كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس في بغداد
نبذة في الكاتدرائية
تم بناء كاتدرائية القديس جاورجيوس في بغداد عام 1976 من قبل المهندس فاهرام ستراك
على عكس الكنائس الآشورية الكلدانية، تعد كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس استثنائية في وفرة الزخرفة البيزنطية فيها. كقبتها النصف دائرية، الدرابزون الموجود فوق المدرج، جدران الواجهات والحنية، الأيقونات، وأخيراً الأعمدة المغطاة بلوحات جدارية وأيقونات أخرى تمثل المراحل المختلفة من حياة الرب يسوع المسيح، الرسل والقديسين والملائكة والجنود والحكام والأنبياء وآباء الكنيسة الارثوذكسية
عُلّقت ثرياتان كبيرتان من القبة السماوية باتجاه الممر المركزي وهما ذو تصميم رائع إذ تم طلاءهما بماء الذهب، يمثلان الكون ودائرة النجوم الموجودة حول الثالوث الأقدس، احتراماً للتقاليد الأرثوذكسية.
الموقع
تقع كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في حي الرياض في بغداد، شارع طارق بن زياد.
نبذة تاريخية كنسية
من المعروف ان الانشقاق الكبير في الكنيسة الواحدة والذي تم عام 1054 فصل روما اللاتينية عن القسطنطينية الارثوذكسية علماً ان الشرق والغرب هما من المجموعة الخلقيدونية التي تؤمن بأن للمسيح طبيعتين الهية وبشرية ومشيئتين الهية وبشرية. روما تمثل الكنيسة الغربية كلها والقسطنطينية مع رفيقاتها من الكنائس الارثوذكسية تمثل بمجموعها كنيسة ارثوذكسية واحدة والكنيستان تشكلان الثقل الروحي والكنسي في العالم كله، وهما المركزان الرئيسان للمسيحية. تتمحور كنيسة الروم الأرثوذكس حول البطريركية القسطنطينية، الاسكندرية، أنطاكية، القدس، قبرص واليونان وبقية الكنائس الارثوذكسية الروسية والرومانية والصربية والبلغارية والجورجية والكنائس المستقة والمجموع هو 15 كنيسة ارثوذكسية. وتخضع أبرشيات سورية ولبنان وإيران والعراق والكويت وشبه الجزيرة العربية والانتشار العالمي العربي الرومي الارثوذكسي في القارات الخمس لسلطة بطريركية أنطاكية(1)
الوجود الانطاكي الارثوذكسي في العراق
لا يعتبر أبناء كنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس في العراق من سكان البلاد الأصليين بالمعنى الدقيق للكلمة، كحال الارمن، مقارنة بسكان البلاد المسيحيين كالأشوريين والكلدان والسريان.من اتباع الكنائس غير الخلقيدونية “على الرغم من تشكل جماعة من المغتربين اليونان واستقرارهم في بلاد ما بين النهرين منذ أوائل العصور الوسطى، وذلك بسبب هجرة السكان في سياق الحروب بين الروم والفرس والعرب المسلمين.
إن أساس المجتمعات الحالية في بلاد الرافدين من الروم الارثوذكس هي العائلات القادمة من سورية، ولبنان وفلسطين في بداية القرن العشرين للعمل.
تشكيل الأبرشية
تشكلت ابرشية بغداد والكويت وتوابعهما وشملت كل الجزيرة العربية اعتبارا من العقد الخامس من القرن 20 وتولاها بداية مثلث الرحمات المتروبوليت فوتيوس خوري وفي عهده انتمى العديد من ابناء الكنيسة النسطورية الى الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية. وبعد وفاته واعتبارا من منتصف العقد السابع من القرن 20 تم انتخاب الارشمندريت قسطنطين بابا استيفانو وهو المؤسس الفعلي للأبرشية وفي عهده دخل التنظيم الاداري والرعوي وانتمى ايضاً كثيرون من ابناء الكنائس والاديان الاخرى الى الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية، واوجد لها الاوقاف ومدرسة وتم ذلك بمساعدة رفيق دربه المتولي بغداد والعراق الارشمندريت لوقا الخوري الذي كان محبوباً من الجميع وخاصة من اهل الحكم وسهلوا له كل شيء بما في ذلك ادخال الايقونات والثريات والتجهيزات الكنسية من سورية.
ماقبل الغزو الاميركي الاطلسي ابتداءً من عام 2003، تماماً كالمجتمعات المسيحية الأصلية في العراق، عانى ابناء الابرشية الانطاكية الرومية الأرثوذكسية من ظهور الأصولية الإسلامية التي نشأت بسبب الفوضى المؤسساتية. وبحسب ما ورد ، لم يكن لأفراد طائفة الروم الأرثوذكس في العراق أكثر من 30 عائلة في بغداد عام 2014 مقابل 600 عائلة قبل غزو الكويت في عام 1991في الموصل، أُجبرت العائلات العشر الأخيرة على ترك منازلها. أما في البصرة فقد انعدم وجودهم تماماً مع قلة في الموصل مع وقف صغير هناك.
يوجد لأبرشية بغداد والكويت الانطاكية كنيستان في بغداد، بما في ذلك كاتدرائية القديس جاورجيوس، مدرسة، منزل كبير، دار للأيتام ومجمع رياضي وثقافي وتعليمي.
في 17 كانون الأول من عام 2012، انتخب سيادة المتروبوليت يوحنا يازجي راعي ابرشية باريس واوربة الغربية بطريركاً على الكرسي الانطاكي المقدس باسم غبطة البطريرك يوحنا العاشر في دمشق، وتم تنصيبه في كنيسة الصليب المقدس للروم الارثوذكس في دمشق في 10 شباط عام 2013 خلفاً لمثلث الرحمات البطريرك أغناطيوس الرابع ( 1979-2012)
استقال سيادة المتروبوليت قسطنطين بابا استيفانو متروبوليت ابرشية بغداد والكويت والجزيرة العربية من منصبه بداعي السن، وقبل المجمع الانطاكي المقدس المنعقد في البلمند في 4/تموز2014 هذه الاستقالة وشكر آباء المجمع له جهوده في خدمة هذه الابرشية الكبيرة، وقلده غبطة البطريرك يوحنا وسام الكرسي الانطاكي المقدس من الدرجة الممتازة تقديراً له على خدماته تجاه ابرشية الجزيرة العربية التي تعب في تأسيسها وهي مترامية الاطراف في بيته في اثينا/ اليونان. ووافق المجمع على اقتراح غبطة البطريرك باعادة هيكلية الابرشية على ان تعتبر ابرشية بغداد والكويت وتوابعهما مطرانية تضم العراق والكويت والسعودية واليمن وعمان.
واعتبار مملكة البحرين معتدية بطريركية، ودولة قطر معتمدية بطريركية، ودولة الامارات العربية المتحدة معتمدية بطريركية
تم انتخاب الاسقف غطاس هزيم عام 2015، رئيس دير سيدة البلمند البطريركي مطراناً للأبرشة ومنذ تاريخه يمارس مهامه الاسقفية…
والمتروبوليت غطاس هزيم هو من مواليد مدينة محردة في محافظة حماة في سورية في العام 1963.
حائز على إجازة في اللاهوت من معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند عام 1987.
كان منذ تسقيفه السنة 1999 اسقفاً وكيلا بطريركيا في دمشق، ثم رئساً لدير سيدة البلمند وعميداً لمعهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الى حين انتخابه متروبوليتا على بغداد عام 2015
وصف كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في بغداد
تم بناء كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في بغداد عام 1976 بهمة وتوجيهات ومساعي سيادة المتروبوليت قسطنطين من قبل المهندس الكنسي فاهرام ستراك.
بمجرد تجاوز بوابة المدخل، نجد باحة صغيرة تتوزع على يمينها مباني الأبرشية وتقع الكاتدرائية على جهة اليسار. من الخارج، كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس عبارة عن مبنى من الاسمنت المسلح معزز بغطاء من الطوب ومغطى بسقف من البلاط وفي منتصفه يوجد برج جرس صغير مربع الشكل. توجد حنية نصف كروية بارزة من جهة الشرق وعلى جانبيها صليب عملاق.
أما من الداخل، تم تصميم كاتدرائية القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس على الطراز البازيليكي، بناء متطاول الشكل ذو صحن وممرين جانبيين مفصولين بأعمدة مربعة، من جهة الغرب، فوق المدخل يوجد المدرج والى شرقه يوجد المذبح المسبوق بثلاث بوابات ذوات ستائر.
تتميز الكاتدرائية بوفرة الزخرفة الرومية فيها. كقبتها النصف دائرية، الدرابزون الموجود فوق المدرج، جدران الواجهات والحنية ، الأيقونات وأخيراً الأعمدة المغطاة بلوحات جدارية وأيقونات أخرى تمثل المراحل المختلفة من حياة السيد المسيح ، الرسل والقديسين والملائكة والجنود والحكام والأنبياء وآباء الكنيسة الارثوذكسية.
عُلّقت ثرياتان كبيرتان من القبة السماوية باتجاه الممر المركزي وهما ذات تصميم رائع إذ تم طلاءهما بماء الذهب، يمثلان الكون ودائرة النجوم الموجودة حول الثالوث الأقدس وفق التقليد الارثوذكسي..
على عكس الكنائس الآشورية الكلدانية ، تعد كاتدرائية القديس جاورجيوس استثنائية في فنها وزخارفها. وقد تم إنجاز جميع الأعمال الفنية الرائعة التي تكسو كل الكاتدرائية من قبل الفنان أنطوان باباستيفانو ، شقيق المتروبوليت السابق قسطنطين باباستيفانو راعي ابرشية بغداد والكويت وسائر الجزيرة العربية الذي هو المؤسس الفعلي لهذه الابرشية وقد ساعده في كل شيء الاسقف لوقا الخوري . (1969-2014) كما بينا اعلاه.(2)
حواشي البحث
1- انظر تدوينتنا هنا في موقعنا تاريخ الكرسي الانطاكي المقدس، وتدوينتنا موجز تاريخ الكرسي الانطاكي
2- انظر تدوينتنا عن الاسقف لوقا الخوري هنا في موقعنا…
اترك تعليقاً