قصة البطل الشهيد جول جمال ..صفحة مضيئة من تاريخ النضال العربي المشترك
الشهيد العربي جول جمال

كان الشهيد البطل الملازم الأول في البحرية السورية جول يوسف الجمال،عملاقاً من “عمالقة البحار” الذين شاركوا في التصدي لقوى العدوان الثلاثي على مصر، خلال حرب العام 1956، وقام بتدمير المدمرة الفرنسية اكبر القطع المعادية بزورق الطوربيد الذي كان يقوده فدمرها وغير مجرى الحرب الى هزيمة دول العدوان فرنسا وبريطانيا واسرائيل، وكانت هذه الدول الغادرة قد شنت عدوانها الثلاثي على مصر الشقيقة إثر اتخاذ الزعيم المصري جمال عبد الناصر قراراً بتأميم قناة السويس. فكان شهيدنا الاستشهادي الاول في النضال ضد العدو الصهيوني وداعميه …
فما هي أهم المحطات في مسيرة نضال هذا الشهيد؟
_ ولد وترعرع في مدينة اللاذقية لأسرة مسيحية أرثوذكسية ممارسة لايمانها اولا في دير القديس جاورجيوس وهو كنيسة بلدة المشتاية. وكان والده الذي يعمل طبيباً بيطرياً، من المشاركين في عمليات المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لبلده. ووفق هذه القيم، قام بتربية أولاده الثلاثة جول ودعد وعادل.
_ التحق جول بداية في مسيرته التعليمية الجامعية بكلية الآداب في الجامعة السورية، ليتركها لاحقاً قي أيلول من العام 1953، بعد أن انضم الى بعثة عسكرية لطلاب سوريين في الكلية البحرية المصرية، حيث تحقق حلمه بأن يصبح ضابطاً في سلاح البحرية.
حصل جول جمال على الشهادة الابتدائية سنة 1943 والمتوسطة سنة 1950 من الكلية الأرثوذكسية في اللاذقية، ثم حصل على الشهادة الثانوية من الجامعة السورية في دمشق عام 1953م، ليلتحق بكلية الآداب بدمشق ، لكنه فجأة تركها ليبدأ بعدها حياة جديدة ومساراً جديداً بعد التحاقه بالكلية العسكرية في 23 سبتمبر عام 1953، وبعدها أرسلته الكلية ببعثة إلى المؤسسة العسكرية المصرية ضمن مجموعة تضم 10 طلاب سوريين للالتحاق بالكلية البحرية في مصر، وهكذا تحقّق حُلم جول جمال بأن يصبح ضابطاً في سلاح البحرية، وتخرّج في 1 ديسمبر 1955 ، وفي مايو 1956 نال جول جمال شهادة البكالوريس في الدراسات البحرية وكان ترتيبه الأول على الدفعة ليصير الملازم ثاني جول جمال، و قبل أن يستعد جول ورفاقه لمغادرة مصر والعودة إلى سوريا، كانت مصر استوردت زوارق طوربيد حديثة، وهو الأمر الذي دعا الحكومة السورية في ذلك الوقت أن تبقي على بعثتها في مصر لكي يتم تدريب ضبّاطها على تلك الزوارق الحديثة، و في تلك الفترة كانت مصر بقيادة زعيم العرب الخالد جمال عبد الناصر في صراع شديد ضدّ القوى الغربية بسبب دعم مصر لجميع حركات التحرّر في الوطن العربي وإفريقيا، ولرغبة مصر في استقلالها التام وعدم خنوعها للغرب، ونتيجة لقرار جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس شنّت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل العدوان الثلاثي على مصر1956، وفي تلك اللحظة التي رأي فيها جول جمال الشعب المصري وهو يدفع ثمن عروبته ونضاله بالدماء، أيقن تماماً أن الحياة لا تساوي شيئاً والوطن ينزف، وأنه لا وجود لا للحرية والاحتلال كل يوم يحصد من أرواحنا قبل خير أرضنا.
_ في أيار من العام 1956، نال الشهيد جول شهادة الكلية البحرية بمرتبة أولى على دفعته. لكنه لم يرحل من مصر بغية التدرب هو وبقية أفراد بعثته، على زوارق طوربيد حديثة استوردتها مصر. وقد رأت الحكومة السورية حينها، أنه من الأفضل أن يتم تدريب ضباطها على هذه الزوارق الحديثة. وهذا ما تسبب بمشاركة جول ورفاقه في التصدي لهذا العدوان.
_ في ليلة 4 تشرين الثاني، كان الشهيد جول ضمن قوة من ثلاثة زوارق طوربيد، حاولت مهاجمة عدد من القطع البحرية التابعة لقوى العدوان في منطقة بورسعيد، وقد خاضوا معركة سميت باسم معركة “البرلس البحرية”.
وفي طريق عودة هذه القوة من المعركة، تعرضت لهجوم جوي من أسراب الطائرات الحربية، التي انطلقت من حاملات الطائرات، بهدف اعتراضهم واستطاعت تحقيق النجاح بإغراقهم جميعاً وكان جول من الشهداء.
_ أُنتج فيلم مصري حول قصة جول جمّال باسم “عمالقة البحار”.
_ لُقِّب بسليمان حلبي للقرن العشرين، إذ يتشاركان في أنهما تصديا للقوات الفرنسية وأنهما من سوريا. ومازالت الى الآن، تُدرَّس قصة مواجهة الشهيد جول للبارجة الحربية الفرنسية “جان بارت”، في المناهج الدراسية المصرية.
_ كرّمته بلاده ومصر بأوسمة وبنياشين عديدة
1)الوسام العسكري الأكبر.
2)براءة النجمة العسكرية.
3)براءة الوشاح الأكبر.
4) وسام القديسين بطرس وبولس
كما سميت العديد من الشوارع باسمه في مصر وفلسطين وبلاده، في مدن دمشق واللاذقية وغيرها. كما أطلق اسمه على مدارس في سورية، وحملت إحدى دورات الكلية الحربية السورية اسمه.
العدوان الثلاثي