وادي الروم…وادي النصارى

وادي النّصَارى أو وادي النّضَارة أو وادي المسيحيّين، هو  منطقة سورية تضم تجمعات سكانية مسيحية في بلدات وقرى تمتد على ناحيتي الحواش والناصرة  في  ريف حمص الغربي. يعد وادي النصارى من الأماكن ذات الأهمية الدينية المسيحية والسياحية لما يحويه من كنائس وأديرة أثرية مثل دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي وهو من اهم اديرة البطريركية الارثوذكسي الانطاكية في سورية ولبنان،، ودير القديس ضومط في بلدة المقعبرة، وكنيسة سيدة المنتابية ذات الاصل العجائبي في بلدة القلاطية، وكنيسة الشحارة ، وكنيسة القديس بندلايمون في مرمريتا التي بنيت بأموال المحسن اليوناني الاصيل الدمشقي بندلايمون كوتسوذونتوس  وقبره بحرم الكنيسةوفي كل بلدة كنيسة… إضافة إلى انتشار الفنادق والمطاعم والمتتجعات السياحية التي تستضيف مهرجات سنوية مثل «مهرجان القلعة والوادي وعيد السيدة» حيث توفد إليه أعداد كبيرة من السياح، سواء من السكان المغتربين أم سكان المناطق المجاورة، وذلك في فصل الصيف وفي المناسبات والاعياد الشعبية والمسيحية لحضور الحفلات والأجواء، حيث يعد مصيفًا لبعض سكانه الذين انتقلوا للعيش في  المدن. ولعلّ أهم ما يميز الوادي وجود تمثال ضخم للسيدة العذراء في قمة جبل الناصرة او جبل السايح وبجانبه كنيسة للعذراء وهي من اوقاف كنيسة بلدة الناصرة.

كما أن لوادي النصارى أهمية اقتصادية، حيث تعد أراضيه الخصبة من أكثر المناطق السورية إنتاجًا للزيتون والتفاح والعنب، وتستمد بعض الأراضي مياه الري من  سد المزينة الواقع في الجهة الشرقية منه، كما يحوي عدة منشآت صناعية مثل  معامل الادوية. وفضلاً عن ذلك، يتمتع الوادي بمركز متقدم في مجال التعليم، إذ توجد فيه جامعتان خاصتان هما  جامعة الحواش الخاصة وجامعة الوادي الخاصة  لتوفير السكن الجامعي المناسب  وفي زيادة الحركة الاقتصادية، اضافة الى مستشفى الحصن البطريركي الذي يتبعلغبطة البطريرك الانطاكي الارثوذكسي في دمشق .

معالم سياحية

دير القديس جاورجيوس الحميراء البطريركي

الاول في السياحة الدينية المسيحية في المنطقة

يقع دير القديس جاورجيوس الحميراء  البطريركي والتابع الى بطريرك انطاكية الارثوذكسي بدمشق في بلدة  المشتاية في الوادي الجميل. كان الدير في القديم كهفاً تحيط به أكواخ الرهبان البسيطة وكان مدخله من الجهة الجنوبية من الحجر الأسود. وكان الرهبان وأخوة الدير يناولون الطعام من نافذة حجرية فيه للمحتاجين وعابري السبيل إلى أن جاء القرن السادس المسيحي حيث أقيمت الكنيسة القديمة من قبل الإمبراطور  الرومي«يوستيانوس» . وفي القرن السابع عشر بنيت الكنيسة الجديدة فوق الدير القديم، ثم شيد الطابق العلوي الذي يحوي غرف الزوار والحجاج ويبلغ عددها خمساً وخمسين غرفة في القرن التاسع عشر.  وكان فيه في الثلث الاول من القرن 20 مدرسة اكليريكية رهبانية اضافة الى كونها مدرسة عامة للمنطقة، يحتوي الدير على نسخة من العهدة النبوية الموجهة من قبل  الخليفة عمر بن الخطاب لكنائس الشرق والتي كانت تُمنح للأماكن المقدسة وتنصّ على حمايتها وممتلكاتها وشاغليها وعدم الاعتداء عليها وعدم اكراه المسيحيين في امور دينهم.

عرضي الدير

يتبع الدير سوق قديمة عمرها أكثر من مئتي عام تدعى «العرضي» طولها حوالي خمسمائة متر وعرضها حوالي خمسين متراً وأقيمت دكاكين صغيرة أنبوبية على محيط السوق مقعودة من الحجارة على طراز الأقبية. وهذا السوق تقليدي يرافق مناسبة  عيد رفع الصليب في 14 ايلول من كل عام حيث يمارس نشاطاته الاقتصادية أسبوعاً واحد من اليوم السابع من شهر أيلول حتى الرابع عشر منه. وكان عرضي الدير ما بين بداية القرن التاسع عشر وحتى منتصف سبعينيات القرن العشرين مركزاً للتسوق في وادي النصارى. وكانت تشهد ساحة الدير بهذه المناسبة نشاطات اجتماعية بين أهل الوادي وأدبية مارسها شعراء الزجل والفرادى والمعنى من سورية ولبنان. اضافة الى فعالية مماثلة في عيد شفيع الدير القديس جاورجيوس في 6 ايار من كل عام.

قلعة الحصن

قلعة الحصن هي قلعةافرنجية كانت ولاتزال تسمى في اوربة بقلعة الفرسان وهي مسجلة على  لائحة التراث العالمي تقع في بلدة الحصن، تعتبر واحدة من أهم قلاع القرون الوسطى المحفوظة بالتمام وفي كل العالم.

نبع الفوار

يدعى أيضاً ‘فوار الدير’ وكان يدعى أيام الرومان ‘السبتي وهو  نبع يقع في وادي النصارى غربي د دير الحميراء بأسفل بلدة  الزويتينة في وادي العطشان ضمن منطقة حراجية كثيفة، يفور ماؤه تلقائياً من دون انتظام، ويعد لغزاً علمياً قديماً، حيكت حوله المعجزات ويعلو ساكف النبع شعر مسيحي ابتهالي، وهو عبارة عن هوة داخل مجموعة من الصخور الكلسية في باطن الأرض، حيث تتفجر المياه من الجهة الشمالية في الهوة لتعود وتدخل في عمق الأرض من جهة الجنوب، وبعد فترة زمنية غير معروفة. تتفجر المياه من الجهة التي دخلت منها وبكميات هائلة، وتسير المياه في نهر يسمى نهر العطشان كما إن المدة التي تخرج فيها المياه من باطن الأرض على شكل فوران غير معروفة، فهي تمتد بين الساعة والأربع ساعات وقد يفور عدة مرات في اليوم الواحد وقد لا يفور في الشهر أكثر من مرة. تمت العديد من الدراسات على النبع ولكن لم يوضع تفسير دقيق وثابت عنه، وإحدى هذه التفسيرات أنه عندما تدخل المياه إلى باطن الأرض تحمل ما تجده في طريقها من حصى ورمال وترسبها في الحفرة الداخلية مشكلة سداً وعندما تمتلئ الحفرة بالمياه تنفجر الرمال وتخرج المياه متدفقة نحو الأعلى بشكل يشبه نافورة المياه حيث تتجمع لتشكل سيلاً كبيراً يسير في نهر العطشان الذي يجف في فترة وقوف النبع عن الفوران.ودرجت العادة على الاعتقاد بأن فوران النبع فأل حسن لزواره اللذين يتجمعون حول فتحته بانتظار فورانه. واعتبر النبع قديماً مقصد الحجاج الذين لديهم أمراض معينة فكان بالقرب منه مزار يجلس فيه الناس ليصلوا ويطلبوا الشفاء.

تمثال سيدة الوادي في جبل السائح

تمثال سيدة الوادي يعد أكبر تمثال لمريم العذراء في الشرق الأوسط بارتفاع يبلغ ثلاثين متراً مع القاعدة الحجرية يقع  على قمة جبل السايح، وتم تم تدشين التمثال في العام 2009 ضمن فعاليات مهرجان القلعة والواديسنة 2009.

مؤسسات تعليمية

بالإضافة للمدارس الرسمية للتعليم الأساسي والثانوي الموجودة في مختلف قرى الوادي وثانوية المزينة الخاصة وثانوية مرمريتا الخاصة، يقع في منطقة وادي النصارى جامعتين هما جامعة الوادي الدولية الخاصة، وجامعة الحواش الخاصة. .

• جامعة الوادي الدولية الخاصة أُحدثت عام 2005 وتضم كلية الهندسة، وكلية طب الأسنان، وكلية العلوم الإدارية والاقتصادية.
•  جامعة الحواش الخاصة أحدثت عام 2008 وتضم كلية الصيدلة، وكلية طب الأسنان، وكلية التجميل والعناية الصحية، وكلية اللغات (إنكليزية، فرنسية، صينية، فارسية).
• مخبر السلام للغات أحدث عام 1995 في مدينة حمص- الحميدية، Salam International Language Center انتقل إلى المشتاية- مقابل فندق الوادي 2018 مركز لتعليم اللغات (إنكليزي- فرنسي-إلماني- إسباني وروسي) وتعليم الكمبيوتر.