مسيح دجال، وطقوس مريبة، وهتلر قديساً!.. تعرّف على الكنيسة البالمارية حديثة المنشأ الآخذة في التوسع
مسيح دجال، وطقوس مريبة، وهتلر قديساً!..
تعرّف على الكنيسة البالمارية حديثة المنشأ الآخذة في التوسع
مقدمة…
على الرغم من أن أتباع هذه الكنيسة يدعون كونها مذهباً كاثوليكياً، غير أن الملاحظ يرى بوضوح بعدهم التام عن كل القيم الكاثوليكية المعروفة.
رؤى عن المسيح الدجال، وهتلر قديساً، وممارسات مذهبية غريبة، وبابا بدون عيون.. نعم إنها قصص من ”الكنيسة البالمارية“ التي تبدو للسامع وكأنها مستخلصات من إحدى روايات وقصص المؤلف (دان براون) الخيالية (على الرغم من أن هذا الأخير قد اقتبس بعضا منها لإدراجه في إحدى رواياته بالفعل)، لكن ما قد يثير دهشتك عزيزي القارئ هو أن كل ما يتم تداوله عن هذا المذهب الكاثوليكي هو حقيقي بالفعل.
يتواجد أفراد الكنيسة البالمارية الخاصة بـ”كرملية الوجه المقدس“، أو ”الكنيسة الكاثوليكية البالمارية“ في مختلف بقاع العالم تقريباً، والغريب فيهم أن حقيقة ممارساتهم المذهبية هي في الواقع أغرب من الخيال في حد ذاته.
بدايات متصدعةبلدة (إل بالمار دي ترويا) هي مدينة صغيرة تقع في عمق المنطقة الأندلسية في الجنوب الإسباني، على بعد حوالي 50 كيلومتر عن مدينة إشبيلية. ليست هذه البلدة الصغيرة مصدر جذب للسواح كما أنها ليست في معزل تام عن العالم الخارجي، وللسواد الأعظم من تاريخها ظلت هذه البلدة الصغيرة في نوع من الظلام، حتى وصول سنة 1968 حيث وجدت نفسها في مركز تصدع ديني بين الكنيسة الكاثوليكية ومذهب جديد أقل ما يقال عنه أنه متمرد.
في شهر آذار من سنة 1968، شهدت أربع فتيات تلميذات أنهن رأين ”مريم العذراء“ التي بدرت لهن على شجرة بالقرب من مدينة (بالمار دي ترويا). في تلك الأثناء، اشتهر الناس بسفرياتهم على مسافات طويلة تقدر بمئات الكيلومترات من أجل أن يشهدوا إحدى هاته الرؤى، أو إحدى المعجزات، وبعد فترة وجيزة منذ شهادة الفتيات الأربع، تدفق الآلاف من الناس إلى تلك المدينة الصغيرة من مختلف أنحاء البلد.
بينما قال عدة من هؤلاء الوافدين الزوار أنهم شهدوا نفس الرؤيا في نفس الموقع، فإن الكثيرين لم يأخذوا الأمر بمحمل من الجدية واعتبروا رؤيا تلك الفتيات الأربع محض ادعاء. أعلن مطران محلي أن تلك الرؤى لا أساس لها من الصحة وأمر سكان البلدة ومن فيها بما في ذلك الفتيات الأربع أن يعودوا لأعمالهم اليومية وحياتهم الطبيعية، غير أن رجلا واحدا بقي مصراً على أن الرؤيا كانت حقيقية، وأنه هو الآخر قد شهد حصته منها، وأن الرؤى صارت تراوده أكثر فأكثر.
البابا الكاثوليكي الروماني بولس السادس، والبابا البالماري ”المكفوف“ (غريغوري السابع عشر).
عرف هذا الرجل باسم (كليمنت دومينغيز غوميز)، وكان عاملاً مكتبيا بسيطا من إشبيلية. استحوذت هذه ”الرؤى“ المزعومة على (دومينغيز) لدرجة أنه في سنة 1975 شكل نظامه الديني الخاص الذي كرسه لاتباع التعاليم التي أصدرتها له ”مريم العذراء“ شخصيا عندما كانت تبدر له في رؤاه. أطلق على نظامه الديني هذا اسم ”نظام كرملية الوجه المقدس“، وادعى أنه مكرس للبابا الحالي آنذاك وهو (بولس السادس).
وبينما لم يكن (دومينغيز) في الواقع رجل دين على الإطلاق، فإنه كان ينشد تعيينه كأسقف في إحدى الكنائس الكاثوليكية. على الرغم من أن عدة من رجال الدين رفضوا منحه مبتغاه، فإنه وجد ضالته في نهاية المطاف عند المطران الفيتنامي (نغو دينه ثوك)، الذي كان شديد الالتزام بالتقاليد، وما يجعله مهما جداً بالنسبة لـ(دومينغيز) هو أنه مفوض بابوي، وأن نفوذه قد يساعد على إضفاء نوع من الشرعية على قضية (دومينغيز).
في نهاية المطاف، قام المطران (ثوك) بجعل (دومينغيز) وأربعة من أتباعه أساقفة، كما عين عدة رهبان آخرين تابعين لـ(دومينغيز)، ولأن (ثوك) لم يحصل على الإذن للقيام بهذا الأمر من عند البابا، قام هذا الأخير بتحريم التعامل معه كنسياً، وكذا مع الرجال الذين عينهم مؤخراً، هذا على الرغم من أنه [البابا] هو نفسه الرجل الذي ادعى هؤلاء إخلاصَهم له وأعلنوا أنهم في خدمته، ومنه لم يعد (دومينغيز) يرغب في منح دعمه للبابا بولس السادس، وبدأ عملية بناء كنيسته الجديدة وتحويلها إلى أمر آخر تماماً.
الكنيسة البالمارية عندما توفي البابا بولس السادس في سنة 1978، ادعى (دومينغيز) أن الأحقية في البابوية هي من نصيبه، وعلى الرغم من أنه كان مجرد أسقف وكان بعيدا كل البعد عن منزلة الكاردينال، فإنه أعلن أنه قد تم تتويجه في منصب البابا من طرف اليسوع نفسه وأن مراسيم التتويج لم تعد ضرورية بعد ذلك. حمل (دومينغيز) الاسم البابوي (غريغوري السابع عشر)، وقام بتعيين كرادلته بنفسه، وحول ”كرملية الوجه المقدس“ إلى ”الكنيسة البالمارية الكاثوليكية“.
على الرغم من أن الكنائس الكاثوليكية التقليدية، والبابا الجديد آنذاك (يوحنا بولس الأول)، والفاتيكان رفضوا ادعاءاته على الفور، فإن (دومينغيز) واصل المضي قدما في مذهبه الجديد ذاك.
في الكنيسة البالمارية الكاثوليكية، لا يدعي البابا كونه أسقف روما مثلما هو الحال عليه في الكنيسة الرومانية الكاثولكية، بل يدعي أنه نوع آخر من البابوات، نوع أكثر قوة ونفوذاً. يعتقد أتباع هذا المذهب الجديد والمثير للجدل أن اليسوع يعينهم في مراتبهم التي يشغلونها من خلال الرؤى التي تبدر لـ(دومينغيز). بالإضافة إلى ذلك، وبينما يتقدم البابوات في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في المراتب ويتم انتخابهم من طرف مجمع الكرادلة، فإن البابا البالماري يُختار من طرف اليسوع شخصياً.
كان أول ما قام به (دومينغيز) بعد أن أعلن نفسه بابا الكنيسة البالمارية هو تحريم التعامل كنسياً مع بابا الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في الفاتيكان الذين كان آنذاك (يوحنا بولس الثاني). كما قام كذلك بتقديس بعض الشخصيات الديكتاتورية على شاكلة الجنرال الإسباني (فرانشيسكو فرانكو) و(أدولف هتلر)، وبعض الشخصيات الأخرى مثل المستكشف الشهير (كريستوف كولومبوس).
اشتهر (دومينغيز) كذلك بكونه بابا الكنيسة البالمارية ”الذي لم تكن لديه عينان“، وذلك بعد أن فقد عيناه في حادثة سيارة، واستمر في إقامة القداسات وعيناه مغلقتان تماماً، وبالطبع لم يمنعه هذا الأمر من الادعاء بأن فقدانه لبصره فتح له المجال أمام تعزيز قدراته في الرؤى الروحانية التي صارت أعظم شأناً.
بابوات الكنيسة البالمارية الآخرون
بعد وفاة (دومينغيز) في سنة 2005، خلفه (مانويل ألونسو كورال)، واتخذ لنفسه الاسم البابوي (بطرس الثاني). وكان قد وقع عليه الاختيار في خلافة (دومينغيز) بعد أن ”بدرت لهذا الأخير رؤيا بهذا الشأن من طرف اليسوع نفسه“ قبل عدة سنوات من وفاة (دومينغيز)، ومنذ ذلك الحين وهو [كورال] يحضّر نفسه لهذه الخلافة. وكان أول ما فعله بعد ذلك هو أن حذر أتباعه من قرب زمن المسيح الدجال، الذي قال عنه أنه قد ولد في سنة 2000، وقال عنه بأنه سيخرج للعلن عند بلوغه سن الثانية عشر، ثم سيختفي حتى يبلغ عامه الثلاثين، وبعدها سيبتّ في حياته المذكورة في الكتاب المقدس.
بعد وفاة (بطرس الثاني)، استلم مقاليد البابوية البالمارية (غريغوري الثامن عشر). ولد هذا الأخير حاملا اسم (غينيس جيسوس هيرنانديز)، وكان واحدا من أشد القادة الموالين والمتعصبين للكنيسة البالمارية الكاثوليكية، ويعزى له فرض بعض من أكثر القوانين والقواعد تشددا، حيث قام وفقاً لها بتحديد خيارات أتباعه فيما يتعلق بالملابس، وحرم عليهم الذهاب للسينما، كما حدد حتى عدد السجائر التي يمكنهم تدخينها في اليوم الواحد، وفرض صلوات شاقة تدوم ساعات على أتباعه، كما طالب بالتوبة والتذلل والخنوع والطاعة التامة لسلطته البابوية.
في سنة 2016، وبعد أقل من خمسة سنوات من تقلده منصب بابا الكنيسة البالمارية، تنازل عنه بشكل مفاجئ، ثم راح يستنكر ذات الكنيسة التي كان في يوم من الأيام من أشد المدافعين عنها، وهو الآن يقول بأن تلك الكنيسة ما هي إلا مذهب يعمل على غسيل أدمغة الناس مُقادٌ برغبات قادته الجنسية وحبهم للمال.
الكنيسة البالمارية اليوممازالت الكنيسة البالمارية قوية اليوم مثل سابق عهدها، بل أكثر من أي وقت مضى. على الرغم من أن عدد أفرادها لا يتعدى 2000 تابع، غير أن إخلاصهم وإيمانهم بها قوي جداً. يلتزم البابا الحالي (بطرس الثالث) بتعاليمه التي ينشرها ودائما ما يحث أتباعه على التقيد بتعاليم المذهب والحفاظ على إيمانهم.
على الرغم من أن (غريغوري الثامن عشر) لم يتمكن من إثبات أي من ادعاءاته بخصوص النوايا الخفية لقادة الكنيسة البالمارية، فإنه منذ تأسيس هذه الكنيسة، تدفقت إليها عشرات من التبرعات السخية التي تعدت 200 ألف دولار قادمة من متبرعين مجهولين، ومازال الناس إلى يومنا هذا يساهمون فيها ويتبرعون لها بالمال.
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً