نتاج حضارتي الحياة والموت بين الشاعرة السورية بلتيس ق6ق.م والشاعر السوري نزار قباني…
قصيدتان كتبتا قبل الموت للشاعرة السورية يلتيس…
وبعدها قصيدة متى يعلنون موت العرب لنزار القباني بعد 2500 سنة.
القصيدتان تعكسان نتاج حضارتي الحياة والموت فكم تغيرت بنا الدنيا الا لجهة حب السوري عبر تاريخه للحياة…
مقارنه بين القصيدتين على حب الحياة حيث تشهد القصيدتان على جمالية الشغف للحياة والحب..
لم يكن نزار يوماً الا وصادقاً في كل كلماته الشعرية …حباً أم عشقاً أم سياسة. رأى بعينيه حداً فاصلاً بين الوعي واللا وعي بهذه الامة المكلومة بقياداتها…
الشاعرة السورية بتليس تفتخر بانتمائها لسورية في زمن الهدوء والسكينه والجمال..
قبل الميلاد وبعده بآلاف السنين تغير الكثير الكثير…..الا حب سورية … وعشقها لدرجة الشغف الشهواني عند كل سوري…
قالت الشاعرة السورية ” بلتيس ” في القرن 6 قبل الميلاد
“إذا كنتُ امرأة غزل فأى لوم فى ذلك ألم يكن هذا واجبى كأمرأة”
السيرة الذاتية
ولدت الشاعرة السورية بلتيس فى آواخر القرن السادس قبل الميلاد فى قرية جبلية فى مقاطعة بامفيليا على الساحل الجنوبى لبلاد الأناضول، والمطلة على البحر المتوسط، حيث القرى مظللة بالغابات الجميلة، والوديان المثقلة بالصمت، والمليئة بالسكون. ولدت بلتيس من أم فينيقية سورية ربّتها وأب فينيقي متهلن لم تشر اليه وربما مات قبل ولادتها. وحملت شاعرتنا إسماً فينيقياً، هو الاسم السوري لإلهة الحب والجمال عند اليونان أفروديت فقد كان بمقدور أمها اعطاء هذا الاسم السوري لها.
انتقلت الشاعرة بلتيس للعيش فى جزيرة قبرص وكانت فى ذلك الحين جزيرة يونانية – فينيقية يعيش فيها الفينيقيون واليونانيون جنباً الى جنب ككل شرق المتوسط السوري كما هى الحال فى بامفيليا (كيليكيا السورية المغتصبة) حيث تزاوج الشعبان الفينيقي واليوناني وانتجا اروع حضارة عمت ضفاف المتوسط وغزت شمال افريقيا. وقد وجدت فى قبرها قوارير عطر، كانت احداها لاتزال تحتفظ بالرائحة الذكية. كما وجدت مرآتها الفضية وكذلك قلم الكحل، الذى يلون باللون الازرق فوق اجفانها، ومنحوته صغيرة لعشتار العارية ربة الجمال والحب. ينظر فوق الهيكل العظمى. وعدة قطع من الحلى الذهبية، وقطعة حلى فضية. كأنها غصن من الثلج.
تبدو أشعار بلتيس غاية فى البساطة، وكأنها بلا أدنى جهد ولكن في الوقت نفسه غاية في التناسق والاتقان، وتلك قمة شامخة من قمم الشعر الغنائي…
كانت بلتيس فخورة بإنتمائها الى ارض سورية المقدسة، التى وصفها الشاعر الاغريقي هوميروس بأنها أرض الآلهة
تقول بلتيس: “منذ نعومة أظفاري، تلقنت حب أدونيس وعشتار وأسرار سورية المقدسة والموت والعودة الى عشتار، الالهة ذات الأجفان المدورة”
وهذه قصيدة من اشعارها الاخيره قبل وفاتها بعنوان:
قبر بلتيس (التاريخ الأخير)
” تحت أوراق الغار السوداء
تحت أزهار النسرين العاشقة…هنا أرقد
أنا التي عرفتْ أن تصوغَ الشعر، وتجعل القبلة تزهر.
ترعرعت على أرض العرائس،
عشت في جزيرة العاشقات، ومتّ في قبرص
ولهذا اشتهر اسمي، ودُلِّك بالزيت نصبي.
لا تبكني أنت يا من تقف، فلقد شُيّعت بجنازة عظيمة
ومزّقت الباكيات خدودهن.
وأرقدوا معي في قبري مراياي وعقودي.
والآن على المروج الشاحبة، مروج أسفوديل،
أتخطّر ظلاً لا يُمسّ ولا يُرى
وذكرى عمري فوق التراب هي جذل حياتي تحت “.
ومن الجدير بالذكر أن أشعار بلتيس قد طبعت في أمريكا عدة مرات تحت عنوان Songs of Biltis وفي عام 1977 وتم تصوير فيلم سينمائي في فرنسا عن حياتها بعنوان “بلتيس” من أخراج دافيد هاملتون كما حملت اسمها مقطوعات موسيقية رائعة…
أليس من الغريب انّه لا أحد من السوريين يعلم شيئاً عنها ولا أثر لها في المشهد الثقافي الادبي او التاريخي التعليمي في سورية…؟!
اما قصيدة نزار موت العرب
“رسالة من تحت التراب”
هذه القصيدة كتبها نزار قباني قبل وفاته. وأوصى أن لا تنشر إلا بعد وفاته.
على أن تؤرخ في العام الذي توفي فيه (30/4/1998)
بعد حدوث الوفاة بفترة وجيزة.. ظهرت القصيدة
رسالة من تحت التراب
من هــا هــنا..
من عالمي الجميل.،
أريد أن أقول للعرب..
الموت خلف بابكم ..
الموت في أحضانكم..
الموت يوغل في دمائكم..
وأنتم تتفرجون ..
وترقصون ..
وتلعبون ..
وتعبدون أبا لهب.
والقدس يحرقها الغزاة ..
وأنتم تتفرجون ..
وفي أحسن الأحوال..
تلقون الخطب !
لا تُقلقوا موتي
بآلاف الخطب
أمضيت عمري أستثير سيوفكم ..
واخـــجــلـتاه …
سيوفكم صارت من خشب
من ها هنا ..
أريد أن أقول للعرب ..
يا إخوتي..
لا…
لم تكونوا إخوة
فأنا ما زلت في البئر العميقة
أشتكي من غدركم ..
وأبي ينام على الأسى ..
وأنتم تتآمرون ..
وعلى قميصي جئتم بدم كذب !
واخــــجـلـتاه …
من ها هنا أريد أن أقول للعرب ..
ما زلت أسمع آخر الأنباء ..
ما زلت أسمع أمريكا تنام ..
طوبى لكم.. طوبى لكم ..
يا أيها العرب الكرام !
كم قلت ما صدقتم قولي ..
ما عاد فيكم نخوة ..
غير الكلام
لا تُقلقوا موتي ..
فلقد تعبت ..
حتى أتعبت التعب ..
من ها هنا ..
أريد أن أقول للعرب ..
ما زلت أسمع أن مونيكا تدافع عن فضائحها ..
وتغسل عارها بدمائكم ..
ودماء أطفال العراق ..
وأنتم تتراقصون ..
فوق خازوق السلام !
يا ليتـكم كـنـتم كمونيكا ..
فالعار يغسلكم ..
من رأسكم حتى الحذاء !!!
كل ما قمتم به هو أنكم ..
أشهرتم إعلامكم ..
ضد الهجوم .،
وجلستم في شرفة القصر تناجون النجوم
واخـــجــلـتاه …
ماذا أقول إذا سئلت هناك ..
عن نسبي
ماذا أقول ؟
سأقول للتاريخ ..
أمي لم تكن من نسلكم …
وأنا ..
ما عدت أفتخر بالنسبِ !
لا ليس لي من إخوةٍ ..
فأنا برئ ..
فأنا برئ منكم ..
وأنا الذي أعلنت ..
من قلب الدماء ..
ولسوف أعلن مرة أخرى هنا .
موت العربِ
نزار_قباني من العالم الآخر
في الختام…
بكل اسف لم يعلمنا “ارباب المعرفة والتاريخ” عن حضارتنا السورية المتجذرة وتجاهلوها وتجاهلوا اعلامها الذين قاربوا في عهدهم وفي عهدنا حتى عنان السماء…
لقد اعتبروا ان تاريخ سورية الشمس التي لاتغيب يبدأ قبل اربع عشرة قرناً فقط…! بينما الغرب كان اكثر انصافاً وبراً بسوريتنا واعلامنا فقد كشف الغربال عن شمس سورية واسماها شمس الحضارة وبأنها المتحف المصغر للانسانية وتعود بلا منازع الى عشرة آلاف سنة فدمشق اقدم عواصم الدنيا المأهولة وحلب اقدم مدن التاريخ و…وكانت آهلة بالسكان وقد علموا الدنيا اصول الزراعة والصناعة والتعدين والابجدية الاولى في التاريخ ابجدية اوغاريت رأس شمرا وبيبلوس وارواد ومنها انطلقت فنقل عنها الكل اولى ابجدياتهم…كما انطلقت مراكبهم تحمل الزجاج وطائر الفينيق الخالد…
ليس غريبا ان نرى شاعرة انثى تتغزل بسورية المقدسة في القرن السادس قبل الميلاد…
لكن الغريب ان يطمس جهابذة التاريخ عندنا تاريخنا بأيديهم بينما الغرب ( المعادي) يُظهره طباعة كما طبع اشعار بلتيس في اميركا وافلام سينمائية في فرنسا واظهار اوابد في ايطاليا، وتفتخر مدن شبه الجزيرة الايبيرية ( اسبانيا والبرتغال) بأصولها الفينيقية مع قرطاج وليبيا…
حقاً ياشاعرنا الدمشقي المُلهم نزار قباني “متى يعلنون وفاة العرب”!
Beta feature
Beta feature
اترك تعليقاً