كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس (بيروت) ودير مار الياس بطينا في بيروت
اولا كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس
كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس هي اول كنائس الروم الارثوذكس قي بيروت وكنيسة متروبوليت الابرشية البيروتية الارثوذكسية. وهي أقدم كنائس بيروت وافخمها على الاطلاق.
كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس
مقدمة
كنيسة جميلة جدا ولم تصر بهذا الجمال الا بعد مرور تاريخ طويل من التعب والالم و…
كاتدرائية (الكاتدرائية هي كنيسة مطران الابرشية) القديس جاورجيوس، ليست مجرد معلم سياحي جميل مستجد يقع في وسط بيروت وقلبها النابض بالحياة، بل هي متجذرة هناك منذ مئات السنين وربما اكثر وتؤرخ وتوثق للحضور الارثوذكسي في بيروت، والتاريخ المدني والكنسي والوجدان البيروتي يشهدون لها. ولا يخفى أن بعض المؤرخين يعيدون وجودها إلى القرن الثاني المسيحي حين شيد أول بناء تحت الكنيسة الحالية المبنية على أنقاض ثلاث كنائس متعاقبة كما اثبتت الحفريات في الموقع الأهم وكان هوموقع مدرسة بيروت الحقوقية التي عدت من اول معالم الحضارة في الامبراطورية الرومانية التي اشتهرت بيروت بوجودها وتغنت وقدمت لهذه الامبراطورية الرومانية التي شملت كل جغرافية البحر المتوسط خيرة فقهاء القانون…
وهي من أجمل وأقدم كنائس بيروت للروم الأرثوذكس ان لم تكن أقدمها ومن اهم المعالم المسيحية عامة في بيروت وكل لبنان. يرجح تشييدها على أنقاض كنيسة القيامة (القرون الأولى) قرب مدرسة الحقوق الرومانية الشهيرة. بناء الكنيسة الحالي يعود الى القرن السابع عشر (لوجود وثيقة عثمانية فيها مؤرخة سنة 1080ه) كما ندرجها ادناه، وكانت آنذاك كنيسة متواضعة هي الوحيدة في المدينة.
موقعها…
تقع في رأس بيروت بين شارع المكحول وشارع بلس (مقابل الجامعة الأميركية) بالقرب من ساحة النجمة في العاصمة اللبنانية بيروت. وهذه الكنيسة بُنيت على أنقاض كنيسة أنستسي الرومانية القديمة. بناها عام 1860ارثوذكس بيروت على عهد مطرانها اليوناني ايروثيوس.
حالياً في حرمها مدرسة من خمسة طوابق تسهر على تعليم 1300 طالب وطالبة من جميع الطوائف، ومعها بناية من طابقين. وفي الحرم أيضا ً مدافن يرجع تاريخها الى زمن بناء الكنيسة.
هي كاتدرائية ابرشية بيروت ومطرانها في بيروت وبلدة سوق الغرب التابعة لها. وهي أقدم كنيسة موجودة بالمدينة،
تاريخها
بنيت هذه الكنيسة على أنقاض كنيسة “أنستسي” بقرار من الإمبراطور الرومي ثيوذوسيوس الثاني، ونفذ العمل أسقف بيروت أستاثيوس سنة 450مسيحية، وكانت قد بنيت بالقرب من مدرسة الحقوق والتي أسسها جوستنيان الاول. دمرت بواسطة زلزال سنة 551 مسيحية…
أعيد بناؤها خلال القرن الثاني عشر. وفي سنة 1759 دمرت بزلزال مدمر آخر ضرب سورية كلها تدمرت فيه الكاتدرائية المريمية بدمشق، وجانب من الجامع الاموي ومئذنة عيسى…واوابد اخرى في انطاكية واللاذقية…
أعيد بناؤها من جديد بمذبح واحد مخصص للقديس جاورجيوس، لكنها انهارت بعد 3 سنوات. ثم أعيد بناؤها على شكلها الحالي سنة 1772 وأصبحت بثلاثة مذابح مقدسة كما سنرى ادناه.
عرفت هذه الكنيسة في القرون الماضية ب”دير مار جرجس” وقد ضمت مايلي
مقر متروبوليت بيروت “قلاية مطران بيروت”، قلايات الاكليروس والرهبان، مركز المجلس الملي، مدرسة، مكتبة، مستشفى، مطبعة (كانت أول مطبعة عربية في بيروت).
جرى توسيع الكنيسة على مراحل
وعبر التارخ القريب وفي سنة 1715على عهد المتروبوليت نيوفيطوس جرى توسيعها وتجديدها بطريقة شبه عشوائية. وحين تضررت الكنيسة سنة 1759 بالهزة الارضية،
استولى الروم الكاثوليك عليها في عام 1764 ووقع ضيق شديد في الرعية البيروتية المكينة اساساً في ايمانها الارثوذكسي القويم من هذا الاستلاب المستمر للكنائس والاديار في كل الكرسي الانطاكي المقدس وبحماية من قناصل فرنسا والنمسا والارساليات الرهبانية البابوية صاحبة النفوذ في الاستانة وعند ولاة الولايات العثمانية، وبعد صولات وجولات استعيدت بهمة الشيخ الوجيه الارثوذكسي يونس نقولا الجبيلي ( ابو عسكر) وقد دفن فيها عند رقاده(1)،
تم جمع الأموال لتوسيعها وترميمها فامتدت الأشغال من 1764 الى 1767، وفي السنة نفسها اي 1767 م سقط سقف الكاتدرائية أثناء القداس الالهي على رؤوس المؤمنين فتوفي سبعة وثمانون رجلا ً على الفور. ثم أعيد ترميمها سنة 1772 على عهد المتروبوليت يواكيم وضمت ثلاثة هياكل: في الوسط هيكل القديس جاورجيوس، ويمينا ً هيكل القديس نيقولاوس، ويسارا ً هيكل مار الياس. وزينت بأيقونسطاس من خشب الجوز المغشى بالذهب (1783) وجمل بأيقونات تعود غالبيتها الى القرن الثامن عشر. عام 1904 جرى توسيعها مجددا ًفي عهد المتروبوليت جراسيموس مسرة وزينت بجداريات غطت جدرانها وسقفها، وتم تصوين ساحتها وحرمها.
الكارثة الكبرى
لكن الكارثة الكبرى التي ضربت هذه الكاتدرائية حصلت في الحرب الاهلية في لبنان (1975-1990) تضررت الكاتدرائية وسرقت معظم أيقوناتها وأوانيها وحُرق جزء من الأيقونسطاس والباقي سرق، وتهشمت الجداريات، وما تبقى منها ساءت حالته بأحوال الطقس لأن سقفها تضرر.
التجديد والترميم الأخير
في 16/10/ 1995 أعلن راعي ابرشية بيروت وتوابعها الحالي سيادة المتروبوليت الياس عوده عزمه على ترميم هذه الكاتدرائية فبوشرت الأعمال بازالة الركام وتدعيم السقف واجراء الحفريات الأثرية ودراسة وضع المبنى. وأدت الحفريات الأثرية الى اكتشاف آثار ثلاث كنائس، أقدمها كنيسة القيامة (على الأرجح) وكانت تعود الى سنة 551 مسيحية و التي كانت قد تهدمت بالهزة الأرضية التي دمرت مدينة بيروت، وقد عُمِرَتْ فوقها كنيسة تعود الى القرون الوسطى بقيت آثارها، وفوقها آثار كنيسة من القرن الثامن عشر، اضافة الى اكتشاف مقبرة وقطع موزاييك وأوان كنسية مختلفة. والعمل جار على تحويل الحفريات الى متحف جوفي.
وتوزعت أعمال الترميم على الشكل التالي
1- الأيقونسطاس: تم العثور على أجزاء منه فجرى ترميمها وأعيدت صناعة الأقسام المسروقة منه وضم القديم الى الجديد.
2- الأرضية: أصلحت وزينت بالموزاييك، واحدى قطع الموزاييك نسخة عما وجد تحت الكاتدرائية.
3- الجداريات: رمم فريق روسي ما كان صالحا ً منها ونزع عن الحائط ما كان مشوها وألصقه على قماش ووضع في صالون الكنيسة. ويعمل حاليا ً فريق من الرسامين اليونانيين على رسم ما تبقى من جداريات.
الحجج الشرعية(2)
وبين أوراق شيخ كنيسة بيروت المرحوم السيد فريد فتح الله عرمان مرسوم صادر عن محمد باشا والي ايالة صيدا في الرابع والعشرين من ربيع الول سنة 1184هجرية ( 17 تموز 1770) هذا نصه:
” صدر المرسوم المطاع الواجب القبول والاتباع لقدرة النواب المشترعين نايب مدينة بيروت وقدوة العلماء المدرسين نعني أفندي زيد علمهما يحيطون علماً أنه وصل لطرفنا عرضحالكم وصار معلومنا ما أعرضتوه لدينا بخصوص كنيسة طايفة النصاره الروم الذميون القاطنين في بلدتكم أنه من مدة ثلاثة سنوات تسقط بناها وانهدم منها جانب وانها كنيسة قديمة وان الطايفة المذكورة لا يمكنهم الاقامة بدون ترميم كنيستهم واصلاحها وانهم تحت الجزية ومنتفعة منهم الاقلام الميرية.
فبناء على ذلك اصدرنا لكم بيدهم هذا البيورلدي واذناهم ان يباشروا ترميم كنيستهم ويصلحوا بناها كما كانت اولا. المراد حال وقوفكم على مضمونه تعرفوا ان طايفة النصارى المذكورين مأذونين من طرفنابذلك فلا يعارضهم معارض ولاينازعهم منازع بوجه من الوجوه. فاعتمدوا على بيورلدينا هذا واعملوا بموجبه والحذر من الخلاف في 24 ربيع الاول سنة 1184ه”.
والاشارة هنا هي الى تجديد بناء الكاتدرائية في عهد الطيب الذكر يوانيكيوس متروبوليت بيروت وتوابعها فانه عندما الروم الكاثوليكيون في بناء كنيسة مار الياس والامطوش التابع لها رغب الارثوذكسيون في اعادة بناء الكاتدرائية لأنها كانت “قديمة وضيقة” فلم يوافقهم يوانيكيوس على ذلك. فلما أنفذه المثلث الرحمات البطريرك سلبسترس بالميرون الى قبرص في السنة 1764. ولما بدأوا بتركيب الايكونسطاس والأمبون وجاء الاحد الثاني من الصوم الكبير وبدأ المتروبوليت بالقداس في هيكل السيدة سقطت قبة الكنيسة فقتل من الشعب سبعاً وثمانين شخصاً كما قلنا فكان لابد من اعادة العمل ومن هنا هذا المرسوم المؤرخ في السنة 1770″.
وفى 4 اذار 1767 سقط سقف الكاتدرائية أثناء القداس على رؤوس المؤمنين فتوفى 87شخصا في تلك الكارثة، وأعيد ترميمها ودشنت في اول آذار سنة 1772 فى عهد المتروبوليت يواكيم وضمت ثلاثة هياكل: فى الوسط هيكل القديس جاورجيوس، ويمينا ً هيكل القديس نيقولاوس، ويسارا ً هيكل مار الياس.
وقد كشفت الحفريات أيضا عن تسلسل الاستخدام الديني المستمر للموقع. تم تشكيل لجنة برعاية مطرانية الروم الأرثوذكس في بيروت للإشراف على الحفريات وإنشاء متحف القديس جاورجيوس للسرداب الأثري. ترأست اللجنة التأسيسية عالمة الآثار ليلى بدر التي شغلت منصب مديرة متحف الآثار في الجامعة الأمريكية في بيروت وضمت نبيل عازار وياسمين معكرون بو عساف وكاتيا نعمان صالحة وريتا كاليندجيان.
إيقونات الكنيسة مديرة متحف الكاتدرائية إنها زينت من خشب الجوز المغشى بالذهب عام (1783) وجمل بأيقونات تعود غالبيتها الى القرن الثامن عشر وفى عام 1904 جرى توسيعها مجددا وزينت بجداريات غطت جدرانها وسقفها، وتم تصوين ساحتها وحرمها.
أما أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التى وقعت ما بين أعوام 1975 و1990 تؤكد مديرة المتحف أن الكاتدرائية تضررت وسرقت معظم أيقوناتها وأوانيها وحرق جزء من الأيقونسطاس والباقى سرق، وتهشمت الجداريات، وما تبقى منها ساءت حالته بأحوال الطقس لأن سقفها تضرر.
وفي عام 1995 أعلن سيادة متروبوليت بيروت وتوابعها الياس عوده عزمه على ترميم الكاتدرائية فبدأت الأعمال بإزالة الركام وتدعيم السقف وإجراء الحفريات الأثرية ودراسة وضع المبنى، وأدت الحفريات الأثرية الى اكتشاف آثار ثلاث كنائس، أقدمها كنيسة القيامة (وكانت سنة 551 تهدمت بالهزة الأرضية التى دمرت مدينة بيروت، فوقها آثار كنيسة تعود إلى القرن الوسطى، وفوقها آثار كنيسة من القرن الثامن عشر، إضافة الى اكتشاف مقبرة وقطع موزاييك وأوان كنسية مختلفة، والعمل جار على تحويل الحفريات الى متحف جوفى.
وتتابع تبقى من الكنيسة القديمة “الأيقونسطاس” الذى تم العثور على أجزاء منه فجرى ترميمها وأعيدت صناعة الأقسام المسروقة منه وضم القديم الى الجديد، والأرضية التى أصلحت وزينت بالموزاييك، وإحدى قطع الموزاييك نسخة عما وجد تحت الكاتدرائية، وكذلك التى جرى ترميمها بمعرفة فريق روسى رمم ما كان صالحا ً منها ونزع عن الحائط ما كان مشوها وألصقه على قماش ووضع فى صالون الكنيسة، ويعمل حاليا ً فريق من الرسامين اليونانيين على رسم ما تبقى من جداريات.
على حوائط الكنيسة ترى أيقونات للقديسة هيلانة، والقديس قسطنين، ولوحات لأحد العنصرة وقيامة المسيح فى سقف الكنيسة فى السقف مع حامل أيقونات من الذهب الخالص وترى أيضا لوحة للقديس إفرام السريانى يقول من يحب الله يزدرى بالنفايات ويطلب معرفته.
أما يوحنا الدمشقى فيعد بالآخرة ويقول من يتذوق المرجوان يطرح عند الحاضرات، بعدها تأخذنا مديرة المتحف فى جولة أسفل أنقاض الكنيسة التى تستطيع رؤيتها أسفل الكنيسة الأولى مغطاة بألواح زجاجية.
متحف كاتدرائية القديس جاورجيوس
تحت الكنيسة ست متكئات الواحدة إلى الأخرى
يعدّ المتحف الجوفي لكاتدرائية القديس جاورجيوس، وسط بيروت، الأول من نوعه في لبنان والشرق، وهو يمتد على مساحة 316 مترًا مربعًا، ويضم بين ثناياه اكتشافات مهمة وقطعًا أثرية قيّمة وفخاريات من مختلف العصور ورسومًا جدارية، عُثِرَ عليها خلال التنقيبات التي قام بها فريق من خبراء الآثار بإشراف المديرية العامة للآثار في الموقع على مدى سنة ونصف بين العامين 1994 و1995.
كما يختصر المتحف الجوفي الحقبات التاريخية المتتالية التي مرّت بها المدينة، حيث كان لكل حقبة كنيسة تُبنى على أنقاض سابقتها منذ الهلنستية إلى الرومانية والرومية فالقرون الوسطى والعثمانية.
تم تمويل إنشاء المتحف من قبل مطرانية الروم الأرثوذكس في بيروت بتبرع من مؤسسة جاك ونائلة سعادة. تم افتتاح المتحف في 3 كانون الاول 2011 يتكون المتحف من سرداب يمتد تحت جزء من الكاتدرائية حيث يسير الزوار عبر 12 محطة تعرض الطبقات الأثرية والتاريخية المختلفة. تبلغ مساحة المتحف 250 مترا مربعا (2700 قدم مربع) ، ويمكن الوصول إليه من خلال خرق في جدار أساس الكاتدرائية ودرج مبني أمام الجانب الشمالي للكنيسة. قرب نهاية الدائرة ، يفتح القبو على قسم زجاجي يوفر إطلالات على مذبح الكاتدرائية.يتضمن العرض عددا من الاكتشافات مثل المصابيح الزيتية وأنابيب التدخين والفخار والتماثيل والأواني والحلي المسيحية. تشمل الآثار الأخرى المحفوظة في الموقع أجزاء من مذابح الكنائس القديمة والحنية والفسيفساء والنقوش الحجرية وشواهد القبور والأعمدة ، وبعضها ينتمي إلى كاردو ماكسيموس في المدينة القديمة.تضم المنطقة المحفورة أيضا مقبرة حيث تم فتح 25 مدفنا. كانت المقابر موجهة على محور شرقي-غربي ، مع مواجهة الرأس للغرب. تتكون هذه القبور من مسار واحد من الحجر الرملي مغطى بألواح حجرية كبيرة. تم الكشف عن كمية كبيرة من المسامير الحديدية في المقبرة مما يشير إلى استخدام التوابيت الخشبية في عادات الجنازة. من بين المقابر المكتشفة مقبرة تحتوي على هيكل عظمي لرجل يرتدي تاجا برونزيا ، مع رأس سهم حديدي وثلاث تمائم برونزية موضوعة على صدره.كاتدرائية القديس جاورجيوس بنيت على أنقاض كنيسة القيامة واحتفظت بأيقوناتها الذهبية رغم الحرب الأهلية.. كاتدرائية القديس جاورجيوس تعتبر من أقدم كنائس بيروت للروم الأرثوذكس إن لم تكن أقدمها، حيث تقول مديرة متحف الكنيسة إنها بنيت على أنقاض كنيسة القيامة (القرون الأولى) قرب مدرسة الحقوق الرومانية الشهيرة مؤكدة أن بناء الكنيسة الحالى يعود إلى القرن السابع عشر (لوجود وثيقة عثمانية فيها مؤرخة سنة 1080ه)، وكانت آنذاك كنيسة متواضعة هى الوحيدة فى المدينة.عرفت هذه الكنيسة بدير مار جرجس لجمعها مراكز كنسية مختلفة: مقر متروبوليت بيروت، مقر للرهبان، مركز المجلس الملي، مدرسة، مكتبة، مستشفى، مطبعة (كانت أول مطبعة عربية فى بيروت) تقول مديرة متحف الكنيسة وتضيف : ثم جرى توسيع الكنيسة على مراحل، سنة 1715 فى عهد المتروبوليت نيوفيتوس جرى توسيعها وتجديدها بطريقة شبه عشوائية وحين تضررت الكنيسة سنة 1759 بهزة أرضية، تم جمع الأموال لتوسيعها وترميمها فامتدت الأشغال من 1764 الى 1767،
خلال الحرب الأليمة التي عصفت بلبنان، وكما اسلفنا أصيبت كاتدرائية القديس جاورجيوس إصابات مباشرة وتعرّضت للأذى والسرقة كما أُحرِق معظم أيقوناتها. وبعد انتهاء الحرب، قرر سيادة المتروبوليت الياس عوده، قبل البدء بأعمال الترميم، القيام بحفريات أثرية أظهرت أن الكنيسة الحالية مبنيَّة فوق آثار متراكمة لكنائس ست، من هنا كانت فكرة إنشاء المتحف الجوفي للكاتدرائية الذي إفتتح رسميًا مطلع العام 2011.
عصور وحضارات
ان التنقيبات الأثرية التي سبقت مراحل ترميم الكاتدرائّية أتاحت الفرصة للبحث عن التسلسل التاريخي وتواصل الكنائس الواحدة تلو الأخرى، وتحديد موقع كنيسة «أناستاسيس» الرومية قرب مدرسة الحقوق الشهيرة. وقد أسفرت عن اكتشافات مهمة من مختلف العصور، وهي: الحقبات الهلنستيّة والرومانيّة والرومية والقرون الوسطى والعثمانيّة.
من أبرز الإكتشافات أن الكاتدرائيّة الحاليّة تقوم على أنقاض 6 كنائس: أولاها كنيسة القيامة الرومية المعروفة بـ«أناستاسيس» التي دمّرها زلزال العام 551م، وفوقها كنيسة من العصور الوسطى (القرنين12- 13) تصدّعت بفعل الهزّة الأرضية العام 1759م فدُمّرت وأعيد بناؤها العام 1764، وكنيسة رابعة وموسَّعة بُنيت على شكل صليب العام 1772م. وتُعتبر هذه الأخيرة النواة التي أدخلت عليها التغييرات والاضافات الهندسيّة فكانت الكنيسة الخامسة العام 1783 تلتها الكاتدرائية السادسة والأخيرة التي نعرفها اليوم العام 1910، وأعيد تأهيلها بعد الحرب في لبنان. فتكون الكاتدرائية الحالية في حالتها السابعة».
واعتبرت بدر أن «أهمية هذه المعالم الأثرية المكتشفة فرضت المحافظة عليها وعرضها ضمن متحف جوفي يعتمد نظام الأقبية (Cryptes) المعروف عالميًا وهو الأول من نوعه في لبنان والشرق». وقد شُكّلت لهذه الغاية لجنة ترميم الكاتدرائية التي رئسها غسان تويني ولجنة خاصة لإنشاء المتحف برئاسة الدكتورة بدر وعضوية كل من: المهندس نبيل عازار، والدكتورة ياسمين معكرون بو عساف، وكاتيا نعمان صالحة وريتا كالنجيان، وموَّلت المشروع «مؤسسة جاك ونائلة سعادة.
يضمُّ المتحف المكتشفات الأثرية المنقولة وغير المنقولة التي عُثِر عليها خلال التنقيبات التي قام بها فريق من خبراء الآثار برئاسة مديرة متحف الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة ليلى بدر المذكورة وبإشراف المديرية العامّة للآثار. واستغرقت هذه الحفريات 17 شهرًا ( بين العامين 1994 و1995) وامتدت على مساحة 316 مترًا مربعًا تمثِّل نحو ربع الكاتدرائية الحالية، وكانت بتمويل من مطرانيّة بيروت للروم الارثوذكس.
يتمُّ الوصول إلى المتحف عبر درج ومدخل خارجيين من الناحية الشمالية للكاتدرائية من دون المرور داخل حرمها. واستخدمت في إطاره أحدث التقنيات في طريقة العرض والإنارة وأسلوب التعريف والشرح الذي يعتمد على التسجيل والاستماع على غرار المتاحف العالمية إضافة إلى النظر والإضاءة.
قبل الولوج إلى الداخل تطالع الزائر فتحة استحدثت في أساسات جدار الكاتدرائية تظهر مقطعًا ستراتيغرافيًا يعرض خلاصة عن الحقبات التاريخية المتتالية التي مرَّت بها الكنيسة، وهي من الأسفل إلى الأعلى: الهلنستية، ثم الرومانية، والرومية، فالقرون الوسطى والعثمانية.
عند المدخل واجهات زجاجية تُعرَض فيها القطع الأثرية الصغيرة والمتوسطة الحجم المكتشفة في الموقع: صلبان تعود إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وفخَّاريات من مختلف الأحجام ولعدة استعمالات (جرار وأباريق وصحون وطناجر)، وقناديل زيت وتماثيل صغيرة ورؤوس منقوشة، ومجموعة من البرونزيات، وغليون وحلي من العصر العثماني بينها خواتم وجدت في أصابع أرجل سيدة وعقد من العقيق وقرطان من المرجان…
مدرسة الحقوق والكاردو وفسيفساء...
التجوال في أرجاء المتحف يتم عبر ممرات معدنية أقيمت فوق الأنقاض الأثرية تتيح التنقّل داخله والوقوف عند المحطات الاثنتي عشرة التي تتوزَّع على الحقبات التاريخية التي أشرنا إليها. وعند كل محطة لوحة تفسيرية، تقدّم باللغتين العربية والانكليزية، معلومات عن الحقبة المعنيَّة وشروحًا عن الآثار المعروضة المحددة بـ«نجمة»، إضافة إلى خريطة توضح موقع الحقبة بالنسبة إلى مخطَّط الكاتدرائية، وفيها زر يُضغط عليه فيضيء الآثار المعروضة.
يشاهد الزائر جزءًا من وسط المدينة الهلنستية قبل الإنتقال إلى الفترة الرومانية حيث تعرض قاعدة عمود من خط الكاردو الثانوي المحاذي للكاردو الأساسي، أحد المحورين الأساسيين اللذين كانت تقوم عليهما المدينة الرومانية. في المساحة المخصَّصة للفترة الرومية أرضية من الفسيفساء وما بقي من إطارين من الرسوم الزخرفية يفصل بينها صف من الأوراق النباتية يُرجَّح أن تكون جزءًا من أرضية كنيسة القيامة التي تعود إلى القرن الخامس وكانت تقوم قرب مدرسة الحقوق الشهيرة.
في المحطة الرابعة المدافن المكتشفة من القرون الوسطى وبعضها مبني على طول مدماك واحد من الحجر الرملي ومغطى بلوحات حجرية، وفي البعض الآخر وُضِعَ الميت مباشرة على الأرض. وإلى جانب المدافن كنيسة من القرون الوسطى شُيِّدت فوق الكنيسة البيزنطية أناستاسيس وما تزال ظاهرة فيها حنيتان نصف دائريتين، والجداران الشرقي والغربي من الحجر الرملي، وأرضية مرصوفة ببلاطات مستطيلة. ومن نقطة مجاورة يمكن رؤية ثلاثة أعمدة متتالية لهذه الكنيسة تقوم على مسافة متوازية، إضافة إلى بقايا لوحات جدرانية على العمود الأول تبيِّن أن الكنيسة كانت مطليَّة كلها بالرسوم الجدارية.
في محطة الفترة الرومانية بقايا من نظام التدفئة المركزي (Hypocaust) الذي كانت تقوم عليه الحمامات الرومانية حيث تظهر الأعمدة الفخارية المستديرة الشكل التي كان يمر عبرها الهواء الساخن، إضافة إلى ناووس فخاري أيضًا. وغرفة تحت الأرض تتجمَّع في داخلها أقنية تصب في مجرور أساسي لتصريف المياه المبتذلة. ومن هناك إلى مساحة ثانية خُصِّصَت للحقبة الرومية تضم أرضية مزدوجة من الفسيفساء تعود إلى بناء كبير يُعتقد أنه مبنى عام، تمثل الطبقة العليا منها رسومًا مروحية الشكل وفي وسطها زهرة صغيرة، أما السفلى وهي الأقدم فتميِّزها رسوم ذات أشكال هندسية. ومن هناك تستمر الزيارة للوصول إلى قبر يقع تحت قوس الكاتدرائية الحالية وهو واحد من 12 قبرًا فرديًا تشكِّل جزءًا من مدافن من فترة المماليك أقيمت شرق كنيسة القرون الوسطى وشمالها، وبنيت على مدماك واحد من الحجر الرملي وغُطِّيَت بحجارة كبيرة. وفي المحطة الأخيرة آثار من الحقبة العثمانية تتمثَّل بقناة للصرف الصحي وجزء من طريق معبَّدة إضافة إلى غرفة مدفنية تعتبر نموذجًا جديدًا في دفن الموتى.
ويتخلَّل الزيارة عرض فيلم (Power point) مدته 7 دقائق من إخراج سينتيا روفايل وكمال حكيم يعرض التواصل الزمني والكنسي للكاتدرائية منذ القرن الخامس وحتى إعادة ترميمها حاليًا.
مهما طال الوصف، تبقى زيارة المتحف ضرورية للتمتّع بجمال تصميمه الهندسي وروعة المكتشفات الأثرية التي يضمها وهي جزء من تراث لبنان المسيحي وتاريخه.
ثانياً دير النبي الياس بطينا
يعود تاريخ بنائه الى ما قبل القرن التاسع عشر.
يقع في محلة اليونسكو في بيروت وتشغل مبانيه حاليا ً مدرسة مار الياس بطينا الثانوية للروم الأرثوذكس.
كنيسته
كانت كنيسته مزارا ً داخل مغارة محفورة في الصخر، في سقفها فتحات لتهويتها، ومذابح الكنيسة الحالية في التجاويف الصخرية. تم توسيع هذا المقام من مزار الى الكنيسة الكبيرة الحالية، والقسم القديم المحفور في الصخر هيكل الكنيسة الحالية.
أيقونسطاس كنيسة النبي الياس خشبي، جميل الزخارف، روسي الصنع، تزينه أيقونات روسية قديمة. وفي الكنيسة أيقونة قديمة عجائبية للنبي الياس، يقصدها الزوار من كافة الطوائف الى الكنيسة للتبرك وطلب شفاعة النبي الياس الذي سميت المنطقة المحيطة بالكنيسة على اسمه، وأهلها يذكرون العديد من عجائبه.
وفي خزانة (3)شيخ كنيسة بيروت الطيب الذكر فريد عرمان بياناً صادراً عن السيداحمد افندي العز نايب بيروت ومفتيها في الرابع من ربيع الثاني سنة 1244 هجرية(15 تشرين الاول 1828) هذانصه:
” الحمد لله تعالى. سبب تحريره هو انه حضر كل من السيد سليم الرحمن ابن السيد عبد القادر النحاس والسيد علي ابن السيد ابراهيم المناصفي وعلي بن مصطفى فخر الدين العانوتي ويحي ابن الشيخ…وسعيد بن محمد سراج وعمر بن علي ابن الحاج ابراهيم الغول وحسين بن عبد الله البعلبكي عبد الساتر واخبروا وقرروا جمعا وفرادى غب الاستخبار الشرعي ان الكنيسة المعروفة بكنيسة مار الياس بطينا الكاينة في ارض وطا بطينا الشهيرة خارج مدينة بيروت المحروسة هي مختصة بطايفة الروم وواضعون ايديهم عليها مدة مديدة لايعلم اولها وانهم كذلك كانوا يسمعون من آبائهم واجدادهم ان الكنيسة المذكورة مختصة بالطائفة المذكورة وواضعون ايديهم عليها من قديم الزمان الى الآن ولا يعرفونها الا كذلك من غير منازع للطائفة المذكورة في الكنيسة المذكورة من احد طوائف النصارى غير الطائفة المرقومة وان كلا منهم يشهد بذلك اذا استشهد شرعا اخباراً وتقريراً واستخباراً صحيحات شرعيات صادرات بطواعية ورضى واختيار من غير اكراه ولا اجبار. والتمس مني هذا الرقيم الشرعي ليكون اعلاماً ناطق بذلك فسطرته حسب اخيارهم غب الطلب والسؤال تحريرا في اليوم الرابع من شهر ربيع الثاني سنة اربع واربعين ومايتين والف. نمقه الفقير اليه سبحانه وتعالى السيد احمد العز نايب ومفتي مدينة بيروت عفي عنه”
والداعي لهذا البيان كان فيما يظهر قول الموارنة بأن لهم في الدير حصة.
ومما يؤيد هذا القول مانقل عن السلف بأن الروم ابتاعوا للموارنة الأرض التي نشأت عليها فيما بعد كنيسة مار الياس رأس بيروت والله اعلم.”
حواشي البحث
(1) انظر سيرته في باب اعلام ارثوذكسيون هنا في موقعنا وماذا فعل لاسترجاعها
(2)الدكتور اسد رستم مؤرخ الكرسي الانطاكي مجلة النور/ العددان 7 و8 1960
(3) المصدر ذاته
User comments
اترك تعليقاً