لماذا نرسم المسيح “بشعر طويل مع لحية”؟
ورد في الكتاب المقدس انه لما حان ملء الزمان “ارسل الله ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ”(غلاطية 4/4 ) .
فماذا ينص الناموس؟
حسب العهد القديم، فإن الشخص “المنذور” لله ، يطيل شعر رأسه
وحين كلم الرب موسى قال : “اذا انفرز رجل لينذر نذر النذير، لينتذر للرب… كل ايام نذر افترازه لا يمر على رأسه… الى كمال الايام التي انتذر فيها للرب يكون مقدساً ويربي خصل شعر رأسه” (عدد 6 : 5 ) .
وهكذا نقرأ ان صموئيل اذ كان منذوراً للرب لم يقص شعره (سفر صموئيل الاول 1 : 11 ) ومثله نقرأ عن بشارة والدة شمشون: “ها إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا، وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا للهِ مِنَ الْبَطْن”.(سفر القضاة 13 : 5 ) .
ونستدل كذلك من رؤيا يوحنا ان المسيح كان بشعر طويل اذ يقول انه رآه في الرؤيا “رأسه وشعره” ابيضان كالثلج (رؤيا 1 : 14 ) .
اما بالنسبة للحيته
فقد قال الرب لموسى كذلك: “كلِّم الكهنة بني هارون وقُلْ لهم … لا يجعلوا قرعة في رؤوسهم، ولا يحلقوا عوارض لحاهم”… (لاويين 21 : 5 ).
والمسيح يعتبر “رئيس الكهنة الاعظم” حسب التقليد المسيحي (عبرانيين 7 : 17 ).
كما تشير نبوءة من اشعياء عن آلام المسيح الى انه سيكون “ملتحياً” ( اشعياء 50 : 6 ).
وفي التقليد كذلك، تناقل الروم قصة مفادها ان الرب يسوع قبل صعوده الى السماء، بلل وجهه بمنديل، انطبعت صورته عليه، وارسله الى ” الأبجر” ملك الرها عندما كان هذا الملك مريضاً.
وكان ابجر قد ارسل يطلب مجيء يسوع اليه ليشفيه، لكن يسوع لم يأت اليه، بل ارسل اليه المنديل المذكور. وقد شفي الملك ابجر عندما لمس المنديل، وبدأ مسيحيو الشرق يكرمون هذا المنديل ويرسمون وجه يسوع كما كان مطبوعاً عليه: “بشعر طويل ولحية”.
لهذه الاسباب والرمزيات جميعها، اعتاد الروم، ان يرسموا المسيح بهذا الشكل.
اترك تعليقاً