لماذا يتكنى اليهود بالسامية؟ ماهي السامية واللا سامية؟ القسم الثاني…

لماذا يتكنى اليهود بالسامية؟ ماهي السامية واللا سامية؟ القسم الثاني

لماذا يتكنى اليهود بالسامية؟

ماهي السامية واللا سامية؟ القسم الثاني

تابع ماقبله…

اليهود: الاسم الأكثر شهرة

من المؤكد أن إسم اليهود هو الاسم الأشهر لتلك المجموعات البشرية التي يعيش جزء كبير منها حالياً في فلسطين، ويتواجد الجزء الآخر منهم في شتى البلدان والدول حول العالم. تعود أصل كلمة يهود إلى يهوذا، وهو يهوذا بن يعقوب، وكان أحد الأسباط الإثناعشر الذين دخلوا مصر مع يعقوب ويوسف بحسب سفر التكوين.

يذكر العهد القديم في الكثير من مواضعه أهمية سبط يهوذا عن باقي الأسباط، فقد حظي هذا السبط تحديداً بمباركة كل من يعقوب ومن بعده موسى، كما أنه كان السبط الأكثر تكاثراً وعدداً وقوة من بين جميع أسباط بني إسرائيل.

وفي العهد القديم، أنه بعد دخول اليهود فلسطين في عهد يشوع بن نون اي بعد وفاة موسى ، تم تقسيم الأرض على كل سبط، واستطاعت عشيرة يهوذا أن تفرض سيطرتها شيئاً فشيئاً، وأن تدعم من قوتها ونفوذها، وهو ما وضح في عصر الملك داود وابنه سليمان اللذان كانا من أحفاد يهوذا.

بعد انقسام المملكة الموحدة عقب وفاة سليمان، وقع الانقسام بين أسباط بني إسرائيل، فأقيمت الدولة الشمالية المعروفة باسم إسرائيل وتكونت من جميع الأسباط تقريباً. بينما أقامت عشيرة يهوذا الدولة الجنوبية التي عُرفت بالاسم ذاته.

ولما كان عمر دولة يهوذا أطول من أختها الشمالية التي تم تدميرها على يد الأشوريين في 697 ق.م وسبيهم المشهور، فإن العادة قد جرت بعدها على نسبة جميع ذرية الأسباط الإثناعشر إلى يهوذا، فصارت تسمية يهودي تسمية عامة على جميع الإسرائيليين الذين يشتركون في خلفيات عقائدية وتاريخية وفكرية معينة.

تيودور هرتزل
تيودور هرتزل

الصهيونية: الحركة السياسية الأكثر قوة وتأثيراً بين اليهود

يستمد مصطلح الصهيونية — مثله مثل مصطلح السامية — مادته اللغوية من اسم ديني قديم، وإن كان المصطلح نفسه لم يأخذ دلالته المستقرة إلا في العصر الحديث. يًنسب مصطلح الصهيونية إلى جبل صهيون، الذي يقع جنوب غرب مدينة القدس، وتُعتبر تلك البقعة بالذات أحد أهم المناطق المقدسة عند اليهود، لأنها باعتقادهم المكان الذي بنى فيه سليمان هيكله ونقل إليها تابوت العهد.

وقد ورد ذكر جبل صهيون في عشرات المواضع في الكتاب المقدس، وارتبط بذكريات وأحداث مهمة وعظيمة في التاريخ “الإسرائيلي”.

كل تلك العوامل احتشدت وتضافرت مع بعضها البعض في أواخر القرن التاسع عشر، لاختيار تلك البقعة الجغرافية تحديداً مكاناً لحركة سياسية دينية ترى أنه يفترض على جميع اليهود في شتى بقاع العالم، أن يرفضوا الاندماج في مجتمعاتهم، وأن يعودوا مرة أخرى إلى ما اعتبرته وطنهم الأصلي في فلسطين.

الحراك الصهيوني ابتدأ بشكل عملي على يد (المفكر اليهودي النمساوي تيودور هرتزل)، عندما تم عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897م، حيث بدأت الدعوة بشكل صريح لحشد التبرعات والمساعدات المادية والسياسية للتأثير على الدولة العثمانية وإجبارها على تسليم أرض فلسطين لليهود

معنى ذلك، أن الصهيونية ليست مرادفاً لليهودية، وأن كون الفرد يهودياً، لا يلزمه بالضرورة أن يكون صهيوني المعتقد، والأمثلة كثيرة، لعل أشهرها “حركة ناطوري كارتا”، أي “حراس المدينة”، وهي حركة سياسية معارضة للصهيونية بشكل كامل تم تأسيسها في سنة 1935، وترفض إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وتدعو الإسرائيليين للرحيل إلى بلادهم الأصلية التي هاجروا منها، كما تنادي بخلع أو إنهاء سلمي للكيان الإسرائيلي…

تذكر (دائرة المعارف اليهودية) في تعريف مصطلح “معاداة السامية” بأنه مستخدم منذ نهاية القرن التاسع عشر للإشارة إلى أي حركة منظمة ضد اليهود أو أي شكل آخر من أشكال العداء لليهود.

ويعني المصطلح كراهية اليهود بشكل عام، وهو عداء موجه إلى أشخاص يدينون باليهودية أو يعودون إلى أصول يهودية، ولذلك فهي مختلفة عن التعصب ضد اليهود في العصر الوسيط لأن هذا التعصب ديني وكان من الممكن أن ينتهي بالدخول في المسيحية.

وقد استندت نظرية “معاداة السامية” في العصر الحديث إلى التمييز بين عرقين: العرق الآري، والعرق السامي ونسبة صفات معينة متميزة لهذين الجنسين. وانتشر هذا الاعتقاد في ألمانيا حيث أدى النشاط اليهودي في كل مجالات الحياة إلى إثارة كراهية الألمان وحقدهم على اليهود كما اسلفنا.

تاريخ المصطلح

العامل المناخي الجغرافي الذي أفقد اليهود صفاتهم العرقية الشرقية فتغير لونهم وتبدلت عقولهم.

المصاهرة التي تمت بين اليهود والأوربيين إثر تحول عدد كبير من اليهود الى المسيحية بعد ظهورها وانتشارها في اوربة، وقد تم هذا التحول اليهودي الى المسيحية إما طواعية أو نتيجة للاضطهاد الكاثوليكي لليهود في العصور الوسطى وخاصة بعد طرد المسلمين من الاندلس حيث كان المسلمون حماة اليهود منذ فتح اسبانيا. وقد دخل اليهود المتنصرون غصباً في علاقة مصاهرة مع المسيحيين في المجتمع الاوربي، فتغير دمهم وسماتهم وتحولت من الشرقية السامية الى الهندو- اوربية ويجب أن نشير هنا إلى ضرورة تصحيح هذا المصطلح وتوضيح ما به من أخطاء ومغالطات مقصودة. ومن أهم وجوه التصحيح اللازمة ما يلي:

  • المصطلح يشير أساساً إلى كراهية اليهود والعداء لهم لأسباب ذاتية تعود إلى طبيعة الجماعات اليهودية وطبيعة الشخصية اليهودية، كما تعود الى اسباب خارجية طورت فكرة الكراهية لهم في نفوس الاوربيين، إن مفهوم كراهية اليهود مفهوم محدود فيهم ومن الخطأ تعميمه لكي يشمل كل الساميين، مفهوم كراهية اليهود مفهوم غربي ويشير إلى ظاهرة غربية وليس له وجود في الشرق، انه وفق تفكير الغرب اسمه “المشكلة اليهودية”، ولم يمثل اليهود مشكلة بالنسبة للشعوب الشرقية وبالعودة إلى المصادر التاريخية اليهودية نجد أن مصطلحي “المشكلة اليهودية” و”العداء للسامية” لا يوجدان في قاموس العلاقات بين اليهود والشعوب الشرقية، ولكنهما سائدان في قاموس العلاقات بين اليهود والشعوب الغربية، اليهود في الغرب ليسوا “ساميين” لأنهم ومنذ عام 70م أصبحوا أوروبيين على المستوى العقلي والإثني، كما سبق بيانه اكثر من مرة اعلاه.

    توظيف معاداة السامية خدمة للصهيونية

    ابتدعت الصهيونية مفهوم “معاداة السامية” وبدأت توظفه لتحقيق مصالحها بعدما اتخذت القيادات الصهيونية من ظاهرة معاداة السامية ذريعة لفصل الجماعات اليهودية في أوربة عن المجتمعات المسيحية التي كانت تعيش بينها، وطورت على أساسها الفكرة القومية الموجهة لإنشاء ما يسمى بالوطن القومي لليهود.

    توظيف “معاداة السامية” عند هرتزل
    معاداة السامية في رأي “ثيودور هرتزل” حركة شديدة التعقيد. ويدعي هرتزل أنه يفهم سر هذه المعاداة، فهو يقول إنه يعالج حركة معاداة السامية كيهودي ولكن دون خوف منها أو كراهية لها.
    ويرى في هذه الحركة عناصر قاسية، منها التعصب الموروث، والمنافسة التجارية العامة، وعدم التسامح الديني، إلى جانب عنصر الدفاع عن النفس. وهرتزل لا يعتبر المشكلة اليهودية مشكلة اجتماعية أو دينية، حتى وإن أخذت أحيانا هذا الطابع بل المشكلة من وجهة نظره مشكلة قومية، ولكي تحل يجب إثباتها كمسألة سياسية دولية تناقشها وتعالجها أمم العالم المتحضرة.

    والشعب اليهودي في نظر هرتزل شعب واحد مهما اختلفت البلدان التي يعيش فيها والنظم التي يتبعها. وهذا الشعب حاول أن يختلط بالمجتمعات القومية التي عاش فيها، إلى جانب محاولته الحفاظ على تراثه اليهودي وديانته، ولكنه فشل في ذلك لأن الدول التي يعيش فيها لم تسمح له بذلك.

    ويقول إنه من العبث أن يصبح اليهود وطنيين مطيعين لهذه الدول، ومن العبث أيضاً أن يضحي اليهود بالحياة والعتاد من أجل هذه الدول، كما يفعل المواطنون. كما أنه من العبث أن يحاول اليهود الإسهام في شهرة هذه البلاد ورفع شأنها في العلوم والفنون أو في إثرائها عن طريق التجارة.

    ففي هذه البلاد -يقول هرتزل- يعامل اليهود معاملة الأجانب، فالأغلبية هي التي تقرر عادة من هو الأجنبي وتحدد علاقتها به على أساس القوة التي تملكها. ولذلك يقول إنه من العبث أن يعلن اليهودي ولاءه لهذه الأمم وطاعته لقوانينها.

    والدولة اليهودية التي يدعو إليها هرتزل سوف لا تضر- على حد قوله – بمن تم اندماجهم من اليهود الذين يخشون على أموالهم وحقوقهم التي اكتسبوها في البلاد التي اندمجوا فيها. ويطمئن هرتزل هؤلاء المندمجين من اليهود بأن إنشاء الدولة اليهودية سيكون في صالحهم حتى لو لم يهاجروا إليها، وذلك لأنهم سيجدون ملاذاً لهم في أي وقت يتعرضون فيه للخطر أو يفقدون فيه الأمان في البلاد التي يعيشون فيها.

    ويتهم هرتزل اليهود المندمجين بأنهم من العوامل المساعدة على تقوية معاداة السامية بل والعمل على بعثها في المناطق التي لا توجد بها، إذ إن كثيرين من المعادين للسامية هم من أصل يهودي يتسترون خلف ستائر العمل الخيري للعمل على عدم استقرار اليهود المضطهدين في بلادهم.

    وكان هرتزل يعتقد أن القوى الكبرى يجب أن تعمل من جانبها على مساعدة اليهود في التخلص من العداء للسامية عن طريق إنشاء دولة يتم تهجير اليهود إليها فيتحقق لهذه الدول الخلاص من العنصر اليهودي، وتنتهي بذلك ظاهرة معاداة السامية.

    وهكذا يجعل هرتزل “معاداة السامية” مشكلة العالم الغربي وليست فقط مشكلة خاصة باليهود. وقد وضح هرتزل هذا الرأي في المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في بازل عام 1897

    ويرى هرتزل أيضا أن العنصر اليهودي في أي مجتمع من المجتمعات عنصر مثير للاضطراب والتمرد داخل المجتمع الأوربي، وهذا أمر يتعلق بطبيعة اليهودي، فهو بطبيعته لا يستطيع الحياة مع الشعوب الأخرى، وإن عاش فلكي يكون عنصراً مدمراً لقوة هذه الشعوب ومحرضا على الثورة وقلب الأوضاع.

    وقد استند هرتزل إلى هذا الرأي في مراسلاته مع ملوك وحكام أوربة، فقد صور لهم أن بقاء اليهود داخل المجتمعات التي يحكمونها ليس في صالح هذه المجتمعات ولا في صالح حكوماتها، ولهذا يجب على هذه الحكومات تشجيع فكرة الصهيونية وإنشاء الوطن اليهودي حتى تتخلص هذه الحكومات من العناصر المناهضة لها.

    اسقاط معاداة السامية على تاريخ اليهود
    اتبع المؤرخون الصهاينة قاعدة هي أن التاريخ اليهودي هو تاريخ العداء للسامية، فكل من ناصب اليهود العداء وتسبب في معاناتهم فهو معادٍ للسامية.
    ويصبح الفهم الأساسي للتاريخ فهماً عنصرياً يضع بني إسرائيل في كفة، والبشرية بكاملها في الكفة الثانية، بل يصبح التاريخ العام للبشرية هو العداء لليهود، أو ما أصبح يسمى بتاريخ العداء للسامية. ولذلك لا نعجب إن وجدنا شريحة من الكتب التاريخية المؤلفة بواسطة مؤرخين يهود تحمل عنوان تاريخ معاداة السامية لم يكتف زعماء الصهيونية بتوظيف فكرة معاداة السامية لخدمة الأهداف القومية اليهودية في التاريخ اليهودي الحديث والمعاصر، وإنما نجدهم أسقطوا هذا المفهوم على التاريخ اليهودي في الماضي وأعادوا تفسيره من وجهة نظر مفهوم معاداة السامية حتى أصبح التاريخ اليهودي القديم والوسيط لا يفهمان الآن إلا من خلال معاداة السامية.

    ومعنى هذا أن علاقات اليهود في التاريخ القديم مع الشعوب التي عاشوا بينها أو اتصلوا بها فُسرت داخل إطار نظرية معاداة السامية.

    ونلاحظ هنا أن إسقاط مفهوم معاداة السامية على التاريخ القديم يحتوي على مغالطة صهيونية كبيرة تتمثل في النظر إلى اليهود في العالم القديم على أنهم الممثلون الوحيدون للعنصر السامي، وذلك رغم أنهم عنصر سامي مظلوم وهو أضعف العناصر الممثلة لهذا العنصر بسبب شتاتهم واختلاطهم بالشعوب الأخرى.

    فالساميون في التاريخ القديم يمثلون أساسا عرب شبه الجزيرة العربية أصل الساميين، وبلادهم تمثل “المهد الأول” للساميين ولغتهم تمثل “اللغة السامية الأم”

    ولا يمكن في التاريخ القديم أن نتحدث عن عداء للساميين بالمعنى الشامل لكلمة “ساميين” ولم تشر المصادر التاريخية القديمة -على اختلاف مواقعها- إلى أي معاداة عنصرية شاملة بين شعب وشعب.

    نعم قد تكون هناك نظرة استعلائية عنصرية معينة بحق اليهود الشعوب. ولذلك فمفهوم “معاداة السامية” مفهوم حديث تم إسقاطه على التاريخ القديم واستخدامه في تفسير علاقة اليهود بغيرهم في التاريخ القديم والوسيط مثلما استخدم في تفسير علاقة اليهود بغيرهم في التاريخ الحديث والمعاصر. ولأول مرة يكتب التاريخ من زاوية حب شعب لشعب أو كراهية شعب لشعب.

    ومن الطبيعي حتى لا تفسد النظرية في تطبيقها العام على التاريخ البشري أن يوجه سهم معاداة السامية إلى كل الشعوب بلا استثناء، ويعتبر العرب من بين أهم هؤلاء الشعوب.

    زيف اتهام العرب بالعداء للسامية

    والسؤال هنا: إذا كانت نظرية معاداة السامية نظرية عرقية فكيف يمكن توجيه تهمة العداء للسامية إلى العرب وهم ساميون؟

    توجيه هذه التهمة ينطوي على العديد من المغالطات التاريخية والإثنية العرقية

    ومع تطور المقاومة العربية للمشروع الصهيوني بالاستيلاء على فلسطين والحدود التوراتية المزعومة ” حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل” تم توجيه الاتهام إلى العرب بمعاداة السامية واضطهادهم للأقليات اليهودية في البلاد العربية، وارتكابهم مجازر ضد هذه الأقليات لدفعها إلى الهجرة إلى فلسطين قبل قيام الكيان الصهيوني فيها وبعدها.

    اندماج اليهود في البيئة العربية

    والحقيقة أن الباحث الموضوعي لأحوال اليهود في تاريخ العرب المسلمين كانوا مرتاحين جداً وكان الكثير منهم يتولون مناصب استشارية وطبية ومالية في بلاط الخلفاء في العصور الاموية والعباسية وفي الاندلس ثم في عصور الانحطاط وحتى في عصور الفاطميين والمماليك والعثمانيين بعكس واقع المسيحيين الذين ساءت احوالهم كثيراً مابعد مطلع الدولة الاموية مع انهاء دور القديس يوحنا الدمشقي والمجازر المتلاحقة بحق المسيحيين مما امتلأ به بطن التاريخ وامهات الكتب مالم يشهده اليهود على الاطلاق لابل كانت معظم هذه المجازر بفعل التحريض والدسائس اليهودية…

    وكذلك في العصر الحديث فإن هذا الباحث الموضوعي يعرف تماما أن اليهود عاشوا في المجتمعات العربية الإسلامية كما في تاريخهم الذين حكينا عنه وكانت مجتمعات مفتوحة أمامهم ولهم خصوصيتهم ومعابدهم وحريتهم المطلقة واكتنازهم للثروات، ولم تحدد إقامتهم في أحياء مثلما كان الوضع في أوربة المسيحية، حيث تم الفصل التام بين الأقلية اليهودية والغالبية المسيحية من خلال عزل اليهود داخل أحياء وعدم السماح لهم بالتعامل مع المجتمع الكبير.

    وأصبح الحي اليهودي بمثابة دولة داخل الدولة وصار الحاخام بمثابة الحاكم وذلك إلى حد أن الصهيونية باركت الغيتو اليهودي في العصر الوسيط في أوربة المسيحية، لأنه حافظ على الشخصية اليهودية وحماها من الضياع داخل المجتمع الأوروبي وذلك بسبب سياسة العزل أو الفصل التام بين المجتمع اليهودي والمسيحي في المدينة الأوروبية.

    وبذلك جمعت الكنيسة المسيحية بين اضطهاد اليهودي والحفاظ عليه في نفس الوقت، وقد حققت فكرة الغيتو اليهودي هذا الهدف.

    أدلة عدم اضطهاد العرب للأقلية اليهودية 
    مع قيام الحركة الصهيونية وسعيها لتحقيق مشروعها السياسي في فلسطين لم تتغير نظرة العرب والمسلمين إلى اليهود الذين يعيشون في البلاد العربية والإسلامية، وكانت المقاومة العربية في فلسطين موجهة ضد اليهود المهاجرين من أوربة وغيرها والقادمين لاغتصاب فلسطين وانتزاعها من العرب، وتمثل رفض غالبية يهود العالم العربي للنشاط الصهيوني الدافع الى هجرتهم الى فلسطين الى مابعد اغتصاب فلسطين، كما حصل ليهود مصر واليمن والعراق وتونس…نتيجة مؤامرات اميركا…
    اما يهود سورية تحديداً فقد تم الاتفاق في تسعينيات القرن 20  بعد مؤتمر مدريد للسلام بوساطة اوغندية بعد زيارة من عيدي امين الى سورية وتوسط لهذا الامر على ان يتم ذلك بهجرتهم حصراً الى اميركا، دون فلسطين المحتلة، وكان معظمهم يرفضون هذه الهجرة بدليل بقائهم وكانوا قد تعرضوا الى ضغوط صهيونية قوية أجبرتهم… وكان اليهود الدمشقيون على معرفتنا يتملكون اجمل البيوت الشامية، واكبر التجارات وقد تفردوا في التجارة لبعض البضائع وكانوا يمتلكون المتاجر وفي احسن وارقى الاسواق في دمشق وحلب والحسكة… ولهم مدارسهم الخاصة ومعابدهم، حيث كان لهم ثلاثة معابد في حارة اليهود بدمشق القديمة اضافة الى كنيس جوبر وهو الاقدم في التاريخ ويعود الى 5000 سنة خلت ( انظر بحثنا عنه في موقعنا هنا) وكان أكبر ثلاثة من تجار الصاغة الشهيرين واغناهم على الاطلاق هم من اليهود  ويمتلكون من الذهب ما لا يُحصى… اضافة الى فعاليات طبية وصيدلانية شهيرة…

    مصادر البحث

    -الموسوعة الفلسطينية: اللا سامية

    – احمد داوود: السامية واللاسامية والساميون العر

  • – الكتاب المقدس

  • -د.اسد رستم تاريخ كنيسة مدينة الله انطاكية العظمى

    – محمد يسرى/ موقع رصيف…”ساميون ويهود واسرائيليون…

    – صموئيل إتينجر: “اليهود في البلدان العربية”، عالم المعرفة، الكويت، 1995
    – د. أحمد سوسة: العرب واليهود في التاريخ، العربي للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة السابعة، دمشق (بدون تاريخ)
    – عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المجلد الثاني، دار الشروق، القاهرة، 1999
    – د. علي إبراهيم عبده وخيرية قاسمية: يهود البلاد العربية، بيروت، 1971
    الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة تاريخ المصريين، العدد 135، القاهرة، 1999.
    – د. محمد خليفة حسن: الحركة الصهيونية وعلاقتها بالتراث الديني اليهودي، مركز الدراسات الشرقية، جامعة القاهرة، 1997

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *