المتروبوليت جراسيموس يارد مطران سلفكياس (أبرشية زحلة وبعلبك وصيدنايا ومعلولا)
السيرة الذاتية
ولد في راشيا وادي التيم سنة 1840 من والد تقي يدعى اسبر يارد، وتسمى في المعمودية المقدسة جرجي، وتربى في بيئة إيمانية أرثوذكسية وفي سنة 1851 حضر الى راشيا زائراً البطريرك الأنطاكي ايروثيوس الذياذوخوس 1850 – 1885 ومعه شماسه غفرائيل شاتيلا الدمشقي ( مطران بيروت 1870 -1902 )، فطلب الفتى جرجي يارد من الشماس إدخاله في مدرسة دمشق الكهنوتية،( وهي احد فروع المدارس الأرثوذكسية الدمشقية الكبرى- الآسية التي كان القديس الشهيد في الكهنة يوسف الدمشقي – الخوري يوسف مهنا الحداد الدمشقي قد افتتحها عام1851)، فكان له ذلك.( مشاهدة المزيد…)
تتلمذ علمنا على يد القديس يوسف وأخذ عنه العربية واليونانية. وفي عام 1858 انتخب معلماً لمدرسة حماة الأرثوذكسية، فأظهر من براعة التعليم مع حداثة سنه ما خلد له الذكر الحسن في هذه المدينة عموما ووسطها المسيحي خصوصاً.

حياته الاكليريكية
في سنة 1859 اختار البطريرك ايروثيوس شماسه غفرئيل شاتيلا رئيساً للأمطوش الأنطاكي في موسكو ورسمه ارشمندريتا وأرسله الى هناك، فتوسط الإرشمندريت لدى البطريرك في أخذ علمنا معه الى موسكو ليدخل في إحدى مدارسها اللاهوتية. فوافقه البطريرك على ملتمسه.
تم إدخال الفتى جرجي لمدة عام واحد إنما في إحدى مدارس القسطنطينية اللاهوتية بمساعي المطوب الذكر السيد ديمتري شحادة الصباغ الدمشقي المقيم هناك، وبعد أن اعتنق علمنا الرهبنة ولبس الاسكيم الرهباني وسمي جراسيموس.
ثم وفي عام 1861 سافر مع الإرشمندريت شاتيلا الى موسكو لتحقيق ذلك ودخل في مدرسة موسكو اللاهوتية الإكليريكية عام 1862 وأتم دروسها بنجاح في عام 1868. ثم تابع دراسته اللاهوتية العليا في كلية بطرسبرج وحاز قصب السبق على أقرانه من مختلف الجنسيات وأكمل دراسته في اللاهوت والفلسفة وأتقن بعض اللغات بالإضافة للروسية.
وفي عام 1872 نال منها( الشهادة الرسمية من الصنف الأعلى ) وسمي أستاذا لمدرسة ( بسكوف )، ثم اختير رئيساً لمدرسة ريغا اللاهوتية في فنلندا ثم أستاذا لتاريخ الكنيسة البيزنطية الشرقية في مدرسة بطرسبرج حيث ألف ونشر بعض تآليف هامة في اللغة الروسية منها( تاريخ القديس فوتيوس العظيم نصير الإيمان القويم ) وبسببه نال رتبة ” عالم لاهوتي” وكان أول عربي ينال هذه الرتبة.
كان علمنا واعظاً بليغاً في مواعظه في الكنائس والمحافل والأندية فيحتشد الألوف لسماعها.
في سنة 1883 انتخب المجمع الأورشليمي المقدس نيقوديموس بطريركاً على المدينة المقدسة أورشليم ، إذ كان وقتها في الديار الروسية، فأخذ علمنا معه الى أورشليم ورسمه ارشمندريتاً وسماه واعظاًً للكرسي الأورشليمي المقدس فبرع في رد الخراف الضالة من الحظيرة الأرثوذكسية بقوة عظاته وقد جاء مع البطريرك نيقوديموس الى دمشق عام 1885 لزيارة البطريرك الأنطاكي جراسيموس فلفت الأنظار إليه لعظاته البديعة.
اسقفيته

في سنة 1889 ويوم أحد الأرثوذكسية انتخبه المجمع الأنطاكي المقدس بالإجماع مطراناً على أبرشية سلفكياس (زحلة ومعلولا وصيدنايا…)خلفاً للمطران متوديوس صليبا، وفي يوم عيد البشارة رسمه البطريرك جراسيموس في الكاتدرائية المريمية بحضور مطارنة الكرسي الأنطاكي وقنصلي روسيا واليونان باحتفال روحي بهيج .
في أبرشيته قام جراسيموس بواجباته خير قيام، فرد المتغربين عنها للكنائس الأخرى بسبب حالتهم المادية الرديئة، وحالة أبرشيته التي كانت أيضا رديئة ومتواضعة جداً. فقام بترميم كنائسها من جيبه الخاص وجهزها، وأوجد نهضة حقيقية في أبرشيته، واستمر على سدتها حتى 1899 حيث انتقل الى الأخدار السماوية في 13 أيلول.وجرى له تشييع لائق خرجت زحلة والبقاع كلها تقديراً لهذا الراعي المتميز… بحضور القناصل يتقدمهم القنصل الروسي واركان الجمعية الأمبراطورية الروسية لأنه كان يُد من قادتها…
صفاته
كان علمنا ثابت الجنان، طليق اللسان عالي الهمة أميناً متواضعاً، وكان محبوباً من الرعية ومحترماً ونافذ الكلمة لدى الحكام، وقد أظهر من الحزم والثبات ماهو مشهود له عام 1898 ( أثناء نضال رعية دمشق وكهنتها ضد البطريرك اسبريدون مع معظم مطارنة الكرسي الأنطاكي من أجل أن يتبوأ السدة الأنطاكية بطريرك عربي)
آثاره المكتوبة عديدة منها
عّرب كتاب “خلاص الخطأة”، ورواية “إقرار بيلاطس” وكتاب ” دليل المستفيد الى الملك المجيد” وعدة كتيبات طقسية للأعياد السيدية مثل: “بهجة الفؤاد في عيد الميلاد” و” عقد التحلي في عيد التجلي” و”القول المصيب في عيد الصليب ” و ” الزهرة النضراء في عيد العذراء”.
وله كتابه الأساس والمشهور باللغة الروسية “تاريخ القديس فوتيوس”
أتقن العربية والروسية واليونانية والتركية وبعض السريانية والعبرية.