كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في ..ازرع ..سورية…
مدخل
كنيسة القديس جاورجيوس “الخضر” في مدينة إزرع جنوبي سورية، واحدة من أقدم كنائس العالم، وبحسب نقش على أحد حجارتها فقد بناها يوحنا بن ذيوموس أحد وجهاء إزرع سنة 515 ميلادية، وذلك مكان هيكل وثني كان مكرساً للآلهة “ثياندريت”، يعود تاريخ إنشائه إلى ما قبل الميلاد.
إزرع احتضنت تلامذة المسيح
إزرع مدينة كنعانية شهيرة ورد ذكرها في رسائل (تل العمارنة) وفي النقوش اليونانية، ومنذ القرن الأول المسيحي انتشرت فيها المسيحية فبنى المسيحيون فيها عدداً من الكنائس التي لا يزال بعضها قائما حتى اليوم.
تقع مدينة إزرع شمال شرق مدينة درعا بمسافة 31 كم وهي مركز منطقة وفيها أسواق تجارية ومحطة قطار للسكك الحديدية الحجازية وهي بوابة اللجاة ومفتاحها، و فيها الكثير من الأوابد الأثرية القائمة كالقصور والمساكن والمساجد والكنائس.
كانت إزرع ذات شأن عظيم عبر التاريخ، فكانت عاصمة مملكة باشان (حوران) على زمن الملك عوج بن نون 870 قبل الميلاد، وكانت مدينة مسورة بسور عظيم ويتبع لها ستون بلدة ومزرعة وهذا ماذكر في التوراة بسفر التثنية واحد واثنين وثلاثة.
غزا هيرودس إزرع عام 14 قبل الميلاد ودمر أجزاء منها وارتكب مجازر وحشية بحق سكانها.
لإزرع أهمية دينية كبيرة فقد زارها وبشر فيها بالمسيحية “الأولى” إثنان من تلامذة السيد المسيح السبعين وهما (القديس يعقوب والقديس برثلماوس) وهذا مذكور في كتاب التذكار الجامع للقديسين الرسل السبعين.
وبحسب مراجع تاريخية فقد لجأ اليها القديس بولس الرسول بعد هروبه من دمشق وتسقف (ايفوردينوس) على إزرع وهو أحد رفقاء بولس الرسول وقد ازدهرت البلدة في العهد الروماني بعد ان أصبحت المسيحية دينا رسميا للدولة الرومانية، وأقيمت فيها الكنائس والأديرة مثل دير مار يوحنا وكنيسة سيرجيوس وكنيسة الناقوس ودير مار سمعان وكنيسة القديس جورجيوس النادرة وكنيسة مار الياس وغيرها، كما أن اسقف إزرع نونوس ترأس مجمع خلقدونية 451 ميلادية.
تعرضت البلدة للكثير من الحروب والغزوات حيث هاجمها ريتشارد قلب الأسد 1187 وسبقه الإمبراطور بالدوين 1142 وكذالك دخلها المغول بقيادة كيتا ومن ثم زارها الضاهر بيبرس ودخلها المماليك والعثمانيون وتعرضت البلدة للتخريب 1840 أيام إبراهيم باشا الذي قصفها بالمدفعية ومن ثم أصبحت مركزا للفرنسيين زمن الاستعمار الفرنسي، وجرت فيها معركة كبيرة بين الإنكليز والفرنسيين الموالين لحكومة فيشي 1941.
تكتسب كنيسة القديس جاورجيوس أهمية أثرية كبيرة لكونها بقيت على وضعها الذي بنيت عليه حتى يومنا هذا، خلال حملة ابراهيم باشا عام 1840 وقصفه لبلدة إزرع بالمدفعية تضررت القبة الحجرية جزئياً، وفي عام 1893 ضرب المنطقة زلزال عنيف، فتهدمت القبة الأصلية القديمة، وظلت كذلك حتى تم ترميمها مطلع القرن الماضي، وقد تبرع القيصر الروسي نيكولاي الثاني بقبتها الخشبية الجديدة وذلك في عهد البطريرك غريغوريوس حداد الذي دشنها بنفسه سنة 1911، بحضور ممثل عن الكنيسة الروسية وممثل عن قيصر روسيا وممثلين عن السلطنة العثمانية وبحضور رجال دين وحشود كبيرة من أهالي حوران، وقد حافظت الكنيسة على رونقها حتى اليوم، ولا تزال القداديس والاحتفالات الدينية تقام فيها، وهي تحظى بمكانة خاصة عند كل طوائف الديانتين المسيحية والإسلامية في سورية، نظرا لمكانة القديس جوارجيوس “الخضر” عند هذه الطوائف.
ومعجزة حدثت عام 1973 م ..
وانفجرت الطائرة شمال الكنيسة بحوالي 500 متر بينما سقط الطيار بسلام وهذه إحدى الحوادث الموثوقة التي يتداولها أهالي المدينة حول الصفات العجائبية لكنيسة القديس جاورجيوس .
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً