مقدمة

اسمه عبد الله ابن الفضل، وكان كذلك اسماً وفعلاً. اشتهر بالعلم فكان لاهوتياً فذاً وبالتعريب حتى صح أن نسميه برائد التعريب أو شيخ المعربين، إذ يكاد أن يكون الأول في عهده.(مشاهدة المزيد)
عاش في القرن الحادي عشر، لكن القرون غيبت ذكراه حتى أبرزه البطريرك الأنطاكي العظيم مكاريوس بن الزعيم الذي وصفه وصفاً لائقاً يستحقه، وكان ذلك في مقدمة تاريخه. بعد قرون ثلاثة جاء الأبوان قسطنطين باشا ولويس شيخو فتحدثا عنه في مجلة المشرق، حيث سلطا الضوء عليه من خلال آثاره المخطوطة. ونحن هنا استندنا يسيراً الى بحثهما القيم. لكننا استعنا أكثر بالمخطوطات البطريركية، ونود هنا أن نؤكد أن البحث في الشماس ابن الفضل لايكفي فيه مجرد بحث فمقالنا هذا ليس سوى ذلك.إنه فقط مجرد بقعة ضوء صغيرة نسلطها على علم مغمور يستحق منا كل التكريم.
اسمه
يؤخذ اسمه من مقدمة مؤلفاته ومعرباته فهو يدعى غالباً :” الشماس عبد الله بن الفضل الأنطاكي” وأحياناً مع زيادة في التعريف عن نفسه الشماس عبد الله بن الفضل بن عبد الله المطران الأنطاكي. فيتضح معه من ذلك ان اسم والده كان الفضل وان اسم جده كان عبد الله إذ لم تكن النسب قد اعتمدت وقتئذٍ.
رُسم الجد عبد الله كاهناً بعد زواجه، ومن ثم بعد وفاة زوجته رٌقي إلى درجة الأسقفية. وقد جاء في بعض المخطوطات أن جده عبد الله كان يلقب بأبي الفتح، لكن هذا لايعني أنه كان متزوجاً وأنه رُزق غلاماً أسماه الفتح. تلك كانت عادة المسيحيين، وحتى الآن للدلالة على رفعة مقام صاحبها كأبي الفرج ابن العبري اليعقوبي.
وطنه
ينتمي عَلمُنا الى مدينة أنطاكية وهي المدينة التي كانت في أوج ازدهارها ومجدها، وقد وصفها ابن بطلان الكاتب النصراني الطبيب المعاصر لابن الفضل الأنطاكي في رسالته الى ابن الحسين هلال بن المحسن الصابئ ، لما زارها سنة 440ه و1049م حيث قال فيها:” أنطاكية بلد عظيم ذو سور وفصيل ولسوره 360 برجاً يطوف عليها بالنوبة 4000 حارس… يضمنون حراسة البلد سنة ويُستبدل بهم في السنة الثانية. وشكل البلد كنصف دائرة قطرها يتصل بجبل والسور يصعد مع الجبل الى قُلَته فتتم دائرة وفي رأس الجبل داخل السور قلعة تبين لبعدها من البلد أنها صغيرة، وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية. وللسور المحيط بها خمسة أبواب وفي وسطها بيعة القسيان وكانت دار قسيان الملك الذي أحيا ولده فُطرس…”

” وهناك من الكنائس ما لايحد كلها معمولة بالذهب والفضة والزجاج الملون والبلاط المجزع. وفي البلد بيمارستان (مستشفى) يراعي البطريرك المرضى فيه بنفسه ويدخل المجزومين الحمام في كل سنة فيغسل شعورهم بيده، ومثل ذلك يفعل الملك بالضعفاء كل سنة ويعينه على خدمتهم الأجلاء من الرؤساء والبطارقة (القادة العسكريين) التماس التواضع، وفي المدينة من الحمامات ما لايوجد مثله في مدينة أخرى لذاذة وطيبة لأن وقودها الآس ومياهها تسعى سيحاً بلا كلفة”. (تنساب بدون جهد)
شموسيته
رُقي عبد الله بن الفضل إلى درجة الشموسية، كما يتضح من لقبه ونسبه. وكان شماساً إنجيلياً وليس مايدعو للاعتقاد بأنه صار مطراناً بدليل مايرد أحياناً في لقبه، والذين ذهبوا إلى هذا الاعتقاد إنما خُدعوا بجده عبد الله الذي سقف بعد ترمله.
أرثوذكسيته
يُعد الشماس عبد الله صوتاً أرثوذكسياً مدوياً، كما تدلنا على ذلك مؤلفاته ومعرباته، ولاسيما “كتاب المنفعة” الذي دحض فيه أقوال النساطرة واليعاقبة، وهو مخطوط من مخطوطات دار البطريركية بدمشق يحمل الرقم 229 وعدد أبوابه /14/ في اللاهوت وفي آخره فصل فيه أسئلة وأجوبة. ومتَرجمه كتاب “الأمانة القويم رأيها” للقديس يوحنا الدمشقي، وفيه إثبات للأمانة الأرثوذكسية وتزييف لتعاليم اليعاقبة والنساطرة، وفي أقنوم المسيح الإلهي، وطبيعته. نسخ بيد الخوري جرجس(1724م) ومن الأخير نسخة ثانية برقم 137 من المخطوطات البطريركية. وقد ترد في بعض المخطوطات، (على قول الأبوين شيخو وباشا) عبارة “الملكي” وهو لقب لأصحاب الايمان الأرثوذكسي.

إن الشماس ابن الفضل كان شغوفاً بكتابات الآباء الأرثوذكسيين اليونان، وكان ضليعاً باليونانية والسريانية والعربية، لذلك بادر إلى تعريب مؤلفاتهم لخدمة الأرثوذكسيين السوريين.
زمانه وأخباره
نستدل على الزمن الذي عاش فيه عَلمُنا من مقدمات الكتب التي ألفها وعرّبها، حيث أشار فيها إلى بعض الأحداث التي حدثت في عصره، كقوله في مقدمة سفر المزامير الذي عرّبه عن اليونانية: “اعتنيت باستخراج معانيه من اللغة اليونانية إلى العربية بإلهام الله والتماس سيدي ابن زكريا بن سلامة ولأجل منفعة النصارى”.
كذلك ورد له في مقدمة نسكيات القديس اسحق ما نصه حرفياً:” نقلتُه من اليونانية إلى العربية بالتماس نيكوفور أبي النصر اللبيب المشهور.” ويقول الأبوان شيخو وباشا أنهما لم يجدا لهذين الرجلين ذكراً في التواريخ مع ما تصفحا من الكتب. ونحن نقول أن نيكوفور ربما هو الإمبراطور نيكوفوروس (نقفور حسب قول العرب) المعاصر للدولة الحمدانية الذي اجتاح حلب زمن سيف الدولة الحمداني لذا يلقب بأبي النصر، وتاريخه 356 ه أي 991 م.
أما معربه الشهير المعروف بتفسير ستة أيام الخليقة للقديس باسيليوس المعروف بالاكساميرون، فقد ورد في صدده مايلي: “كتاب تفسير ستة أيام الخليقة تأليف أبينا النبيل في القديسين باسيليوس الكبير وعدد مقالاته تسعة وفصوله مائة وواحد وعشرون نقله من اللغة اليونانية والرومية إلى اللغة العربية عبد الله بن الفضل الأنطاكي وذلك في التاريخ الرابع من جملة السنتين في عام ستة آلاف وخمسمائة وستين”.
فالسنة 6560 لآدم توافق 1052 للمسيح لذلك فمن المرجح أن علمنا عبد الله كان قد عاش في القرنين العاشر والحادي عشر.
كما أنه وفي تاريخ البطريرك مكاريوس للخوري ميخائيل بريك من نسخة المكتبة الشرقية في بيروت ص 96 ما نصه :” وبعد نيكوفوروس صار يوحنا بطريركاً على أنطاكية، فهذا البطريرك أنشأ خبر يوحنا القس الدمشقي وكان ذلك سنة 6593 ودبر الرعية والكنيسة جداً مدة 47 سنة وتنيح. وفي زمان هذا البطريرك كان القديس الأجل الفاضل الشماس عبد الله بن الفضل ابن المطران الأنطاكي فخّلّف للكنيسة مصنفات كثيرة وبعد شيخوخة جيدة انتقل الى الرب بسلام وفي سنة 6560 للعالم (1052 م)كما يذكر في فاتحة بهجة المؤمن”. ويجزم الأبوان شيخو وباشا أن التاريخ 6560 لم يكن تاريخ وفاة صاحب الترجمة إذ أنه وضع هذا الكتاب في هذا العام. لذا فإن سنة وفاته تبقى مجهولة إلى أن نجد في ذلك نصاً صريحاً.
مكانته
على حسب قول البطريرك الأنطاكي مكاريوس بن الزعيم، إن في هذا القول مايشعر بمكانة عَلمنا المرتفعة فهو رجل عظيم ذو علوم واسعة ومعارف كبيرة. ونجد العديد من الألقاب والنعوت التبجيلية والمشَرَفة عنه في صدر مؤلفاته ومعرباته، مثل: الشيخ الأجل والشماس النبيل والفيلسوف الأكمل…
وبرأي مَن كتب عن هذا العلم الجليل أن في تأليفه وترجمته ما يشهد بسمو فضله. ومما برز فيه العلوم الكتابية فهو لايكتفي بتعريب آيات الكتاب المقدس بل يضيف إليها من التفاسير ما ينوه بعلو منزلته وسعة معارفه، كذلك يظهر من تآليفه اللاهوتية أنه كان مطلعا على أسرار اللاهوت ومشاكل المعتقدات الدينية كما كان عالماً بالعلوم الطبيعية والفلكية كما يلوح من تعليقاته على كتاب ستة ايام الخليقة للقديس باسيليوس.
وقد تبارى العديد من النساخ لنسخ مخطوطاته من مؤلفات ومعربات انتشرت في المكتبات العامة والخاصة.
آثاره
من المؤكد أن العديد من أثار علمنا قد بادت، إلا أن مابقي منها يمكن تقسيمه الى أربعة أقسام :
1- تآليفه

2- تعريبه للأسفار المقدسة
3- تعريبه لأعمال الآباء
4- نقله لكتب شتى
وسنستعرض فيما يلي بعضاً من نتاجه في هذه الأقسام، منها ما هو ضمن مخطوطات البطريركية، ومنها ماهو في خزائن المكتبات الأخرى كالمكتبة الشرقية ببيروت.
أولاً: تآليفه
– مجموع: من مخطوطات البطريركية تحت الرقم 269 وفيها مايلي:
1- كتاب “بهجة المؤمن” في السؤلات الشرعية والفلسفية وهي مرتبة بشكل أسئلة وأجوبة. إن هذا الكتاب يُعد من أفضل المؤلفات المسيحية لما فيه من التآليف اللاهوتية والتقسيمات الواردة باطنه عن مبدع العالم، وعن الخليقة، وهل خلقها من قبل الله عزّ وجل كان اختباراً أم اضطراراً؟ وعن الإنجيل الشريف…
2- “كتاب المصابيح” وهو مجموعة من كلام الحكماء والأنبياء والرسل والقديسين.
3- مقالة تشمل معاني نافعة للنفس وهي تتضمن أجوبة عن أمور يكثر الناس من السؤال عنها والمعارضة في معناها استخرجها من أقوال الآباء القديسين والفلاسفة المفضالين. وقد ألفها عبد الله بن الفضل الكاتب، وجميعها خط نسخي بيد يوسف الياس خماش الذي انتهى من نسخها الثلاثاء 13 تموز 7231 لآدم (1723م) إضافة إلى نسخة خاصة عن بهجة المؤمن برقم 28 مؤلفة من أربعة أقسام وملحق بخط نسخي سيء وهي تعود الى القرن 18 بالبداية والنهاية “قد بلغ هذا الكتاب مقابلة وتصحيحاً على قدر الإمكان وإنما حيثما تجد في الهامش شخطين فاعلم أن هناك يوجد مايقتضي على نسخة أخرى لزوال الإبهام فيه “.
– مجموع من مخطوطات البطريركية برقم 221 وتتضمن:
1- مقدمة الزبور الإلهي.
2- رسالة الحدود من كتاب المنفعة.
3- شهادات على مجيء المسيح من التوراة والأنبياء.
وهي بالخط النسخي بيد مخائيل حنا سكروج (عكا)،1763 م.
_ كتاب المنفعة للشيخ الحكيم الشماس عبد الله بن الفضل بن عبد الله المطران الأنطاكي، عدد أبوابه 14 في اللاهوت ثم فصل فيه أسئلة وأجوبة. ويحمل الرقم 229 من المخطوطات البطريركية ومنه نسخ في المكتبة الشرقية.
كتاب المنفعة الكبير
هو مؤلف ديني واسع جامع لشتات العلوم والفنون كالمنطق واللاهوت والفلسفة والفقه والجدل وجوهر النفس وحواسها والفلك وعلوم اللغة وآدابها وهو في 75 باباً يشهد بغزارة مواده وحسن مشتملاته على طول باع كاتبه في العلوم الطبيعية فضلاً عن معارفه الدينية. والكتاب فصيح العبارة يدل على تصرف كاتبه بفنون الإنشاء العربي وفي المكتبة الشرقية البيروتية منه نسخة قديمة تاريخها سنة 7171 لآدم (1663 مسيحية).
شرح الأمانة المستقيمة
كتبه ابن الفضل ليثبت فيه الإيمان الأرثوذكسي، ويزيف تعاليم اليعاقبة النساطرة في أقنوم المسيح الإلهي وطبيعتيه. وفي مقدمة الكتاب يذكر أنه وضع هذا المؤلف ليجيب ملتمس يوحنا مطران منبج. وقد ألفه أولاً باليونانية ثم عربّه وجعله سبعة تعاليم ضمنها خلاصة إيمان الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة في الحق سبحانه وفي تجسد ابن الله.
_ السؤالات المختصرة والأجوبة عنها
وتبلغ الخمسين عن بعض ماورد في الإنجيل وردود الشماس ابن الفضل على كل منها. كل سؤال يبتدئ بقوله”إن قال قائل” مع ذكر المشكل يليه الجواب بقوله ” فنجيبه” أو “فقل”.
ثانياً: تعريب الأسفار المقدسة
مما لاشك فيه أن الشماس عبد الله كان أول أرثوذكسي عربي اهتم بتعريب الأسفار المقدسة، ومستنداتنا على ذلك كثيرة، منها ماتناقله الكتبة الأرثوذكسيون وأولهم البطريرك الأنطاكي العظيم مكاريوس بن الزعيم في مقدمة تاريخه من عهد آدم الى

أيام قسطنطين:
” فلما نظر الله صبر النصارى رحمهم وأرسل لهم رجل فاضل يدعى الشماس عبد الله بن فضل مطران الأنطاكي وكان عالماً جداً بلغة العربية واليونانية والسريانية فأخرج للمسيحيين سائر الكتب العتيقة والجديدة المقدسة مع سائر تفاسيرها للغة العربية وأمرهم بقراءتها في سائر السبوت والآحاد والأعياد السيدية وأخبار القديسين وأفنى كل عمره في هذه الأعمال الصالحة وأبقى لنا القوانين باليونانية والسريانية لأنهما الأصل ولكي لانترك هذه اللغات المقدسة التي نطقوا بها آبائنا القديسين.” (أوردنا هذا النص كما جاء أصلاً بدون أي تصحيح).
إن ما يؤيد هذه الشهادة هو وجود عدة نسخ مخطوطة من الأسفار المقدسة كالإنجيل والرسائل والنبؤات والمزامير، تذكر صريحا في أولها أن معربها هو عبد الله بن الفضل الأنطاكي مثل مزامير داود وتعريب الأناجيل المقدسة.وقد طبع في حلب سنة 1708 وهم مقسم فصولاً على مدار أيام السنة وأعيادها على حسب الشبكة الطقسية الأرثوذكسية، وأضيفت إلى فصوله تفاسير من قلم المعرب ابن الفضل منها الكتاب المدعو (المصباح الزاهر والإنجيل الطاهر) وكتاب( تفسير رسالة القديس بولس الرسول الى العبرانيين للقديس يوحنا فم الذهب) وهو من مخطوطات البطريركية بدمشق وتحت رقم 169 ومؤلف من 34 عظة.
ثالثاً: تعريب أعمال الآباء
إن معرباته عن أعمال آباء الكنيسة عديدة، وهي تدل على علم وافر باللغتين اليونانية والسريانية، كما أفاد البطريرك مكاريوس ابن الزعيم وباللغة العربية التي نقل إليها. لذلك يحق له أن تدعوه الكنيسة المسيحية بسائر فروعها (شيخ المعربين أو الترجمان).
آثاره المعربة
آ- أعمال القديس يوحنا الذهبي الفم
1_ تفسير الذهبي الفم
: للسفر الأول من التوراة في 67 مقالة مع 67 عظة منه نسخة قديمة في مكتبة القبر المقدس في القدس، وهي تعود الى سنة 1227، وقد كتبت في دير القديس مرقس بظاهر الإسكندرية، ونسخة أخرى في دير البلمند تاريخها 1641.
2_ تفسير إنجيل القديس متى البشير
في 1500 صفحة كبيرة وقد عربه ابن الفضل في مجلدين منه نسخ عديدة.
3_ تفسير إنجيل القديس يوحنا
ومنه نسخ متعددة في مكتبة دير البلمند وغيرها ويشتمل على 88 مقالة و88 عظة وقد طبع في ثلاثة مجلدات.
4_ شرح رسالة القديس بولس الرسول الى العبرانيين منه نسخة تحمل الرقم 169 من مخطوطات البطريركية بدمشق مؤلفة من 34 عظة في 576 صفحة وتعود الى بدايات القرن 19 وتحمل خاتم البطريرك غريغوريوس 1890- 1906.
ب- أعمال القديس باسيليوس الكبير
1_ تفسير ستة أيام الخليقة
منه نسخة مخطوطة برقم 142 من مخطوطات البطريركية بدمشق في أوله مايلي: القديس باسيليوس الثاني، نقله من الرومية الى العربية عبد الله ابن الفضل الأنطاكي 6165ويتالف التفسير من تسع مقالات.
ومن الملاحظ أن الشماس عبد الله لم يكتف بنقله إلى العربية، بل أضاف إليه عدة تفاسير في آخر كل فصل تنبئ بسعة معارفه لشتى العلوم كالطبيعيات والمظاهر الجوية وغيرها.
2_ أحسن ما قال القديس باسيليوس
وهو مقال من مجموعة تدخل في المخطوط 269 من مخطوطات البطريركية بدمشق.
ج- أعمال القديس غريغوريوس النيصصي
وهو شقيق القديس باسيليوس الكبير وقد عرب له الشماس عبد الله كتاباً يقع في آخر كتاب القديس باسيليوس” تفسير ستة أيام الخليقة ” (المذكور أعلاه) يدعى كتاب “خلقة الإنسان وشرف معانيه”، مؤلف من 32 باباً وقد ورد بنفس المخطوط 142.
د- أعمال القديس اسحق في الروحانيات وهو مخطوط بطريركي برقم 162.
ه- أعمال القديس صفرونيوس بطريرك أورشليم
كتاب” البرهان في تثبيت الإيمان” يتألف من 28 باباً عربه ابن الفضل ويحمل الرقم 288 من مخطوطات البطريركية: خط نسخي جميل بيد الياس بن فخر الشهير بابن فخر الطرابلسي انتهى في 24 / 12 /1696.
رابعاً: تعريبات أخرى للشماس عبد الله ابن الفضل
إن لابن الفضل تعريبات كثيرة قد محتها أيدي الزمان الغادر ومنها بقية يسيرة مثل تختيكون (دليل) البطريركية الأنطاكية في ترتيب كراسي مطارنتها وأساقفتها وهو القسم 19 من المخطوط 189 من مخطوطات البطريركية بدمشق بعنوان:
– ” الشماس عبد الله بن الفضل: لمحة عن سلسلة البطاركة الذين صاروا على كرسي أنطاكية” للخوري ميخائيل بريك.
– قانون رهبان أديرة جبل آثوس المقدس.
الخاتمة
علم تفخر به أنطاكية مدينة وكنيسة فهو ابنها البار. هو كوكب أنطاكي سطع في وضح النهار، وترك إرثا رائعاً من مؤلفات لاهوتية عميقة وترجمات رفيعة عن اليونانية والسريانية.إن ما تركه لنا أو بالأحرى مابقي لنا من تراثه المتناثرهنا وهناك فيه أدلة دامغة على مقدار الجلد والصبر الذي تحلى به. أمضى حياته في خدمة أبناء كنيسته الأرثوذكسية عامة، والأنطاكية خاصة، يستحق تكريماً من المجمع الأنطاكي المقدس يماثل التكريم الذي أعلنت بموجبه قداسة الشهيد في الكهنة الخوري يوسف الحداد فقد عاش ومات لأنطاكية وواجب على كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى هذا التكريم.