موجز تاريخ الكنيسة المسيحية في العالم في القرون العاشر والحادي عشر والثاني عشر/ الجزء الرابع
تاريخ الكنيسة المسيحية في العالم
الجزء الرابع من موجز تاريخ الكنيسة
نتابع في هذا الجزء الرابع موجز تاريخ الكنيسة في القرون العاشر والحادي عشر والثاني عشر
القرن العاشر
النهضة الثقافية
تتابع استمرار النهضة الثقافية في الشرق وكانت قد بدأت في القرن التاسع، فجُمعت كتابات آباء الكنيسة في مصنفات، وللمرة الاولى ظهر كتاب سير القديسين الذي جمعه القديس سيمون متافراستيتس.
طال الاهتمام ايضا التراث الوثني، ووصل بالبعض الى المواجهة مع الكنيسة كما حدث مع ميخائيل بسيلوس وجون اتيالوس في مؤلفهما المتطرف”الهلينة”.
أسس القديس اثناسيوس الآثوسي (+1000م) في العام 960م دير اللافرا الكبير، الذي فتح الطريق الى الجمهورية الرهبانية الكبرى فيما بعد في الجبل المقدس (آثوس). وكتب القديس سمعان اللاهوتي الحديث (+1022م) كتابه المؤثر حول سكنى الروح القدس في المسيحيين.
الكنيسة والدولة
شهد القرن العاشر تداخلا متزايدا بين الكنيسة والدولة في ميادين المجتمع الرومي فقد أُعطيت الكنيسة نفوذا اعظم في ميداني العائلة والزواج، وكمثال على ذلك، اعتُبرتْ بركة الكنيسة في الزواج الكنسي امراً لازماً للاعتراف بشرعية الزواج عند السلطات المدنية. وفي الوقت نفسه اصبحت الكنيسة مضطرة للاهتمام بتأسيس رسمي “بالحد الادنى اللازم” أكثر مما كانت في الماضي. ويمكن ان يُرى هذا الاهتمام بما سمي” الجدال حول الزواج الرابع” الذي فجره بطريرك القسطنطينية نيقولاوس مستيكوس في العام 925م عندما رفض السماح بالزواج الرابع للامبراطور ليون السادس، مما ادخل في القانون الكنسي الارثوذكسي تحريما شديداً للزواج الرابع، لأي كان، وتحت اي ظرف. فقد اقَّرَّ لاهوت الكنيسة حول الزواج أُحادية الزواج كمثال، وحدة الرجل والمرأة التي لاتنفصم حتى بالموت. أما زواج الارامل من الجنسين للمرة الثانية، فلم يصل الى هذا التحديد، مع انه سُمح به مراعاة للضعف البشري.
ان الجدال حول الزواج الرابع أكثر الاهتمام على الحد الأدنى اللازم للانسان مماجعل الكنيسة تتساهل مع مؤمنيها حتى الزواج الثالث فقط.
بلغاريا
يعود الفضل في عودة الكنيسة البلغارية الى القسطنطينية نهائياً ودخولها ابتداءً من القرن العاشر في الطقس الرومي، الى القيصر بوريس البلغاري الذي اعتمد في العام 869م وكان عرّابه امبراطور القسطنطينية ميخائيل الثالث، وفي عهد ابنه القيصر سيمون صارت بلغارية دولة قوية وانتشرت فيها الحضارة البلغارية الرومية. ولكن في نهاية القرن العاشر انتشرت هرطقة البوغوميليه (التي تقول بمبدأين للشر والخير خاضعَين لكائن صالح عال)
فلاديمير امير كييف
تم تعميد شعب كييف في نهر الدنيبر عام 988م بقيادة القديس فلاديمير امير كييف. وهكذا بدأ تاريخ الكنيسة الارثوذكسية في اوكرانيا وروسيا، فقد كان فلاديمير قد تلقى المعمودية المقدسة والايمان المسيحي في القسطنطينية وكان عرابه امبراطورها باسيليوس.
يروي التقليد الشعبي حول اعتناق روسيا للارثوذكسية ما خلاصته
ان ممثلي الأمير فلاديمير لم يجدوا ايماناً وصلاة اجمل من ايمان وصلاة الروم. وايضاً تزوج الامير فلاديمير لأسباب سياسية واقتصادية من الامبراطورة البيزنطية آنا، لكي يقوّي امارته مع الامبراطورية البيزنطية. بعد معموديته اجرى فلاديمير اهتداءً روحياً حقيقياً. فقد فعل الكثير لكي يؤسس المبادىء المسيحية في امارته وينور شعبه بالايمان المسيحي الارثوذكسي. وبسبب أعمال بره كأمير مسيحي أعلنته الكنيسة قديساً، كذلك اعلنت جدته الاميرة الكبرى اولغا، التي كانت قد اهتدت قبله والتي لعبت الدور المؤثر في قراراته وأفعاله قديسة هي الأخرى.
التطور الليتورجي
سرعان ما انتشر عيد حماية العذراء مريم في القرن العاشر. فقد رأى القديس اندراوس المتباله (+956م) رؤية مفادها ان العذراء مريم تمشي امام الله وتحمي بردائها شعب القسطنطينية المصلي خلال هجوم شعوب السلاف الوثنيين، يُحتفل بهذا العيد كعيد شعبي، في الكنائس السلافية فقط.
الغرب
دخل الغرب في نهاية القرن التاسع احدى احلك فترات تاريخه، فقد دمرت موجات الغزاة البرابرة العلاقات الامنية في الامبراطورية وتُوج شارلمان البربري امبراطوراً للغرب، وحل الباباوات (من اصل بربري) مكان الباباوات الاصليين. وانقعت العلاقات مع الشرق.
مع هذا التردي ظهرت حركة اصلاح تزعمها دير كلوني في فرنسا.
القرن الحادي عشر
الانشقاق الكبير
ظهر في منتصف القرن الحادي عشر صراعٌ شديدٌ بين القسطنطينية وروما. اما سبب هذا الصراع فكان عمل البابوية على إبطال إقامة الليتورجيا اليونانية في جنوب ايطاليا، حيث كان الطقس البيزنطي سائداً.
ارسل البابا مندوبين الى القسطنطينية في العام 1053 في محاولة لاستعادة الشركة بين الكنيستين انما بالخضوع للباباوية، وبشروط واملاءات بالتأكيد فيها حطاً بقدر الكنيسة الارثوذكسية وفرض التبعية على كنيسة القسطنطينية ومعها بالتأكيد شقيقاتها البيزنطيات كنائس انطاكية والاسكندرية واورشليم والعالم السلافي الارثوذكسي لكنيسة روما البابوية.
رفض بطريرك القسطنطينية السماع لهم، فانزعج رئيس الوفد البابوي الكاردينال هومبرتو من طريقة استقبال الوفد البابوي هذه، وهو المعروف عنه تعجرفه ونظرته المتعالية بحق البطريرك المسكوني، فوضع في 16 حزيران وثيقة الاناثيما (الحرم) على المائدة المقدسة في هيكل كاتدرائية آجيا صوفيا. وفيها حرم وقطع من الشركة الكنسية للبطريرك القسطنطيني ميخائيل سكولاريوس والذين معه. وكان في الوقت ذاته حريصاً على ان يمنح في وثيقته هذه القسطنطينية واصفاً اياها ب” المدينة الحاملة الارثوذكسية”. وخرج الوفد من آجيا صوفيا وقد نفض افراده بقيادة هومبرتو ارجلهم عملا بقول الرب يسوع لتلاميذه عن فعل ذلك بحق المناطق التي لاتقبل تلاميذه.
ولكن الاسباب الحقيقية والرسمية التي دعت هومبرتو لأن يحرم البطريرك سكولاريوس ويقطعه من الشركة الكنسية كانت الفيليوكفي “حذف” كلمة “والابن” من دستور الايمان، والاستمرار في رسامة كهنة متزوجين وبعض ماوصف”الاخطاء الليتورجية”.
رد البطريرك سكولاريوس على حرم هومبرتو بحرم مماثل، ولكنه موجه الى “كل المسؤولين” عن حادثة 16 حزيران هذه وعدَّد في لائحة طويلة الانحرافات الليتورجية اللاتينية مثل استعمال الخبز الفطير في الافخارستيا (سر الشكر) وشعر وذقون الكهنة الطويل.
مع ان الكاردينا هومبيرتو وجه الحرم الى شخص البطريرك والمتعاطفين معه فقط، ومع ان البطريرك رد بحرم مماثل ضد شخص الكاردينال فقط ومن معه، الا ان هذان الحرمان اسفرا عن انشقاق الكنيستين الشرقية والغربية، وحتى يومنا هذا (مع السعي المستمر من الكنيسة الغربية لشق الكنيسة الارثوذكسية واقامة كنائس تابعة لها كحال كنيسة الروم الكاثوليك في كراسي انطاكية والاسكندرية واورشليم، ونظرائهم في اوكرانيا والبلقان ورومانيا وحتى في اليونان)
وقد قام كل من البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني اثينا غوراس برفع الحرم سوية عام 1966 في لقاء القمة الذي عقداه في جبل الزيتون باورشليم، وهي محاولة رمزية لاستعادة العلاقات الاخوية بين الكنيستين.
البابوية
عرف منتصف القرن 11م بداية حركة اصلاح قوية سيطرت على البابوية، وعُرفت بحركة الاصلاح الغريغوري متخذة الاسم من نصيرها الاول البابا غريغوريوس السابع (1073-1085) هدفت هذه الحركة الى تأسيس استقلال الكنيسة عن اية سلطة علمانية. وبذا غدت بكثرة ادعاءات البابوية في هذا المجال، مماجعل اية مصالحة مع الشرق صعبة جداً.
وفي مثال على هذا، سأل الشرق البابا اوربان الثاني اعترافا بالايمان، في محاولة لإعادة إقامة علاقات جيدة بين الكنيستين. فرفض البابا الاستجابة للطلب معللاً موقفه بأن تجاوبه مع طلب الكنيسة الشرقية اي البيزنطية الارثوذكسية يعني ان اساقفة روما يمكن ان يُحاكموا من قبل الكنيسة أو آخرين وهذا مالا تقبله الكنيسة البابوية اللاتينية.
بالرغم من البطريرك القسطنطيني نيقولاوس الثالث (1084-1111م) الذي وجه هذا الطلب قال فيه” ليعترف البابا بالايمان الارثوذكسي وسوف يكون الاول”.
هذا الموقف لم يحدث ثانية في التاريخ المسيحي لأن الجواب البابوي كان قاطعا وصارماً وصادماً.
الفرنجة
درجنا في عادتنا ان نرفض مصطلح “الصليبية والصليبيين” الشائعين في الشرق عند بعض الزملاء من الكتّاب المسلمين المتعصبين، وخاصة منهم من يدعي منهم امامة التاريخ وهم بكل اسف ائمة التأريخ المشبوه ومنهم من انتقل الى ديار الحق، وكان لنا صولات وجولات في مقارعتهم في مؤتمرات اعادة كتابة تاريخ بلاد الشام وفي المناظرات الشفهية وفي مناظرات كتابية، وسعينا لاستبدال هذه التسمية (التي تجرحنا نحن المسيحيين المشرقيين في صميم كيونتنا لانها تمس رمز ايماننا الصليب، والصليب ونحن… من الفرنجة الغزاة براء)
عبارة “الفرنج” او “الفرنجة”هي الادق نسبة الى اصلهم جغرافياً فهم من (منطقة الفرنك) الفرنسية وطلبنا اعادة استخدام تسمية “الافرنج” التي كان قد استخدمها المؤرخون المسلمون المعاصرون لهذه الحملات الاستعمارية الضارة بالوجود المسيحي المشرقي وكانوا منصفين، وياحبذا دعاة علم التاريخ من المتحاملين والمزيفين ان يقتدوا بهم احتراماً لمشاعرنا نحن المسيحيين المشرقيين الذين ذقنا الولات من هؤلاء الغزاة.
وكنا قد بينا ان هذه الراية (راية الصليب) هي راية حربية كما كان النسر الروماني في الامبراطورية الرومانية راية حربية، والنسر البيزنطي ذي الرأسين ايضا راية حربية، ونوهنا للكثيرين عن حجم الأذى والبطش الذي وقع من هؤلاء الغزاة علينا نحن ارثوذكس المشرق لجعلنا لاتين بالقتل والتنكيل والبطش، وما غيَّرنا عقيدتنا الارثوذكسية، وزاد علينا الاذى والضرر من الحكام المسلمين المتعصبين زمن الفاطميين والمماليك والاتراك كالظاهر بيبرس وغيره عند انكسار الفرنجة وطردهم بأن بَطَشَ بمسيحيي المشرق قتلاً وتهجيراً وتدميراً كما فعل في مدينة انطاكية عاصمة كرسينا الانطاكي المقدس، وفي قرى وبلدات القلمون بذريعة مفتعلة ان المسيحيين المشرقيين هم من هذه الحملات متناسياً اننا اهل الارض وجذورنا قي ترابها وقبل المسلمين بستة قرون فانخفضت نسبتنا من 60% الى 20% قتلاً واسلمةً وتهجيرا خارج الاوطان….
(الآن ننوه اننا استخدمنا هذه التسمية المرفوضة منا “الصليبيون” هنا فقط في تدوينتنا للحفاظ على مصداقية نص الكاتب الالماني الاب الدكتور المؤرخ توماس هوبكو وتعريب سيادة المتروبوليت سابا اسبر في موجز تاريخ الكنيسة).
كان مركز البابا كرئيس للمجتمع الغربي قد صار أمراً واقعاً. في زمن الحملة “الصليبية” الاولى (1095م) ومن نافل القول ان الحركة الصليبية قد ثبتت الانشقاق بين الكنيستين الشرقية والغربية وعمقته لوحشيتها بحق مسيحيي المشرق وكره قادتها للأرثوذكسية وهي العقيدة- السواد الاعظم عند سكان المشرق بكراسيها البيزنطية الثلاث انطاكية والاسكندرية واورشليم، وبحق القسطنطينية واحتلالهم لها لأكثر من 77 سنة مارسوا فيها اشنع الموبقات والشذوذ بحق المقدسات والكنائس وهم الذين اضعفوا قدرة القسطنطينية على مقاومة محاولات اقتحامها ما ادى الى استشهادها اخيرا بيد العثمانيين، وكانوا قد سرقوا رفات القديسين ونقلوها الى روما وبقية ارجاء ايطاليا واستبدلوا بطاركة انطاكيين واورشليم الوطنيين ببطاركة لاتين بعدما قتلوا بطاركة ومطارنة هذين الكرسيين اول الغزو …فصار كره المشرقيين لهم عظيما واشتركوا مع المسلمين في دحرهم وطردهم… وكان منهم عيسى العوام الارثوذكسي رفيق صلاح الدين في طردهم من القدس.
هؤلاء استولوا على القدس في العام 1099، وطردوا منها المسلمين والارثوذكس وقتلوا الاكليروس الارثوذكسي واعدموا البطريرك الاورشليمي، كما اعدموا البطريرك الانطاكي، وعدد من المطارنة، واسسوا بطريركية لاتينية بدل الارثوذكسية في الكرسيين الرسوليين.
روسيا
ازدهر الايمان المسيحي الجديد في روسيا في القرن الحادي عشر. واسس القديس انطونيوس (+1051م) دير الكهوف الشهير في كييف، وسمي القديس ثيودوسيوس (+1074م) وهو من القديسين الروس العظام” مؤسس الرهبنة الروسية” وقد تبع القديس ثيودوسيوس في رهبنته مثال مسيح الاناجيل المتواضع والفقير، ودعي هذا النمط من الحياة الرهبانية” حياة اخلاء ذات وتواضع ومحبة للاخوة” (فيليبي2/6) وبالحقيقة صار دير الكهوف في كييف مركز المحبة المسيحية والاهتمام بالخدمة الاجتماعية كما كان مركزاً روحياً وثقافياً جدياً ومهماً.
بوريس وغلب
يُذكر بين قديسي كييف ايضاً القديسان الأخوان بوريس وغلب اللذان كانا من ابناء القديس فلاديميير، لقد رفضا ان يقاتلا اخاهما سفيتابولك من اجل الملك بعد وفاة ابيهم الامير. كانا عارفين ان معركتهما خاسرة فرفضا القتال من اجل انقاذ حياة اتباعهما الذين سيعدمون اذا ما خسروا. فسلما نفسيهما بدون مقاومة للشهادة. فاعتبرتهما الكنيسة الروسية في العام 1020م قديسين لا كشهداء للمسيح بل كمضحين بنفسيهما حتى الموت من أجل الآخرين” مامن حب أعظم من هذا من ان يبذل الانسان نفسه من اجل أحبائه”.
الأعمال اللاهوتية
في الشرق وضع ثيوفيلاكتوس البلغاري تفسيره للكتاب المقدس. وفي الغرب قدم أنسلم الكانثربري(+1109) تعليمه اللاهوتي الذي أثر كثيراً في الغرب. والذي اشتمل على مادعي ب” البرهان الوجودي” لوجود الله، وعلى دفاع عن عقيدة زيادة ” والابن” وما دُعي بنظرية الاقناع ( الكفارة) التي تقول : ان موت المسيح على الصليب كان الضحية الكافية واللازمة لإرضاء عدالة وغضب الله الآب”.
الغرب
شهد الغرب الاصلاح السيسترسي للرهبان البندكتيين( يُعرفونَ الآن بالترابيست) ممثل هذه الحركة الأعظم هو برنار من كليرفو، وكان زاهداً، ولاهوتيا صوفياً وفاعلاً بشر الصليبيين وحارب إبيلارد، الكاتب المشهور ل. سيك اي نون، كما ظهرت حركة الكارثيوسية التقشفية الرهبانية.
القرن الثاني عشر المسيحي
نزاعات رئيسية
شهد هذا القرن استمرار صراع سلالة آل كومنيني الإمبراطورية في القسطنطينية، مع الصليبيين من الغرب، ومع الزحف التركي من الشرق، وقد أقّرَ الإمبراطور الكسيوس كومنينوس، وبشكل رسمي، جبل آثوس كمركز للرهبنة الأرثوذكسية.
ايضاً كتب افتيميوس زيغابينوس كتابه العقائدي ” الدرع العقائدي” يعرض فيه العقائد الأساسية في الكنيسة.
الى ذلك صار اهتمام جدي حقيقي باللاهوت في الامبراطورية، وكان العمل اللاهوتي يتركز على تصنيف واستعراض العقائد التقليدية.
تطور فن العمارة والايقونة ايضاً في القرن الثاني عشر. وقد وصل الينا من هذا القرن منمنمات بيزنطية كلاسيكية عن فن بناء الكنائس، وموزاييك أيقونات مثل كنيسة القديس لوقا وكنيسة دافني قرب أثينا. في روسيا عاش القديس اليبيوس (+1114) “أبو الأيقونة الروسية”. في تلك الفترة. وعندنا أعظم الانجازات المعمارية والأيقونية في نوفغرود وفلاديمير وسوزدال وبسكوف من ذلك الوقت.
روسيا الكييفية
استمرت المسيحية بالامتداد والانتشار، وقد حدث حريق هائل في العام 1124 في كييف، وصلنا في تقرير عن هذا الحريق ان ستمائة كنيسة قد دمرت. وجدير بالذكر ان المدينة تطورت كثيرا او اتسعت وصارت مركزا لنقل الحضارة البيزنطية والاوربية وكذلك مركزاً تجارياً.
في بداية هذا القرن كتب الامير فلاديميير مونوماخ (+1125) كتابه الشهير “نصائح الى اولادي” وهو وثيقة موجهة الى اولاده يرشدهم فيها الى حياتهم كقادة مسيحيين. ويحوي كتاب سير القديسين الكثير من القديسين الروس الكييفيين، وقد كتبه بحسب التقليد نسطور الراهب في دير الكهوف.
صربيا
منح الامبراطور البيزنطي الصرب حق اقامة دولة وكان لجهود الحاكم نمانيا الدور الكبير في الحصول على هذا الامتياز (1199-1113). فيما بعد صار الامير راستكوف، ابن نمانيا، راهباً في جبل آثوس تحت اسم سابا. وقدَّر له أن يصبح فيما بعد القديس الوطني والقائد الأكبر للشعب الصربي.
جذب القديس سابا أباه الى جبل آثوس حيث ترهب وأنهى حياته في السيرة الرهبانية تحت اسم سيمون المفيض الطيب.
أعطى الإمبراطور البيزنطي انجلوس الأب الصربي وابنه دير خيلانداري في جبل آثوس ليكون ديراً للصرب، وما يزال الى اليوم ديراً للصرب في الجبل المقدس.
الغرب
اضافة الى مركزية البابا وانتصار البابوية على الحكام الدنيويين شهد القرن الثاني عشر نهوض المدرسة الفيكتورية للاهوت أوغسطين بزعامة هوغو (+1141) وريتشار سان فيكتور (+1173).
(انتهى الجزء الرابع من موجز تاريخ الكنيسة)
اترك تعليقاً