطرياً ومديراً للصحة الحيوانية في اللاذقية وقد شارك في المقاومة ضدّ الاحتلال الفرنسي، فلم يكن غريباً أن يشبّ ابنه على حب العروبة والذود بنفسه فداء للوطن.

الشهيد العربي جول جمال

قصة البطل الشهيد جول جمال ..صفحة مضيئة من تاريخ النضال العربي المشترك
قصة البطل الشهيد جول جمال ..صفحة مضيئة من تاريخ النضال العربي المشترك

كان الشهيد البطل  الملازم الأول في البحرية السورية جول يوسف الجمال،عملاقاً من “عمالقة البحار” الذين شاركوا في التصدي لقوى العدوان الثلاثي على مصر، خلال حرب العام 1956، وقام بتدمير المدمرة الفرنسية اكبر القطع المعادية بزورق الطوربيد الذي كان يقوده فدمرها  وغير مجرى الحرب الى هزيمة دول العدوان فرنسا وبريطانيا واسرائيل، وكانت هذه الدول الغادرة قد شنت عدوانها الثلاثي على مصر الشقيقة  إثر اتخاذ الزعيم المصري جمال عبد الناصر قراراً بتأميم قناة السويس. فكان شهيدنا الاستشهادي الاول في النضال ضد العدو الصهيوني وداعميه …

فما هي أهم المحطات في مسيرة نضال هذا الشهيد؟

_ ولد وترعرع في مدينة اللاذقية لأسرة مسيحية أرثوذكسية ممارسة لايمانها اولا في دير القديس جاورجيوس وهو كنيسة بلدة المشتاية. وكان والده الذي يعمل طبيباً بيطرياً، من المشاركين في عمليات المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لبلده. ووفق هذه القيم، قام بتربية أولاده الثلاثة جول ودعد وعادل.

_ التحق جول بداية في مسيرته التعليمية الجامعية بكلية الآداب في الجامعة السورية، ليتركها لاحقاً قي أيلول من العام 1953، بعد أن انضم الى بعثة عسكرية لطلاب سوريين في الكلية البحرية المصرية، حيث تحقق حلمه بأن يصبح ضابطاً في سلاح البحرية.

حصل جول جمال على الشهادة الابتدائية سنة 1943 والمتوسطة سنة 1950 من الكلية الأرثوذكسية في اللاذقية، ثم حصل على الشهادة الثانوية من الجامعة السورية في دمشق عام 1953م، ليلتحق بكلية الآداب بدمشق ، لكنه فجأة تركها ليبدأ بعدها حياة جديدة ومساراً جديداً بعد التحاقه بالكلية العسكرية في 23 سبتمبر عام 1953، وبعدها أرسلته الكلية ببعثة إلى المؤسسة العسكرية المصرية ضمن مجموعة تضم 10 طلاب سوريين للالتحاق بالكلية البحرية في مصر، وهكذا تحقّق حُلم جول جمال بأن يصبح ضابطاً في سلاح البحرية، وتخرّج في 1 ديسمبر 1955 ، وفي مايو 1956 نال جول جمال شهادة البكالوريس في الدراسات البحرية وكان ترتيبه الأول على الدفعة ليصير الملازم ثاني جول جمال، و قبل أن يستعد جول ورفاقه لمغادرة مصر والعودة إلى سوريا، كانت مصر استوردت زوارق طوربيد حديثة، وهو الأمر الذي دعا الحكومة السورية في ذلك الوقت أن تبقي على بعثتها في مصر لكي يتم تدريب ضبّاطها على تلك الزوارق الحديثة، و في تلك الفترة كانت مصر بقيادة زعيم العرب الخالد جمال عبد الناصر في صراع شديد ضدّ القوى الغربية بسبب دعم مصر لجميع حركات التحرّر في الوطن العربي وإفريقيا، ولرغبة مصر في استقلالها التام وعدم خنوعها للغرب، ونتيجة لقرار جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس شنّت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل العدوان الثلاثي على مصر1956، وفي تلك اللحظة التي رأي فيها جول جمال الشعب المصري وهو يدفع ثمن عروبته ونضاله بالدماء، أيقن تماماً أن الحياة لا تساوي شيئاً والوطن ينزف، وأنه لا وجود لا للحرية والاحتلال كل يوم يحصد من أرواحنا قبل خير أرضنا.

_ في أيار من العام 1956، نال الشهيد جول شهادة الكلية البحرية بمرتبة أولى على دفعته. لكنه لم يرحل من مصر بغية التدرب هو وبقية أفراد بعثته، على زوارق طوربيد حديثة استوردتها مصر. وقد رأت الحكومة السورية حينها، أنه من الأفضل أن يتم تدريب ضباطها على هذه الزوارق الحديثة. وهذا ما تسبب بمشاركة جول ورفاقه في التصدي لهذا العدوان.

_ في ليلة 4 تشرين الثاني، كان الشهيد جول ضمن قوة من ثلاثة زوارق طوربيد، حاولت مهاجمة عدد من القطع البحرية التابعة لقوى العدوان في منطقة بورسعيد، وقد خاضوا معركة سميت باسم معركة “البرلس البحرية”.

وفي طريق عودة هذه القوة من المعركة، تعرضت لهجوم جوي من أسراب الطائرات الحربية، التي انطلقت من حاملات الطائرات، بهدف اعتراضهم واستطاعت تحقيق النجاح بإغراقهم جميعاً وكان جول من الشهداء.

_ أُنتج فيلم مصري حول قصة جول جمّال باسم “عمالقة البحار”.

_ لُقِّب بسليمان حلبي للقرن العشرين، إذ يتشاركان في أنهما تصديا للقوات الفرنسية وأنهما من سوريا. ومازالت الى الآن، تُدرَّس قصة مواجهة الشهيد جول للبارجة الحربية الفرنسية “جان بارت”، في المناهج الدراسية المصرية.

_ كرّمته بلاده ومصر بأوسمة وبنياشين عديدة

1)الوسام العسكري الأكبر.
2)براءة النجمة العسكرية.
3)براءة الوشاح الأكبر.

4) وسام القديسين بطرس وبولس

كما سميت العديد من الشوارع باسمه في مصر وفلسطين وبلاده، في مدن دمشق واللاذقية وغيرها. كما أطلق اسمه على مدارس في سورية، وحملت إحدى دورات الكلية الحربية السورية اسمه.

العدوان الثلاثي

◆ بدأت الأعمال الحربية ضد”مصر” يوم 29 تشرين الاول 1956 ، وخلال فترة الحرب كانت المُدمّرة الفرنسية جان  دارك (أول سفينة مزوّدة بردار في العالم)، والتي كانت تسمى بـ تنين البحار، و يبلغ طولها 247 متراً، وزنها 48750 طناً، وعليها طاقمها المكون من 88 ضابطاً و2055 بحاراً و109 مدفعا من مختلف الأعيرة تتوجّه نحو بورسعيد التي تحولت لمدينة أشباح بسبب ما تعرّضت له من قصف سلاح البحرية والطيران الملكي البريطاني لتدمير ما تبقّى منها
◆ وفي منتصف ليل 4  تشرين الثاني التقط الملازم ثاني جول جمال و زملاؤه بث المُدمّرة الفرنسية  جان دارك شمال بحيرة البرلس ، وبعد التقاط الإشارة ، وعندما عَلِم جول بطلب القيادة المصرية تشكيل فرق فدائية توجه إلى مكتب قائده جلال الدسوقي وطلب منه أن يسمح له بالمشاركة في العمليات العسكرية، لكن قائده اعترض على ذلك، كون اللوائح العسكرية لاتسمح لأي أجنبي أن يقوم بدوريات بحرية، ولكن جول أصر على طلبه وهو يقول له كما ورد في مذكرات وزير الإعلام المصري في ذلك الوقت : “عندما أرى شوارع الإسكندرية كأني أرى شوارع اللاذقية، وأنا لا أرى بلدين، أنا أرى بلدًا واحدًا”.
◆ وبعد الموافقة على طلبه ، اشترك معه في هذه العملية ضابطٌ سوري آخر اسمه “نخلة سكاف” من اللاذقية أيضا وضابطٌ مصري، وتم وضع الخطة التي تنص على قيام الزوارق الثلاثة بإجراء مناورات للاقتراب من البارجة ومن ثم ضربها بالطوربيدات على أن ينطلق جول جمّال أولاً، وإذا لم ينجح، يأتي الضابط المصري وأخيرًا يأتي دور اسكاف.
✪ في تلك الليلة، خرجت ثلاثة زوارق طوربيد لمقابلة فخر البحرية الفرنسية وتصدت لها فى معركة قلما يحدث مثلها فى تاريخ المعارك البحرية ، فأثناء اقتراب جول جمال من المدمرة الفرنسية استطاع أن يصل إلى نقطة الصفر أي النقطة الميتة التي لا تستطيع مدافع المدمرة الوصول إليه منها وهكذا تمكن من الوصول إلى المدمرة الفرنسية لينفذ عمليته الفدائية التي أدت إلى استشهاده، لتخرج البارجة الفرنسية من الخدمة ويتوقف كل شئ فيها ، في وقت لم يكن أحد يعرف فيه العمليات الاستشهادية التي أصبحت فيما بعد عقيدة المناضلين العرب ضدّ المُستعمر في كل مكان في مصر والشام والعراق والمغرب العربي، لكي يكتب جول جمال تاريخاً جديداً بدمائه الذكية.
.
● وعندما سمع أهل مدينة اللاذقية هذا الخبر، قامت المدينة بأكملها لتقيم احتفالًا غير عاديا في خليط من الحزن والفرح، لتختلط أصوات التكبير من المآذن مع أجراس الكنائس في سماء المدينة في تلك الليلة المشهودة .
في مريمية الشام
● وفي يوم 19تشرين الثاني  1956م أقامت بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس في الكاتدرائية المريمية للروم الأرثوذكس في العاصمة السورية دمشق قداس الجنازة للشهيد جول جمال حضره رئيس الجمهورية السورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء وأعضاء الحكومة ورئيس الأركان العامة وكبار موظفي الدولة وضبّاط الجيش وحشد غفير من أبناء الشعب السوري إضافة إلى ممثلين للجيش المصري.
التكريم
.
● وفي نفس الوقت حيّا رئيس الجمهورية العربية السورية آنذاك شكري القوتلي الشهيد الملازم البحار جول جمال، ومنحه أرفع وسامٍ عسكري سوري ، وسمّى إحدى دورات الكلية الحربية باسمه.
• كما أطلق أسمه على عددٍ من المدارس والشوارع في دمشق وباقي المحافظات، وقد سُميت عدة شوارع في مدنٍ عربية باسم جول جمال تخليدًا له منهم شارع فى منطقة الدقى بمحافظة الجيزة وشارع آخر بمدينة الاسكندرية ، كما كرّمته الجمعية الخيرية في بلده المشتاية بتمثال جداري معلق في بهو الثانوية المسماة باسمه.
• كما منحه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وسام الوشاح الأكبر ووسام القديسين بطرس وبولس من درجة الوشاح الأكبر.
• كما منحه الزعيم جمال عبد الناصر وسام النجمة العسكرية من الطبقة الأولى
.
◆ رحل “جول جمال” لتبقى ذكراه منارةً لكل مناضل وثوري غيور على وطنه مؤكداً باستشهاده وحدة المصير العربي
.
•• رحم الله سليمان الحلبي القرن العشرين، وحفظ خير أجناد الأرض وحُماة الديار من شر المُتآمرين، وحفظ العرب من كيد المتواطئين الخائنين .

“الشهيد” جول جمّال وخطيبته … تلاقي القومية والصوفية وابتلاع الفرديات

لم يعرض خبر وفاة خطيبة “الشهيد” جول جمّال، عندما فارقت الحياة، أي تفاصيل خاصة عن حياتها، سوى تلك المنسوبة له، فجاكلين بيطار التي توفيت قبل نحو عام، نذرت نفسها، تبعاً للخبر المنشور، لذكرى “البطل” ورفضت الارتباط من بعد رحيله، “في قصة نادرة من الوفاء والبطولة الوطنية”، أي أن حياة كاملة قضتها بوصفها “خطيبة الشهيد”، موزعة حياتها في مدينة اللاذقية، ما بين العمل الخيري والكنسي. وتجنب التفاصيل الخاصة في خبر موت بيطار يوحي بابتلاع السيرة، وتبديدها هباءً، في سبيل قيمة متوهمة صنعتها الدعاية الناصرية، كذباً وتدليساً وسعياً للتعبئة.

فبيطار، لم تعكف عن ارتداء اللون الأسود، حداداً على خطيبها “الشهيد” سوى في السنوات الأخيرة من حياتها، حيث حفرت الأخاديد وجهها وبدت متعبة ومنهكة، بعد تجاوزها الستين. وهي في هذا السن، بقي جول جمّال في وعيها، شاباً في منتصف العشرينات، وصورة ورمزاً ونموذجاً، وجب تخصيص الحياة بكاملها بما يضاهي شهادته، ويعيد إنتاجها بما يعادلها، وربما ينافسها ويتفوق عليها.

و”تضحية” جمّال مسرودة بلغة الوعي القومي “البطولي” الذي يجمع عادة، السحر والخرافة والبطولة، لينتج رموزه. معظم الكتابات تجمع على سيرة واحدة لـ”الشهيد”، مصاغة لتناسب دعاية الناصريين، عن انتصارات متوهمة، فهو غادر سوريا للالتحاق بتدريب عسكري في مصر، وهناك نفذ عملية ضد بارجة فرنسية ما تسبب بإغراقها وقتل ما كان على متنها وهم 88 ضابطاً، و2055 جندياً بحاراً. والرواية الصحفية تقول “اختفى جول بزورقه ومعه على متنه ضابط مصري، وآخر سوري يدعى نخلة سكاف. اعتقد الجميع أنه انسحب من المعركة، ولكنه ظهر فجأة وهو يقود زورقه بأقصى سرعة، وقفز هو وطاقم الزورق في البحر، ليصطدم الزورق بالجزء الضعيف من البارجة، في مقدمتها. ولم تستطيع مدافع البارجة الدفاع عن هذا الجزء من قرب، فنجحت محاولة جول وانفجرت المقدمة. وتعطلت البارجة وغرقت في مياه البحر المتوسط، لكن نيران الجنود الفرنسيين طالت جول، فاستشهد”. ورغم تفنيد التضخيم الناصري للرواية، عبر تقارير صحافية غربية، والكشف أن البارجة المستهدفة لم تغرق وعادت إلى فرنسا لتخرج من الخدمة بداية السبعينات، وعدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في حرب السويس لا يتجاوز الثلاثين جندياً، لكن الأسطرة تلبست سيرة جوّل جمّال، فغدا “شهيداً” و”بطلاً”، وأُنتج في مصر فيلم “عمالقة البحار” توثيقاً لشهادته، وسمّيت شوارع ومدارس باسمه في سوريا ومصر، بينها واحدة تخرّج منها حافظ الأسد.

والحال فإن، سيرة استشهاد جمّال المسيحي، تطابق تلك التي ترويها الأدبيات اللاهوتية عن القديسين، حيث القدرة الخارقة على مواجهة من يضطهدهم، بالأعاجيب والتدخل الغيبي، فـ”الاختفاء والقفز من الزوق وتركه يصطدم بالبارجة” جميعها عناصر قابلة للإسقاط على سير قديسي المسيحية. وكأن جوّل، هو القديس جاورجيوس، خصوصا وأن الأخير، يظهر في أيقونة شهيرة، بلباسه القتالي يمتطي حصاناً ويواجه التنين بحربة. وإذا كانت الرواية الدينية تتلاقى مع القومية في العناصر المكونة بحيث أن الحصان بات الزورق، والحربة أسلحة حديثة، والتنين بارجة، فإن انكشاف الخرافة لا يحتاج سوى لتبيان أن التنين حيوان خرافي، والبارجة عادت لفرنسا ولم تغرق. بمعنى أن البارجة التنينية والتنيني البارجي يتبادلان الأدوار، في مزيج من وعيين، قومي وديني، يتشاركان في صناعة سيرة “الشهيد”. الوعي الأول علني وواضح، والآخر مستبطن وتحتي.

والعلنية القومية، أغفلت بطبيعة الحال، المستبطن الديني، وعمدت إلى صناعة صورة “البطل”، عبر الماكينة الناصرية، وهو ما كان تقليداً في تلك الحقبة، حيث ابتلاع الفرديات، بأسطرتها، واختلاق أمجاد متوهمة لها. لكن، بالنتيجة، الشاب العشريني، وإن كانت “شهادته” مرتبطة بقلق كياني في وطنه، فهي أيضاً على صلة، بوعي عابر للحدود، يجري تصريفه، شرعية ودعاية، عند نظام عسكري، استولى على مقاليد الحكم في مصر، وتكثف بشخص عبد الناصر. بمعنى أن جمّال مات في سبيل استبداد جمال، وكان جزءاً من دعايته المبنية على الأوهام التي تبددت لاحقاً سيما في هزيمة حزيران الشهيرة. أي أن الناصرية ابتلعت الشاب المتحمس، واستثمرت فيه رمزياً.

وجاكلين “خطيبة الشهيد” تلاقت مع جول، في التضحية، حيث أوقفت حياتها عند لحظة موته، مستأنفة مساراً من الصوفية المسيحية، يخلو من الزواج والحب واللذة والعلاقات، وجعلت ارتباطها بالمجتمع ارتباطا خدميا تبشيريا، وكأنها اخترعت بارجتها الخاصة لتصطدم بها، فتنافس خطيبها على فعل “الاستشهاد”، عبر سيرة مسيحية تقشفية منزهة عن الماديات، مستكملة أو موقظة، البعد الديني الخفي، في سيرة “الشهيد”، لكن عندها التنين يتفوق أكثر على البارجة، في واقعة “الشهادة”، التي تحدث عند جاكلين في الحياة نفسها، وبشكل يومي، ليس في عملية “استشهادية”.