محردة
وان سكت الناس فالحجارة تنطق … بلغة روم محرده “الرومية” … قبل التعريب:
محردة واحدة من مدن محافظة حماة في الجمهورية العربية السورية. تقع إلى الشمال الغربي من مدينة حماة، وتبعد عنها نحو 22كم؛ على الطرف الشمالي الغربي من هضبة محردة الكلسية، مطلة غرباً على سهل العشارنة، وممتدة شمالاً حتى مشارف نهر العاصي. وتكاد تتواصل مع قرية شيزر شمالها عبر حي الميدان الحديث من أحياء شيزر، وترتفع نحو 275م عن سطح البحر.
ومحردة مركز عمراني قديم، ارتبط تاريخها العمراني بأفاميا وشيزر، لتعود بذلك تاريخياً إلى العهد الروماني وما قبل ذلك، وهذا ما استُدل عليه من كثرة المغاور القديمة، والمدافن والأعمدة الكورنثية الماثلة في كنيسة السيدة العذراء.
نمو المدينة وتطورها
لم تكن محردة في مطلع خمسينيات القرن العشرين أكثر من قرية متوسطة الحجم والسكان، ممتدة فيما يعرف حالياً بالبلدة القديمة (حي السلام اليوم)، بعدد سكان لم يتجاوز 5000 نسمة، ومنذ ذلك التاريخ أخذت محردة بالتوسع أفقياً في الاتجاهات كافة وخاصة الاتجاه الجنوبي والجنوبي الغربي نحو مدينة حماة، وكذلك بالاتجاه الشمالي نحو سد محردة. ومما أدى دوراً مهماً في نموها وتطورها تحولها إلى مركز منطقة إداري في عام 1975م، الذي أدى إلى تعدد وظائفها، لتصبح مدينة استقطاب للعديد من فاعليات ريفها الزراعي، ولتتحسن أوضاع أبنائها المادية، وتتطور عمرانياً، متضاعفة مساحتها عام 2006م أكثر من خمس مرات عما كانت عليه في عام 1950، حيث غدت مساحة مخططها التنظيمي العمراني نحو 800 هكتار في عام 2006، وتقسم المدينة إلى خمسة أحياء هي:حي السلام ـ ويشكل نصفه الشمالي الغربي المدينة القديمة ـ وحي العروبة وحي العاصي وحي الروضة وحي الكرمة.
تتميز مدينة محردة بنمط عمرانها الغالب عليه نظام الڤيلات 70%، وما تبقى أبنية ريفية عادية، وأبنية طابقية لاتتعدى ثلاثة طوابق في الجزء المركزي من المدينة ذي الفاعليات التجارية والحدمية، ونحو 70% من عمران محردة من الحجارة الكلسية، وما تبقى من الإسمنت المغطى بحجارة كلسية خارجية.
السكان
يبلغ عدد سكان مدينة محردة (سجلات الأحوال المدنية لعام 2006) نحو 20348 نسمة منهم 10223 من الذكور والباقي 10125 من الإناث، علماً أن العدد كان 10416 نسمة في عام 1970، وجميعهم مسيحيون روم ارثوذكس وتعد اكبر تجمع حضري مسيحي ارثوذكسي، وهذا يعني تزايداً سكانياً قليلاً نسبياً لعدة أسباب منها هجرة عدد من الشباب إلى خارج سورية.
وظائف المدينة
إضافة إلى وظيفة مدينة محردة التجارية المهمة لريفها ولسكانها، ولمناطق أخرى من محافظة حماة، وكذلك وظيفتها الإدارية،فإن مدينة محردة تضم العديد من الصناعات، منها ما هو حكومي (محطة توليد الكهرباء الحرارية في جانبها الشمالي، ومحلج محردة للأقطان)، ومنها ما هو خاص (معامل المياه الغازية الستة، إصلاح الآليات الزراعية، وآليات الإنشاءات المختلفة)، كما يعتمد عدد كبير من سكان محردة على الزراعة في أراضيهم المنتشرة في هضبة محردة، حيث زراعة الكرمة والقمح، وفي سهل العشارنة حيث زراعة الشوندر السكري والقطن والبطاطا… وغير ذلك. وتعد المدينة مركز استجمام وترفيه لأعداد كبيرة من أبناء محافظة حماة، وهذا ما تظهره كثرة المسابح والمتنزهات، والمطاعم السياحية ومدينة ملاهٍ للصغار والكبار. والخدمات الصحية والتعليمية متطورة في المدينة، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من الأطباء ذوي الاختصاصات المختلفة، يوجد فيها أربعة مشافٍ خاصة، ومستوصف حكومي. كما تضم المدينة سبع مدارس تعليم أساسي للمرحلة الأولى، ومدرستي تعليم أساسي للمرحلة الثانية، ومدرستين ثانويتين عامتين، وكذلك ثانوية صناعية وأخرى تجارية وثانوية فنون نسوية. ونسبة التعلم فيها مرتفعة، حيث تنعدم الأمية تقريباً. وفي محردة العديد من دور العبادة (مساجد ودير وخمس كنائس). إضافة إلى خدمات أخرى اقتضتها وظيفتها الإدارية (نادٍ رياضي، مركز ثقافي، مصرف تسليف شعبي… إلخ). وترتبط محردة بباقي أنحاء سورية بشبكة طرق.
Beta feature
اترك تعليقاً