صفحة بسيطة من تاريخ مدينة أفاميا الأثرية

صفحة بسيطة من تاريخ مدينة أفاميا الأثرية

تقع أطلال مدينة أفاميا على بعد حوالي 60 كم شمال غرب مدينة حماه، وتشرف على سهل الغاب، الذي يمر عبره نهر العاصي، وتفصله عن البحر الجبال الساحلية.
تحتوي المدينة على كثير من الأوابد الأثرية والتاريخية الهامة، التي تبين أن هذا الموقع سُكن منذ العصور القديمة، وأن سكانه عرفوا الزراعة منذ العصر الحجري الحديث، قبل أكثر من عشرة آلاف سنة.

تأسيسها

الشارع المستقيم
الشارع المستقيم

أما المؤسس الحقيقي لهذه المدينة فهو الملك سلوقس نيكتاروس أحد قادة الاسكندر المفقدوني، وهو الذي اسس ايضاً مدينة انطاكية وجعلها عاصمة مملكته واللاذقية…
وقد أمر في عام 301 ق.م ببناء مدينة أفاميا واطلق عليه لقب اباما تيمنا باسم زوجته الفارسية، وجعل منها العاصمة الحربية لمملكته السلوقية. وكانت بالتالي قاعدة للجيش السلوقي والخزينة الحربية.
حافظت أفاميا على أهميتها في العصر الروماني، ولعبت دوراً كبيراً في الحملات التي قامت بها رومة ضد الفرس، زارها عدد كبير من الأباطرة، وأغدقوا عليها الأموال والهبات، كما نالت حق سك نقود خاصة بها حتى عهد الأمبراطور الروماني كلاوديوس 41ق.م.

لوحات فسيفساء موجودة في متحف افامية
لوحات فسيفساء موجودة في متحف افامية

ونالت المدينة عناية خاصة مرة أخرى عندما بدأ الأباطرة السوريون بحكم روما وذلك بدءاً من عهد سبتيموس سفيروس، واشتهرت بكرومها الجيدة والتي كانت تصدر خمورها وثمارها الى الاسكندرية عبر ميناء اللاذقية.

مسيحيتها

ورغم الوجود المسيحي المبكر فيها، الا انه لم ينتشر فيها انتشاراً واسعاً الا بعد اصدار الأمبراطور قسطنطين الكبير لبراءته الشهيرة من مدينة ميلانو في السهل الإيطالي والمعروفة” ببراءة ميلانو عام 313 “، والتي اعترف فيها بحق كل مواطني الأمبراطورية الرومانية بحرية العبادة، وقد سمح للمسيحيين باعتناق ايمانهم وإعلانه وقد ابطل حمامات الدم المريعة بحقهم طيلة نيف وثلاثة قرون …

كاتدرائية افاميا
كاتدرائية افاميا


وتشير البقايا الأثرية والتاريخية الى وجود مسيحي كبير من خلال الكنائس والأديار فيها، ومنذ نهاية القرن الرابع وكانت اسقفيتها متقدمة على خورنيات المحيط وساهم اساقفتها دوماً في المجامع المسكونية المقدسة، وتشتهر بكاتدرائيتها الكبرى وعدد من الكنائس غيرها ولكنها كلها خربة حالياً بعدما قضت عليها الزلازل..
كما كانت افاميا مركزاً فكرياً وفلسفياً مشهوراً، وانجبت أحد زُعماء الفلسفة وهو بوسيدونيوس الأفامي.
وفي عام 638 فتحها العرب المسلمون صلحاً بقيادة ابي عبيدة بن الجراح…


اترك تعليقاً