لغز الفنانة حنان "السّورية"

لغز الفنانة حنان “السّورية”

لغز الفنانة حنان “السّورية”

سيدة طرب القدود “الحلبية”

كلمة منا للتوضيح

كلنا نبتهج ونغني اغاني الزمن الجميل مثل “عاللومة اللومة اللومة دخل الله ودخل عيونك ياحلوة ويامهضومة…” ولكن لم نكن نعرف الا الاسم وهي حنان المعروفة ب”حنان السورية” وحصل ويحصل عتب كبير من اخوتنا اللبنانيين من جعلها سورية، ولقد تبين عندنا ان هذا اللقب ” السورية” جاء لأنها اجادت غناء القدود الحلبية وغيرها باللهجة السورية بطلاقة حتى ليخال لمن يسمع الاغنيات  في زمن غياب المعلومة ان المطربة حنان هي سورية، مع التأكيد على اننا فوق اية نزعة اقليمية مناطقية فجميعنا ابناء سورية الكبرى، نحن سوريون اولاً/ والذي فرقنا المستعمر الغريب من وراء البحار من الاتفاقيات المشبوهة ك”سايكس بيكو 1916 ووعد بلفور 1917 وجعلنا اربع كيانات لنكون ضعفاء كما هو حالنا اليوم امام كل مستعمر باغي… ومانعانيه منذ استقلالنا عن هذا المستعمر، هذا رأينا وهو من حقنا وبعيدا عن افكار حزبية… ولايهم ان اعجب الغير او لم يعجبه…ونحن بالأساس ابناء راشيا اللبنانية اليوم والتي كانت قبل التقسيم تابعة لولاية دمشق… وعشنا بدمشق منذ الجد والجدة، هذا من جانب…

من جانب ثان فيما يتعلق بهذه التدوينة الجميلة استحضرنا شهادتين هامتين…

اولاهما شهادة نعتز بها وهي من قلم قدس الشماس بولس  وهو ادمن صفحة المتروبوليت اثناسيوس العزيزة وقد نلنا شرف عضويتها، وهي في ابرشية نيويورك وسائر اميركا الشمالية وتعنى بالتراث الحمصي الروحي والمعرفي…

وشهادة الصحيفة الالكترونية ” الناس نيوز” المغتربةفي اوستراليا رئيس تحريرها الاستاذ جوني عبو بمقال صحفي للكاتبة الاستاذة بثينة الخليل…

ابقينا المقالين على حرفيتهما بدون اي تعديل وهدفنا من ذلك هي التعرف على الشهادتين وفق تعبير المصدرين المحترمين…

فقط بندنا مقال الصديق قدس الشماس بولس كما يظهر للقارىء.

نبدأ بمقال الشماس بولس في صفحة المتروبوليت اثناسيوس

لغز الفنانة حنان "السّورية"
لغز الفنانة حنان “السّورية”

اولاً صفحة المتروبوليت اثناسيوس لقدس الشماس بولس

مقدمة

تستهوينا أسرار التاريخ كلما غمضت وتشدّنا ألغازه كلما استعصت، ولكوننا ننتمي إلى جيل أدمن على القراءة وحبّ المعرفة، نصادف كثيراً من هذه الغوامض والمستعصيات التي تحفزنا للبحث لحلّ اللغز وكشف ما غمض من أسرار. ومنها ما قرأناه مؤخراً عن فنانة لمع نجمها منذ الأربعينات واشتهرت في بلادنا في الثمانينات من القرن الماضي. تغني وتسمعها فلا تملك إلّا أن تستزيد من أروع لحن وأعذب صوت وأجمل أداء.

من هي؟

لكن يلفّ بها وبمسيرتها الفنية الغموض المطلق، ما فتح الباب واسعاً أمام الشائعات والتكهنات، التي امتدت من الاسم الحقيقي، والجنسية، إلى سبب الاختفاء، ثم الظهور، ثم الاختفاء ثانيةً. فنُسجت حول شخصيتها وهويتها وفنها أساطير وروايات متناقضة كلياً. شدّني الموضوع بعد سماعي لعدد من قدودها الحلبية وأغاني أيام زمان التي كانت تشدوها أمهاتنا، وقررت جلاء الأمر في ساعة فراغ.

لماذا تم نسيانها؟

فمن تكون بالحقيقة حنان الملقبة بالسورية التي انطلقت في العام 1947؟ وهل هي فعلاً سورية؟ ولماذا لا نسمع في مشرقنا عن نشاطها الفني بعد فيلمها اليتيم عام 1951؟ هل اعتزلت الفن لعقود ثم عادت إليه عام 1979، أم أنها ما توقفت قطّ عن الغناء والطرب لكنّا لا نعلم شيئاً عن نشاطها الفني في الغرب طوال هذه السنين، خاصّة في الأمريكيتين؟ وما هي أنشطتها مع الكنيسة الأرثوذكسية في نيويورك؟

السيرة الذاتية بعجالة

بادئ ذي بدء، هي لبنانية من بيروت، ولدت ونشأت في كنف عائلة أرثوذكسية متدينة. أبوها يعقوب حايك وأمها وديعة، أما هي فاسمها جانيت حايك، وقد أبصرت النور في 8-11-1929. أحبّت الغناء منذ طفولتها وقد حباها الله أذناً موسيقية وحسّاً مرهفاً، ولقد عملت جاهدةً لإغناء موهبتها فنالت تدريباً موسيقياً راقياً بتشجيع من والديها.
في عام 1947، قررت السفر إلى أميركا الجنوبية في جولة فنية، برفقة والدتها، مع الفنان الشاب وديع صافي، حيث أحيا حفلات كثيرة للجاليات العربية، أكثرهم سوريين ولبنانيين، في كلّ من البرازيل والأرجنتين والأرغواي. وبتشجيع ودعم من جان عطالله صاحب محل الاسطوانات العربية في العاصمة الأرجنتينية، قامت بتسجيل العديد من الاسطوانات، تحت اسم “الأنسة حنان”، حققت فيها أغانيها نجاحاً وانتشاراً منقطع النظير، حتى أن الصحافة العربية في المهجر منحتها لقب “هزار الشرق العربي الغرّيد”.

حنان النجمة السينمائية

عادت إلى لبنان في 1950، وفي العام التالي قامت بدور البطولة لفيلم “عروس من لبنان”، وشاركها البطولة الفنان اللبناني محمد سلمان (زوج نجاح سلام فيما بعد). كان لهذا الفيلم الناجح فنياً وتجارياً الدور الأبرز في إطلاق شهرتها في المشرق العربي أيضاً، وبنوع خاص حصولها على لقب ” النجمة السينمائية “. وفي نفس العام (1951) تزوجت في بيروت الشاب اللبناني ميشال هاروني، الذي لم يكن مشجعاً لمسيرتها الفنية فحسب، بل وصار مديراً لأعمالها
حفلاتها في اميركا
حفلاتها في اميركا

بروكلن /نيويورك

حتى وفاته عام 1992 في بروكلن-نيويورك، التي استوطناها منذ عام 1954، بعد سنتين ونيف من التجوال المتواصل وإحياء الحفلات الناجحة في سائر أنحاء المهجر في أميركا الجنوبية. وفي هذه الفترة أيضاُ أصدرت العديد من الأغاني الجديدة في اسطوانات، حققت انتشاراً واسعاً وأرباحاً طائلة.
(من هذه الأغاني التي كبرنا عليها ولا نزال نرددها، نذكر: ع اللوما اللوما، يا فجر لما تطلّ، ليه تسرق قلبي وترميه، ياللي هجرت الوطن، صار له زمان يا قمر، يا با قلبي، عتابا، دقيت على صدري، اشتقنا وع الله يا خوي…)

ارتباطها بأبرشية نيويورك واميركا الشمالية

وفي بروكلين رزق الزوجان بطفلين، كلير وجوزيف، لكن الفنانة، التي صارت معروفة بالسيدة حنان، لم تتوقف إطلاقاً عن الغناء وإحياء الحفلات، خاصة في النوادي السورية-اللبنانية في كل الولايات، ولا سيما نيويورك وفلوريدا، ولقد كانت النجمة المفضلة لإحياء حفلات الطرب التي كانت تقيمها حركة الشبيبة الأرثوذكسية في مطرانية أميركا الأنطاكية في عهد المطارنة أنطونيوس بشير وصموئيل داود وميخائيل شاهين وفيليب صليبا، الذي كان على علاقة طيبة وشخصية مع الفنانة وعائلتها كونهم من أبناء رعيته. ولقد استمرت هذه الروابط المتينة بكنيسة القديس نيقولاوس الكاتدرائية في بروكلين حتى وفاتها في 8-10- 2011، عن عمر 82 عاماً.

زياراتها للبنان

ولم تنقطع أبداً عن زيارة بلدها لبنان طوال هذه السنوات، لزيارة أفراد عائلتها هناك وقضاء إجازات صيفية عائلية، لم تخلو من بعض النشاطات الفنية، حفلات وتسجيل أغاني جديدة، مع رفض قاطع لأي حوار صحفي أو مقابلة إذاعية وتلفزيونية.

مع السيدة فيروز

ففي الخمسينات اشتركت مع السيدة فيروز في إسطوانة واحدة (بأغنيتين). وفي العامين 1979 و 1980،
قامت بزيارتين سجلت فيهما شريطين كاسيت حققت مبيعاتهما أرقاماً قياسية في كلّ من لبنان وسورية، خاصة حلب، وكانت الأغاني بتوزيع موسيقي رائع، قام به ابن خالتها الموسيقار رفيق حبيقة (كانت ابنته الفنانة جمانة من الكورال الغنائي). وكان من اللافت البراعة الاستثنائية لحنان اللبنانية في أدائها للقدود الحلبية وأغاني باللهجة السورية (في التعليق الأول)، ما أشاع الانطباع أنها سورية.
لغز الفنانة حنان "السّورية"
لغز الفنانة حنان “السّورية”

ملاحظة ختامية

هل القدود هي حلبية بالفعل أم حمصية؟ بحسب رأي المفكّر الحمصي السيد إدوار حشوة، المحامي القدير والكاتب النحرير، صديق الصفحة الذي به نفتخر ونعتزّ، “القدود حمصية من تأليف الشيخ امين الجندي. يوجد في المركز الثقافي بحمص كتاب له فيه٢٦٣ قدا مطبوعا في مصر عام ١٨٣٤”. وهذا في الواقع يشكّل موضوعاً جديراً بالبحث من الأدباء والموسيقيين، ونخصّ منهم مواطننا الحمصي و الفنان البارع، صديق صفحتنا بكلّ فخر واعتزاز الأستاذ مروان غريبة، عازف الكمان الأول في سورية والعالم العربي. أخيراً نشير إلى أن ديوان الشاعر الحمصي المجيد الشيخ أمين الجندي متوفر في المكتبة العامة لجامعة نيويورك، بنسخته الكاملة التي تحوي جميع قصائده، بما فيها القدود والموشحات التي تحتل الباب الثالث من الكتاب الصادر (بدون تاريخ) عن مطبعة المعارف في بيروت (ص. 268-448). وهنالك نسخة مختصرة تقع في 172 صفحة صادرة عن المطبعة الأدبية في بيروت (عام 1891)، وهي متوفرة في المكتبة العامة لجامعة تورنتو.

انتهى ماورد في ضفحة

Metropolite Athanasios الشماس بولس

ثانيا الجريدة الالكترونية الاسترالية  الناس نيوز /الكاتبة أ.بثينة الخليل 

في عام 1982، في فترة جمود وفراغ فني في الغناء العربي بعد اكتمال رحيل العمالقة بموت أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، وتوقف محمد عبد الوهاب وليلى مراد ونجاة الصغيرة عن الغناء وبداية تفكك المدرسة الرحبانية، فجأة، خرج صوت نسائي فريد في جماله وكفاءته، مكتمل، ناضج، متمكن، لسيدة قدر الناس أنها في نهاية الأربعينيات من عمرها.

اسمها حنان، طرحت شريطي كاسيت، الأول اسمه “حنان واليوبيل الفضي”، والثاني اسمه “عزني”، فيهما قدود حلبية وأغاني شعبية سورية، إضافة إلى أغنية جديدة خاصة بها.

الشريطان، كان لهما وقع الزلزال الفني في العالم العربي، وخاصة في سورية ولبنان، وعلى وجه الخصوص في مدينة حلب. وبثتهما إذاعة راديو مونت كارلو المهيمنة على الإعلام في ذلك الوقت، عدداً لا يحصى من المرات. فهذا الصوت عمل ما لم يعمله أحد من قبل، أولاً أدخل بكل قوة وجدارة صوتاً نسائياً إلى مجال صعب وعالي المستوى، ومخصص للرجال ولم تدخله امرأة من قبل، وهو مجال القدود الحلبية، وثانياً ترافق هذا الصوت بتوزيع حديث للقدود الحلبية والأغاني التراثية الشعبية السورية، بما يشبه الآن الريمكس، وهو أمر لم يجرؤ أحد من قبل أن يفعله.

وتقبل الجمهور العربي والسوري والحلبي، الصوت الجديد ورحب به بجنون، وتقبلت الأذن العربية والسورية والحلبية التوزيع الحديث للقدود، لا بل احتفلت به أيما احتفال.

ووصل نجاح الصوت الجديد إلى درجة أن مبيعات الشريطين في سورية فاقت مبيعات أشرطة أم كلثوم وكبار المطربين العرب في عام 1982 وما تلاه من سنوات. لقد أسقط ظهور حنان بضربة واحدة اثنتين من المحرمات، والأوهام، الأولى أسطورة اقتصار القدود الحلبية على الرجال دون النساء، والثانية أسطورة عدم جواز إدخال التوزيع الموسيقي الحديث إلى القدود الحلبية خصوصاً، والتراث السوري عموماً.

وبينما كانت الساحة الفنية والغنائية العربية والسورية تبحث عن حنان، تريد أن تسمعها، وتتوقع منها المزيد من الإبداعات، اختفت حنان فجأة بدون مقدمات ولا تفسيرات، كما ظهرت فجأة وبدون مقدمات ولا تفسيرات، ولم تترك حنان سوى شريطين، بدون ولا فيديو واحد، ولا مقابلة، ولا حديث، ولا أي شرح لظروف تفجر هذه الموهبة الفذة، ولا لظروف احتفائها.

هذا الغموض المطلق، فتح الباب واسعاً أمام الشائعات والتكهنات، التي امتدت من اسم حنان الحقيقي، وجنسيتها، وعلاقتها بسوريا وبحلب، ومن علمها الغناء، وسبب اختفائها، ثم ظهورها، ثم اختفائها.

ونسجت أساطير وروايات متناقضة كلياً عن حياة حنان، وعن مصيرها. حتى الصور القليلة التي تنشر على أنها صور حنان، تشمل صور لأكثر من امرأة، وعند الكثير من الناس شكوك بأنه ولا واحدة منها هي الصورة الحقيقية لحنان ذات شريطي الكاسيت.

وحصل خلط بين الظاهرة حنان، وبين حنان قدورة الحموية، التي يقال إنها شقيقة عبد القادر قدورة رئيس مجلس الشعب السوري، الذي منع شقيقته من الغناء، وتسبب في اختفائها كلياً.

وحصل خلط مع حنان ثانية يقال إنها حلبية منعت من الغناء رغم موهبتها، وهربت إلى بيروت، ثم لحقها من كان يمنعها من الغناء في سوريا إلى لبنان، وأخفاها إلى الأبد.

وحصل خلط بين حنان الظاهرة وحنان ثالثة اسمها حنان قاسم. واستمر الالتباس والغموض لعشرات السنين ثم بدأت الحقيقة تظهر، فبعد ثلاثين سنة من نشر شريطي الكاسيت، وفي عام 2012، وهو على الأرجح عام وفاة حنان، انتشر على يوتيوب فيديو غير معروف تاريخ تصويره، تظهر فيه حنان وهي تغني في حفل بأمريكا، وهو الفيديو الوحيد المتاح لحنان، وهو الدليل الوحيد على الوجه الحقيقي لحنان ذات الصوت الفريد الذي لا يشبهه صوت أحد.

وبعد ذلك بسنوات أعلنت جمانة حبيقة، ابنة الملحن والموسيقي اللبناني المعروف رفيق حبيقة موزع أغاني حنان في الشريطين، وملحن أغنيتها الوحيدة، أن حنان لبنانية وليست سورية كما يعتقد كثيرون، وأنها ولدت في بيروت عام 1929، وأن اسمها الحقيقي هو جانيت حايك، وأنها ابنة خالة رفيق حبيقة، وليست زوجته كما تقول إحدى الشائعات، وأن زوج حنان من أسرة هاروني، وأنها بدأت الغناء مع الرحابنة عام 1950 قبل تعرفهم على فيروز، وبعد تعرفهم على فيروز عمل الرحابنة أسطوانة مشتركة لحنان وفيروز، أشهر أغانيها أغنية “يا سميرة” الموجودة على اليوتيوب، ثم مثلت حنان عام 1951 وغنت في فيلم “عروس من لبنان”، ثم تزوجت وهاجرت إلى أمريكا، وغابت ثلاثين عاماً، وفي عام 1982عادت لإجازة مدتها 40 يوماً إلى بيروت، وفي الإجازة سجلت الشريطين، ثم عادت لأمريكا، وبقيت فيها حتى وفاتها.

ولم توضح جمانة حبيقة، ولم يوضح أحد حتى الآن، من سمى حنان بهذا الاسم؟! وهل من سمى نهاد حداد “فيروز”، هو نفسه من سمى جانيت حايك “حنان” لتشكيل الثنائي “فيروز وحنان”؟!

كما لم يوضح أحد حتى الآن، سبب أداء حنان للقدود الحلبية والأغاني السورية، وبراعتها الاستثنائية في أدائها، وكذلك مشاركتها في فيلم “عروس من لبنان” الذي تم تمثيل معظم مشاهده في سوريا، وموضوعه على علاقة وثيقة بسوريا، ولم يوضح أحد سبب عدم تكرار حنان لتجربة الشريطين رغم النجاح المبهر وغير المسبوق الذي تحقق لهما.

 

  • Beta

Beta feature

  • Beta

Beta feature

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *