من هم الروم الّذين ذكرهم الله تعالى في القرءان الكريم؟
تفسير القرءان الكريم لآيات سورة الروم
1. لقد طلب منّي أخ عزيز جدًا عليَّ، الأخ حكمت المحمود، وهو أخ لي وصديق الطفولة والكِبر، أن أُكتب في هذا الموضوع بهدف تبيان حقيقة الروم من القرءان الكريم. ولقد شرَّفني وأسعدني جدًا أن ألبي طلبهُ. لذلك فأنا أهديه مقالتي هذه، وأهديها أيضًا لجميع إخواني وأصدقائي الكرام من دون استثناء، ولِكُل مؤمن ومؤمنة في هذه الأرض. عسى أن يكون من ورائِها خير ومنفعة للجميع، بإذن الله تعالى.
2. سورة الروم من آية 2 إلى 16:
سُوۡرَةُ الرُّوم
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
الٓمٓ (١) غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢) فِىٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ (٣) فِى بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (٤) بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (٥) وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٦) يَعۡلَمُونَ ظَـٰهِرًا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأَخِرَةِ هُمۡ غَـٰفِلُونَ (٧) أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِىٓ أَنفُسِہِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَہُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآىِٕ رَبِّهِمۡ لَكَـٰفِرُونَ (٨) أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ ڪَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡہُمۡ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَآ أَڪۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَـٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَـٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَہُمۡ يَظۡلِمُونَ (٩) ثُمَّ كَانَ عَـٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن ڪَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِہَا يَسۡتَهۡزِءُونَ (١٠) ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (١١) وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ (١٢) وَلَمۡ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَآٮِٕهِمۡ شُفَعَـٰٓؤُاْ وَڪَانُواْ بِشُرَكَآٮِٕهِمۡ ڪَـٰفِرِينَ (١٣) وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَٮِٕذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَهُمۡ فِى رَوۡضَةٍ يُحۡبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا وَلِقَآىِٕ ٱلۡأَخِرَةِ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ (١٦).
3. الحديث والتفسير المنقول والمكتوب والمُعترف به في كتب التفاسير الباطلة
إنَّ جميع كتب التفاسير الباطلة تقول أنَّ سورة الروم تتحدث عن معركة دارت بين الروم والفرس، هذه التفاسير تقول: “ابتدأت سورة الروم بالتنبؤ عن حدثٍ غيبي هام، أخبر عنه القرءان الكريم قبل حدوثِهِ، ألا وهو انتصار الروم على الفرس في الحرب الّتي ستقع قريبًا بينهما، وقد حدث كما أخبر عنه القرءان، وبذلك تحققت النبوءة، وذلك من أظهر الدلائل على صدق محمد فيما جاء به من الوحي، ومن أعظم معجزات القرءان”.
تعالوا معًا نرى تفسير كتب التفاسير الباطلة لآيات سورة الروم، من آية 2 إلى 6:
سُوۡرَةُ الرُّوم
غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢) فِىٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ (٣) فِى بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (٤) بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (٥) وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٦).
آية (2 و3 و4): “غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢) فِىٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ (٣) فِى بِضۡعِ سِنِينَۗ… (٤)”.
أي هُزِم جيش الروم في أقرب أرضِهم إلى فارس، وهُم من بعد انهزامهم وغلبة فارس لهم سيغلبون الفرس وينتصرون عليهم “في بضع سنين” أي في فترة لا تتجاوز بضعة أعوام، والبضع هو ما بين الثلاث إلى التسع. قال المفسِّرون: كان بين فارس والروم حرب، فغلبت فارس الروم، فبلغ ذلك رسول الله وأصحابه فشقَّ عليهم، وفرح المشركون بذلك لأنَّ أهل فارس كانوا مجوسًا ولم يكن لهم كتاب، والروم أصحاب كتاب، فقال المشركون لأصحاب رسول الله إنَّكم أهل كتاب، والروم أهل كتاب، ونحن أمِّيّون، وقد ظهر (انتصر) إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم، فلنظهرنَّ عليكم، فقال أبو بكر: لا يقرُّ الله أعينكم فأنزل الله: “وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ فِى بِضۡعِ سِنِينَ”. ولقد حدث هذا، والتقى الجيشان في السنة السابعة من الحرب، وغلبت الرومُ فارس وهزمتهم، وفرح المسلمون بذلك.
قال أبو السعود: وهذه الآيات من البينات الباهرة، الشاهدة بصحة النبوة، وكون القرءان من عند الله حيث أخبر عن الغيب الّذي لا يعلمُهُ إلاّ العليم الخبير، ووقع ما أخبر.
وقال البيضاوي: والآية من دلآئِل النبوَّة لأنها إخبارٌ عن الغيب.
آية (4): “لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ… (٤)”.
أي لله عزَّ وجلّْ الأمر أولاً وآخرًا، من قبل الغلبة ومن بعد الغلبة، فكل ذلك بأمر الله وإرادته، ليس شيء منهما إلاّ بقضائه.
قال ابن الجوزي: المعنى إنَّ غلبة الغالب، وخذلان المغلوب، بأمر الله وقضائه.
آية (4 و 5): “وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (٤) بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ… (٥)”.
أي ويوم يهزم الروم الفرس ويتغلبون عليهم، ويحل ما وعده الله من غلبتهم، يفرح المؤمنون بنصر الله لأهل الكتاب على المجوس، لأنَّ أهل الكتاب أقرب إلى المؤمنين من المجوس، وقد صادف ذلك اليوم يوم غزوة بدر، قال ابن عباس: كان يوم بدر هزيمة عبدة الأوثان، وعبدة النيران.
آية (5): “… يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (٥)”.
أي ينصر من يشاء من عباده، وهو العزيز بانتقامه من أعدائه، الرحيم بأوليائه وأحبابه.
آية (6): “وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهۥ… (٦)”.
أي ذلك وعدٌ مؤكد وعد الله به فلا يمكن أن يتخلف، لأن وعده حق وكلامه صدق.
آية (6): “… وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٦)”.
أي لا يعلمون ذلك لجهلهم وعدم تفكرهم.
4. تفسير الله عزَّ وجلّْ في القرءان الكريم لآيات سورة الروم
سُوۡرَةُ الرُّوم
غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢) فِىٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ (٣) فِى بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (٤) بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (٥) وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٦).
آية (2): “غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢)”.
في هذه الآية يخبرنا الله تعالى أنَّ الروم غُلِبَتْ. من هُم الروم؟ لم يُعرِّفهم الله تعالى لنا في هذه الآية، ولم يُخبرنا كيف غُلِبوا، ولم يذكر لنا أي شيء عن الفُرس أو عن فارس أو عن معركة درات بين الروم والفرس، ولكنَّهُ تعالى قال لنا فقط: “غُلِبت الروم”.
آية (2 و3): “غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢) فِىٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ… (٣)”.
في آية 2 و3 يُخبرنا الله تعالى أنَّ “الروم غُلِبت في أدنى الأرض”، إذًا فإنَّ أدنى الأرض هو “المكان” الّذي فيه غُلِبت الروم. وهنا نجد أنَّ الله تعالى لم يُحدد لنا مكانًا مُعيَّنًا في الأرض، ولكنَّهُ أعطى الأرض صفة “الأدنى”، و”الأدنى” هو المُتدنّي والهابط والساقط، وهو إسم تفضيل من الدنيّ مُفردُهُ “دنيا” يدلنا على مستوى الحيواة في هذه الأرض، مِمّا يدلنا على أنَّ “أدنى الأرض” هي هذه الأرض الّتي نعيش عليها الآن والّتي سمّاها الله تعالى في كثير من آياتِهِ “بأرض الحيواة الدنيا”، لأنَّ مستوى الحيواة فيها مُتدنّي وهابط وساقط، ولأنَّ الحيواة فيها زائلة، ولأنها تعطي الإنسان القليل من المتاع لا الكثير منهُ، مقارنةً بالحيواة الآخرة.
الدليل لمعنى “الأدنى” تجدونه في الآيات التالية:
سُوۡرَةُ البَقَرَة
فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَـٰنُ عَنۡہَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمۡ فِى ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرٌّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ (٣٦) فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَـٰتٍ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (٣٧) قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡہَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَاىَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡہِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (٣٨) وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَآ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيہَا خَـٰلِدُونَ (٣٩).
“الهبوط” هو العيش مع بعض بالعداوة والكره والبغضاء. إذًا فالهُبوط هو تدنّي المُستوى الإنساني والأخلاقي في هذه الأرض. و”الهُبوط” أو الحيواة الهابِطة (العداوة والكره والبغضآء) هو خيار الإنسان وعمله الّذي سوف يقوم بِهِ بكامِل إرادتِهِ إذا كان سوف يُخلَقُ ويعيشُ في هذه الأرض. إذًا فالهُبوط ليس إرادة الله سٌبحانهُ وتعالى، ولكنَّهُ ما علِمَ تعالى بِحُدوثِهِ وحُصولِهِ من عداوة صادِرة من الإنسان لأخيهِ الإنسان في هذه الأرض لو أنَّهُ خلقهُ فيها، ولذلك قال تعالى لنا في آية 36 و38 “ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ” و”ٱهۡبِطُواْ مِنۡہَا جَمِيعًا”، وهُنا يُعلمنا الله تعالى بأننا سوف نعيش جميعًا مع بعضنا البعض في هذه الأرض حيواةً هابطة بسبب عداوتنا لبعضنا البعض. وهذا الهُبوط المُتدنّي في مُستوى الإنسان المعيشي في هذه الأرض هو في الحقيقة ثمَن إعطاء الله عز وجل للإنسان الخيار. ولقد علِمَ الله تعالى مُسبقًا وقبل أن يخلُقنا بأنَّ ثمن إعطائِهِ لنا هذا الخيار (أي الحُرِّيَّة الكاملة في التَّصَرُّف) سوف يكون باهِظًا لأنَّ نتيجته سوف تكون شدَّة وكثرة فساد وظلم وسفك دماء في هذه الأرض، وعلى الرُّغمِ من ذلكَ خلقنا سُبحانَهُ وأعطانا الخيار (أي الحُرِّيَّة المُطلَقَة) كفرصة لنا في هذه الأرض حتى نتوب عن ظُلمِنا، لأنَّ الهدف الأول والأخير من خلقنا ومن إعطائنا الخيار، هو أن نعيش أحرارًا لا مُستعبدين في أرض الجنة في الآخرة لِكَيْ نتمتَّع بوجودِيَّتنا وبخيراتها وبالخير والسلام الأبدي الدائم، تمامًا كما أرادنا تعالى أن نكون، فنعيش في أحسنِ تقويم.
إذًا “أدنى الأرض” هِيَ كناية عن الحيواة المعيشية الهابطة أي المُتدنِّية المُستوى إنسانِيًّا وأخلاقِيًا.
سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
قَالَ ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمۡ فِى ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرٌّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ (٢٤).
راجعوا مفهوم الآيات السابقة، من آية 36 إلى 39 من سورة البقرة.
سُوۡرَةُ التِّین
لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِىٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدۡنَـٰهُ أَسۡفَلَ سَـٰفِلِينَ (٥).
“أسفل سافلين”، لأنَّهُ رفض أحسن التقويم الّذي خلقه الله عز وجل عليه. أي رفض أن يكون من المؤمنين المُحسنين الصالحين، وأراد أن يكون من الكافرين الفاسدين الظالمين، ولذلك رُدَّ وأصبح أسفَلَ سافلين، لأنَّهُ أصبح إنسانًا سافلاً إلى أقصى حد بفسادِهِ وظلمِهِ وتكبُّرِهِ، وأصبح خاليًا من إنسانيَّتِهِ الّتي فطرَهُ الله عز وجل عليها.
إذًا “أسفل سافلين” هو المُستوى الإنساني والمعيشي المُتدنّي الّذي يَعيشه الإنسان في هذه الأرض، ولذلك سُمِّيَت هذه الأرض في آية 3 من سورة الروم بأدنى الأرض.
سُوۡرَةُ البَقَرَة
وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَـٰمُوسَىٰ لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآٮِٕهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِہَا وَبَصَلِهَاۖ قَالَ أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِى هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِى هُوَ خَيۡرٌۚ ٱهۡبِطُواْ مِصۡرًا فَإِنَّ لَڪُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡڪَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِۗ ذَالِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ ذَالِكَ بِمَا عَصَواْ وَّڪَانُواْ يَعۡتَدُونَ (٦١).
لقد قال بنو إسرآئيل لموسى “لَن نَّصۡبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ”: أي لن نصبِرَ على دينٍ واحد وعلى كتابٍ واحد وعلى قانون واحد. وقالوا له “فَٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُخۡرِجۡ لَنَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلۡأَرۡضُ مِنۢ بَقۡلِهَا وَقِثَّآٮِٕهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِہَا وَبَصَلِهَا”: أي فاْدعُ لنا ربَّكَ يأتِ لنا بأديان وأحزاب وطوائِف ومذاهب مُتفرِّقة ومُختلِفة ومُتنوِّعة الطعم والرائِحة أي مُتنوِّعة ومُختلفة في قوانينها وفي عاداتها وتقاليدها وشرائعها وسُنَنِها كالأديان الموجودة في هذه الأرض، كالدين السِنّي والشيعي والدرزي، والكاثوليكي والبروتستانتي والأورثوذوكسي، واليهودي والبوذي والهندوسي والزردشتي والعلماني والمُلحد بمُختلف طوائِفهم وأحزابهم، وغيرِها من الأديان والمذاهب الّتي زرعها الإنسان في هذه الأرض وأخرجها منها، وأصبحت جزءًا لا يتجزّأ منها.
ولذلك أجابهم موسى عليه السلام بوحيٍ من الله تعالى بقوله لهم: “أَتَسۡتَبۡدِلُونَ ٱلَّذِى هُوَ أَدۡنَىٰ بِٱلَّذِى هُوَ خَيۡرٌۚ”: أي أتستبدلون دين البشر الأدنى الّذي هو دين الحيواة الدنيا السافِل والهابط والفاسِد والمؤقَّت والزائِل، بدين الله الّذي هو دين الآخرة الدائِم والأحسن تقويم والعظيم والصالح؟
ولذلك أكمل موسى بقولِهِ لهم بوحي من الله: “ٱهۡبِطُواْ مِصۡرًا فَإِنَّ لَڪُم مَّا سَأَلۡتُمۡۗ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلۡمَسۡڪَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِۗ ذَالِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ ذَالِكَ بِمَا عَصَواْ وَّڪَانُواْ يَعۡتَدُونَ”، لأنَّ الله تعالى أعطاهم ما أرادوا، وغضِبَ عليهم وعيَّشهُم في مِصر في الظلمات والضلالة، وفي الذُلَّة والمسكنة، ورَدَّهُم أسفل سافلين (بعد أن كانوا في أحسن تقويم)، ذلك لأنَّهم استبدلوا الّذي هو أدنى بالَّذي هو خير، فرفضوا دين الله واتبعوا الأديان الأرضية الباطلة الّتي هي أديان ءابآءهم الأوَّلين الّتي اعتادوا أن يأكُلوا ويشربوا منها (كالبقل والقِثّآء والفوم والعدس والبصل وغيرها مِمّا تُخرِجُ لهم الأرض)، وكفروا بآياتِ الله وقتلوا النبيين بغير حق، أي قتلوا رسالات الأنبياء وكُتُبِهِم بالباطل بتحريفهم لرسالات الله الّتي أنزلها عليهم وبصناعتهم لأديان باطلة كدين البقل والقِثّآء والفوم والعدس والبصل وغيرها مِمّا تُعطيهِم الأرض (الحيواة الدنيا) من أديان باطلة. وكل هذا أدّى بِهِم إلى العيش بالعداوة والكره والبغضاء والتفرقة والظلم والفساد بين بعضهم البعض، مِمّا أدّى بهم إلى العيش بالذُّل والمَسكنة وبِغضبٍ من الله.
إذًا “الّذي هو أدنى” هو الأديان الأرضية والأحزاب والطوائِف والمذاهِب الباطلة المُختلفة الأنواع والأشكال والألوان والرائحة والطعم بقوانينها وسُننها وشرائِعها.
سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ وَرِثُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَـٰذَا ٱلۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا وَإِن يَأۡتِہِمۡ عَرَضٌ مِّثۡلُهُ يَأۡخُذُوهُۚ أَلَمۡ يُؤۡخَذۡ عَلَيۡہِم مِّيثَـٰقُ ٱلۡكِتَـٰبِ أَن لَّا يَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِۗ وَٱلدَّارُ ٱلۡأَخِرَةُ خَيۡرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۗ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (١٦٩).
“يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَـٰذَا ٱلۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا”: أي يأخذون بدلاً من كتاب الله العظيم الّذي ورثوه عن ءابآئِهِم كتاب هابط ساقط مكتوب من بشر، ويقولون من خلاله بأنَّهُ سيُغفرُ لهم أي سيُشفع لهم ويدخلون الجنة في الآخرة، كِكتابَيْ بُخاري ومُسلِم النَجسين، وكُتُب السلف الطالح وأئِمة الكفر والضلالة، الّتي تقول لهم بأنَّ محمدًا والصحابة وأهل البيت والحاكم بأمر الله سوف يشفعون لِمُحبّيهِم في الآخرة ويُدخلونهم الجنة. وككُتُب الدين المسيحي الّتي يقولون من خلالها بأنَّ المسيح وأمَّهُ سيَغفِران لهم ويُذهِبان عنهم ذنوبهم ويُدخلانهم مع الملآئِكة في ملكوتِهِ، وككُتُب الدين اليهودي والبوذي والزردشتي وغيرهم من الكُتُب والقوانين والشرائِع الكاذبة والباطلة. لذلك أجابهم الله تعالى بقوله لهم: “أَلَمۡ يُؤۡخَذۡ عَلَيۡہِم مِّيثَـٰقُ ٱلۡكِتَـٰبِ أَن لَّا يَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِۗ وَٱلدَّارُ ٱلۡأَخِرَةُ خَيۡرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۗ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ”.
إذًا “الأدنى” هو اتباع كُتُب وسُنن وشرائِع وأقاويل وأحاديث وتفاسير الأديان الباطلة.
سُوۡرَةُ الاٴعرَاف
وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيۡنَـٰهُ ءَايَـٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَـٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ (١٧٥) وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَـٰهُ بِہَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَٮٰهُۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ ٱلۡڪَلۡبِ إِن تَحۡمِلۡ عَلَيۡهِ يَلۡهَثۡ أَوۡ تَتۡرُڪۡهُ يَلۡهَثۚ ذَّالِكَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَاۚ فَٱقۡصُصِ ٱلۡقَصَصَ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ (١٧٦).
في آية 175، نجد أنَّ الله تعالى آتى الإنسان آياتِهِ لِكَيْ يتَّبِعها، أي لِكَيْ يمشي بِما أمره الله عز وجل فيها، أي لِكَي يمشي بتسيير الله له من خلال آياتِهِ. ولكنَّهُ رفض تسيير الله له بكامِلِ إرادتِهِ، وانسلخ من آيات الله بكامل إرادته، ولذلك “أتبَعَهُ الشيطان فكانَ من الغاوين”.
الشيطان هو الإنسان الّذي يَغوي الإنسان بحثِّهِ على اتباع الأديان والقوانين البشرية الباطلة بجميع أنواعها. وإنَّ الّذي ينسلِخ بكامل إرادتِهِ من آيات الله ويرفُض اتباع طريق الله، أي طريق النور، يفقُد نور الله في حياتِهِ (كتاب الله وفيه قانون الخير والعدل والإصلاح)، فلا يستطيع أن يرى إلاَّ طريق الظلام (الأديان الباطلة)، ولا أن يتَّبِع إلاَّ طريق الشيطان (كبخاري ومُسلِم والأئِمَّة والّذين كفروا من القِسّيسين والرُهبان ورجال الدين والسياسة والعلمانيين)، أي طريق الشر والظُلم والفساد والتفرقة والتشاكُس والاختلافات والتكبُّر، فيكونُ من الغاوين أي من الّذين سوف يدخُلون جهنَّم.
ولذلك أكمل الله تعالى بقولِهِ في آية 176: “وَلَوۡ شِئۡنَا لَرَفَعۡنَـٰهُ بِہَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخۡلَدَ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ وَٱتَّبَعَ هَوَٮٰهُۚ”. إنَّ مشيئة الله عز وجل هي أن يرفعنا بآياتِهِ فيُدخلنا جميعًا الجنة في الآخرة، ولكن حتّى لو كانت هذه مشيئته، رفضها الإنسان بكامِل إرادتِهِ وأخلدَ إلى الأرض واتَّبَعَ هواهُ. إذًا فالإنسان الّذي ينسلِخ من آيات الله ويرفضها ويرميها وراء ظهرِهِ هو في الحقيقة إنسانٌ لا يُريد أن يعيش حيواة رفيعة خالِدة وعالية المُستوى في الجنة، ولكنَّهُ يُريد ويتمنّى أن يَعيش في هذه الأرض الزائِلة والفانِيَة ذات المُستوى الأدنى والّتي سوف تؤدّي بِهِ إلى الخُلود في أرض جهنم التي فيها الحيواة المعيشية مُتدنِّيَّة وهابطة تمامًا كهذه الأرض، ولذلك “أخلَد إلى الأرض”، وبالتالي إلى جهنم، باتِّباعِهِ لِهواهُ، بحُبِّهِ للمال والجاه والسُلطة والتَّملُك، ظنًّا منهُ أنَّ هذه الأرض هي المكان الّذي يتمنّى أن يعيش ويبقى ويخلد فيه، لأنَّ فيه كُل شيء يُريدُهُ ويبتغيهِ هواهُ.
إذًا سُمِّيت هذه الأرض “بأدنى الأرض” لأنَّ الحيواة الإنسانية فيها مُتدنِّية المستوى. فالإنسان أراد أن يخلد إليها ويتبِّع فيها هَواهُ، فكانت النتيجة الظُلم والفساد والشر بسبب اتباع طريق الشيطان الّذي هو القوانين والأديان البشرية الباطلة، لأنَّها تَسُد حاجات ورغبات وأهواء الإنسان، فتُصبِح بذلك هذه الأرض غير رفيعة المُستوى وغير عالية الدرجة (المنزلة والمرتبة)، وبالتالي هابِطة وساقِطة.
سُوۡرَةُ السَّجدَة
وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَدۡنَىٰ دُونَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَكۡبَرِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ (٢١).
“العذاب الأدنى” هو عذاب الله عز وجل للإنسان والخِزي في هذه الأرض مادِيًّا ومعنوِيًّا، بسبب ظلم الإنسان وفساده وتكبُّرِهِ فيها.
إذًا سُمِّيَت هذه الأرض “بأدنى الأرض” لأنَّ فيها عذابٌ وخِزي من الله عز وجل للإنسان الظالم والفاسِد خلال حياته فيها.
سُوۡرَةُ آل عِمرَان
لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى ٱلۡبِلَـٰدِ (١٩٦) مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأۡوَٮٰهُمۡ جَهَنَّمُۚ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (١٩٧).
“متاعٌ قليل” لأنَّ مصالح الإنسان باتباعه لأديان وقوانين باطلة في حيواته الدُنيوِيَّة في هذه الأرض سوف تنتهي وتزول مهما يكُن فيها من خير ومهما يكُن مركز الإنسان وسُلطته وماله وعزُّهُ وجاهه فيها. ولأنَّ هذا الإنسان الكافر والظالم والمُفسِد سوف يَخسر كل متاع أو خير كسِبَهُ في حياتِهِ من أجل مصلحته الذاتية، ولن يكون لديه أي خير في الآخرة.
إذًا سُمِّيَت هذه الأرض “بأدنى الأرض” لأنّها تُعطينا أديان أرضِيَّة باطلة، فيها متاع وخير مؤقَّت وزائِل.
سُوۡرَةُ النّحل
وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُڪُمُ ٱلۡكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ (١١٦) مَتَـٰعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١٧).
راجعوا مفهوم الآيتين السابقتين، آية 196 و197 من سورة آل عمران.
سُوۡرَةُ الاٴنعَام
وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَعِبٌ وَلَهۡوٌ وَلَلدَّارُ ٱلۡأَخِرَةُ خَيۡرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۗ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (٣٢).
“وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا”: إلاَّ هي أداة إستثناء. إلاَّ ماذا؟ الجواب هو: “إِلَّا لَعِبٌ وَلَهۡوٌ”. إذًا، الحيواة الدنيا هي للّذي يُريد الّلعِب والّلهو فيها. والّلعِب والّلهو هو الحيواة والعيش على الهامِش وبما تهوى النفس، وهي عكس التقوى. والحيواة في الجنة في الآخرة هي لِلّذي يُريد أن يتّقي الله فلا يلهو ولا يلعب ولا يتَّبِع الهَوى (الأديان الباطلة والقوانين البشرية).
إذًا لقد سُمِّيت هذه الأرض “بأدنى الأرض” لأنَّ الإنسان يلعب ويلهو فيها على هواه، فيفعل فيها ما يشآء ويتَّبِع أهواءه، فيظلم ويُفسِد فيها ويسفِكُ الدمآء من أجل لعِبِهِ ولهوِهِ أي من أجل أهوائِهِ ورغباتِهِ.
سُوۡرَةُ یُونس
إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَـٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّہُمۡ قَـٰدِرُونَ عَلَيۡہَآ أَتَٮٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلاً أَوۡ نَہَارًا فَجَعَلۡنَـٰهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ كَذَالِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأَيَـٰتِ لِقَوۡمٍ يَتَفَڪَّرُونَ (٢٤).
“إِنَّمَا مَثَلُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا” كماذا؟ “كَمَآءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَـٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّہُمۡ قَـٰدِرُونَ عَلَيۡہَآ أَتَٮٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلاً أَوۡ نَہَارًا فَجَعَلۡنَـٰهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ”. إذًا “الحيواة الدنيا” سُمِّيت بذلك لأنَّ جميع الخير الّذي فيها مهما كان نوعُهُ، من زُخرُف وزينة وخيرات، إلى قوَّة وسُلطة وسيطرة، إلى مناصِب ومكاسِب فردية وجماعِيَّة (مادية ومعنوِيَّة)، إلى امتلاك، إلى جاه وعز وغِنى ومال، وإلى غيرِ ذلك، كُلُّ هذا سوف يذهب ويزول وينتهي بانتهاء الحيواة الدنيا.
إذًا حيواتنا الدنيا في هذه الأرض هي حيواة مؤقَّتة، ولذلك سُمِّيَت هذه الأرض “بأدنى الأرض” لأنَّ الحيواة فيها بزُخرفها وزينتها مؤقَّتة وزائِلة وغير دائِمة.
سُوۡرَةُ الکهف
وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمًا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَـٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ مُّقۡتَدِرًا (٤٥).
راجعوا مفهوم الآية السابقة، آية 24 من سورة يونس.
سُوۡرَةُ القَصَص
وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَىۡءٍ فَمَتَـٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتُهَاۚ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٌ وَأَبۡقَىٰٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (٦٠).
إذًا سُمِّيَت هذه الأرض “بأدنى الأرض” لأنَّ كُلُّ شيءٍ فيها هو متاع الحيواة الدنيا وزينتها وسوف يزول وينتهي، ولذلك أكمل الله تعالى بقوله: “وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٌ وَأَبۡقَىٰٓۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ”.
آية (3 و4): “وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ (٣) فِى بِضۡعِ سِنِينَۗ… (٤)”.
هنا يخبرنا الله تعالى أنَّ الروم من بعد غلبهم سيغلبون وينتصرون في بضع سنين. في تلك الآيتين لم يحدد الله تعالى لنا متى أو كيف أو أين أو على مَنْ سوف يغلِب أو ينتصر الروم. لقد قال تعالى لنا فقط أنهم “سوف يغلبون في بضع سنين”. وهنا لم يُحدد الله تعالى لنا “البضع سنين” ولم يخبرنا بأنَّهم ما بين ثلاث إلى تسع سنوات كما تقول التفاسير الباطلة. “البضع سنين” هي بضعة أعوام وتعني الفترة الزمنية القصيرة، وهي تدلنا على أنَّ الحيواة الدنيا قصيرة وعلى أنَّ السنين فيها قليلة مُقارنةً بحيواة الآخرة والخلود.
آية (4 و5): “… لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (٤) بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ… (٥)”.
“لله الأمر من قبل”، عندما غُلِبَت الروم. و”لله الأمر من بعد”، عندما سوف يغلبون وينتصرون (أي الروم) من بعد غلبِهِمْ. “وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ، بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ”، متى يفرح المؤمنون؟ عندما سيَغلِبون، عندها سوف يفرحون بنصر الله، لأنَّ الأمر بالنصر “من بعد غلبهم” هو لله، لأنَّ الله تعالى هو الّذي أعطاهم هذا النصر.
هذه الآية تُفسِّر لنا معنى الروم وتبيِّن لنا أنَّ الروم الّذين ذكرهم الله تعالى في تلك الآيات البينات هم المؤمنين، وهم الّذين سوف يفرحون بنصر الله، لأنَّ الله تعالى سوف ينصرهم في بضع سنين من بعدِ غلبهم في أدنى الأرض. (وليس المقصود من هذه الآية أنَّ الرسول محمد وأبو بكر والّذين معه من المؤمنين سوف يفرحون للروم بانتصارهم على الفرس، كما تقول كتب التفاسير الباطلة).
آية (5 و6): “… يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (٥) وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٦)”.
في آية (5) يُعلمنا الله تعالى عن مشيئته أنَّهُ “يَنصُرُ مَن يَشَآءُ”، أي أنَّ مشيئته هي أن ينصر الإنسان المؤمن لأنَّهُ “هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ”، لأنَّهُ وحده سُبحانَهُ الّذي يستطيع أن يُعِز وأن يرحم الإنسان (أي أن يُعطيه الجنة في الآخرة).
في آية (6) يخبرنا الله تعالى أنَّ نصره للمؤمن هو وعدٌ وعده الله تعالى لكل إنسان مؤمن، أي وعدهُ تعالى لكل إنسان اتبع كتابه وقانونه ولم يكفر به أو يُشرك بعبادتِهِ أحدًا. و”إنَّ وعد الله حق” ولذلك “لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُ”، “وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ”.
متى ينصر الله تعالى المؤمن؟ أو بالأحرى، متى وعد الله؟ ولماذا أكثر الناس لا يعلمون؟ تجدون الجواب في آية (7) وفي الآيات الّتي تليها وصولاً إلى آية (16).
أية (7): “يَعۡلَمُونَ ظَـٰهِرًا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأَخِرَةِ هُمۡ غَـٰفِلُونَ (٧)”.
الجواب هو: إنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ بأنَّ الله تعالى لا يُخلف وعدهُ وأنَّهُ سوف ينصر المؤمن في الآخرة، لأنهم يعلمون فقط ظاهرًا من الحيواة الدنيا ولكنهم عن الآخرة هُم غافلون، لأنَّ أكثرهم لا يؤمنون بالله ولا بحُكمه عليهم في الآخرة، وهذا بسبب إيمانهم واتباعهم لأديان باطلة كفرت وأشركت وألحدت بالله وأعطتهم آخرة غير الآخرة الّتي ذكرها الله، لذلك فهم لا يعلمون إلاَّ ظاهرًا من حياتهم الدُنيوية الّتي يعيشونها في هذه الأرض بظنِّهِم أنَّهُم هُمُ الغالبون على الروم (أي على المؤمنين) في الحيواة الدنيا وفي الآخرة، ولكن من دون معرفتهم أنهم سوف يُغلَبون وسوف ينتصر عليهم المؤمنون في الآخرة. بمعنى أصح، يعلمون ظاهرًا من الحيواة الدنيا من دون معرفتهم لباطنها أي للسبب الّذي خلقهم الله تعالى وخلق السماوات والأرض وما بينهما من أجلِهِ، ألا وهو البعث الجسدي والحساب والآخرة والفصل بين الجنة وجهنم، تمامًا كما ذكرها لهم كتاب الله ودينه، وليس كما ذكرتها لهم كتبهم وأديانهم الباطلة.
إنَّ ذكر الله تعالى “للآخرة” في آية (7) بقولِهِ: “وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأَخِرَةِ هُمۡ غَـٰفِلُونَ”، يُعطينا الدليل القاطع والتفسير البيِّن على أنَّ وعد الله للمؤمن بالنصر سوف يكون في الآخرة وذلك بإعطائِهِ الجنة. ولذلك أكمل الله تعالى بقوله في الآية التالية (آية 8):
آية (8): “أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِىٓ أَنفُسِہِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَہُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآىِٕ رَبِّهِمۡ لَكَـٰفِرُونَ (٨)”.
في هذه الآية البينة نجد وبكل وضوح أنَّ الله تعالى يدعونا إلى التفكر في أنفسنا في سبب خلقنا وفي سبب خلق السماوات والأرض وما بينهما، فسُبحانَهُ خلق كل شيءٍ بالحق أي بسبب أي بهدف، ألا وهو البعث الجسدي والآخرة والحساب والجنة وجهنم، ولذلك أكمل تعالى هذه الآية بقولِهِ: “وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآىِٕ رَبِّهِمۡ لَكَـٰفِرُونَ”، وأكمل أيضًا بقولِهِ في الآيات التالية (من آية 9 إلى 16):
آية (9) إلى (16): “أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ ڪَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنۡہُمۡ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ وَعَمَرُوهَآ أَڪۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَـٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَـٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَہُمۡ يَظۡلِمُونَ (٩) ثُمَّ كَانَ عَـٰقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَـٰٓـُٔواْ ٱلسُّوٓأَىٰٓ أَن ڪَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِہَا يَسۡتَهۡزِءُونَ (١٠) ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (١١) وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ (١٢) وَلَمۡ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَآٮِٕهِمۡ شُفَعَـٰٓؤُاْ وَڪَانُواْ بِشُرَكَآٮِٕهِمۡ ڪَـٰفِرِينَ (١٣) وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَٮِٕذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَهُمۡ فِى رَوۡضَةٍ يُحۡبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا وَلِقَآىِٕ ٱلۡأَخِرَةِ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ (١٦)”.
في تلك الآيات البينات يُعلمنا الله تعالى أنَّ العذاب وجهنم حق، وأنَّ الخلق والوجودية حق، وأنَّ الرجوع إليه حق، وأنَّ الآخرة حق، وأنَّ الساعة حق، وأنَّ الجنة حق على الّذين آمنوا وعملوا الصالحات، وأنَّ جهنم والعذاب حق على الّذين كفروا وكذّبوا بآيات الله وكذَّبوا بالآخرة الّتي ذكرها الله تعالى لنا وأخبرنا عنها في جميع كتبه الّتي أنزلها على جميع أنبيآءِهِ ورُسُلِهِ.
5. نجد من خلال جميع تلك الآيات البينات من سورة الروم، من آية (2) وصولاً لآية (16) أنَّ الله تعالى ذكر لنا الآخرة 7 مرّات، مِمّا يؤكِّد لنا أنَّ وعد الله تعالى للروم بالنصر سوف يكون في الآخرة.
نجد تلك ال7 المرّات في ما يلي:
المرة الأولى: “وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٦)”.
المرة الثانية: “يَعۡلَمُونَ ظَـٰهِرًا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ عَنِ ٱلۡأَخِرَةِ هُمۡ غَـٰفِلُونَ (٧)”.
المرة الثالثة: “أَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُواْ فِىٓ أَنفُسِہِمۗ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَہُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآىِٕ رَبِّهِمۡ لَكَـٰفِرُونَ (٨)”.
المرة الرابعة: “ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (١١)”.
المرة الخامسة: “وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبۡلِسُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ (١٢)”.
المرة السادسة: “وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَٮِٕذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤)”.
المرة السابعة: “فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَهُمۡ فِى رَوۡضَةٍ يُحۡبَرُونَ (١٥) وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا وَلِقَآىِٕ ٱلۡأَخِرَةِ فَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ (١٦)”.
هذا يدُلُّنا بل يؤكِّد لنا أنَّ “لله الأمر من بعد” بنصر المؤمنين (أي الروم) سوف يكون في الآخرة بإدخالهم الجنة وبإدخال الكفار جهنم، مِمّا ينفي لنا أكذوبة إنتصار الروم على الفرس كما تقول التفاسير الباطلة، ومِمّا يؤكِّد لنا أنَّ الروم هُم فريق المؤمنين الّذين سوف ينتصرون على أكثر الكُفّار في الآخرة، كما ورد في جميع تلك الآيات البينات.
6. إذًا وبعد أن بيَّنتُ لكم المعنى الحقيقي للروم من خلال بيان وتفسير وترابط وتفصيل وتشابُه وإحكام جميع تلك الآيات البينات، من آية (2) إلى آية (16)، نجد بالدليل القاطع أنَّ الروم هُم مجموعة من المؤمنين أو قلَّة من المؤمنين (نسبة لعدد الكفار الكبير في هذه الأرض) من الّذين عاشوا في هذه الأرض والّذين غُلِبوا في السابق في أدنى الأرض، أي غُلِبَوا على أمرِهِم بسبب عدم استطاعتهم النصر بهداية أكثر الناس في هذه الأرض لصراط الله المُستقيم وبسبب عدم استطاعتهم نشر الخير والإصلاح في جميع أنحاء الأرض وإزالة الظلم والفساد بشكلٍ تام من هذه الأرض. ولكن حتّى لو غُلِبَ هؤلآء الروم المؤمنون على أمرِهِم في هذه الأرض لِعدم استطاعتهم نشر الخير والإصلاح والسلام فيها بمنع الشر والظلم والفساد، فسوف يغلبون وينتصرون على أكثر الناس في الآخرة، باستطاعتهم نشر الإصلاح في أرض الجنة والعيش بسلام أبدي فيها.
هذه الآيات البينات هي في الحقيقة عبرة للمؤمنين الّذين وُجدوا في السابق والموجودين حاليًّا والّذين سوف يوجدون في المُستقبل، بأن لا يحزنوا حتّى ولو غُلِبوا في هذه الأرض، حتّى لو لم يستطيعوا نشر المعروف بين أكثر الناس في هذه الأرض والنهي عن المنكر، لأنَّهُم سوف يغلِبون في بِضعِ سِنين (لأنَّ الحيواة الدنيا قصيرة) وسوف ينتصرون في الآخرة بجعل الخير والإصلاح ينتشر في أرض الجنة. وهي أيضًا عبرة للكفار والمُشركين والمُلحدين أنهم حتّى لو ظنوا بأنَّ الروم أي المؤمنين هُم أقلِيَّة وأنهم غُلِبوا في هذه الأرض لعدم استطاعتِهِم هداية أكثر الناس إلى طريق الخير والإصلاح، فسوف يَغلِب وينتصِر هؤلآء المؤمنين على هؤلآء الكفار في الآخرة. إذًا فالعبرة ليست فيمن يغلب في أدنى الأرض ولكنَّ العبرة فيمن يغلب في الآخرة. هذا ما أراد الله تعالى أن يُعلِمُنا عنهُ في تلك الآيات البينات من سورة الروم. فالله تعالى كما ينصر ويُنجي المؤمنين في هذه الأرض بأمره، ينصر وينجي المؤمنين في الآخرة أيضًا بأمرِهِ.
نجد الدليل على ما ذكرتُ في الآيات التالية:
سُوۡرَةُ القَمَر
كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبۡدَنَا وَقَالُواْ مَجۡنُونٌ وَٱزۡدُجِرَ (٩) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّى مَغۡلُوبٌ فَٱنتَصِرۡ (١٠) فَفَتَحۡنَآ أَبۡوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٍ مُّنۡہَمِرٍ (١١) وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُيُونًا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَآءُ عَلَىٰٓ أَمۡرٍ قَدۡ قُدِرَ (١٢) وَحَمَلۡنَـٰهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلۡوَاحٍ وَدُسُرٍ (١٣) تَجۡرِى بِأَعۡيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ (١٤).
نجد في تلك الآيات البينات أنَّ نوحًا عليه السلام قد غُلِبَ في أدنى الأرض لأنَّهُ لم يستطِع أن يُذهِب الفساد وأن يهدي أكثر الناس إلى كتاب الله أي إلى طريق الخير والإصلاح، ولذلك دعا ربَّهُ أن ينتصِرَ لهُ لأنَّهُ غُلِبَ، فهو لم يعُد لديه القدرة أو القوة أو الحيلة لجعل كثير من الناس يؤمنون لهُ كرسول حامل لرسالة الله ويتبعونه في كتاب الله بفعل الإصلاح. وإذا أكملنا الآيات التالية نجد بأنَّ الله تعالى إستجاب لنبيِّهِ ورسولِهِ الأمين نوح عليه السلام، وأهلك الظالمين والفاسدين، ونصر نوحًا والّذين آمنوا معه ونجّاهم من الطوفان.
سُوۡرَةُ المجَادلة
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى ٱلۡأَذَلِّينَ (٢٠) ڪَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِىٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ (٢١).
نجد في آية 21 أنَّ الله تعالى كتب (أي حَكَمَ وقضى) أنَّهُ ورُسُلَهُ سوف يغلبون في الآخرة على الّذين يُحادّونَهُ ويُحادّون رسوله (رُسُلِهِ) (أي يُعادونَهُ ويُعادون رُسُله)، وذلك بإدخال الّذين يُحادونه جهنم، وبنصر رُسُلِهِ في الآخرة. لذلك قال تعالى في آية 20: “إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى ٱلۡأَذَلِّينَ”، أي في العذاب مُحضرون.
سُوۡرَةُ آل عِمرَان
قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَۚ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (١٢).
نجد في آية 12 أنَّ الّذين كفروا سوف يُغلبون في الآخرة، لأنهم سوف يُحشرون إلى جهنم وبئسَ المِهاد، أي سوف يكون مصيرهم في الآخرة جهنم وبئس المصير. إذًا فإنَّ نصر المؤمنين (أي الروم) يكون بإدخالهم الجنة، وإنَّ عدم نصر الكافرين يكون بإدخالهم جهنم.
سُوۡرَةُ فُصّلَت
وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ (٢٦) فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجۡزِيَنَّہُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِى كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (٢٧) ذَالِكَ جَزَآءُ أَعۡدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُۖ لَهُمۡ فِيہَا دَارُ ٱلۡخُلۡدِۖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا يَجۡحَدُونَ (٢٨).
نجد في آية 26 أنَّ الّذين كفروا ظنوا بأنهم يستطيعون أن يغلبوا المؤمنين إذا لم يسمعوا لهذا القرءان وإذا لغوا فيه أي حرَّفوهُ. ولكنهم لا يعلمون بأنهم إذا ظنوا أنهم غلبوا المؤمنين في أدنى الأرض فسوف ينتصر المؤمنون عليهم في الآخرة، ولذلك فسوف يُغلَبونَ بدخولهم جهنم والعذاب والخلود فيها. ولذلك أكمل الله تعالى بقوله في آية 27 و28: “فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجۡزِيَنَّہُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِى كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (٢٧) ذَالِكَ جَزَآءُ أَعۡدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُۖ لَهُمۡ فِيہَا دَارُ ٱلۡخُلۡدِۖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا يَجۡحَدُونَ (٢٨)”.
7. إذًا ومن خلال الآيات السابقة، فإنَّ الجنة هي النصر الّذي وعده الله تعالى للمؤمن (التقِي) في الآخرة. هذا يُثبت بل يؤكد لنا أنَّ الروم هُم المؤمنين، وأنهم ليسوا الروم المسيحيين أو النصارى (من الصليبيّين) الّذين كفروا بالله وأشركوا بِهِ المسيح وأمَّهُ ورجال الدين الّذين أعطوهُم القداسة والحُكم، وهذا يثبت لنا أيضًا أنَّ هذه السورة ليست لها أية دعوة بمعركة الروم والفرس الّتي حصلت في التاريخ. وإنَّ جميع الآيات الّتي ذكرها الله تعالى لنا في سورة الروم من آية (2 إلى 16) هي آيات غيبية لأنها تتحدَّث عن قبل وعن بعد، أي تتحدَّث عمّا حدث من قبل، أي في السابق في الحيواة الدنيا (أدنى الأرض)، وعمّا سوف يحدث من بعد، أي بعد انتهاء الحيواة الدنيا وبداية الحيواة في الآخرة، فتكون بذلك آيات سورة الروم قد أعطتنا علم الغيب بنصر المؤمن بإدخاله الجنة وبغلبة الكافر بإدخاله جهنم، تمامًا كما أخبرنا الله تعالى في كثير من آياتِهِ، سوف أذكر لكم في التالي بعضًا منها.
سُوۡرَةُ غَافر
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَـٰدُ (٥١) يَوۡمَ لَا يَنفَعُ ٱلظَّـٰلِمِينَ مَعۡذِرَتُہُمۡۖ وَلَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ (٥٢).
إذًا فإنَّ نصر الله تعالى للمؤمنين (الروم) هو ليس فقط في الحيواة الدنيا ولكنَّهُ أيضًا في الآخرة بإدخالهم الجنة وبإدخال الظالمين جهنم. بقولِهِ تعالى: “وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَـٰدُ”، وبقولِهِ تعالى: “يَوۡمَ لَا يَنفَعُ ٱلظَّـٰلِمِينَ مَعۡذِرَتُہُمۡۖ وَلَهُمُ ٱللَّعۡنَةُ وَلَهُمۡ سُوٓءُ ٱلدَّارِ”.
سُوۡرَةُ غَافر
يَـٰقَوۡمِ لَكُمُ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡيَوۡمَ ظَـٰهِرِينَ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِنۢ بَأۡسِ ٱللَّهِ إِن جَآءَنَاۚ قَالَ فِرۡعَوۡنُ مَآ أُرِيكُمۡ إِلَّا مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهۡدِيكُمۡ إِلَّا سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ (٢٩).
هنا نجد أنَّه لا أحد يستطيع أن ينصر قوم فرعون، أي لا أحد يستطيع أن يُبعدهم عن جهنم ويُدخلهم الجنة في الآخرة. إذًا نصر الله عز وجل في الآخرة هو بإدخالنا الجنة وإبعادنا عن جهنم.
8. أمّا بالنسبة لقول الله تعالى في آية (6): “وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٦)”، فسوف تجدون الدليل على أنَّ “وعد الله” في هذه الآية بنصر المؤمنين (الروم)، هو بإدخالهم الجنة وبإدخال الكفار جهنم في الآخرة، في الآيات التالية.
سُوۡرَةُ یُونس
وَيَسۡتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلۡ إِى وَرَبِّىٓ إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ (٥٣) وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٍ ظَلَمَتۡ مَا فِى ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِىَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِۚ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ (٥٤) أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ (٥٥).
لاحظوا أنَّ آيات سورة يونس تتحدَّث عن الآخرة وعن العذاب، مِمّا يدلنا أنَّ “وعد الله الحق” في آية (55) هو الآخرة.
وإذا قارنّا آية (55) من سورة يونس بآية (6) من سورة الروم، فسوف نجد بينهما تشابهًا كبيرًا ومُحكمًا، يدُلُّنا من خلال آية (53 إلى 55) من سورة يونس على أنَّ “وَعۡدَ ٱللَّهِۖ” بنصر الروم (المؤمنين) “من بعد غلِبِهِم” سوف يكون في الآخرة وليس في هذه الأرض.
سورة الروم: “وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهۥ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٦)”.
سورة يونس: “أَلَآ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ (٥٥)”.
سُوۡرَةُ النِّسَاء
لَّا يَسۡتَوِى ٱلۡقَـٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِى ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَالِهِمۡ وَأَنفُسِہِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِينَ بِأَمۡوَالِهِمۡ وَأَنفُسِہِمۡ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمًا (٩٥).
سُوۡرَةُ النِّسَاء
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدًاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّا وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً (١٢٢).
سُوۡرَةُ المَائدة
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِۙ لَهُم مَّغۡفِرَةٌ وَأَجۡرٌ عَظِيمٌ (٩).
سُوۡرَةُ التّوبَة
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَا وَمَسَـٰكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ وَرِضۡوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَڪۡبَرُۚ ذَالِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ (٧٢).
سُوۡرَةُ یُونس
إِلَيۡهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعًاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّاۚ إِنَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجۡزِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ بِٱلۡقِسۡطِۚ وَٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ لَهُمۡ شَرَابٌ مِّنۡ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ (٤).
سُوۡرَةُ الرّعد
وَلَوۡ أَنَّ قُرۡءَانًا سُيِّرَتۡ بِهِ ٱلۡجِبَالُ أَوۡ قُطِّعَتۡ بِهِ ٱلۡأَرۡضُ أَوۡ كُلِّمَ بِهِ ٱلۡمَوۡتَىٰۗ بَل لِّلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ جَمِيعًاۗ أَفَلَمۡ يَاْيۡـَٔسِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعًاۗ وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُہُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوۡ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمۡ حَتَّىٰ يَأۡتِىَ وَعۡدُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ (٣١).
سُوۡرَةُ القَصَص
فَرَدَدۡنَـٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَىۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ (١٣).
سُوۡرَةُ لقمَان
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمۡ جَنَّـٰتُ ٱلنَّعِيمِ (٨) خَـٰلِدِينَ فِيہَاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّا وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَڪِيمُ (٩).
سُوۡرَةُ الفَتْح
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَہُمۡۖ تَرَٮٰهُمۡ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبۡتَغُونَ فَضۡلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَانًا سِيمَاهُمۡ فِى وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَالِكَ مَثَلُهُمۡ فِى ٱلتَّوۡرَٮٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِى ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُ فَـَٔازَرَهُ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِہِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنۡہُم مَّغۡفِرَةً وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا (٢٩).
سُوۡرَةُ لقمَان
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ يَوۡمًا لَّا يَجۡزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّڪُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّڪُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ (٣٣).
سُوۡرَةُ الزُّمَر
لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّہُمۡ لَهُمۡ غُرَفٌ مِّن فَوۡقِهَا غُرَفٌ مَّبۡنِيَّةٌ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡہَـٰرُۖ وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ ٱلۡمِيعَادَ (٢٠).
سُوۡرَةُ الجَاثیَة
وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَة لَا رَيۡبَ فِيہَا قُلۡتُم مَّا نَدۡرِى مَا ٱلسَّاعَة إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ (٣٢) وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِہِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَہۡزِءُونَ (٣٣).
سُوۡرَةُ الاٴحقاف
وَٱلَّذِى قَالَ لِوَالِدَيۡهِ أُفٍّ لَّكُمَآ أَتَعِدَانِنِىٓ أَنۡ أُخۡرَجَ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلۡقُرُونُ مِن قَبۡلِى وَهُمَا يَسۡتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَـٰذَآ إِلَّآ أَسَـٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ (١٧).
سُوۡرَةُ غَافر
فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَۚقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِى نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ (٧٧).
سُوۡرَةُ الرُّوم
غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢) فِىٓ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ (٣) فِى بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (٤) بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ (٥) وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَڪۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (٦).
سُوۡرَةُ الرُّوم
فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (٦٠).
إنَّ جميع تلك الآيات البينات السابقة الّتي تتحدث عن “وعد الله”، تُعطينا ومن دون أدنى شك الدليل القاطع أنَّ “وعد الله” في آيات سورة الروم من آية (2 إلى 7) هو نصر الروم في الآخرة وليس في الأرض، ولذلك ختم الله تعالى سورة الروم بقولِهِ للرسول محمد عليه السلام في آخر آية فيها، آية (60): “فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (٦٠)”. إذًا فعلى محمد عليه السلام أن يصبر ويُداوم على رسالة القرءان وعلى فعل الخير والإصلاح وإقامته في الأرض، وعلى محمد أن يُجاهد ضد الكفار والمشركين بهدف إزالة الظلم والفساد من هذه الأرض (أدنى الأرض)، حتّى لو غُلِبَ، إلى أن يأتي وعد الله لهُ وللمؤمنين بالنصر في الآخرة.
هذه الآية (آية 60) من سورة الروم تُثبت لنا بالدليل القاطع أنَّ الروم الّذين ذكرهم الله تعالى في أول آيات سورة الروم هُم المؤمنين الّذين سوف ينصرهم الله تعالى في الآخرة، ولقد ذكرهم الله تعالى (في بداية سورة الروم) ليكونوا عبرة (في نهاية سورة الروم) للرسول محمد كمؤمن لكي يصبر حتّى يأتي أمر الله عز وجل بالنصر له وللّذين آمنوا معه في الآخرة، ولذلك ختم الله تعالى سورة الروم بقولِهِ لمحمد في آخر آية فيها: “فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (٦٠)”. هذا يؤكد لنا أنَّ الروم هُم المؤمنين وليسوا الروم الّذين يعبدون المسيح وأُمَّهُ والّذين ذكرهم التاريخ في معركتهم مع الفرس، مِمّا يدلنا على أنَّ تلك الآيات البيّنات من سورة الروم ليست لها أية دعوة بانتصار الروم على الفرس في أدنى الأرض.
9. إذا انتقلنا إلى آية 47 في سورة الروم:
سُوۡرَةُ الرُّوم
وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلاً إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَآءُوهُم بِٱلۡبَيِّنَـٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (٤٧).
هذه الآية البينة آية (47) من سورة الروم، تعطينا أيضًا دليلاً قاطعًا على أنَّ الروم الّذين سوف ينصرهم الله تعالى في بضع سنين هُم المؤمنين الّذين سوف يفرحون بنصر الله عندما سوف ينصرهم الله تعالى في الآخرة، بدليل قولِهِ: “فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ”، مِمّا يُثبت لنا أنَّ قول الله تعالى في آية (4 و5) من سورة الروم: “وَيَوۡمَٮِٕذٍ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ“، ليس له أي دعوة بفرح المؤمنين أي بفرح الرسول محمد وأبو بكر والصحابة بانتصار الروم كأصحاب كتاب على الفُرس كما تقول التفاسير الباطلة والكاذبة، لأنَّ “المؤمنين” المقصودون في هذه الآية هُم “الروم”، وهُم الّذين وعدهم الله تعالى بالنصر ليس فقط في الحيواة الدنيا ولكن أيضًا في الآخرة. وهؤلاء الروم الّذين وعدهم الله عز وجل بالنصر هُم في الحقيقة الرسول محمد وجميع الأنبياء والرُسُل من قبلِهِ وجميع المؤمنين السابقين والّلاحقين في هذه الحيواة الدنيا، من أوَّل الخلق إلى آخِرِهِ، كما قال تعالى لنا في آية (51) من سورة غافر:
سُوۡرَةُ غَافر
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَـٰدُ (٥١).
من أجل ذلك ختم الله تعالى سورة الروم بقوله مُوجَّهًا للرسول محمد عليه السلام في آخر آية فيها، آية (60): “فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسۡتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (٦٠)”، تثبيتًا وتأكيدًا وتذكرةً منهُ تعالى لرسولِهِ بوعدِهِ الّذي وعدهُ للروم، أي بوعده الّذي وعدهُ لهُ ولجميع أنبيائِهِ ورُسُلِهِ والمؤمنين السابقين واللاّحقين والأولين والآخرين، بالنصر على أعداء الله وعلى أعداءهم في الآخرة، وذلك بإدخالهم الجنة دار الخير والحُب والإصلاح والسلام، وبإدخال أعداء الله وأعداءهم جهنم دار الشر والكره والظلم والفساد والشقاء.
10. في النهاية أريد أن أُجيب صُنّاع الأحاديث والقصص والتفاسير الباطلة ردًّا على تفسيراتهم الكاذبة لآيات سورة الروم الّتي ذكرتها لكم في أعلاه، بطرح مجموعة أسئلة عليهم.
تلك الأسئلة هي كما يلي:
1) أين ذكر الله تعالى لنا في سورة الروم انتصار الفرس على الروم من قبل، وعن انتصار الروم على الفرس من بعد؟ وأين ذكر الله تعالى لنا الفرس أو فارس أو معركة حصلت بين الروم والفرس في سورة الروم أو حتّى في جميع سُور القرءان؟
2) هل انتصار الروم على الفرس على أرض الواقع في حرب لم تحصل بعد هو الّذي يُثبت لنا نبوة محمد عليه السلام وصِدقِهِ فيما جاء بِهِ من الوحي؟ أم أنَّ القرءان الكريم بما فيه من علوم عظيمة وأمثال وعِبر هو الّذي يُثبت لنا نبوة محمد ويؤكد لنا أنَّ هذا القرءان هو من عند الله؟
سُوۡرَةُ یُونس
وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِى بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٣٧) أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَٮٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِسُورَةٍ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِينَ (٣٨) بَلۡ كَذَّبُواْ بِمَا لَمۡ يُحِيطُواْ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا يَأۡتِہِمۡ تَأۡوِيلُهُ ۥۚ كَذَالِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ (٣٩).
سُوۡرَةُ الإسرَاء
قُل لَّٮِٕنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُہُمۡ لِبَعۡضٍ ظَهِيرًا (٨٨) وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا ڪُفُورًا (٨٩).
3) هل القرءان بحاجة إلى معركة تقع بين الروم والفرس لإثبات أنَّهُ من عند الله؟ وهل وقوع الغيب في معركة دارت بين الروم والفرس هو الّذي يثبت لنا دلآئل النبوة؟ وماذا عن غيب الآخرة (أي الجنة وجهنم) الّتي لم تقع حتّى الآن، فهل عدم وقوعها لا يُعَدُّ من دلآئل النبوة؟
سُوۡرَةُ النِّسَاء
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَـٰفًا ڪَثِيرًا (٨٢).
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ (٢٤).
4) أين ذكر الله تعالى لنا الفرس أو فارس في تلك الآيات البينات من سورة الروم؟
5) أين أخبرنا الله تعالى في تلك الآيات عن أنَّ “أدنى الأرض” هو أقرب أرض الروم إلى فارس؟
6) أين أخبرنا الله تعالى أنَّ “البضع سنين” هي ما بين الثلاث إلى التسع سنوات؟
7) وكيف من الممكن أن يشُقّ على الرسول محمد وأصحابِهِ خبر هزيمة الروم وانتصار الفرس عليهم (كما جاء في كتب التفاسير الباطلة)، وهُم يعلمون علم اليقين أنَّ الروم هم الّذين كفروا من أهل الكتاب وأشركوا بالله المسيح عيسى ابن مريم وأمَّهُ بظنهم أنَّ المسيح هو الأب (الله) والإبن والروح القدس، وأنَّ مريم هي والدةُ الإلآه، وأنهم أبناء الله وأحبّاءِهِ. وخاصةً أنَّ أكثر آيات القرءان الكريم أنزلها الله تعالى لكي يُنذرهم عذابه ولكي ينهاهم عن الكفر والإشراك، فيُحِلَّ لهم ما حرَّمَهُ دينهم المُحرَّف عليهم، فيُحِلُّ لهم الإنجيل الأصل المحفوظ في القرءان؟
أنظروا لما قاله الله عز وجل عن الّذين كفروا وأشركوا من أهل الكتاب باتباعهم للديانة المسيحية ولكتابهم المُقدٍّس المُحرَّف وعن الروم الصليبيين في القرءان الكريم:
سُوۡرَةُ الکهف
بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَـٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُ عِوَجَاۜ (١) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأۡسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنًا (٢) مَّـٰكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (٣) وَيُنذِرَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدًا (٤) مَّا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ وَلَا لِأَبَآٮِٕهِمۡۚ كَبُرَتۡ ڪَلِمَةً تَخۡرُجُ مِنۡ أَفۡوَاهِهِمۡۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (٥).
سُوۡرَةُ المَائدة
وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰٓؤُهُ ۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ (١٨).
سُوۡرَةُ المَائدة
لَّقَدۡ ڪَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ أَن يُهۡلِكَ ٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِى ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعًاۗ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ قَدِيرٌ (١٧).
سُوۡرَةُ المَائدة
لَقَدۡ ڪَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ يَـٰبَنِىٓ إِسۡرَٲٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبَّڪُمۡۖ إِنَّهُ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَٮٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ (٧٢) لَّقَدۡ ڪَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةٍ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّآ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمۡ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٣).
سُوۡرَةُ آل عِمرَان
يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَأَنتُمۡ تَشۡهَدُونَ (٧٠) يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تَلۡبِسُونَ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَتَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (٧١).
سُوۡرَةُ آل عِمرَان
قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تَكۡفُرُونَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ شَہِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعۡمَلُونَ (٩٨) قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَہَا عِوَجًا وَأَنتُمۡ شُهَدَآءُۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ (٩٩).
سُوۡرَةُ المَائدة
يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡڪِتَـٰبِ قَدۡ جَآءَڪُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ ڪَثِيرًا مِّمَّا ڪُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡڪِتَـٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن ڪَثِيرٍۚ قَدۡ جَآءَڪُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَڪِتَـٰبٌ مُّبِينٌ (١٥).
سُوۡرَةُ المَائدة
يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٍ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ قَدِيرٌ (١٩).
سُوۡرَةُ المَائدة
قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ هَلۡ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلُ وَأَنَّ أَكۡثَرَكُمۡ فَـٰسِقُونَ (٥٩).
سُوۡرَةُ المَائدة
قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَسۡتُمۡ عَلَىٰ شَىۡءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوۡرَٮٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنۡہُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَـٰنًا وَكُفۡرًاۖ فَلَا تَأۡسَ عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِينَ (٦٨).
سُوۡرَةُ آل عِمرَان
قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ ڪَلِمَةٍ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـًٔا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ (٦٤).
سُوۡرَةُ التّوبَة
وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ وَقَالَتِ ٱلنَّصَـٰرَى ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ ذَالِكَ قَوۡلُهُم بِأَفۡوَاهِهِمۡۖ يُضَـٰهِـُٔونَ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ ڪَفَرُواْ مِن قَبۡلُۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُۚ أَنَّىٰ يُؤۡفَڪُونَ (٣٠) ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ وَرُهۡبَـٰنَهُمۡ أَرۡبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَـٰهًا وَاحِدًاۖ لَّآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۚ سُبۡحَـٰنَهُ عَمَّا يُشۡرِڪُونَ (٣١) يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَاهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوۡ ڪَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ (٣٢) هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ ڪُلِّهِۦ وَلَوۡ ڪَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ (٣٣) يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ڪَثِيرًا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَہَا فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٤).
سُوۡرَةُ الحَدید
ثُمَّ قَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَـٰرِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيۡنَا بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ وَءَاتَيۡنَـٰهُ ٱلۡإِنجِيلَ وَجَعَلۡنَا فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأۡفَةً وَرَحۡمَةً وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَـٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَانِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ فَـَٔاتَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۡہُمۡ أَجۡرَهُمۡۖ وَكَثِيرٌ مِّنۡہُمۡ فَـٰسِقُونَ (٢٧).
سُوۡرَةُ المَائدة
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَـٰرَىٰۚ ذَالِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانًا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَڪۡبِرُونَ (٨٢) وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ (٨٣).
8) ومن قال لهم أنَّ الروم الّذين كفروا وأشركوا هُم أفضل من الفرس عند الله بحجة أنهم أصحاب كتاب؟ وأي كتاب هُم أصحابُهُ، هل هو الكتاب الّذي يُسمونه بالكتاب المُقدَّس إفتراءً على الله تعالى وعلى رسوله الأمين عيسى ابن مريم وأمه مريم عليهما السلام وإفتراءً على جميع أنبيائِهِ ورُسُلِهِ؟
سُوۡرَةُ آل عِمرَان
وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَـٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡاْ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئۡسَ مَا يَشۡتَرُونَ (١٨٧).
9) وهل عبادة الأوثان أو النار عند الله تختلف عن عبادة الإشراك بالله المسيح والرهبان والكهنوت والقديسين وبابا الفاتيكان؟
سُوۡرَةُ الحَجّ
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰبِـِٔينَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلۡمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَڪُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡصِلُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ شَہِيدٌ (١٧).
10) وهل تظنون أنَّ الله (سُبحانَهُ وتعالى عمّا يصفون) يُحبُّ الروم ويقف في صفهم ويرحمهم وينصرهم على الفرس (المجوس) وهو سُبحانه يعلم أنهم كفروا وأشركوا بِهِ المسيح وأمَّه مريم وحرَّفوا الإنجيل وصنعوا دينًا باطلًا سمّوهُ بالدين المسيحي ورفضوا أن يتَّبِعوا دينه الحق وكتابه (القرءان الكريم)؟
قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَـٰفِرِينَ (٣٢).
سُوۡرَةُ الرُّوم
لِيَجۡزِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِن فَضۡلِهِۦۤۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَـٰفِرِينَ (٤٥).
ٱتَّبِعۡ مَآ أُوحِىَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (١٠٦).
سُوۡرَةُ التّوبَة
وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۤ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَڪۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِىٓءٌ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَۙ وَرَسُولُهُ… (٣).
مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِڪِينَ (٣١) مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَڪَانُواْ شِيَعًا كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡہِمۡ فَرِحُونَ (٣٢).
سُوۡرَةُ البَیّنَة
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيہَآۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمۡ شَرُّ ٱلۡبَرِيَّةِ (٦).
11) وهل إستياء أبو بكر بقولِهِ: لا يقرُّ الله أعينكم، هو الّذي جعل الله جلَّ في عُلاه يستجيب لأبي بكر بتنزيل آية: “وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ فِى بِضۡعِ سِنِينَ”، مِمّا جعل الروم تنتصر على فارس فتَغلِب الروم وتُهزَم فارس فيفرح المسلمون بذلك، فيكون السبب في انتصار الروم والشكر كُلُّهُ عائد لأبي بكر؟ ما هذا الكفر والإلحاد بالله؟ (جلَّ الله في عُلاه، وتعالى الله عمّا يَصِفون).
سُوۡرَةُ الزُّمَر
وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعًا قَبۡضَتُهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوَاتُ مَطۡوِيَّـٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ (٦٧).
سُوۡرَةُ الحُجرَات
قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِڪُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىۡءٍ عَلِيمٌ (١٦).
سُوۡرَةُ الرُّوم
… وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ (٣) فِى بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُ… (٤).
12) إذا كان الرسول محمد والّذين آمنوا معهُ قد حاربوا المشركين والكُفّار من أهل الكتاب، فكيف يفرحون للروم بانتصارهم على الفرس، وخاصَّةً وكما يعلم الرسول محمد والمؤمنون في ذلك الوقت أنَّ هؤلآء الّذين يُلقبون بالروم كانوا قد كفروا بدين الله وأشركوا بِهِ المسيح عيسى ابن مريم وابتدعوا دينًا آخر غير دين الله. فكيف يفرحون إذًا بانتصارهم على الفرس المجوس، إذا كان المجوس والروم على حدٍّ سواء مُشتركين في الكفر والإشراك؟
أنظروا لما قاله الله تعالى عنهم في الآيات التالية، لأنها تُبيِّن لنا وبكل وضوح أنَّ الرسول محمد والّذين ءامنوا معه قد حاربوا الكُفار والمُشركين من أهل الكتاب، فكيف يكونوا قد فرحوا لانتصار الروم على الفرس، وبالتالي فرحوا بانتصار المشركين من أهل الكتاب (بزعم كتب التفاسير الكاذبة)؟
سُوۡرَةُ الحَشر
هُوَ ٱلَّذِىٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ مِن دِيَـٰرِهِمۡ لِأَوَّلِ ٱلۡحَشۡرِۚ مَا ظَنَنتُمۡ أَن يَخۡرُجُواْۖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمۡ حُصُونُہُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَٮٰهُمُ ٱللَّهُ مِنۡ حَيۡثُ لَمۡ يَحۡتَسِبُواْۖ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِہِمُ ٱلرُّعۡبَۚ يُخۡرِبُونَ بُيُوتَہُم بِأَيۡدِيہِمۡ وَأَيۡدِى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فَٱعۡتَبِرُواْ يَـٰٓأُوْلِى ٱلۡأَبۡصَـٰرِ (٢) وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَہُمۡ فِى ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِى ٱلۡأَخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ (٣).
سُوۡرَةُ الفَتْح
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَہُمۡۖ تَرَٮٰهُمۡ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبۡتَغُونَ فَضۡلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَانًا سِيمَاهُمۡ فِى وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَالِكَ مَثَلُهُمۡ فِى ٱلتَّوۡرَٮٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِى ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُ فَـَٔازَرَهُ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِہِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنۡہُم مَّغۡفِرَةً وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا (٢٩).
سُوۡرَةُ المجَادلة
لَّا تَجِدُ قَوۡمًا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأَخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوۡ ڪَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَانَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَہُمۡۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ ڪَتَبَ فِى قُلُوبِہِمُ ٱلۡإِيمَـٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ تَجۡرِى مِن تَحۡتِہَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَاۚ رَضِىَ ٱللَّهُ عَنۡہُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَآ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (٢٢).
سُوۡرَةُ المُمتَحنَة
يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡہِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡۙ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَـٰدًا فِى سَبِيلِى وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِىۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡہِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ (١).
11. في الختام، أريد أن أسأل صنّاع التفاسير الباطلة، أليست اليهود والنصارى في زمننا الحالي هم من أصحاب الكتاب؟ الجواب هو نعم. إذًا فأنا أدعوهم إلى تطبيق تفاسيرهم الباطلة لآيات سورة الروم والعمل بها، وذلك بأخذ اليهود والنصارى من الآن فصاعدًا بعين الإعتبار لأنهم في نظر كُتُب التفاسير أصحاب كتاب. وأدعوهم بتولّيهم لهم في دينهم الباطل، وبالإيمان لهم ولانتصاراتهم، لأنها كما تقول تفاسبرهم أنَّ تلك الإنتصارات من عند الله لأنّهم أصحاب كتاب. وأدعوهم إلى الوقوف معهم يدًا بيد، فيفرحوا لهُم في جميع انتصاراتهم في هذه الأرض ولا يُسيئون إليهم ويتَّهمونهم بالكفر والإشراك، لأنَّهُم في نهاية الأمر هُم مِثلُهُم أصحاب كِتاب. وأدعوهُم إلى تطبيق تفاسير آيات سورة الروم بحذافيرها ومعانيها تمامًا كما قال المفسِّرون المُبطِلون: “كان بين فارس والروم حربًا، فغلبت فارس الروم، فبلغ ذلك رسول الله وأصحابه فشقَّ عليهم، وفرح المشركون بذلك لأنَّ أهل فارس كانوا مجوسًا ولم يكن لهم كتاب، والروم أصحاب كتاب، فقال المشركون لأصحاب رسول الله إنَّكم أهل كتاب، والروم أهل كتاب، ونحن أمِّيّون، وقد ظهر (انتصر) إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم، فلنظهرنَّ عليكم، فقال أبو بكر: لا يقرُّ الله أعينكم فأنزل الله: “وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَيَغۡلِبُونَ فِى بِضۡعِ سِنِينَ”. ولقد حدث هذا، والتقى الجيشان في السنة السابعة من الحرب، وغلبت الرومُ فارس وهزمتهم، وفرح المسلمون بذلك”…
11 Mar 02, 2016
Beta feature
اترك تعليقاً