تذكار جامع لرئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل وسائر القوات السماوية عادمة الاجساد…

توطئة

منذ أقدم الأزمنة وللملائكة في العبادة ذكر، ولها في حياة العابدين دور وأدوار حتى يكاد لا يخلو أكثر أسفار العهد العتيق من وقفة عندها إشارة إليها.

غير أنّه كان دائما ثمّة خطر أن يغفل القوم طبيعة الملائكة الشفافة التي يفترض أن تشير إلى السيد الرب دون أن تشهد لنفسها. فإذا ما وقف الناس عندها، وشغفوا بها دون الإله الحي الحقيقي، سقطوا في الهرطقة. مثل ذلك ما سقط فيه العبرانيون قبل الملك حلقيا، على ما ورد في كتاب الملوك الثاني(23 : 5)، حيث نقرا أن كهنة الأصنام الذين أقامهم ملوك يهوذا كان يحرقون البخور “للبعل والشمس والقمر والأبراج ولجميع قوات السماء”. ومثل ذلك ما نبّه إليه الرسول بولس بقوله :”لا يخيبكم أحد من جعالتكم مبدعا مذهب تواضع وعبادة للملائكة”، ومثل ذلك أيضا ما أشار إليه القانون الخامس والثلاثون من مجمع اللاذقية في فريجية (343 -381 م) بشأن عبادة للملائكة شاعت في ذلك الزمان فأعلن أنه :” لا يجوز لمسيحيّين أن يتركوا كنيسة الله ويذهبوا ويبتهلوا للملائكة ويجمعوا جماعات. فكلّ هذا ممنوع. وكلّ من يمارس عبادة الأصنام في الخفية فليكن مبسلا (مقطوعا) لأنّه ترك ربنا يسوع المسيح وتبع عبادة الأوثان”. ثيودوريطس المؤرخ (393م- 466 م) قال إنّ عبادة الملائكة شاعت في فريجية وبيسيدية وطال أمدها وأنه كان فيها معابد لميخائيل رئيس الملائكة.

ربوات الملائكة حول العرش السماوي
ربوات الملائكة حول العرش السماوي

والقدّيس أبيفانوس القبرصي قال إنه كان يوجد شيعة قديمة تدعى شيعة الملائكيين كانت تعلّم أنه يجب ألا المعونة من المسيح أو نقدّم أنفسنا لله بواسطته لأن هذا فوق ما تستحقه الطبيعة البشرية لأن يسوع المسيح نفسه هو فوق البشر. وعوض ذلك، يجب أن نطلب معونة الملائكة.

كلّ ذلك يدعو إلى تقصي الحقائق بشأن الملائكة : من هم؟ ما هي ميزانهم؟ ما هو دورهم؟ ما هي مراتبهم؟وما هي أسماؤهم؟ بكلمة، ما تعلّمه الكنيسة بشأنهم.

يذكر أن من استفاض في الخديث عن الملائكة كان، بصورة أخص، كاتب مؤلف “المراتب السماوية” المعروف، بديونيسيوس الأريوباغي المنحول.

 طبيعة الملائكة

الملائكة مخلوقات إلهية نعرّف عنها ب”الأنوار الثانية” حيث إن الإله البارىء كل المخلوقات، هو النور الأول غير المخلوق. وهي ثانية لأنها تقتبل بنعمة الروح القدس اشعاعات النورالأول وتشترك في سرمديته. أبدعها الله قبل العالم المنظور الذي نعرف، وكمّلها بالقداسة، جاعلا إياها أرواحا وخدّاما كلهيب النار (مز: 103) واسمها معناه في الأصل اليوناني “رسل”. وهي حرة من ثقل الجسد،عاقلة، وفي حركة دائمة لا تتوقف. تعاين الله على قدر طاقتها ولها من المشاهدة قوت لذاتها وثبات وغلة وجود. وهي وإن كانت حرة من انفعالات الجسد لكنها ليست بلا هوى كمثل الله لأنها كائنات مخلوقة. من هنا أن الملائكة وإن لم تكن لتجنح إلى الشر إلا بصعوبة، لكنها ليست بمنأى عنه إمكانا. ومن هنا ، أيضا، أن عليها أن تحسن استعمال الحرية التي يسبغها الله عليها لنحفظ ذواتها في الصلاح وتنمو في مشاهدة الأسرار الإلهية لئلا تجنح إلى الشر وتبعد عن الله. وحيث لا جسد لا توبة ترتجى.

على أن الملائكة وإن كانت بلا أجساد فهي ليست غير هيولية تماما.وحده الله كذلك، والملائكة محدودة في الزمان والمكان، ليس بإمكانها أن تكون في أكثر من مكان واحد في وقت واحد. لكن طبيعتها اللطيفة تتيح لها أجتياز العوائق كمثل الجدران والأبواب وما إليها، ومتى أوكل إليها السيد الرب بمهمة لدى الناس. وهي لذلك تتخذ شكلا جسدانيا يتيح لنا رؤيتها، كما أن خفتها وسرعتها الخارقة تؤهلها لإجتياز المسافات لتوّها.ولها من الله، متى أوفدها، علم كامل دقيق نفّاذ بكل ما تخرج من أجله. وإن تنبأت فبنعمة من عنده وأمر، وهذا ليس من فضلها.

 مهمة الرقابة

والملائكة جعلها الله رقيبا على الأرض، تسود على الشعوب والأمم والكنائس وتضمن نفاذ المقاصد الإلهية وتمامها نحو البشر، جماعات وأفرادا. ولكل منا بصورة غير منظورة ملاك حارس من عند الله، عينه علينا دونما انقطاع،وهو واقف لدى الله في آن، كمثل ما ورد على لسان الرب يسوع المسيح :”إياكم أن تحتقروا أحدا من هؤلاء الصغار، أقول لكم أن ملائكتهم في السماوات يشاهدون أبدا وجه أبي الذي في السماوات” (متى 18 :10-11 ). وهذا الملاك الحارس يوحي لنا بالصلاح عبر الضمير فيعيننا على إجتناب فخاخ الشيطان ويؤجج فينا نار التوبة الخلاصية إن أثمنا.

 مراتب الملائكة

والله وحده العارف بصنف الطبيعة الملائكية وحدودها. وهي واحدة من نحو الله، أما من نحونا فلا تعدّ ولا تحصى. والكلمة الإلهية بشأنها في سفر دانيال هي هذه:”…وتخدمه ألوف ألوف وتقف بين يديه ربوات ربوات”(دانيال 7 :10 ).وهي وإن تعذر على الآدميين أحصاؤها فالتراث يجعلها في تسع مراتب موزعة على ثلاث مثلثات كأولاها تلك الواقفة أبدا في حضرة الله والمتحدة به بصورة فورية، قبل سواها ودونما وسيط. وهذه هي السارافيم والشاروبيم والعروش. فأما السارافيم فاسمها في العبرانية “المشتعلة”، ولها حركة سرمدية ثابتة حول الحقائق الإلهية تؤهلها للإرتقاء بمن هم دونها في الرتبة إلى الله من خلال إزكاء الحرارة المطهّرة النورانية التي للفضيلة. وأما الشاروبيم فلها غير وظيفة، واسمها يشير إلى تمام معرفة الله.لذا نصوّرها ممتلئة عيونا من كل صوب دلالة على أهليتها لمشاهدة النور الإلهي. وأما العروش فهي التي يستريح الله فوقها في سكون بلا هوى.

وأما المثلث التالي فهو السيادات والقوات والسلاطين، وهو الحلقة الوسطى التي تبث مراسم السيد الإله على نحو منظوم وترقى بالأرواح الدنيا إلى الأقتداء بالله.
وأما المثلث الأخير فينجز المراتب السماوية، وقوامه الرئاسات ورؤساء الملائكة والملائكة، التي بها نبلغ المراسم الإلهية. ولما كان هذا المثلث هو الأدنى إلينا فإن الملائكة فيه هي التي تنزل علينا بهيئة جسمانية متى شاء ربها.

ثم بعد المراتب الملائكية التسع يأتي آدم في المرتبة العاشرة وبه أكتملت الخليقة. ولكن آدم سقط وأضحى تحت العبودية للموت. لذلك بادر الكلمة من العلى لأنتشاله من اللجّة. والقول أنه أجتاز المراتب الملائكية إلى آدم وتجسّد وصلب وقام من بين الأموات وصعد إلى السموات. وبالكلمة المتجسد، بالرب يسوع المسيح، اجتازت بشرتنا لا إلى حيث كانت أولا وحسب، بل تخطت حتى المراتب الملائكية بأسرها، وسمت عليها لتستقر، في شخص السيد الإله الإبن المتجسد، إلى يمين الله الآب.

شيمتها

هذا وإن شيمة الملائكة قاطبة أن تصدح أبدا بالتسبيح بالنشيد المثلث التقديس (التريصاجيون) مشيرة به إلى العزة الإلهية وإلى دهشها المتواصل والمتعاظم إزاءه. ولنا في الإصحاح السادس من نبوءة اشعياء صورة عن ذلك :” رأيت السيّد جالسا على عرش عال رفيع، وأذياله تملأ الهيكل. ومن فوقه سرافيم قائمون، ستة أجنحة لكل واحد، بأثنين يستر وجهه، وبأثنين يستر رجليه، وبأثنين يطير، وكان هذا ينادي ذاك ويقول:” قدوّس قدوّس قدوّس، رب الصباؤوت، الأرض كلها مملوءة من مجده “.

رئيس الملائكة ميخائيل

ميخائيل معناه (من مثل اللـه) وهذه العبارة قالها الملاك ميخائيل حينما حارب الشيطان الذى تكبر على العلى وقال فى قلبه: ” أصعد إلى السموات أرفع كرسى فوق كواكب اللـه وأجلس على جبل الإجتماع فى أقاصى الشمال ، أصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العلى.” ( أش 14 : 13 – 14)

الملاك ميخائيل
الملاك ميخائيل

هو الأول فى رؤساء الملائكة السبعة: ميخائيل وجبرائيل ورافائيل (وهؤلاء ذكروا فى الكتاب المقدس ) وسوريال وصداقيال وسراتيال وأنانيال ( وهؤلاء أشار إليهم التقليد الكنسى فى الكتب الطقسية)

الملاك ميخائيل وشعب اللـه فى العهد القديم والعهد الجديد

أ. المدافع عن جنس البشر

حارب التنين ( الشيطان) وملائكته وطرحهم إلى الأرض ( رؤيا 12 : 7 -9 ) –

– حارب الشيطان من أجل جسد موسى النبى قائلاً له لينتهرك الرب (يهوذا 1 : 9)

– ظهر ليشوع بن نون قائد شعب بنى إسرائيل فى هيئة رجل مسلحاً وله هيئة مهيبة وسيفه مسلول بيده قائلاً له:” أنا رئيس جند الرب الآن أتيت … “ثم أبلغ يشوع خطته لسقوط أريحا ( يش 6 : 1 – 5 )

– أنقذ الثلاثة الفتية القديسين من آتون النار المتقد وصيره كالندى البارد وتمشى الثلاثة فتية فى وسط الآتون يسبحون اللـه بفرح مع ملاك الرب (دانيال 3:25 28). –

– أثناء رجوع شعب بنى إسرائيل من سبى بابل حاول رئيس مملكة فارس عرقلة ذلك فوقف مقابله جبرائيل الملاك يقاومه وينازعه حتى أتى ميخائيل رئيس الملائكة لإعانته فى هذه المهمة الموكلة إليه ” وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتى ” ( دا 10 : 13 – 14)

ب- المبشر بقيامة المسيح : (مت 28 : 1-7)

كان ميخائيل هو المكلف من قبل اللـه بالحرب ضد الشيطان فأى فرحة تكون للرئيس ميخائيل وهو المكلف من قبل اللـه بالحرب ضد الشيطان وقد تحطم وتقيد بدماء المسيح القائم من القبر منتصراً..

جـ – الملاك ميخائيل وإعانته للشهداء

فهو الذى يسند الشهداء أثناء احتمالهم للعذاب حتى الاستشهاد.

د- الملاك ميخائيل والكنيسة

وهو يحرس كنيسة المسيح، لذلك تشيد كنيسة على إسمه دائماً فى أعلى حصون الأديرة قمم الجبال، وعلى مشارف المدن.

لماذا يمسك الملاك الميزان والسيف؟

جاء في سفر الرؤيا قوله:”وحدث قتال في السماء ميخائيل وملائكته كانو يقاتلون التنين وكان التنين وملائكته يقاتلون، فخسر التنين وملائكته، ولم يجدوا لهم موضع في السماء فطرح التنين الحية القديمة المسمى إبليس أو الشيطان والذي يضل المسكونة كلها، طرح الي الأرض وطرحت ملائكته معه ” (رؤ:12:7-9)ا

وهذا النص يدل على الحرب التي نشبت بين ميخائيل وملائكته الصالحين وبين الشيطان وملائكته الأشرار الذين تبعوه في تمرده.

وهنا ترمز الصورة الشهيرة للملاك ميخائيل التي يُصَّوَّرْ فيها الملاك ممسكاً بميزان في يده اليسرى، وترمز الي عداله الله…اما في يده اليمنى فيمسك بالسيف الناري كما يقول التمجيد “سيف النقمة” أي سيف إصدار أحكام الله.

وقد ظهر في الصورة الشيطان تحت قدميه مطروحا ومهزوماً.

كما أوضح سفر الرؤيا ان الملاك ميخائيل مطارد الى هذه اللحظه لرئيس الشياطين سطانائيل حيث انه شن هجومه عليه نيابة عن الله وصاح صيحة النصر كما في سفر التكوين وهي:

“مي خائي ييل” والتي تفسيرها:” من يكون مثل الله”

وبعدها هُزم الشيطان، وطُرح الي الأرض هو وملائكته، وسقطوا كالبرق كما يقول مخلصنا الرب يسوع المسيح:

“إني رأيت الشيطان ساقطاً من السماء كالبرق”(لو10:18)

أما بالنسبة للبوق…او كما يُقال في تمجيد الملاك الحارس:” أعطاك بوق النعمة في القيامة والزحمة.”

فأن هذا تفسيره (أنه ملاك القيامة) الذي يُبَّوقْ بالبوق ليدعو أجساد الراقدين الي القيامة:

“لأن الرب نفسه عند الهتاف عند صوت رئيس الملائكة، وبوق الله سينزل من السماء، فيقوم الموتى في المسيح اولاً… “(تسالونيكي 1:4-16)

رئيس الملائكة جبرائيل

اسمه

الملاك جبرايل
الملاك جبرائيل

 باليونانية، Γαβριήλ

 وبالعربية جبرائيل، او جبريل…

 باللاتينية Gabrielus

معنى اسمه

رجل‏ ‏الله‏,‏أوقوة‏ ‏الله أوجبروت‏ ‏الله… أوأن‏ ‏الله‏ ‏أظهر‏ ‏ذاته‏ ‏قادراً ‏وقويا وبعبارة‏ ‏أخرى‏، ‏إن‏ ‏جبرائيل‏ ‏هورجل‏ ‏الله الذي‏ ‏تظهر‏ ‏فيه‏ ‏وبه‏ ‏قوة‏ ‏الله‏ ‏وقدرته‏، ‏أو‏ ‏أنه رجل‏ ‏الله الذي‏ ‏يعلن‏ ‏به‏ ‏الله‏ ‏قوته‏ ‏وقدرته للعالمين‏.‏

كان هو والملاك ميخائيل اللذان وقفا حارسين على أبواب الجنة لمنع عودة آدم الساقط بالخطيئة. ويعد جبرائيل من روؤساء الملائكة. ووفقًا لبشارة لوقا (فإن جبرائيل أوحى لزكريا الكاهن بميلاد ابنه يوحنا المعمدان من زوجته أليصابات العاقر، كما بشّر قريبتها مريم العذراء بميلاد المسيح. وزيارة جبرائيل لمريم تعرف أيضًا ب “البشارة”).

وهوعيد سيدي عظيم، تحتفل به كنيستنا الأرثوذكسية في يوم 25 آذار سنوياً. وميخائيل‏ ‏هو‏ رئيس الملائكة ‏الأول‏، وجبرائيل أو‏ غفرئيل او غفريل او ‏غبريال هو‏ الرئيس ‏الثاني‏. وبشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم كانت من أكثر المواد التي تناولها الفن المسيحي وكتاب الأيقونات في الكنيسة منذ بدء البشرى المسيحية وخاصة في المشرق المسيحي.

والملاك جبرائيل او غفرئيل هو‏ ‏أحد‏ ‏رؤساء‏ ‏الملائكة‏ ‏السبعة‏ ‏الواقفين‏ ‏أمام‏ ‏الله في‏ ‏السماء في سفر الرؤيا، وبالقرب من عرشه الالهي، يخدمونه ويسجدون له، ويعملون بكلمته عند سماع صوت الله(مز 102:20) وهم رهن تنفيذ ارادته ومقاصده.

ولقد‏ ‏قال‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏ ‏في‏ ‏حديثه‏ ‏إلي‏ ‏زكريا‏ ‏رئيس‏ ‏الكهنة‏ ‏والد‏ ‏النبي السابق‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏، وهو‏ ‏يصف‏ ‏شرف‏ ‏مهمته‏ ‏وكرامة‏ ‏وظيفته: “أنا‏ ‏جبرائيل‏ ‏الواقف‏ ‏أمام‏ ‏الله” ( لوقا1:19)

جبرائيل في الانجيل

 ذكر ‏اسم‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏دانيال‏ ‏النبي، حين جاء الملاك جبرائيل الى دانيال ليفسر له الرؤيا التي رأها عند نهر اولاي، حيث يقول دانيال النبي: ” وكان‏ ‏لما‏ ‏رأيت‏ ‏أنا‏ ‏دانيال‏ ‏هذه‏ ‏الرؤيا‏ ‏والتمست‏ ‏بيانها،‏ ‏إذا‏ ‏بشبه‏ ‏إنسان‏ ‏قد‏ ‏وقف‏ ‏قبالتي‏ ‏وسمعت‏ ‏صوت‏ ‏إنسان‏ ‏من‏ ‏وسط‏ ‏أولاي‏، فنادى وقال: “ياجبرائيل‏، فهم هذا الرجل الرؤيا، فجاء الي حيث وقفت، فلما اتى ارتعبت، وخررت على وجهي، فقال لي: “افهم‏ ‏يا‏ ‏ابن‏ ‏آدم‏،‏فإن‏ ‏الرؤيا‏ ‏تتم‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏المحدود‏.‏إذكان‏ ‏يتكلم‏ ‏معي‏ ‏كنت‏ ‏مسبخا‏ ‏على‏ ‏وجهي‏ ‏إلى ‏الأرض ‏فلمسني‏ ‏وأوقفني‏ ‏علي‏ ‏مقامي‏. وقال‏:‏ “هآنذا‏ ‏أعلمك‏ ‏بما‏ ‏سيكون‏ ‏في‏ ‏آخر‏ ‏السخط‏ ‏فإنه‏ ‏يتم‏ ‏في‏ ‏الميعاد‏ ‏المحدود‏.‏” (دانيال‏8:15-19) ولابد‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الأمر‏ ‏الصادر‏ ‏إلي‏ ‏جبرائيل‏  ‏‏لتفسير‏ ‏الرؤيا‏ ‏لدانيال‏,‏هو‏ ‏من‏ ‏المسيح‏ ‏قبل‏ ‏التجسد‏ لأنه‏ ‏ظهر‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏شبه‏ ‏إنسان‏ ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏إرهاصا‏ ‏وتمهيدا‏ ‏للتجسد‏ ‏الحقيقي‏ ‏الكامل‏ ‏الذي‏ ‏تم‏ ‏في‏ ‏ملء‏ ‏الزمان‏‏وفي‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏.

أوصافه

وصف‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏جبرائيل في‏ ‏كتب‏ ‏الكنيسة‏ ‏ومؤلفات ‏الآباء‏:” بأنه ملاك‏ ‏السلام‏ وملاك‏ ‏البشارة‏ ‏المفرحة‏ وملاك‏ ‏الولادة‏، وملاك‏ ‏الحياة‏، ‏وملاك‏ ‏الفرح‏، وملاك‏ ‏الوشائج‏ ‏العائلية‏ ‏الرقيقة‏، ‏وملاك‏ ‏الصبوة‏ ‏البريئة‏ ‏والشباب‏ ‏الطاهر‏، وملاك‏ ‏العذرية ‏والبتولية‏.. ‏ويصوره‏ ‏كتاب الأيقونات ‏ ‏عادة‏ وهو ‏يحمل‏ ‏زنبقة‏ ‏كرمز‏ ‏له‏، ‏كما‏ ‏يصورونه‏ ‏يحمل‏ ‏صولجانا‏ ‏ومعه‏ ‏”دُرج‏” ‏أي‏ (لفافة‏ ‏من‏ ‏الرق‏ ‏أو‏ ‏ورق‏ ‏البردي)‏ ‏مكتوبة‏ ‏عليه‏ ‏هذه‏ ‏العبارة‏ ‏كشعار‏ ‏له‏:‏” السلام‏ عليك ‏يا‏ ‏مريم‏ ‏يا ممتلئة‏ ‏نعمة‏…”‏ وتصفه‏ ‏المصادر ‏الكنسية‏ ‏بأنه “الملاك‏ ‏الروحاني‏ ‏والخادم‏ ‏الملتهب‏ ‏نارا‏”، الواقف‏ ‏أمام‏ ‏الرب‏ ‏القادر‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏شيء، ويسأله الرب عن ‏ ‏جنس‏ ‏البشر‏ ‏كل‏ ‏حين‏.‏ ويعتبرالملاك جبرائيل ‏ شفيعا‏ ‏خاصا‏ ‏للعذارى ‏والمتبتلين‏ ‏وللراغبين‏ ‏في‏ ‏تكريس‏ ‏ذواتهم‏ ‏لله‏ ‏وحامياً ‏للأمومة، وللطفولة، ومعيناً للباحثين عن الحق، ويساند العاملين من اجل الحق… مغيثا‏ ‏للوعاظ‏ ‏والمعلمين‏ وللخطباء والشعراء، ولكل خدام الحق، ولقادة الدول وسفرائها وسائر فعاليات الدول المحبة للمسيح، ولسائر النشاطات الانسانية والاجتماعية.

 طروبارية لرئيسي الملائكة وسائر الأجناد العلوية

” أيها المتقدمان على الأجناد السماويين، نتوسّلُ إليكم نحن غير المستحقين، حتى إنكم بطلباتكم تكتنفونا بظلِّ أجنحة مجدكم غير الهيولي، حافظينً إيانا نحن الجاثين والصارخين بغير فتور، أنقذونا من الشدائد، بما أنكم رؤساء مراتب القوّاتِ العلويّة.”