مديح لأبينا البار المتوشح بالله يوحنا الدمشقي
قنداق باللحن الثامن، وزن “إني أنا مدينتك”
نمدحك يا يوحنا العجيب،
يا نهر الروح الإلهي المتدفق بالذهب،
أيها الإناء الذي لا يفرغ، الحافظ اللاهوت
لأنك ظهرت زينةً للمتوحدين
متعبِّداً للعذراء بغيرة إلهية
لهذا نصرخ، إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
- ظهرت ملاكاً في برية اليهودية، أيها الحكيم يوحنا الدمشقي (3)، ومع الحياة الملائكية كنت نبعاً للترانيم فائضاً بالعسل. فإذ نستقي منها، نصرخ نحوك من عمق النفس:
إفرح يا رئيس الآباء
إفرح يا مسارَّ الملائكة
إفرح يا زعيم المرنّمين الإلهيين
إفرح يا نبعاً للعقائد فائضاً حسناً
إفرح يا رَجُل رغبات الروح الإلهية
إفرح يا كرمة مفعمة بثمر الفضائل النسكية
إفرح يا ذهناً حاد الذكاء في اللاهوت
إفرح يا مرجاً عطراً للاهوى
إفرح يا آلةً للنعمة متلألئة
إفرح يا إناءً للكلمة مذهباً ومبهجاً
إفرح يا محامياً مجيداً عن الأيقونات
إفرح يا غالباً للأعداء لا يحارب
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
إذا شاهدت كنيسة المسيح ملوثةً بالذئاب الشرسة المحاربة للأيقونات، امتلأت بوضوح من الغيرة الإلهية، وبأقوالك المقدسة أفحمت الذين لا يعرفون أن يسجدوا لله بالجسد، وأن يرتلوا: هللوييا
- إذ أحرزت كل المعرفة الإلهية والدنيوية، فضَّلت العيش بالفقر. وكمثل الأيل العطشان طلبت القفر أيها البار، ومنه علَّمت الكثيرين، مَن يمدحونك هكذا:
إفرح يا نحلة الكنيسة
إفرح يا بوق الحقيقة
إفرح يا بلبلاً حسن الصوت للترنيمات الطليّة
إفرح يا شحرور البرية الكلي البهجة
إفرح يا قيثارة محركة من الله، يا جمال المرنمين
إفرح يا نجماً كلي الضياء، يا بهجة الكهنة
إفرح يا عملاً إلهياً مفرحاً للمتوحدين
إفرح يا سنداً عظيماً للمنشدين
إفرح يا تعزية النفوس المحزونة
إفرح يا خشوعاً لجمع المرتلين
إفرح يا بركة من الرب لنا
إفرح يا دالتنا أمام المسيح
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
إذ اتخذت قوة العلي أيها العفيف، رذلت مطربات العالم، وعشت مع قوزما المغبوط في لافرا القديس سابا. وإذ امتلأت دهشةً بالكلية، صرخت من عمق القلب: هللوييا
- إذ اتشحت بالتواضع أيها المتوشح بالله، هربت من حيل المضلّ، وبالطاعة الصبورة، بلغت سموَّ اللاهوى، فصرت لنا نموذجاً، نحن الهاتفين والمادحين لك بتقوى:
إفرح يا وعاء الإمساك
إفرح يا مسكن عدم القنية
إفرح يا نهر الحكمة الدافق عسلاً
إفرح يا وزير الثالوثِ الكثيرَ الحكمةِ
إفرح لأنك شرَّفت جموع الأرثوذكسيين
إفرح لأنك أخزيت جماهير الملحدين
إفرح يا غرسةَ دمشق الكليّ جمالُها
إفرح يا منحة القفر المزينةَ من الله
إفرح يا نجم النجوم الفائقَ الضياء
إفرح يا أب الآباء الفائقَ الشهرة
إفرح يا معاين أجواق الملائكة
إفرح يا مفرِّح قلوبنا
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
لما التهبت بالكلية بحرارة الروح الإلهي، أحرقت محاربي المسيح. إذ بيدك المحرَّكة من الله، أبدت جهالات لاون، وبلسانك المتكلم باللاهوت جمعت الكل لكي يرتلوا: هللوييا
- فتحت فمك الجميل الصوت أيها المغبوط، فملأت الأرض بالسرور، ورنمت للقيامة برخامة ترانيمك الموسيقية. إذ إنك معلّم الذين يصرخون إليك بشوق:
إفرح يا مسكن عدم الفساد
إفرح يا سمو البتولية
إفرح يا شاعر قيامة المسيح
إفرح يا مرنّم رقاد أم الإله
إفرح يا ملاكاً أرضياً، يا ثمرة الطاعة
إفرح يا إنساناً سماوياً، يا عاشق الصلاة
إفرح يا منير المسكونة ومعلمها
إفرح يا راعي ديرك وحاميه
إفرح يا حقلاً للطهارة مزهراً
إفرح يا قانون الفضيلة والحكمة
إفرح يا ذابح الضلالة
إفرح يا هيكل المحبة
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
- إن لاون ذي الرأي الوحشي، ملكِ الروم، حرَّك المكر ضدك. وإذ افترى عليك بفظاعة، قطع يدك اليمنى (بالحقيقة إنه لمشهد رهيب)، من لا يعرف أن يرتل: هللوييا
- عاينت شفاء يدك أيها المحكم من الله، فعظّمت البتول، التي إذ نحمل أيقونتها، نكرِّمها بكل تقوى. لذلك نصرح نحوك بسرور:
إفرح يا نبع الترنيم
إفرح يا نبع اللاهوت
إفرح يا مشابه الآباء الأبرار بالسيرة
إفرح يا معلّم المجمع السابع
إفرح لأنك تكلمت بالعقيدة الحقّة بوضوح
إفرح لأنك نظمتها بلحنٍ فرِح
إفرح يا نسر القفر العاليَ التحليق
إفرح يا خادم العذراء الأمين
إفرح يا رائحة عطر المسيح
إفرح يا وشاح ديرِك، ديرِ اللافرا المقدس
إفرح يا من به نمتلئ بالسرور
إفرح يا من به نتوسل السماوات
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
ظهرت للجميع بالحقيقة فُلكاً للمواهب ونبعاً للأشفية. إذ إن جسدك لم يفسد، بل كان يفوح عطراً لا يوصف. لهذا، يا منجدنا، نسجد أمامك بشوق صارخين: هللوييا
- إذ زينت كنيسة المسيح بأقوالك الملهمة من الله وبترانيمك الإلهية، وأطنبت أعياد القديسين ووالدةِ الإله، وأما القيامةَ فجمّلتها، منيراً الصارخين:
إفرح يا مزمار الأرثوذكسية
إفرح يا مشعل التمجيد
إفرح يا متقدم المرنمين الملهمين
إفرح يا منظّم الآباء والنساك
إفرح يا فماً ذهبياً ناطقاً بترانيم المسيح
إفرح يا منخساً سرياً دافعاً بتحرّقٍ لعبادة الله
إفرح معايناً جمالَ غيرِ المنظورات
إفرح يا مبدّداً قبح الأهواء
إفرح يا باب السعادة
إفرح يا عمود حسن العبادة
إفرح يا صوت الميعاد
إفرح يا من يقطر منه الشهد والخمر
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
وحيداً في البرية، لله وحده مساكناً، وبالصلاة وحدها عائشاً، كما يليق بالله وبعشق ناري طلبت أن تموت مع معشوقك الختن، أيها القديس، مرنماً، يا يوحنا، بطريقة إلهية: هللوييا
- تشفي الأمراض وتجرّح الشياطين أيها الحكيم، وتزيل حزن الموت بالحقيقة بترانيمك البهجة. وتسلّح بالفرح غير الموصوف المؤمنين الصارخين:
إفرح يا طيب الإمساك
إفرح يا سوسن الهدوء
إفرح يا تعزيةً سريعةً للحزانى
إفرح يا سنداً سريعاً للطالبين
إفرح يا رئيساً أسطع من قصور السماء
إفرح يا شتلة الروح، يا معايناً لله
إفرح يا داعياً إيانا للعشاء السماوي
إفرح يا مُعِدّاً للغذاء الفائقِ القداسة
إفرح يا صوتاً حلواً متموجاً بالذهب
إفرح يا ترنيماً إلهياً حسن الصوت
إفرح يا من منه ينسكب العشق الإلهي
إفرح يا من به يفتخر ديرُك، ديرُ اللافرا
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
أُرسِلتَ إلى مدينتك دمشق بطريقة غريبة لتبيع عمل اليد كغريب. وطلبت السعر مضاعفاً، ولكن من خادمك عُرفتَ. عندئذٍ أظهرت التواضع بواسطة الطاعة مرنِّماً: هللوييا
- كائناً بكليتك في العُلا، أهملت كلَّ ما في الدنا، مسلِّماً ذاتك بالكلية للسيد، متدرِّباً على الصمت الكامل، ومتواضعاً بدون خجل، فواضَعْتَ الشيطان وظهرت نموذجاً للصارخين:
إفرح يا مجاهداً للاحتمال لا يتعب
إفرح يا خبيراً بالتغرُّب
إفرح يا رئيساً لقطع المشيئة
إفرح يا مشاركاً جمال الإنسان الجديد
إفرح يا ناظماً عظيماً، يا مرشد اللاهوتيين
إفرح يا مُنعَماً عليه بالحقيقة، يا غارس المحبة
إفرح يا قاطعاً جذور الزروع الغريبة
إفرح يا مدبّر العقائد الأرثوذكسية
إفرح يا بلاطاً بالورود البيضاء مزيناً
إفرح يا مصباحاً بالسرور موقَداً
إفرح يا من به تهدأ النفس
إفرح يا من به يتملّك الرجاء
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
إلى كل المسكونة خرج صوت تعاليمك وترنيماتك، أيها الأب. فصرْ على الجميع عطوفاً. وديرُك، ديرُ اللافرا، يبتهج بشوق، وبنقاوة يكرّم عيدك ويرتّل: هللوييا
- إنَّ اللسان الفصيح لا يستطيع مدح جمال كثرة فضائلك. فإنك كمثل زيتونة كثيرة الثمر، يا يوحنا الذائعَ الصيت، أنعشت وأحييت نفوس الذين يصرخون لك بحسب الواجب:
إفرح يا ربيع التوبة
إفرح يا مستودع البهجة
إفرح يا مصباحاً للنور الساطع
إفرح يا مسكناً فائضاً بالطيب الإلهي
إفرح يا مرآة الجمال غير المدرك
إفرح يا صنجاً يصدح بترانيم أسرار الله
إفرح يا قيثارة متناغمة الصوت تُنْشِدُ حسن الجمال
إفرح يا كنارة حلوة، معزّية للحزانى
إفرح يا خادم المسيح الناري
إفرح يا شفيع المؤمنين الملهَم
إفرح يا من به تُزال الكآبة
إفرح يا من به تُمنح البهجة
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
إن جمع اللاهوتيين ومحافل الرهبان، يرتكضون فرحاً في تذكارك أيها الحكيم. فإن حشود المنشدين المتألهيّ اللب والملائكة يجتمعون فرحين، وبدون كلل ينشدون معك للإله الفادي: هللوييا
- خالفت وصية شيخك الموقّر، مغلوباً من محبة الأخ، ناظماً تسبيحاً عجيباً “كل الأشياء التي لا توجد بعد الموت هي باطلة”. والآن تسمع هكذا:
إفرح يا زهرة الفردوس
إفرح يا فم المعزّي
إفرح يا مصنع الصلاة الذهنية
إفرح يا بيت السيرة النسكية
إفرح يا شاعراً عالمياً، يا تاج اللاهوتيين
إفرح يا عابداً ساهراً، يا قلم المعزّي
إفرح يا عرّاب الكنيسة المجيد
إفرح يا مرشد تلاميذك المتوشح بالله
يا أغنية المسيح المثمَّنة الألحان
إفرح يا مزمار الألوهة الحسن اللحن
إفرح يا من به يُطرَدُ العدو
إفرح يا من به تُسبَّح العذراء
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
إن الترانيم والألحان والمدائح الإلهية لا تستطيع أن تمدحك كما يليق. مع ذلك، واجب علينا أن نقدّم لك الطاعة والتشبّه بحياتك المتواضعة، لكي بدالة نرتل: هللوييا
- إنك بالحقيقة كوكبٌ مضيء تُظهِر المسيح الشمس، وتفتن روحياً نفوسَ الجميع بتسابيحك، وكمثل معمدان جديد تقودها كعرائس نحو المحبة الإلهية، سامعاً هكذا:
إفرح يا وعاء العطور
إفرح يا كنز المواهب
إفرح يا مصطفى اللاهوتيين الموقر
إفرح يا ملجأ المرنمين الساطع النور
إفرح يا معزفة صامتة للحلاوة غيرِ الموصوفة
إفرح يا غذاء الروح الإلهي الكليِّ القدرة
إفرح يا لمعان النور الذي لا يغرب
إفرح يا نهوض النفوس الفاترة
إفرح يا مرشداً لعبادة المسيح
إفرح يا محرّر أيقونات القديسين
إفرح يا زرع الخلود
إفرح يا وحي شعر الكنيسة
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
باتفاق الأصوات نصرخ نحوك بالتسبيح مقدمينه كهدية في رقادك المجيد. إنه لحقٌ وواجب أن نشكر الربَّ على كل شيء، إذ قد منحنا إياك حامياً حاراً، قائلين: هللوييا
- نمدحك جميعنا كإناء مختار، أيها المتوشح بالله، مرتلين لك التسابيح. إذ بالحقيقة قد سكن في قلبك ملءُ النعمة، وملأ عطراً جميع الذين يصرخون نحوك من عمق النفس:
إفرح يا صوت البهجة
إفرح يا مصباح الصلاح
إفرح يا عازفاً ساحراً لقيثارة غير الموصوفات
إفرح يا معلماً خلاصياً للسماويات
إفرح يا نسمة للروح منعشة ، يا صوتاً عذب النطق
إفرح يا نعمة سريعة الاستجابة، يا نبعاً مبهجاً القلب
إفرح يا متقدماً على رؤساء الملائكة مجيداً
إفرح يا صديق العذراء الصدوق
إفرح يا كاهناً وقوراً، للمسيح مماثلاً
إفرح يا شيخاً حكيماً جزيل التحنّن
إفرح يا أيقونة المعزي الجميلة
إفرح يا رجاء الفردوس الأكيد
إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
-
أيها الأب الذائع الصيت والكلي الغبطة ، تاج اللاهوتيين وصديق المسيح يوحنا (3)، لا تكف عن التشفّع من أجلنا، نحن أبناءك في اللافرا، الذين يرنمون لك بتقوى، وبشكرٍ ينشدون: هللوييا
وأيضاً
القنداق باللحن الثامن، وزن إني أنا مدينتك
نمدحك يا يوحنا العجيب،
يا نهر الروح الإلهي المتدفق بالذهب،
أيها الإناء الحافظ اللاهوت، الذي لا يفرغ،
لأنك ظهرت زينةً للمتوحدين
متعبِّداً للعذراء بغيرة إلهية.
لهذا نصرخ، إفرح أيها الأبُ المحكَّمُ من الله
لافرا أبينا البار سابا المتقدِّس، أيلول 2008
تعريب الارشمندريت دامسكينوس الكعدة
تسالونيك، اليونان عيد القديس يوحنا الدمشقي، 2010
اترك تعليقاً