مزار_السيدة العذراء بانياس الباصية

الباصية (الباسية) التسمية الحقيقية هي باسي (باسية)ومعناها (دعنا نذهب )أو (دعنا نعبر ) وهذه المنطقة كانت منطقة

حدودية للعبور من ولاية طرابلس الى انطاكيا فكانت معبراً ونقطة استراحة للمتنقلين

فالمنطقة ذاتها كانت مأهولة وذلك منذ العهود القديمة ففيها ميناء الباصية الرئيسي الذي يُسخدم للصيد ونقل بضائع التجار..ولفترة طويلة كان برج الصبي نقطة المراقبة لهذه الحدود .. كان هناك مشرفون على هذا المعبر فيجمعون الاموال ويستفيدون من العابرين ببيع بعض الادوات والحاجيات ومستلزمات السفر ..

ويتحدث الاجداد والعارفون في هذه المنطقة عبر التسلسل الزمني إن السيدة العذراء عبرت هذه المنطقة واستراحت فيها. فأصبح المكان محجاً لجميع السكان للتبرك من هذا الموقع . ومازاد في شهرته وسمعته الطيبة نتائج الشفاء التي وهبها الله لبعض الزائرين إكراماً للسيدة العذراء .. فأصبحت هدفاً هاماً لرجال الدين ..

فقام الاب ستيفان سالم في فترة الخمسينيات بشراء الأراض الملاصقة للمزار (المغارة) وطلب من الشيخ مصطفى لولو أبن المنطقة ببناء كنيسة خاص بمقام السيدة العذراء ..وفعلا قام الشيخ مصطفى لولو بنحت الحجارة وبنى الكنيسة تحت اشراف الاب ستيفان سالم ..وقام الاب ستيفان بتعيين عائلة مسلمة من منطقة الباصية (آل عكروش) للاشراف والانتباه على المزار فقامت بخدمته بالشكل الجيد واللائق وبقيت هذه العائلة حتى يومنا هذا ..

ومما كُتب عن هذا المزار الهام أنه يعود إلى كنيسة كانت تسمى كنيسة أم الله، إلى ما قبل انعقاد مجمع أفسس عام 431 ميلادية. بعد أن دُمرت الكنيسة نتيجة الحروب، انتقل المؤمنون إلى مغارة لإكرام السيدة، حيث كان يعيش فيها عدد من الذين نذروا أنفسهم للمسيح في القرن الخامس.

كان المكان يقصده الكثير من الأشخاص المسيحيين والمسلمين، خاصة في اليوم الثامن من شهر أيلول الذي يصادف عيد  ميلاد  العذراء، للصلاة وأخذ البركة والشفاعة، كما كانوا يحملون مرضاهم للشفاء، ويقضون الليل كله في الصلاة.

مزارالباسية الهام واقع في احضان الطبيعة وقريب من شاطئ البحر ويُعتبر المزار الثالث على مستوى سورية من الاهمية .لكن هناك قلة اهتمام في هذا المزار من المعنيين في الهيئات العليا في وقتنا الحالي …

هناك كتاب للاب سالم الذي كان مسؤولا عن المزار منذ الخمسينيات يتحدث عن مزار السيدة العذراء (الباسية).وهو موجود في مطرانية الروم الكاثوليك في اللاذقية لم نستطع الوصول اليه للاسف ..

فما جمعناه من معلومات ودراسة عن هذا المزار عبر بعض المواقع والكتب تعتمد على مجهود فردي بمساعدة بعض الاصدقاء والمحبين .. ومن مصادر متعددة ذات ثقة إن شاء الله .

في هذا المزار المقدس أحبائي تجدون المسيحيون الى جانب المسلمين والى جانب بقية الطوائف أخوة … كل زائر يدعو ربه الذي يعبده بنية صافية وقلب طاهر ففي اركانه تُلغى الطائفية ويبتعد الحقد وينبت الحب والتسامح .

أشجاره الشامخة بظلالها تعطي الحنان لكل من جلس بقربها ..

كل ما أتمناه أن يلقى الاهتمام اللازم .. وكل الشكر على من اهتم بإدارته ورعايته والاهتمام به ..