مريم والطفل ويوسف في الهروب الى مصر

هل كان يوسف الخطيب، رجل مريم العذراء جسديًا؟

هل كان يوسف الخطيب، رجل مريم العذراء جسديًا؟

 البيئة اليهودية الحاضنة

للإجابة على هذا السؤال علينا أن نتعرف على الخطبة والزواج والطلاق في اليهودية؛ لأن البيئة التي تمت فيها خطبة العذراء مريم ليوسف وكذلك ميلاد يسوع من مريم العذراء هي بيئة يهودية.
يذكر متى في بشارته عن مريم ويوسف في بشارته بعض الاصطلاحات القانونية ترتبط بنظام الخطبة والزواج لدى اليهود، بقوله: “يوسف رجل مريم” (متى 16:1)، “لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف” (متى 18:1)، “يا يوسف… لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك” (متى 20:1).

تعريف الخطبة لدى اليهود

الخطبة هي الوعد المستقبلي الذي يقطعه الرجل والمرأة لبعضهما البعض، أو من قبل والداهما أو وكلائهما. والتقاليد اليهودية تتجنب الزواج دون اقتراح الأهل.
الخطبة بهذا الشكل هي كالخطبة في المسيحية والتي تُعرف بـ”تلبيس الدبل (المحابس)”، والتي فيها يتبادل الخطيبان وضع الدبلة (المحبس) في إصبع بعضهما البعض. وتعتبر وعد مستقبلي يقطعه الرجل والمرأة لبعضهما البعض بدون التزام كتابي. أما في الإسلام فهي ما يُعرف بـ”قرائة الفاتحة”.
الزواج قديما في المجتمع اليهودي
الزواج قديما في المجتمع اليهودي

تعريف الزواج لدي اليهود

الزواج اليهودي له مرحلتين مختلفتين

المرحلة الأولى

هذه المرحلة الأولى هي المرحلة التي كانت تربط يوسف بمريم العذراء.

وهي تدعى “كيدوشين” (التقديس أو التفاني) وتسمى أيضًا “إروسين”. في هذه المرحلة تعتبر المرأة في اليهودية مخطوبة رسميًا، وتكون في حُكم المتزوجة. وتحظر على جميع الرجال الآخرين. غير أنها تلازم بيت أبيها، ولا تختلي مع رجلها بالرغم من أنها في حُكم زوجته. وفك (حل) هذا الارتباط يتطلب الطلاق الديني. لكنها لا يعتبر في حكم الطلاق.
وهذه المرحلة الأولى في اليهودية هي نفسها توجد في الإسلام أيضًا وتدعى “كتب الكتاب”. والفتاة التي “كُتِب كتابها” تظل ملازمة بيت أبيها ولا تختلي مع رجلها، مع أنها في حُكم زوجته. وإذا لم تكتمل هذه المرحلة بالزفاف، فأنها تُحتسَب مُطلقة وهي مازالت عذراء. مع إختلاف الإسلام عن اليهودية في أنه يمكن الرجل أن يأخذ الفتاة من بيت أهلها بحكم أنها زوجته وأن أهلها فقدوا وِصايتهم عليها.
كما نجد شبه لهذه المرحلة الأولى في المسيحية فيما يُعرف بـ“العربون”، أو بـ”الجبنيوت”، وحله يتطلب فسخ ديني، لكنه لا يعتبر في حكم الطلاق.
الزواج حديثا في المجتمع اليهودي
الزواج حديثا في المجتمع اليهودي

المرحلة الثانية

“الزواج” ويُدعى “نيسوين”. في هذه والمرحلة يُصبح الإثنان زوجين كاملين. ويتم فيها الزواج بطقس ديني.
هذه المرحلة توجد في المسيحية، المعروفة بـ”سر الزواج المقدس” ويتم فيها الزواج بطقوس دينية.
أما في الإسلام فلا يوجد طقس ديني بل ما يُعرف بـ“الدُخْلة”، وهي احتفال اجتماعي.
شروط الزواج في اليهودية
توجب اليهودية للذكر أن يبلغ سن الرشد وهو 13 سنة للزواج، أما الفتاة فمن الممكن أن تتزوج في عمر الثلاث سنوات. كما أن تعدد الزوجات جائز عند اليهود، وليس في الدين حد أقصى لتعدد الزوجات.
إبتداء من القرن الحادي عشر في الغرب صدرت فتوى متأخرة حددت سِن زواج الفتاة في سِن الرشد وهو 12 سنة، كما حرمت التعدد في الزوجات.
اليوم على الصعيد الديني يمكن للفتاة تتزوج في سن الرشد وهو 12 سنة. غير أن بعض اليهود يرفضون هذه الفتوى، ولا زالوا يمارسون ما هو قبلها.

“الطلاق”

يُسمح بالطلاق في اليهودية، شرط أن يعطي الزوج وثيقة طلاق لزوجته. وبهذه الوثيقة تستطيع المطلقة الزواج، أما إذا لم تحصل عليها فلا يحق لها الزواج. كما يحق للزوجة أن تطلب الطلاق في حال تأذت جسديًا أو نفسيًا. ذلك كما في المسيحية والإسلام.

 


Posted

in

,

by