مدخل بسيط
تعتبر الكنوز من المشوقات لمحبي المغامرات عامة وصائدي الكنوز خاصة وتدخل مادة الكنوز في ادبيات التاريخ لدى الشعوب وترتبط بشخصيات واقوام اخذ الكثير منها طابع الاساطير… منها اسطورة القرصان بلاكبيرد
(إدوارد تيتش)، أو كما اشتهر باسم (بلاكبيرد)، هو المعنى الكامل لصفة قرصان، وهو الشخصية الأشهر على الإطلاق من عصر عرف باسم العصر الذهبي للقرصنة.
في مستهل القرن الثامن عشر، نشر هذا القرصان الإنجليزي الرعب بين السفن المبحرة في مياه جزر الهند الغربية أو كما تعرف باسم ”الأنديز“، حتى وإن صار لاحقاً يعتمد أكثر على قوة سمعته السيئة أكثر من العنف بحد ذاته. استمرت سمعته السيئة تلك بالتوسع والانتشار عبر السنوات، ومازاد من رواجها أساطير حامت حولها تتعلق بكنوز مفقودة، دفنها (بلاكبيرد) بنفسه على جزيرة قاحلة ما، وهذه الكنوز التي مازالت تنتظر أن يتم العثور عليها إلى يومنا هذا.
يتفق المؤرخون الأكاديميون الباحثون في تاريخ القراصنة قبل قرون مضت بشكل كبير أن هؤلاء الأخيرين لم يكونوا في الواقع يخفون كنوزهم في مواقع سرية. بعد كل شيء، لطالما كان لقباطنة القراصنة طواقم تتألف من عشرات الرجال الذين يتبعونهم حيثما حلوا، ومنه كانت آمالهم في الإبقاء على مواقع دفن كنوزهم وإخفائها سراً تؤول إلى الصفر، وعلى الرغم من ذلك، تستمر قصص خيالية على شاكلة «جزيرة الكنز» في الدفع بمخيلات الناس إلى أبعد ما يمكن، حيث يوجد هناك حتى من يؤمن بأن أشهر قرصان عاش على الإطلاق قد أخذ معه سر موقع دفن كنوزه إلى قبره.
مقتله
بكل تأكيد، لم تكن هناك من طريقة قد تجعل من (بلاكبيرد) يفصح عن سرّه، وهو الذي بدل أن يؤسر على يد السلطات البريطانية، قُتل بطريقة وحشية في معركة على مشارف سواحل جزيرة (أوكراكوك) في غرب الأنديز سنة 1772. وفقاً لروايات شهود عيان من رجال قاتلوا إلى جانبه، فقد أطلق عليه النار خمسة مرات وطعن بالسيوف أكثر من عشرين مرة، ثم عند التأكد من موته قطع رأسه وأحضر إلى الولايات المتحدة بينما ألقي بجثته في عرض البحر. في سنة 1996، حدد علماء الآثار البحرية موقع غرق سفينته (انتقام الملكة آن)، على الرغم من أنهم لم يعثروا على أي علامة تدل على وجود كنز فيها.
لذا، في حالة ما قام (بلاكبيرد) بالفعل بإخفاء بعض الكنوز بعيداً، فإنه لم يفصح أبداً عن موقعها. يعتقد بعض الباحثين الهواة أنه قام بدفن عملات ذهبية تحت رمال خليج صغير معزول في (نيو بروفيدانس) أو (كارولاينا الشمالية)، بينما يشير آخرون إلى أنه قد يكون اختار في ذلك جزيرة (باتون) أو جزيرة الجمجمة للحفاظ على سرية موقع ثروته.
على الرغم من كل تلك القرون التي مضت، ترفض هذه الأسطورة بشكل ما الزوال والاضمحلال، ويعتقد المحققون أن فحصاً دقيقاً للسجلات التاريخية من تلك الحقبة قد يكون كل ما نحن في حاجة إليه من أجل العثور على كنز (بلاكبيرد).
وفقاً للفلكلور الشعبي، فمن عادة القراصنة قتل أحد الأسرى في موقع دفن الكنوز، فهل يكون هذا ياترى مفتاح سر كنز (بلاكبيرد)؟ أم أن الأمر مثل شخصية الرجل نفسه، حيث تتفوق الأسطورة على الواقع فيما يتعلق بالحماس الذي تولّده.
اترك تعليقاً