مناجاة في عنب الشام
دمشق عرائش ودوال… والعنب الجميل يتعلق بأخشاب السقالة التي تستكين عليها الدالية فوق ” المشرقة المشقية”
أو بأخشاب الشجر الباسق…في الدار العربية…
وبعد ان يسري النسغ في دوالي الشام… وتستشعر الجفنات بدفء الربيع…تتفتح الأوراق… وتظهر نموات العناقيد التي سرعان ماتتحول الى ثمار خضراء ندعوها نحن أهل الشام “الحصرم”.. .حين ينور “المنثور” الأبيض والخمري، وهو زهر دمشق المدلل…
وحين تنتشر رائحة القرنفل مختلطة بروائح النسرين والُمضعف…
وحين ينبت النرجس ناشراً عبيره الفواح… ويتعاظم ورد “السيم” وينتشر الوزال الأصفر في البراري المحيطة…
تنتعش الجذور الذاهبة في الأرض… وتنتعش الدالية…
افهل بامكانك تتبع نضوج العنب؟ وحركات تلونه؟
أو هل بالامكان تعداد واحصاء اشعاعات النجوم؟
وملاحظة تعداد الوان دوالي الشام… في بيوت الشام… وحتى منها البيت البسيط؟ وألوان الكروم…؟
أهو العنب الخمري الذي يصعقنا…
أم هو العنب الأسود يأسرنا…
أم هو العنب العاج… أم هو العنب الدم…أم هو الأبيض… الأصفر…والحِلَمْ (مشابه لحلمة الثدي)؟؟؟
تسبينا ألوان الشمس الذهبية التي تخترق العناقيد الصيفية…
لنحار بين العنب الأصفر والذهبي والأشقر…ونذوب مع حبات وردية لونها كلون الزهر الجوري والحلواني! ذاك السمين الأحمر.
والدوماني! الأحمر الداكن شديد الحمرة.
والزيني البلدي…
أما البلدي…فآه يابلدي دمشق…
والأخضر… عنب الكروم البرية الأصيل…
والعنب الليلكي….منه حبات تلتقطها العرائش في يوم جلوتهن بشفاه من عنب!
ألوان… وألوان…شفق… وليل وغسق…
نهر ورد وعناق هو بردى…
إنها ألوان العنب نفسها…
والشمس تلعب بالعناقيد…
كالرسام الحنون…
ابعد كل عذا الجمال الا يحق لي ان ابدي عشقي نحوك ياشام…
ياشامة الدنيا…
فانت روح وجنات وريحان…
اترك تعليقاً