قناطر دير حباش “بقايا الكنيسة” كنيسة دير حباش
قناطر دير حباش “بقايا الكنيسة”
كنيسة دير حباش
يوجد في قرية “دير حباش” بقايا لهيكل عمراني قديم يقع في الجزء الأوسط منها “جانب الجامع حاليا” وكان يون الجزء السفلي منها بالكامل ويظهر منها على سطح التربة من مكان ميلان القوس اي ان اعمدة حمل الاقواس شرف بشكل كامل على برج صافيتا او كنيسة مار ميخائيل الارثوذكسية الحالية، وبرج ميعار وقلعة العريمة
– الهيكل مبني من حجارة بازلتية وكلسية منحوتة بدقة عالية “حجارة القناطر البازلتية غير اصيلة اي انها ليست من الحجارة الطبيعية التي تتكون منها المنطقة، فصخور المنطقة كلسية بيضاء والحجارة بازلتية سوداء، ويظن انه كما حال بقية الابنية تم جلبها من الأماكن القريبة الموجود فيها هكذا نوع من الحجارة.
– جدار الكنيسة مبني من حجارة مختلطة بينما القناطر مبنية فقط من الحجارة البازلتية وهذه القناطر مدفغير ظاهرة ابداً وبقايا كنيسة سمكة تتشابه بشكل كامل تقريبا من حيث البناء ونوع الحجارة مع قناطر دير حباش ولكن بحجم أكبر.
– يوجد ثلاث قناطر باقية وتم التأكد من أنه كان يوجد 5 قناطر على الأقل متوضعة بإتجاه شمال جنوب.
◘ التاريخ
أعاد المؤرخون كنيسة سمكة الى الفترة الرومية المتأخرة وبما ان الكنيستين تتشابهان بشكل كامل فإنه من البديهي ان يقول قائل انها تعود لنفس الفترة ولكن اذا اردنا البحث والتدقيق علينا ان نعلم ان اسم “دير حباش” هو اسم مكان الحبس او محبسة الرهبان او مكان اقامة الرهبان وبالتالي فإننا نستطيع القول مبدئيا انها تعود الى مطلع المسيحية، واذا راجعنا تاريخ المواقع الأثرية في المنطقة بشكل خاص وفي سورية بشكل عام فإننا نعلم انها كانت تعود الى زمن ساد فيه الكنعانيون (الفينيقيون) والاغريق وكلما اتت حضارة كانت ترث ما بنته سابقتها وبما أن سكان المنطقة اعتنقوا المسيحية وكانت اللغة السائدة هي اليونانية حتى في ظل الدولة الرومانية فهي لغة الانجيل والتبشير بالمسيحية وهي لغة الثقافة والتي استمرت بديهيا الى عهد الدولة الرومية فإننا نستطيع ان نقرن هذا بذلك اضافة الى الموقع المتميز الذي يجعلها تطل على برجي صافيتا وميعار والذي يطل بدوره على قلعتي يحمور والعريمة.
من خلال هذا نستطيع القول انها كانت محط استراحة للقوافل المتجهة من برج صافيتا والذي كذلك هو حصن روماني تم بناؤه على انقاض هيكل فينيقي- اغريقي ثم حصن رومي، وتحولت هذه الاستراحة او المحطة عند ظهور المسيحية الى كنيسة مسيحية كانت مع كنيسة سمكة يشكلان الثقل الديني للمنطقة. وتحول البرج الى كنيسة رومية، ثم في زمن الفرنجة ثم آل بعد دحرهم الى سكان البلدة المسيحيين الارثوذكس وحتى الآن،
في عهدي الامبراطوريتين الرومانيتين الغربية (رومة) والشرقية اي الرومية ( القسطنطينية) وسيادتهما المتعاقبة على سورية، تحولت هذه الكنيسة الى محطة استراحة لقوافلهم المتجهة من برج صافيتا بإتجاه سهول عكار. وعند الغزو الفرنجي مابين القرن الحادي عشر الى القرن الثالث عشر بقيت هذه الكنيسة تتمتع بمركزها الديني الارثوذكسي بالإضافة الى الحضور اللاتيني فيها بصفتها كنيسة الحكم الفرنجي حيث انتزعوها من الكنيسة والرعية الارثوذكسية.
– من المعروف انه خلال قرنين من حملات الفرنجة في سورية انه سادت فترة من التعايش بين الفرنجة والحكام المسلمين في المنطقة، وعند اواخر هذه الحملات، شن الحكام والولاة المسلمون معارك لطرد الفرنجة من سورية وتزامن ذلك مع فتح انطاكية والتنكيل بأهلها المسيحيين من قبل الظاهر بيبرس (مائة الف من القتلى والسبايا والمهجرين الى مصر، وكذلك في قرى القلمون الشرقي المسيحية وسقوط القدس بيد صلاح الدين الايوبي…
وكان قد اتجه نحو هذه المنطقة (دير حباش) الشيخ موسى الفارس قادماً من قلعة /الكيمي/ في منطقة الدريكيش على رأس مجموعة من رجال الدين المقاتلين، وقام بالاستيلاء على دير حباش واحتلال هذه المنطقة بالكامل وأرسى أول بذرة للإسلام فيها، وهجَّر منها المسيحيين بإتجاه جبال عكار.
حسب بعض الروايات فإن أحفاد رعاة هذه الكنيسة، وكنيسة سمكة موجودون في كسروان والهرمل في جهات لبنان حالياً.
بقي الشيخ موسى في المنطقة، وبعد موته دُفن بجانب هذه الكنيسة دون ان يتم المساس بها على الأرجح، وظلت على حالها حتى بدأ المد الاسلامي القادم من الشمال ومن حلب حيث عظم عددهم واقاموا مقبرتهم الاسلامية ما حول هذه الكنيسة لذا تعتبر هذه المقبرة انشئت لموتى أهل القرية المسلمين الأوائل.
– بعد فترة قام أهل المنطقة ببناء مقام الشيخ موسى الفارس بالكامل من حجارة هذه الكنيسة، وكذلك قاموا بإستخدام الحجارة المسطحة الى –شطائح- توضع في القبور، وتم اكتشاف ذلك اثناء حفر احد الأماكن لدفن متوفى فظهر على عمق نحو 1.5 بعض هذه الحجارة التي كان قد دفن تحتها شخص ما وكذلك فقد روى لي بعض المعمرين في القرية انهم وفي صغرهم كانوا مع أهاليهم يقومون بأخذ حجارة هذه الكنيسة على ظهر الدواب ليبنوا فيها غرفا صغيرة ومواقد للتنور في أرجاء القرية –نستطيع رؤية هذه الحجارة في أماكن مختلفة من أرجاء القرية.
– لهذه الأسباب فإنه لم يبق من هذه الكنيسة على مدار 1000 عام سوى ثلاث قناطر متوضعة بإتجاه شمال جنوب وسور صغير أمامهم من جهة الغرب، وهذا السور ليس اصيلاً، اي انه ليس من اساسيات الكنيسة بل تم بناؤه من حجارة الكنيسة المهدمة ..(في الحقيقة هذه الكنيسه محظوظة أنه بقي منها شي ما بعدما استجروا منها كل شيء، كما حصل في كل المناطق كدير الشيروبيم مثلاً في قمة صيدنايا بعدما استجر سكان القرى الاسلامية المحيطة حجارته لبناء بيوتهم ومساجدهم).
◘ الآن
واقع القناطر الآن سيء وهي محاطة بالقبور، والأكثر من ذلك أنها غير مصنفة في مديرية الآثار، أو دائرة السياحة في محافظة طرطوس وتم إقامة حائط إسمنتي تحت القناطر شوّه منظرها وحائط إسمنتي آخر أمام السور أخفى نصفه تقريباً.
القياسات
أقصى ارتفاع ظاهر: 2.6م
طول القناطر : 10.2م
ارتفاع القنطرة الواحدة الظاهر : 1.5م
قطر القنطرة : 2.6م
السماكة العمودية : 40سم
السماكة الأفقية: 70سم
الطول عند إلتقاء الأقواس: 60سم
طول قاعدة إلتقاء الأقواس: 50سم
طول الجدار الباقي فوق القناطر: 4.9م
ارتفاع الجدار عند تلاقي القناطر: 1.4م
ارتفاع الجدار فوق قوس القنطرة: 70سم
كما يوجد في الحائط المبني فوق القناطر 3 غرف صغيرة واحدة فوق إلتقاء القناطر وإثنتان عند الإنحناء .. إثنتان بأبعاد 35×35سم وواحدة 45×45سم
طول السور: 10.7م
قرية دير حباش
وهي قرية ريفية أشبه بمدينة صغيرة بتطورها العمراني وحركتها الاقتصادية، أسس لها منذ قرون عدة على ثلاث تلال متوازية ارتفعت حوالي /220/ متراً عن سطح البحر، وكانت بيت الرهبان بدلالة اسمها ومن ثم اسلمت بضغط …!.
تتبع دير حباش إدارياً لمدينة “طرطوس”، وتقع في نهاية حدودها الإدارية الشرقية، ولها امتداد حوالي كيلومتر واحد على جانب الطريق العام الواصل بين مدينة “صافيتا” ومدينة “طرطوس”، حيث تبعد عن مدينة “طرطوس” حوالي تسعة عشر كيلومتراً وعن مدينة “صافيتا” حوالي تسعة كيلومترات، وترتفع عن سطح البحر بحدود /220/ متراً.
انتشار القرية جغرافياً جيد ويحدها
• من الجهة الشرقية عدة قرى منها قرية “الزويتينة” وقرية “الدعتور” و”الكنائس”
• الجهة الجنوبية قرية “ميعار شاكر” وقرية “سمكة”
• الجهة الغربية قرية “خربة المعزة”
• من الجهة الشمالية فتحدها قريتا “الكشفة” و”بشبطة”.
وتمتد هذه القرية الصغيرة على ثلاث تلال متوازية بشكل طولاني من الشمال إلى الجنوب،
◘ والأولى منها صغيرة متدرجة الارتفاعات تبدأ من الجهة الشرقية على طريق “صافيتا/ طرطوس” ويتوضع عليها “آل الشلوف” و”آل غية”، وفيها تلة دائرية تسمى “دكشة الزهيوية” أو ما يعرف بـ”جبل الست نجيبة”، وموقع طبيعي يسمى “ضهر الخشن”، وتنتهي إلى وادٍ يجري فيه نهر يسمى “الجراجير”
◘ أما الثانية فهي تلة طولانية أيضاً تسمى “الدواوير” وتتألف من أربعة تلال دائرية صغيرة هي “التبة” و”شكارة الغنمة” وتل “الدواوير” ووادي “الدواوير”
◘ في حين أن التلة الثالثة وهي مركز القرية تضم تل الدوارة أو ما يعرف “ببيت الصهر” وموقع “الرامة” و”الزنيتي” وحارة “المصلبة”
إضافة إلى تل عرضاني ممتد من الشرق إلى الغرب مشكلاً حياً يدعى حي “بيت نور الدين” المطل على حقول قرية “بشبطة” و”الكشفة”
وهذا التوضع على التلال المتدرجة الارتفاعات والقرب من مستوى سطح البحر جعل مناخ القرية مناخاً معتدلاً صيفاً وشتاءً، مع مرور بعض الأشهر الباردة خلال السنة.
عدد سكان القرية حوالي /4000/ نسمة تقريباً، يقيم أغلبهم فيها والبعض الآخر يقيم في مدن عدة منها “طرطوس” و”صافيتا” ومدن السهول المجاورة إضافة إلى بعض المغتربين في دول المهجر،
والمقيمين في القرية يعتمدون على التجارة والصناعة وشيء من الزراعة كزراعة الزيتون وبعض كروم الحمضيات لقلة المساحات القابلة للزراعة، وهذا ما جعل القرية مدينة صغيرة يقصدها أبناء القرى المجاورة للتزود بالبضائع والسلع المختلفة».
في تاريخها
منذ القدم وللقرية موقعها الديني المميز وهذا مترجم عن طبيعة اسمها “دير حباش” وانتشار العديد من المواقع الدينية كالكنيسة القديمة العائدة إلى الفترة الرومية المتأخرة ومسجد الإمام “جعفر الصادق” الذي يعد من أقدم مساجد المنطقة ويعود بفترة بنائه إلى عام /1968/ ميلادي..
وتضم القرية أيضاً مغارة طبيعية تقع في السفح الشرقي لجبل الدواوير “العساكر” وهي ضمن جرف صخري ممتد بإتجاه شمال – جنوب.
موقعها رائع وواديها المسمى بوادي المغارة من أجمل الأودية في المنطقة طبيعة ومناخ فهو في عز الصيف يتمتع بدرجه حرارة معتدلة جدا.
يمر بجانبها الشرقي نهر موسمي صغير، وغابة صغيرة حديثة العهد مزروعة بأشجار الصنوبر والكينا والسنديان والبلوط المعمرة.
لتسمية القرية عدة أوجه وتفسيرات منها
◘ أن الاسم آرامي الأصل ويعني “مكان الحبس”، وبحسب التفسير الديني الآرامي للكلمة فإنها تعني مكان إقامة الرهبان والراهبات أي يصبح الاسم “بيت الرهبان”، او محبسة الرهبان و هذا تفسير سليم معقول منطقياً، بدليل وجود بقايا الكنيسة القديمة جداً.
◘ أما الوجه الثاني للتسمية وبحسب المعجم العربي فإن كلمة “حُباشة” بضم الحاء تعني جماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة، فتحبّش القوم أي تجمعوا كدليل على الاستقرار من قبل البعض.
◘ في حين أن الوجه الثالث للتسمية يتعلق بالجزء الثاني من التسمية “حباش” وتعني “التوابع” أي الشيء الفلاني وتوابعه، وهنا تصبح التسمية تعني “الأماكن التابعة”.
سكان القرية كثيرو الود تجاه بعضهم بعضاً وتجاه قريتهم، فتراهم في سعي دائم لتحسين واقع القرية، فمثلاً بعد أن تم بناء المسجد بتبرعات من الأهالي يتم بين الحين والآخر ترميم ما قد يتضرر أو ما يحتاج مظهره الخارجي للتجديد كالمئذنة وتنظيف الباحة الخارجية وغيرها.
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً