قصر السكاكينى باشا –القاهرة

قصر السكاكينى باشا –القاهرة

ابداع السوريين…

قصر السكاكينى باشا

القاهرة…

قصر السكاكيني من أقدم قصور مصر. تم بناؤه سنة 1897 م على يد حبيب باشا السكاكيني. يقع القصر في ميدان السكاكيني في وسط مدينة القاهرة، وتحديدا في منطقة الظاهر المزدحمة بالسكان والتي نشأت من قبل الشوام اللاجئين من مذبحة 1860 وانشأوا كنائسهم ومنها كنيسة رؤساء الملائكة للروم الارثوذكس 1934 ومطرانياتهم ومنها ايضاً ( مطرانية الروم الكاثوليك /وكالة البطريركية لبطريركية انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم) وعرف محيط القصر لاحقا بحي السكاكيني.
بني قصر السكاكيني على يد معماريين إيطاليين جاؤوا خصيصا للمشاركة في بنائه، وتتداخل فيه الطرازات المختلفة من حول العالم، ويعتبر نموذج لفن الروكوكو…
قصر السكاكينى باشا –القاهرة
قصر السكاكينى باشا –القاهرة
سميت المنطقة بعد بناء القصر على اسم صاحب القصر حبيب باشا السكاكيني (غابرييل حبيب السكاكيني الدمشقي) (1841-1923) فهو من مواليد دمشق بسورية وصل لمصر بعمر يتراوح بين 16-17 عاما ليتولي وظيفة بشركة قناة السويس الوليدة في بورسعيد. على مدى السنوات الأربع هذا السوري عمل لحسابها بمبلغ تافه من 3-4 فرنكات فرنسية في الشهر تحرك للقاهره في نهاية المطاف كان ذلك من أجل التنمية الاقتصادية الذاتية وليس لأسباب صحية كما اشيع…
تقول السيرة الذاتية ان حبيب السكاكيني جذب اهتمام الخديوي إسماعيل عندما صدر بواسطة الشحن على الجمال طرود من القطط الجائعة إلى المنطقة التي تنتشر فيها الفئران في قناة السويس. في غضون أيام، تم حل مشكلة هذا الوباء من القوارض. ونظرا لقدرته على الحل السريع والابتكار والمبادرة قام الخديوي، باستخدام هذا السوري النبيه، وكلفه بمهمة شاقة وهى استكمال بناء الأوبرا الخديوية. وأصبح يعمل تحت يد المعماري الإيطالي Pietro Avoscani.
قام السكاكيني بعمل نظام الورديات 3 فترات عمل يومياً، كل وردية عمل مدتها 8 ساعات للفترة الواحدة لمدة ال 90 يوما المقبلة. ولقد نجح وانتهت اعمال بناء دار الأوبرا في الوقت المناسب لوصول وزيارة الملوك الأوروبيين، إلى مصر لحضور افخم احتفال لافتتاح قناة السويس في 17تشرين الثاني 1869. وكان الخديوي سخي بطريقة لا حدود لها. فمن الآن فصاعدا البناء وعقود الأشغال العامة لا يمكن ان تفشل لأنها كانت تدار بواسطة وعلى طريقة السكاكيني.
في ال 39 من عمره، نال حبيب السكاكيني اللقب العثماني ‘بيك’، وتمت الموافقة في القسطنطينية من قبل السلطان عبد الحميد على هذا اللقب.
بعد عقدين من الزمن، في 12 آذار 1901 منح البابا Rome’s Leon الثالث عشر السكاكيني اللقب البابوي ‘الكونت’ تقديرا لخدماته لمجتمعه.
حبيب السكاكيني الدمشقي  أصبح في النهاية من المقاولين الأثرياء في ذلك الزمان وقد اشترك بدور بارز في أعمال حفر قناة السويس، ومن اللقب الذي لقب به (السكاكيني) يقال أنه جمع ثروته قبل العمل في المقاولات من تجارة السكاكين والأسلحة.
وقد بنى القصر على قطعة أرض مُنحت له على بركة أرض تسمى “بركة الشيخ قمر” بحي الظاهر.
(تاريخ مصربتصرف مني د.جوزيف زيتون)

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *