محطات في تاريخ المسيحية بمدينة حمص في القرون الستة الأولى

محطات في تاريخ المسيحية بمدينة حمص في القرون الستة الأولى

محطات في تاريخ المسيحية بمدينة حمص

في القرون الستة الأولى

– هنالك إشارة إلى راهب جاء من فلسطين وبشر في حمص بالمسيحية، في الربع الأول من القرن الثالث، وهو القديس أنوفريوس الذي تعيّد له الكنيسة في 12 حزيران. نجح في هداية البعض، كان منهم والدا القديس غالاكتيون، الذي نشأ على المسيحية، وبعد زواجه من القديسة أبيستيمي، التي كانت وثنية، تمكن من هدايتها إلى المسيحية مع مرور الوقت.
– بعد سنوات قليلة، حوالي العام 244، وصل إلى حمص أول أسقف عليها، القديس سلوان وهو فلسطيني الأصل. اتّخذ له مقراً في منزل بني فوق مغارة، في الموقع الذي نعرفه اليوم بكنيسة أم الزنّار، حيث كان المهتدون إلى المسيحية يقيمون طقوس عبادتهم في غاية السرّية، بسبب المقاومة الكبيرة التي واجهت انتشارها من أهل مدينة حمص المتمسكين بعبادة الشمس. ولمّا قرر الزوجان غالاكتيون وأبيستيمي انتهاج الرهبنة، توجّها إلى طور سيناء، حيث بعد ثلاث سنوات من الحياة النسكية نالا إكليل الشهادة عام 250، وتعيّد لهما الكنيسة في 5 تشرين الثاني.
– في العام 284، استشهد الأسقف سلوان نفسه مع شماسه لوقا والقارئ موكيوس، بعد سجنهم وتعذيبهم على يد الوالي الروماني للمدينة. وفي نفس الفترة تبعهم على طريق الشهادة القديس إيليان الطبيب الشافي، ولهم جميعاً تعيد الكنيسة في 6 شباط.
– بعد جيل، أي في العام 313م، أصدر الامبراطور قسطنطين مرسوماً، (براء يسمح فيه بحرية العبادة لجميع الأديان بما فيها المسيحية. وعندها تمّ تحويل منزل القديس سلوان إلى كنيسة، وإن كانت صغيرة إلا أنها كانت الكنيسة الأولى التي تقام فيها العبادة علنياً بعد أن خرجت عن السرّية. وتمّ كذلك بناء مزار صغير يحوي قبر القديس الشهيد مار إيليان (من الرخام المرمر، قطعة واحدة، وكذلك الغطاء، وقد حُفر عليهما 11 صليباً).
محطات في تاريخ المسيحية بمدينة حمص في القرون الستة الأولى
محطات في تاريخ المسيحية بمدينة حمص في القرون الستة الأولى
– بسعي والدة قسطنطين، الملكة هيلانة، بنيت كنيسة صغيرة تحمل شفاعة الأربعين شهيداً (+320)، أما الكنيسة الكبرى كما شاعت تسميتها فقد تأسست على أنقاض معبد الشمس (ربّما في موقع الجامع الكبير النوري) في القرن السادس(1)، بأمر من الامبراطور يوستينيانوس بعد فراغه من بناء كنيسة أجيا صوفيا. وإليه أيضاً يُنسب بناء كنيسة عظيمة إلى جوار قبر القديس الشهيد مار إيليان. وبذلك، قد كانت حمص في أواسط القرن السادس تتزين بأربع كنائس
كنيستان صغيرتان في بستان الديوان: كنيسة الأربعين شاهداً التي لبثت صغيرة حتى إعادة بنائها مع توسيعها عام 1890، وكنيسة أم النور التي بقيت صغيرة رغم تجديد بنائها في القرن السادس، والتي انتقلت إلى أبناء الكنيسة السريانية في المدينة في القرن 13، حتى إعادة بنائها مع توسيعها عام 1852.

كنيستان متسعتا الحجم

الأولى في حي الورشة تحمل شفاعة القديس مار إيليان، والتي خربت في القرن الثالث عشر وأعيد بناؤها عام 1845>
والثانية المدعوة الكبرى أو كنيسة القديسة هيلانة إلى جانب باب السوق، التي يُقال إن نصفها تحوّل إلى جامع عام 638، ثم ضمّ إليه النصف الثاني في القرن التاسع.

– مطارنة حمص في القرن الرابع هم:

1- أنطونيوس، من آباء المجمع المسكوني الأول (325).
2- أناتوليوس، الذي حضر المجمع المنعقد في أنطاكيا (340).
3- أوسابيوس، غزير العلم صنف العديد من المؤلفات اللاهوتية، الذي انتدب ليكون بطريركاً على الكرسي الاسكندري عوض القديس أثناسيوس إبان نفيه لكنه اعتذر.
4- بولس الأول، من آباء المجمع المنعقد في سلوقية (361).
5- غاسيوس، صديق القديسين الكبادوكيين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي.
6- نيزيميوس، الذي كان أولاً فيلسوفاً وثنياً وحاكماً مدنياً على كبادوكية، ثم اهتدى إلى المسيحية وصار صديقاً مقرّباً من القديس باسيليوس الكبير الكبادوكي. أشهر مصنفاته هو كتاب “طبيعة الإنسان” الذي نشر في العصور الوسطى بنصه اليوناني مع ترجمة لاتينية. ولقد اقتبس عنه العديد من الكتاب المسيحيين واللاهوتيين، مثل القديس مكسيموس المعترف.
7- كيرياكوس، الصديق الوفي للقديس يوحنا الذهبي الفم ولقد نفي عن الأبرشية بسبب مناصرته للقديس ودفاعه عنه في المجمع الذي عقد لمحاكمة الذهبي الفم.
تشير الوثائق من القرن الخامس إلى ازدهار كبير في أبرشية حمص، التي تحولت إلى مركز متروبوليت، يتبع لها 14 أسقف للأسقفيات التي كانت في عهدتها، وعددهم 14 في المناطق التالية: حمص المدينة، لاذقية لبنان (في موقع تل النبي مندو)، أرمانيا (قرب وادي خالد)، تدمر، بعلبك، إيبلا (في غوطة دمشق)، يبرود، صيدنايا، معلولا، دمشق نفسها، فاناثالو (جوسية الخراب)، وثلاث أسقفيات نجهل موقعها الحالي: الشرقية، السلط، غافسيثون.

– من أهم مطارنة حمص في عصرها الذهبي هذا، في القرن الخامس، نذكر:

1- بولس الثاني، أرسله المجمع الأنطاكي كممثل عنه إلى الاسكندرية لإحلال السلام في كنيستها، ولقد نجح في عودة الشعب إلى الأرثوذكسية وإعادة القديس كيرلس من منفاه إلى منصبه البطريركي.
2- أورانيوس، حضر مجمع خلقيدونية (451) ووقع عليه، وفي عهده تم العثور على هامة القديس يوحنا المعمدان عام 453 في أحد بيوت المسيحيين في حمص، وهو العثور الثاني الذي تعيّد له الكنيسة في 24 شباط.

ختاماً

تباركت حمص في القرن السادس بحضور اثنين من القديسين، اللذين تعيّد لهما الكنيسة الجامعة، نعني القديس رومانوس الحمصي المرنم (+556) الذي انتقل إلى بيروت فالقسطنطينية (عيده في الأول من تشرين الأول)، والقديس سمعان المتباله في المسيح (+570) وهو من الرها (عيده في 21 تموز)، وقد عاش بحمص في عهد مطرانها يوحنا، الذي كان من آباء المجمع المسكوني الخامس (553).
Metropolite Athanasios

الحواشي

1- ان الكنيسة التي بنيت على انقاض معبد شمس ليس بمكان جامع النوري ولكن معبد شمس (كعبة شمس غرام) هو مكان البنك المركزي في باب هود ولقد تم الكشف عن هذا الكشف أثناء حفر أساسات البنك وعلى عمق١٣ متر حيث ظهرت اعمدة المعبد الضخمه والتي قطر العمود منها المتر والأربعون سنتيمتر ولقد ردم هذا الأثر التاريخي من قبل لجنة الآثار حصرا ولا يعلم عنه شيء ولكن لاأعلم اذا كانت هناك كنيسه كما ذكرت ولكن قيل بأنه اكبر معبد شمس في بلاد الشام كلها لضخامة احجارها واعمدتها الكلسيه الضخمه وهي ثمان اعمده في الوسط وعشرة على الجانبين لم الاحظ الاعمده الجانبيه في الشمال كلها ولكن كما هي خمسة في الجنوب ظاهرة اجزائها العلويه اكيد مثلها في الشمال والوسط الاعمده الكبيره وهي أعلى بنحو المتر من الاعمده الجانبيه وهي باتجاه الغرب والشرق ولم يكتمل الحفر وتم ردم الموقع بالكامل وهي تقع بداخل السور

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *